الإعاقة والتنمية المستدامة
بحث أنثروبولوجى عن المعاقين ذهنياً
أ. د/ علية حسن حسين
أستاذ الأنثروبولوجيا
كلية آداب القاهرة – فرع بنى سويف
مقدمة :-
تهتم أنثربولوجيا الإعاقة بالطفل المعاق باعتباره كائناً حياً بيولوجى ، اجتماعي ، ثقافي ، له حاجاته ومشكلاته البيولوجية والاجتماعية والنفسية.
ولما كانت الإعاقة تلعب دوراً في عزل الطفل وأسرته عن المجتمع، فإن العزلة تعنى المرض ، والمرض يعنى الإعاقة والمعاق يعنى عدم القدرة على أداء دوره في المجتمع يتطلب ذلك تنمية القدرات التي لديه بما يمكنه من أداء دوره في المجتمع في حدود هذه القدرات ، وإعادة الاندماج والانتماء إلى المجتمع للقضاء على العزلة التي يعانى منها
كيف يمكن تحقيق ذلك يحاول البحث التركيز على ما يلي :-
لما كانت الأنثروبولوجيا تهتم بدراسة الإنسان باعتباره كائن حي بيولوجى ، اجتماعي ، ثقافي . فإن الشخص المعاق هو في المحل الأول إنسان مثله مثل الشخص السوى له مكانة في المجتمع ودور يؤديه وحقوق والتزامات وذلك في حدود قدراته.
ويعانى المعاق من العزلة وعدم الاندماج في المجتمع لأنه غير قادر على أداء دوره. وتعنى العزلة المرض ويعنى المرض الإعاقة التي تتنوع طبقاً لنوع العجز الذي يعانى منه الشخص المعاق – والعجز أنواع فقد يكون تلف في أعضاء الجسم أو العقل – وقد يكون تلفاً مركباً أصاب أكثر من عضو من أعضاء الجسم. وقد يرجع هذا التلف الذى أصاب الجسم والعقل راجعاً إلى أسباب قد تكون وراثية، بيئية أو ثقافية.
ويختلف أفراد المجتمع في الشكل ، اللون ، الوزن ، الطول ، والذكاء ، والقدرات ، والنشاط ، وهذا الاختلاف لا يرجع إلى العوامل البيولوجية وحدها، وإنما يؤخذ في الاعتبار العوامل الاجتماعية الثقافية.
وترتكز التنمية المستدامة على التوازن بين البيئة والموارد الاقتصادية والبشرية. والبيئة طبيعية كانت أو ثقافية اجتماعية تؤثر في تشكيل حياة الناس والمجتمع والثقافة والصحة والمرض.
وقد يكون للبيئة الشاملة التي عاش فيها الطفل قبل وبعد الميلاد أثر في حدوث الإعاقة وتطورها لتكون عجز يعوق الطفل عن أداء دوره. ذلك لأن البيئة لها مخاطرها على الصحة والمرض.
وتهتم التنمية المستدامة بالطفل المعاق باعتباره طاقة بشرية معطلة تحتاج إلى تنميتها للاستفادة بكل الطاقات البشرية وحتى لا تكون عبئاً على التنمية ويتم ذلك عن طريق رعاية الطفل المعاق وتدريبه لتحويله إلى طاقة فاعلة في حدود قدراته وإدماجه وإعادة انتمائه إلى المجتمع وتحسين علاقاته.
فمن هو الطفل المعاق الذى يمكن تدريبه وتعليمه لتنمية طاقاته؟.
يركز البحث على فئة المعاقين ذهنياً وهو نوع من أنواع الضعف العقلي . ويختلف النظر إليهم من مجتمع إلى أخر كما تختلف أيضاً رعايتهم وأساليب التعامل معهم.
وتختلف الإعاقة الذهنية عن العجز حيث يطلق على الإعاقة الذهنية مفهوم المعاق أما الإعاقة الجسمية فيطلق عليها مفهوم العجز كما يختلف المعاقين ذهنياً في درجة الذكاء وإن كانوا يتساوون في النوع.
في ضوء ذلك يركز البحث الاهتمام على :
1- تعريف المعاق ذهنياً
2- أسباب الإعاقة
3- تنمية القدرات والتدريب الاجتماعي
4- خبرات وتجارب
يعرف الضعف العقلي أو التأخر العقلي بأنه حالة عدم اكتمال النمو العقلي بدرجة تجعل الشخص غير قادر على التكيف مع البيئة التى يعيش فيها ولا يستطيع المحافظة على بقائه وحياته مع الأخرين دون حماية وإشراف.
وتتعدد التعريفات للمعاقين ذهنياً. منها التربوي ، والثقافي ، والنفسي ، والاجتماعي والقانوني .
ويحدد التعريف الاجتماعي الضعف العقلي أو التأخر العقلي الذي يصاب به فئة يواجه أفرادها صعوبات في التكيف الاجتماعي مع البيئة التي يعيشون فيها. ولا يساهمون في حل مشاكلهم – وذلك لتأخرهم العقلي سواء كان لأسباب أولية أو ثانوية – ويكونوا غير قادرين على مساعدة أنفسهم اجتماعيا ومهنياً دون إشراف وملاحظة.
ويصنف التأخر العقلي كمياً وكيفياً في ثلاث فئات
الفئة الأولى :
تلك الفئة التي يتراوح ذكائها من 50 – 70 وتتميز هذه الفئة بأن نموها العقلي يكون بطيئاً وتكون غير قادرة على الاستفادة من البرنامج المدرسي العادي في المرحلة الأولى من التعليم – ولكن يمكنها التعلم في فصول خاصة – كما يمكنها تعلم بعض المهارات النظرية كالقراءة والكتابة – والعمليات الحسابية البسيطة ويمكنها كسب قوتها في سن السادسة عشر.
وتعلم بعض الأعمال المتوسطة المهارة لكسب العيش وتتميز بصعوبة التكيف مع المواقف الجديدة الخارجة عن نطاق الخبرة السابقة. ويفتقدون التمييز بين الخطأ والصواب ، وتظهر لديهم الدوافع غير الاجتماعية يطلق على هذه الفئة – المتأخرون عقلياً أو المورون Fealile minded أو Mental retarodet
الفئة الثانية :
أكثر تأخرا من الفئة الأولى يترواح ذكائها ما بين 25 – 50 ويطلق عليها فئة البلهاء Imbeciles.
وتتميز هذه الفئة بأنها غير قادرة على الاستفادة من البرنامج المدرسي – ويمكنها قراءة كلمات من مقطع واحد ، وتهجى كلمات من حرفين أو ثلاث ويمكنها القيام بعمليات حسابية بسيطة مثل الجمع والطرح بوحدات صغيرة. وتحصيلهم اللغوي محدود.
يمكن تعليمها كيف تحمى نفسها من الأخطار وأفرادها محتاجين للرعاية والإشراف الدائم وهم غير قادرين على كسب قوتهم.
الفئة الثالثة :
نسبة ذكاء هذه الفئة لا تزيد عن 25 ويطلق عليهم مفهوم المعتوهين Idiot وتعانى هذه الفئة من الإصابة بعاهات جسمية وحسية ويعتمد أفرادها كلية على الآخرين. كما لا يمكنهم التدرب على العناية بأنفسهم وهم محتاجون إلى المساعدة الدائمة ، ورعاية حاجاتهم الشخصية ، والى الرعاية والملاحظة طوال حياتهم. ويحتاجون إلى مساعدتهم في ارتداء ملابسهم وإطعامهم ، ولا يستطيعون حماية أنفسهم من الأخطار ، كما أنهم غير قادرين على المشاركة الاجتماعية – فقدرتهم اللغوية ضعيفة ، يمكنهم أن يتكلموا كلمات من مقطع واحد ولا يمكنهم القيام بأي عمل.
ترجع أسباب الإعاقة الذهنية إلى العوامل البيئية والثقافية الاجتماعية لا إلى العوامل الوراثية ذلك لأن الضعف العقلي لا يورث فهو راجع إلى عوامل مكتسبة من البيئة وهذه العوامل لا تحدث تغييراً جوهرياً في الخلايا لأن تأثيرها يحدث بعد عملية الإخصاب والتكوين الجنينى – فقد يحدث نتيجة إضطرابات في الغدد الصماء ، إصابة المخ وجرحه باستخدام آلات حادة في الولادة المتعثرة ، اضطرا بات في الغدة الدرقية ، إصابة الجمجمة ، الحميات والالتهابات ، الإصابة ببعض الأمراض مثل الأنيميا ، التيفوئيد ، الحمى الشوكية والحصبة الألمانية.
وكل هذه الأسباب ناجمة عن البيئة. إلى جانب ذلك أى عارض يطرأ على الجنين والأم الحامل يؤدى إلى الإصابة بالتأخر العقلي نتيجة تناول العقاقير أثناء الحمل أو بعد الولادة ، تعاطى الخمور ، تعرض الأم أثناء الحمل للإكتئاب ، الحزن الشديد ، العصبية والانفعالات الشديدة هذا إلى جانب الظروف الصحية.
تؤثر البيئة المنزلية والمدرسة على نمو الذكاء والإصابة بالتأخر العقلي حيث يكون للاستقرار في الحياة العائلية أثر في نمو الذكاء خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة وفي مرحلة الحضانة والمرحلة الابتدائية. فالأسرة والمدرسة يقومان بعملية الغرس الثقافي لإعداد الطفل للحياة الاجتماعية وتحديد الدور الذى يقوم به.
ويكون للحالة الصحية أثراً واضحاً في التحصيل الدراسي وتكرار الغياب هذا إلى جانب الظروف الاقتصادية ودور التغذية.
وتؤثر العزلة الثقافية على النمو العقلي إلى جانب التربية في تعديل السلوك.
يكون لكل هذه العوامل أثراً واضح قد يكون مباشراً في حدوث التأخر العقلي خاصة لفئة المتأخرين عقلياً المورون.
وتمثل العائلة البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الطفل ويكون لها دوراً فعالاً في عملية الغرس الثقافي التي تستمر طول الحياة – وتعمل على حمايته منذ الميلاد من الأمراض الجسمية والنفسية ، وتشكيل شخصية الطفل. وتتفاعل الجماعة العائلية معاً ليصبح الفرد البيولوجى شخصاً ويتضح له الدور الذى يؤديه في الحياة. ولكن الأطفال الذين يعانون من الإعاقة عامة، والإعاقة الذهنية خاصة لا يؤدون دورهم لعدم القدرة على أدائه.
وقد أوضحت البحوث الميدانية في مصر أسباب الإعاقة الذهنية والتي يمكن تلخيصها في الإهمال في علاج الأمراض ، الإصابة بالحمى بأنواعها والمعروفة محلياً (السخونة) – كثرة الأمراض منذ الميلاد وتعاطى الكثير من الأدوية. كذلك كثرة تعاطى الأدوية أثناء الحمل ، استخدام الأدوية التي انتهت صلاحيتها هذا إلى جانب الفارق الزمني بين حدوث الإعاقة واكتشافها يعد من العوامل المباشرة في حدوث الإعاقة ، فكلما كان الفارق الزمني قصيراً كلما كان لذلك أثره في الحد من الإعاقة وسرعة مواجهتها.
وتعد الأمية الثقافية من العوامل الهامة في حدوث الإعاقة الذهنية فغالبية الحالات قد حدثت نتيجة العوامل البيئية المكتسبة بعد الميلاد.
وتلعب الأم دوراً إيجابياً وسلبياً في نفس الوقت في حدوث الإعاقة عامة والذهنية خاصة إذ تعتبر علاقة الأم بالطفل المعاق من أهم العلاقات فهي تمثل أهم الشخصيات التي يرتبط بها فهي تقدم له المساعدة والحب والحنان وفي نفس الوقت قد تكون العامل الأساسي في حدوث الإعاقة وذلك لنقص المعرفة لديها ، وعدم الوعي بخطورة المرض والعواقب المترتبة عليه. مثل تلوث المياه ، وعدم النظافة ، وكثرة الذباب ، تؤدى إلى حدوث أمراض الإسهال ، ويؤدى التهاب اللوز واحتقانها إلى الإصابة بالحمى الروماتيزمية وإهمال علاجها يؤدى إلى الإصابة بأمراض القلب كما يؤدى الانسحاب من المجتمع والعزلة على اعتبار أن الإعاقة تعد وصمة للأسرة. وعدم التفكير في مستقبل الطفل للاعتقاد السائد بأن الطفل المعاق يرزقه الله ويتولى أمره لذلك لابد أن يترك أمره إلى الله.
لذلك تعد الأمية الثقافية من العوامل الهامة في حدوث الإعاقة الذهنية. لذلك لابد من التركيز على محو الأمية الثقافية خاصة لدى الأم فالنمو العقلي يتأثر بالبيئة الاجتماعية التي يتربى فيها الطفل.
لما كانت الإعاقة الذهنية تمثل مشكلة يعانى منها الطفل وعائلته من حيث كونها مرض أصاب الطفل فحد من قدرته ، وطاقاته كعضو في المجتمع له دور وعلاقات ومسئوليات نحو نفسه ، ونحو المجتمع الذى يعيش فيه فإن التنمية المستدامة للطفل المعاق كمورد من الموارد البشرية تركز الاهتمام على تنمية ما لديه من قدرات.
ويتم ذلك عن طريق التدريب الاجتماعي لإعادة إدماجه في المجتمع لأخذ مكانه في البناء الاجتماعي الذي يتضمن الجماعات الاجتماعية التي ينتظم فيها الأفراد في علاقات اجتماعية محددة.
ويتضمن البناء الاجتماعي أنماط مختلفة من الجماعات مثل :
جماعة السن ، النوع ، الجيرة ، المدرسة ، اللعب ، وينتمي الأطفال إلى هذه الجماعات وفقاً لقدراتهم على أداء دورهم حسب نوع الإعاقة الذهنية.
ويكون للتدريب الاجتماعي أثر هام في تنمية قدرات المعاقين وذلك بالانتماء – فهذا الانتماء يحولهم إلى مواطنين مساويين لغيرهم، ويحولهم من العزلة إلى المشاركة في الأنشطة المجتمعية المناسبة لقدراتهم فالفرد الذي يزداد نشاطه الاجتماعي ويشارك في حياة الجماعة ولا يؤثر في وجوده الاجتماعي أن يكون معاقاً.
وتحتاج رعاية المعاقين ذهنياً إلى تضافر جهود المتخصصين في مختلف المجالات الاجتماعية ، النفسية ، الطبية ، والمهنية. فالمعرفة الاجتماعية ضرورية في مختلف المجالات.
ويركز التدريب الاجتماعي على :
يعتبر الشخص المعاق مجالاً هاماً من مجالات اهتمام أنثربولوجيا الطفل – التي تركز الاهتمام على دراسة الطفل من كل الجوانب الاجتماعية ، الثقافية ، النفسية ، والبيولوجية للتعرف على حاجاته ومشكلاته.
كما يعتبر موضع اهتمام أنثربولوجيا التنمية باعتبار الطفل المعاق طاقة بشرية معطلة يجب تنميتها لزيادة الموارد البشرية اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة وذلك برعاية المعاق.
وقد اهتمت الأنثربولوجيا الإجرائية بدراسة مشكلة الإعاقة لتحديد طبيعتها عن طريق الدراسات المتعمقة تقوم على الواقع لمعرفة أسبابها وتقدير حجمها ، والتعرف على المشاكل الناجمة عنها للتوصل الى حلول لها باتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من الإعاقة ومعالجة أسبابها ووضع البرامج اللازمة لذلك.
وقد أعتمد على الباحث الأنثربولوجى في دراسة الإعاقة لا في دراسة المشكلة فحسب وأنما التدخل لتحسين ظروف المجتمع والفئات التى تعانى من المشكلة فالتدخل من جانب الباحث الأنثربولوجى منعاً للتدخل من جانب الباحث الأنثربولوجى يكون ضرورياً لكسب قبول الناس ومساعدة الناس الذين يعانون من المشكلات لا بالنسبة للمعاق وحده وإنما لأسرته والمحيطين به.
وقد استخدم المدخل الأنثربولوجى في دراسة الإعاقة في مصر في عدد من المجتمعات للتعرف على طبيعة الشخص المعاق منذ بداية تكوينه وتاريخ تطوره قبل وبعد الميلاد ودراسة المعاق من حيث كونه مركزاً لشبكة علاقات تبدأ من البيئة الاجتماعية التي تشمل الأسرة والعلاقات الاجتماعية داخلها وخارجها ، والجماعات التي ينتمي إليها ، وعلاقاته وأدواره ، ومكانته ، وعزلته واندماجه والتعرف على أسباب الإعاقة من رؤية أفراد المجتمع ، ورؤيتهم للطفل المعاق والمفاهيم المستخدمة محلياً عن الطفل المعاق.
وقد أمكن التوصل إلى نتائج هامة عن طبيعة المشكلة وأسبابها نذكر منها :
وضع برنامج للتدريب الاجتماعي لفئة المتأخرين عقلياً من فئة المورون Fealile Minded داخل مؤسسات الرعاية وخارج مؤسسات الرعاية ويشتمل البرنامج على :-
وقد تم تطبيق البرنامج على مجموعة من المعاقين ذهنياً تتراوح أعمارهم ما بين 12 – 16 سنة ـ وقد تم تخريج المجموعة كأعضاء عاملين، وقادرين على إعالة أنفسهم دون الاعتماد على الآخرين.
وذلك بإجراء الدراسات التشجيعية ويتم تنفيذ البرنامج إما داخل مؤسسات الرعاية أو في البيئة المنزلية في إطار الحياة الطبيعية ويستغرق تنفيذ البرنامج ثلاث سنوات. وقد حقق نجاحاً ملحوظاً مع الجماعة التي طبق عليها.
دور منظمات المجتمع المدني في مساندة ورعاية المعاقين ذهنيا
عبد الباسط عباس محمد
مدير تنفيذي بجمعية التأهيـل الاجتماعي للمعاقين – بقنـا
المقدمة :
إن الإعاقات بأنواعها قد وجدت مع وجود الجنس البشرى ومنذ ذلك الحين حتى الآن تباينت نظرة المجتمعات على مر العصور وأثرت الرسالات السماوية على تفسير النظرة الإنسانية تجاه المعاقين والاهتمام بهم حديثا و ليست الإعاقة عجزا بل معظم الحالات تواجه التحدي والاكتشاف والإبداع وهناك أعلام لمتحدى الإعاقة وأن مشـكلا تها متعددة ليس على الفرد بل على الأسرة والمجتمع ولقد عان المعاقين من الإهمال والحرمان كثيرا حتى بدأ تحقق العدالة الاجتماعية لهم وحيث أنهم طاقة مفقودة حسب نوع الإعاقة والإعاقة الذهنية أشد وطأه وكلما ذادت ذادت معوقاتها ومن خلال الرؤية والاكتشاف و التدخل ا لمبكر وتدريب الأمهات ومن خلال ميثاق حقوق الإنسان إلى ميثاق حقوق المعاقين ظهرت الجمعيات التي ترعى المحتاجين منها ولما كانت أسباب الإعاقة مجهولة تماما كانوا يفسرونها أنها غضب من الله وعند اكتشاف الأسباب وصمهم المجتمع بالعجز وانهم عاله وعبئا ومع تقدم الفكر والأبحاث والدراسات وأخذت تكافؤ الفرص وبدأ المعاق يأخذ حقه فى الرعاية والتأهيل وأعلنت الأمم المتحدة عام 1981 عام دولي للمعاقين وإنشاء المؤسسات التي توفر الرعاية وان حالات الإعاقة معظمهم قابل للوقاية وتوفير البرامج العلاجية لهم وتغير نظرة المجتمع لهم التي تحول ضعفهم إلى قوة لان المعاق قبل ان يكون معاقا هو إنسان له حقوق وعلية واجبات وله صفته الذاتية وحياته الأسرية والاجتماعية مثل أي فرد عادى فى المجتمع ولما كانت قضية المعاقين قضية تخص نسبة كبيرة فى المجتمع بدأت الهيئات والمؤسسات الدولية والمحلية الاهتمام بالمعاقين فى الاكتشاف المبكر والتخطيط والبرامج لهم ودور الأسرة ودور المجتمع ليحيوا حياه كريمة وتزايد الاهتمام بدراسة الإعاقات المختلفة وتوفير الرعاية الشاملة لهم حتى يصبحوا طاقة منتجة فعاله بل متفوقة مثلا :
ونقدم إحساس وشعور المعاق وقدراته على التحدي حيث يقول 0
ما احتجت منك العطف والاشفاقـــا
يا من تراني عاجـــــــزا ومعاقـــــا
انظر إلي . تري التحدي . ساطعـــا
في جبهتي . متلألئا . براقـــــــــــا
الله شاء لي الحيــــاة . فكيـــف . لا
أحيا . أعانـــق . مثلك . الآفاقـــــا
إن لم أكن . مثل البقية . منتجــــــا
فالعطف لا أحتاجـــــــه . إطلاقــــا
دعني أحاول . أو فدربني . علــي
عمل . يزيد . مواهبي . إشراقــــــا
ستري . بآني . قادرا . بإرادتـــي
وعزيمتي أن أقهر . الإملاقـــــــــا
ثق بي . لتفتح . باب آمالي الذي
إشفاق مثلك . زاده . إغلاقــــــــــا
كم واحد منا . تحدي عجـــــــزة
ومع . الأصحـاء .البناة تلاقـــــــي
أنا لا أريد . بان . أعيش . كعالة
ما طـاب عيش العاجزين . مذاقــا
مفهوم الإعاقة :
هي نقص في القدرات العقلية والجسـدية والنفسـية والاجتماعية سـواء ظاهرة أو غير ظاهرة مع التفاوت في الدرجات فالإنسان المعاق ينمو أقل من الإنسان العادي ويواجهه صعوبة فى تعلم المهارات في مجال أعاقته وفى التكيف والاندماج وكل معاق لدية القدرة فى تنمية قدرته فى مجال أعاقته بالتعلم وتشجيع المجتمع واستغلال ما لديهم من قدرات مهما كانت محدودة حتى يكونوا دعامة إنتاج لا عالة على الآخرين وتشهد العصور الحديثة اهتمام العالم بهذه الفئة اهتمام خاص وتوفير جميع الخدمات الخاصة بهم واعدت لهم برامج التأهيل المختلفة طبقا لنوع الإعاقة وأنشأت الدول دور الرعاية ومراكز التأهيل وأصدرت كثير من القوانين التي تحفظ لهم حقوقهم ولا ينحصر الاهتمام بالدور الإنساني والبر وان يكون فى خطط تنمية الموارد البشرية فى المقام الأول للاستفادة من قوة إنتاج كانت معطلة.
وعلى الرغم من تزايد الاهتمام بالمعاقين بمختلف فئاتهم لم يصل إلى الحد المطلوب لان مازال بعضهم يتعرض إلى تجاهل كبير وهو نقص يجب ان نتداركه والعمل على تقديم الخدمات الإرشادية بالقدر المناسب
ويقتضى التعامل معهم العلم بطبيعة العجز وظروف حدوثه ووضوح الرؤيا حتى يوضع خطط علمية وبرامج شاملة لتحقيق التكامل حتى لا يكون التخطيط مبنى على الصدفة أو الاجتهاد لان الشخص المعاق هو فرد أولا وغير قادر ثانيا ولكن لا نحكم على الكل لان منهم من تصدى لتك الإعاقة بالنبوغ والتحدي بما لم يتيسر للأفراد العاديين وان المجتمع كان فى كثير من الأحيان هو العامل المعوق و أصبحت المعالجة الحديثة لمشكلة الإعاقة ترتكز على فكرة بان الناس يولدوا بضعف ما أو يصابون في حياتهم والمجتمع ونظرته يحول الضعف إلى إعاقة أو إلى قوة وعلينا ان نركز على ما يستطيعون عملة ولا نركز على مالا يستطيعون عملة وان نؤمن بالقيمة الذاتية والفروق الفردية لكل فرد بصرف النظر عن قدراته أو قصوره
تعريف الإعاقة :
الفرد المعاق يعانى من عوامل ( وراثية ــــ خلقية ــــ أو بيئية مكتسـبة ) يؤدى إلى قصور في الجسـم أو العقل يترتب علية أثار اقتصادية واجتماعية وذاتية تحول بينة وبين أعمال وأنشطة الفرد العادي وقد تكون جزئية أو تامة ولها تعريفات على حسب مفهوم الإعاقات المختلفة ويشير مفهوم الإعاقة إلى وجود نقص أو قصور يؤثر على قدرات الفرد الجسمية أو الحسي أو العقلية أو الاجتماعية مما يحول قدرة الفرد على الاستفادة الكاملة من الخبرات التعليمية والمهنية وبين كفاءة الأداء فى الحياة بصورة طبيعية التي يستفيد بها الأفراد العاديين 0
ــ تعريف طبي هي حاله النمو المتوقفة أو غير مكتملة وبها قصور فى ظائف الذكاء مصحوبة في السـلوك التكيفى في صور مختلفة من الحسي والحركي والجسمي والعقلي
ــ تهتم بسلوكيات الأشخاص المعاقين ذهنياً وسلوكهم التخلفى ومهارتهم الاجتماعية
تهتم بمقارنة الفرد المتخلف بمجموعة معمارية من الأفراد العاديين بمستوى أداء معين مثل نسبة الزكاة
والعمر العقلي :-
رغم تعدد التعاريف السابقة بالإعاقة بصفة عامة والفرد المعاق بصفة خاصة أن هذه التعاريف تتفق بان الإعاقة تمثل قصور أو نقص وانحراف يؤدى إلى عدم قدرة أ داء الوظائف الحركية والسمعية والبصرية والحسية والعقلية والاجتماعية
تصنيف الإعاقة :
التصنيف هو تقسيم الأشياء أو الأفراد إلى مجموعات تتشابه أو تختلف بناء على خاصية معينة وتساعد على تحديد الطبيعة والمقدار ونوع الخدمة التي تحتاجها كل فئة وتعدد التصنيفات والتسميات وفقا لمعايير ذاتية وطبية وفيزيقية وتربوية واجتماعية وحسب الظهور فى المراحل العمرية المختلفة وحسب طبيعة الأسباب وعلى أساس المظهر الخارجي للحواس وتصنف وفقا لمعايير وأسس متعددة وهى :-
أ- التصنيف طبقا لسبب الإعاقة :
ب –التصنيف طبقا لنوعية الإعاقة :
ج – التصنيف طبقا لفئة الإعاقة :
الانحرافات الحسية مثل :-
د – التصنيف طبقا لجوانب الإعاقة :
هـ ــالتصنيف طبقا لمدى ظهور الإعاقة :
ــ الأفراد ذوو العجز الظاهر ( العاهات البدنية – الحسية – العقلية – الحركية )
ــ الأفراد ذوو العجز الغير ظاهر ( مرضى القلب 0 الدرن 0 الفشل الكلوي )
و – التصنيف طبقا للحالة التشخيصية :
تصنيف أ0 د عثمان فراج الى ( 7 فئات ) :
1- التخلف العقلي ( قابله للتعلم – قابلة للتدريب – حالات شـديدة الإعاقة)
2- العجز عن التعلم ( بطئ التعلم – اضطرابات الانتباه – صعوبات التعلم )
3- الإعاقة السمعية ( الأصم – ضعف السمع )
4- الإعاقة البصرية ( الكفيف – ضعاف البصر )
5- العجز الجسمي .
ــ إعاقة عصبية ( شلل دماغي – إصابات النخاع الشوكي )
ــ إعاقة عضلية ( بتر – هشاشة عظام – التهاب مفاصل
ــ أمراض عضوية مزمنة (الفشل الكلوي -التشوهات الخلقية – الروماتيزم)
6 – الإعاقة الانفعالية ( التوحد 0 النشاط الزائد 0 خوف 0 قلق )
7 – الإعاقة الكلامية ( اضطرابات اللغة ،اللجلجة ، التهتهة ، الفأفأه)
5 أسباب الإعاقة : –
تختلف الإعاقات الجسمية الحركية والعقلية والذاتية لأسباب وعوامل وظروف اقتصادية واجتماعية متعددة وتختلف باختلاف الأسباب والعوامل الخلقية والوراثية والبيئية ويذكر ماكميلان ( 1982) الأسباب المعروفة لا تتعدى الـ 25% والغير معروفة لـ 75 % وتقسيم الأسباب الى :
ــ أسباب ما قبل الولادة ( العوامل الجينية الوراثية ــ العوامل البيئية التي تؤثر على الجنين أثناء الحمل ــ
اختلاف الكروسومات ــ نقص هرمون الغدة الدرقية ــ عيوب خلقية فى الجمجمة )
– أسباب أثناء الولادة ( العوامل التي تؤثر على الجنين أثناء الولادة- نقص في الأكسجين ــ الجلوكوز ــ ارتفاع في الحرارة ــ زيادة نسبة الصفراء )
– أسباب ما بعد الولادة( العوامل البيئية التي تؤثر على الجنين بعد الولادة ــ الحوادث ــ الأمراض المعدية- العوامل البيئية والاجتماعية)
وتنقسم العوامل المسببة الى نوعين أساسيين وهما :
1 – العوامل الوراثية :
( أصابه بأمراض تنتقل من جيل الى جيل مثل التمثيل الغذائي- والجلوكوز – والغدة الدرقية ــــ ونسبة كرات الدم الحمراء و ـ ـ )
2 – العوامل البيئية :
3- عوامل اجتماعية :
6 – التاريخ التطوري للإعاقة :
استدعت الإعاقات العقلية منذ قديم الزمن نظر الجماعات الإنسانية فوقفت منها مواقف مختلفة بحسب أنظمتها ففي الحضارات الشرقية التاريخية كان الطفل المعاق مسئول من أسرته وليس للدولة شأن فيه.
العهد الآشوري بالعراق :-
من قبل الميلاد بآلفي عام وجد لوحة فخار بها بعض الصور لحالات إعاقة واعتبر حياة المعاقين تزيد الشـؤم ويقتلوا وهى غضب وأحيانا كانوا يحكمون على آلام بالموت إرضاء للآلهة .
العصـر اليوناني :-
انتقام الآلهة وغضبها منهم وحرمانهم من التمتع بالحياة نتيجة ارتكاب فواحش وعدم تقديم قرابين والإعاقة العقلية مرتبطة بالشياطين لبعدهم عن العالم وفى أثينا كان ينظر إلى المعاق نظرة رثاء وازدراء في الوقت نفسه وكان الامتياز العقلي هو فخرهم ومثلهم الأعلى ويرى سقراط أن قيمة الشي تقدر بأدائه الوظيفي ورأى أفلاطون أن المعاقين وجودهم ضرر للدولة ودعا بنفيهم خارج المدينة.
العصر الروماني :-
نفس التطورات في العصر السابق اليوناني انتقام الآلهة والفواحش ومرتبط بالشياطين والغضب والتخلص منهم بإلقائهم في الأنهار والجبال.
العصر الإغريقي :-
نادى أفلاطون بالتخلص من الأطفال المعاقين عن طريق قتلهم ونقاء المجتمع منهم أو نفيهم خارج المدينة
عصر الجاهلية :-
نادوا بطردهم خارج المدينة ورميهم بالحجارة حتى الموت ويعيبون عليهم باللؤم والخبث والنبذ والسخرية والسخط
العصور الوسطي :-
كانت نكبة على المعاقين حيث تعرضوا للاضطهاد والتعذيب والإيذاء حتى الموت وصحبها جمود فكرى وتقمص الشياطين أجسادهم واتهامهم بممارسة السحر.
7- الأديان :-
اليهودية :-
كانوا يسـتبعدون من مجتمعاتهم مرضى الجذام والمعاقين لا نهم نجس وخاطئين ولا يقربون منهم خوفا من النجاسة.
المسيحية :-
نظر إليهم على أن لهم الحق فى الحياة وعدم تهميشهما لان الله سمح ان يوجد أشخاص معاقين لحكمة نعجز عنها ومعاملتهم بالعطف و الإحسان وتخلق رجال الدين المسيحي بأخلاق السيد المسيح عليه السلام ونادي بمعاملة المرضى والمعاقين بروح المحبة والإخاء.
الإسلام :-
من الصفات المميزة للحضارة الإسلامية هي الصفات الإنسانية وكيفية التعامل مع الآخرين وسمو ذوي الاحتياجات الخاصة بأهل البلاء وذكروا فى القرآن الكريم وعملوا معاملة حسنة وكان منهم فى مناصب قيادية وحربية. ودعا إلي رعاية المعاقين من الناحية الصحية والطبية والنفسية والعقلية وقد شمل الإسلام المعاقين بالرعاية و خاصة المكفوفين والعرج والمعاقين ذهنياً وقال رسول الله عليه السلام ( ترك السلام على الضرير خيانة ) وسار الخلفاء الرا شدين على مساعدة المعاقين دون التفرقة فى الدين.
بعد الحرب العالمية الثانية :
كانوا يعاملون بأنهم شـواذ ويلقوا بهم فى الأفران لتنقية المجتمع منهم.
نظرة المجتمع تجاه المعاق ذهنياً :
لو كانت الإعاقة مرض فسوف يحتاج إلى دكتور يكتب له علاج ويتابع تطوره ويتوقع انتشار المرض أو العدوى وبعد الآخرين عنه وبذلك لا يحتاج إلى تدريب وتعلم ومن هنا نظرية عزل المعاق عن المجتمع على أساس انه مريض
بعض المجتمعات تعتقد أن المعاقين درجة ثانية من البشر وانهم لا يفهمون ولا يتفاعلون مع المجتمع وانه ليس لهم نفع للمجتمع ولا يستطيعون اختيار حياتهم ويفضلون له الموت .
الفكر تجاه المعاق انه شخص مؤذى ويحطم ويكسر المحيط به ويتسبب فى الخطر لنفسه وللغير وبالتالي لم يفكر فيه أحد لتنميته فيخبأ منه الأشياء ويعزله ويؤمنون انه عليه شيطان .
أصبح المعاق فى هذه الحالات مصدر للشفقة ويعنى هذا أن الإنسان يتألم ويجب أن يحمل هذا الألم ويهمل التدريب والتعلم لتصور هذا عقاب من الله وهذا غير صحيح.
يجب أن يحصل المعاق على الإحسان ولم يقدر على رد الإحسان وهذا يعتبر سلبي الأسوياء وبذلك تم الاهتمام بالإيواء والطعام كاعتقاد انهم أهم الأشياء فى حياة المعاق
ينظر للمعاق دائما انه طفل ويظل مدى حياته كالطفل وأحيانا يعتقد الناس أنهم ملائكة وبعض الناس تعتقد انه بركة وإذا لمس شخص تحل علية البركة وبالتالي لا يحتاج إلى تعلم وتدريب.
المعاق إنسان قابل للتعلم والتدريب ويسهل دمجه فى المجتمع مع الأطفال العاديين ويجب النظرة لهم بكرامة ولهم حق فى الحياة ولا نهتم بهم أكثر أو أقل من غيرهم
تغيرت النظرة تجاه المعاقين من قبل المجتمع والأسرة والأفراد والأعلام والجمعيات الأهلية لها دور كبير فأنشأت جمعيات خاصة ومراكز تأهيل ورعاية مدارس لتدريب الأفراد والأسر والمجتمعات وعقد الندوات والمؤتمرات والأبحاث عن الإعاقة والمعاقين والاهتمام بهم داخل مجتمعاتهم ودمجهم فيها.
نبذة تاريخية في مصر :
عرف المجتمع المصري التعامل مع المعاقين منذ فجر التاريخ وكان مجتمعنا سباقا لتدعيم الأسرة ورعاية الطفولة والمعوقين والمرضى منذ أقدم العصور ففي عهد الفراعنة كان ضعيف البنية يقوم بطي الملابس فقط وضعاف العقول يقوم بلضم الخرز وعثر على نقش جنائزي داخل مقبرة أمنحتب لم يوجد فى عشيرتي بائس ولا فى عهدي جائع وكان المجتمع يراعى قدرات أفراده حتى جاء ت أول جامعة دينية ( الأزهر الشريف ) وقد أرسى قواعد تأهيل المكفوفين فى مصر ونجح فى إدماجهم في المجتمع حتى ظهرت الجمعيات الأهلية الخيرية والشئون الاجتماعية تقدم العون والدعم للمعاقين فى تأهيلهم وتعلمهم وما يحتاجونه في مسايرة حياتهم مع المجتمع وبدء تجارب دمج المعاقين داخل المجتمع وداخل المدارس للتعليم وقامت بعض الجمعيات الخيرية بتطبيق هذا الدمج.
حجم الإعاقة : –
تشير إحصائيات منظمة الأمم المتحدة ( اليونسييف ) بأنه يوجد مما يقرب عن (500 مليون معاق ) فى العالم لعام( 1995) وأخر أخصائية لعام ( 2003) ما يقرب من ( 700 مليون معاق) يمثلون جميع أنواع الإعاقة و تشـير الإحصائيات انهم حوالي( 10 % ) من السـكان مع اختلاف كل مكان ولكن يوجد أكثر من ذلك فى الدول النامية 0
وفى مصر احصائية وزارة الشـئون الاجتماعية لعام ( 1995 ) تمثــل الإعاقة( 6 مليون ومنهم 2 مليون عقلــي تقريبــا) وحيث أن هــذا العــدد يمثل نسبـــة الـ ( 10 %) من العدد وهذا العدد مهمش ومظلوم ويتركز على الناحية الطبية والمساعدات والمراكز التى تقوم بالتأهيل قليلة وينقصها الإمكانيات وعدم وجود كوادر فنية وخبرات في العمل.
نظرة المجتمع للاحتياج الى الجمعيات الأهلية :
بعد الحرب العالمية نتج عنها إصابات كثيرة آدت إلى المجتمع والدول إلى التفكير في أيجاد خدمات و أماكن لهؤلاء العجزة والمعاقين وهى عمل مؤسسات حكومية مع الجمعيات الأهلية ويقول علماء الاجتماع أن الإنسان هو نتائج المجتمع الذي يعيش فيه يؤثر فيه ويتأثر به ويحتاج الإنسان أن يشعر بقبول المجتمع له ويؤثر هذا في سلوكه وتفاعله مع البيئة من حوله وظهرت الجمعيات الخيرية في مصر فى مطلع القرن التاسع عشر وأنشئت الجمعية الخيرية اليونانية بالإسكندرية ( 1821 ) وجمعيــة المعــارف عـام (1868) وكانت لثورة ( 1919) تأثيرها فى تطور الحياة الاجتماعية وكان لها أثر فى فكرة الجمعيات بين المواطنين وانتشرت الجمعيات لخدمة فئات المعاقين وجاء فى مرسوم إنشائها تنشأ وزارة الشئون الاجتماعية من اختصاصها رعاية المعاقين عام ( 1939) وصدر قانون 32 لسـنة 64 لتطوير الجمعيات ومنهم جمعيات رعاية وتأهيل المعاقين ومن النشأة والتطور ان الإعاقة لا تهتم بالمعوق وحده بل من حوله الأسرة والمجتمع ويمثل المجتمع فى جزئتن مجتمع قريب ومجتمع بعيد 0
المجتمع البعيد :
الإعلام : يمثل الإعلام دور هام في مجال الإعاقة من برامج إذاعية وتلفزيونية تخاطب المعاقين لتنمية قدراتهم الشخصية وتقبل الحياة والتكيف مع المجتمع وتقديم إنتاجهم الفني والأدبي والاهتمام بالتوعية الصحية وترشيد الآباء للتعرف على التدخل المبكر والتعرف على المؤسسات والجمعيات والمدارس التي ترعى المعاقين .
الجمعيات الخيرية : أصبحت الجمعيات الضلع الثالث فى المجتمع والتي تتجه جميع الأنظار نحوها ألان حيث أن القاعدة الشعبية العريضة للجمعيات تمثل المجتمع بجميع طبقاته وطوائفه و أشهرت من خلال وزارة الشئون الاجتماعية لتقديم الخدمات للمعاقين من شهادات خاصة لنسبة الـ 5% من التعيينات سواء الحاصلين على شهادات دراسية او العاديين بعد تدريبهم على مهنة تناسب الإعاقة وتقديم أجهزة تعويضية حسب احتياج كل حالة وتقديم الدعم الفني والمادي لهم .
المؤسسات الايوائية: وهى مؤسسات أشهرت من خلال وزارة الشئون أيضا تعمل على رعاية المعاقين رعاية كاملة وتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية والتربوية والتدريبية والترويحية والترفيهية وتوفير أقامة دائمة لهم وتقديم يد العون .
المدارس الخاصة : تقوم هذه المدارس بتعليم الأطفال القابلين للتعلم من ضعيف البصر والفكري وضعاف السمع وتدريبهم على مهن وتنمية قدراتهم علميا وتكون بها إقامة دائمة
مراكز التأهيل : تابعة لوزارة الشئون وبها ورش تدريبية وإنتاجية لتعلم المهن المختلفة للأطفال حتى يصبحوا نافعين لا نفسهم ومجتمعهم ولا يكونوا عالة على أسرهم .
حضانات: تابعة أيضا لوزارة الشئون الاجتماعية وبها الأطفال حتى سن الثامنة تقوم برعايتهم وتقدم لهم البرامج لتنمية القدرات وكيفية الاعتماد على النفس ومساعدة الأسرة العاملة.
مراكز تنمية القدرات: وهى مراكز لتهيئة الأطفال وتنمية قدرتهم والاعتماد على النفس ، إرشاد نفس وتخاطب وعلاج جماعي ووسائل تعليمية.
المجتمع القريب :
الأسرة : تمثل الأسرة الوعاء الأول الاجتماعي والنفسي والانفعالي لرعاية الطفل المعاق يجب وجود كل الحب والرعاية والتشجيع ويجب على الوالدين التفكير فى قدرة الطفل بدلا من التركيز فى إعاقته لتنمية قدراته والاهتمام بأصحاب الأطفال وتعريفهم على الإعاقة ليتعاونوا معه وإشراك الطفل فى الواجبات المنزلية والشعور بالمسئولية والخروج به فى الأماكن العامة والسوق حتى لا يشعر بالوحدة وتعاون الأسرة مع المتدربين والأخصائيين للعمل على نمو الطفل من النواحي الجسمية والنفسية والاجتماعية والعقلية لان الأسرة تعتبر هي الأولى فى معرفة الإعاقة بعد الطبيب ويجب عليها التقبل والسرعة فى تأهيله لتقدمه وجعله نافع لنفسه ولأسرته وتقبل المجتمع له ليحيى حياه كريمة.
المحيطين بالأسرة: كل من تتعامل معه الأسرة من الجيران يجب معرفتهم بالإعاقة وكيفية التعامل معها وتقبل ما يصدر من المعاق والتعامل مع الأطفال وكيفية الاندماج معهم ومن تتعامل معهم الأسرة من بائعين والزائرين للمنزل والأ ندية التي تخرج لها الأسرة وان كان دار حضانة حتى تتقبل الأسرة خروج الطفل وأيضا الأقارب يكون هناك وعى كامل بالإعاقة ومفهومها حتى تتقبل الزيارة للآسرة والتعاون معها وتخفيف الضغوط النفسية على الأسرة .
نظرة المجتمع إلى التأهيل المرتكز على المجتمع:
خلال النصف الثاني من سبعينات هذا القرن طرت في المحافل الدولية مفهوم التركيز على المجتمع كمساعد لنموذج التأهيل المؤسسي باعتباره حلا في مواجهة القصور المؤسسي وتطورت المبادرات للتأهيل في بلدان العالم العربي في الثمانيان ويهدف التأهيل إلى تقديم الدعم والبرامج التدريبية على مستوى المجتمع والتأهيل المؤسسي يخدم نسبة ضئيلة جدا من المعاقين والتكلفة الاقتصادية مرتفعة وتوجد في المدن الكبرى ولا تهتم بأسلوب الوقاية والاكتشاف وعدم الاهتمام بدمج المعاق والبعد عن استغلال إمكانيات المجتمع مما أدى إلى التفكير في أسلوب التأهيل المجتمعي عن طريق عمل ندوات ولقاءات ووسائل الاتصال مع الاتفاق مع هيئة محلية لديها الاستعداد والتعاون مع الأشخاص لتولى المسئولية واستثمار الأماكن المتاحة وتدريب فريق محلى وحصر الفئات المحتاجة وتقيمهم ومعرفة قدراتهم وتدريب وتأهيل كل حاله والقيام بالزيارات المنزلية وعمل برامج من داخل المجتمع مثل اشتراك الأندية المحلية وعمل معسكرات ورحلات.
قلة المؤسسات والخدمات ورفع التكلفة وعدم وجودها فى كثير من الأماكن أدى إلى التفكير في التركيز على إمكانيات وموارد المجتمع لإيجاد الخدمة الأكثر والمتاحة لكل الأشخاص.
دور المجتمع المدني حول التعامل بنجاح مع فئات المعاقين عقليا:
من خلال مراعاة مبادئ التعليم والتدريب وهى كالآتي :-
بالحب والابتسامة الجميلة بيننا وبين الطفل والتعاون يتم التعليم والتأهيل بروح عالية مهما كانت صعوبة الأداء للوصول إلى أقصى درجة الاعتماد على الذات.
طريقة سليمة لتعلم الطفل نموذج فى أبسط صورة للفهم والإدراك وتكرار المحاولة لعدة مرات من خلال التقليد لمن حوله.
تعليم المعاق عقليا القدرة على التقليد عن طريق النمذجة وقيام الطفل بها وتدعيمه للاستجابة.
تدريب المعاق على المهارة والهدف المحدد عدة مرات عن طريق التقليد والتمثيل من السهل الى الصعب وتحليل المهارة حتى يتقن الهدف.
قيام المعاق بالفعل ليس تام ولكن يقترب منه تدريجيا وشكل المهارة وليس إتقانها .
مساعدة المعاق وتوجيهه أثناء الفعل وتدعيمه للقيام به مرة أخرى والمساعدة ثلاثة وهى:-
– مساعدة كلية استخدام الأيدي لتحريك أطرافه للقيام بالفعل .
– مساعدة تعبيرية خاصة الذى ينتبه للغير على فهم الإيماءات .
– مساعدة لفظية وهى تعنى الكلمات.
1- التسلسل الأمامي 0 مثل تناول الطعام يبدو لنا سهلنا لكن بالنسبة للمعاق بالغة التعقيد فنعلمه على خطوات.
2- التسلسل الخلفى – نبدأ بالخطوة الأخيرة مثلا بعد تناول الطعام نعلمه إعادة المعلقة الى الطبق
يحتاج تنمية الدافع الى جهد كبير من الآباء والأخصائيين فى الإرشاد والتوجيه
يجب على القائمين بالعمل التحلي بالصبر للبعد عن اليأس وعدم الشعور بالفشل فيبدأ الإحباط
المعاق ذهنيا ضعيف الانتباه والتركيز فيجب التركيز على المهم والبعد عن الغير مهم
1– استعمال مثيرات لها أبعاد ثلاثة مثل ( الصوت – الضوء – الحركة )
2– تقديم المهام من السهل الى الصعب
3– تقديم التعزيز الإيجابي المناسب
4– استخدام كل الوسائل التى سوف يتم شرحها.
5– تنبيه المعاق للمهام المراد تعليمها
تعتبر المكافأة تعزيز للسلوك المرغوب فيه وهى نوعان مادي ملموس مثل الحلوى او الهدايا ومعنوي مثل المديح او الاحتضان وهناك نقاط مهمة للتدعيم وهى 0
1- التعزيز يكون خاص لكل طفل بمفرده.
2- يتم فى نهاية النشاط
3- يتم بعد النجاح فى النشاط
4- تحديد نوع وعدد مرات التدعيم المناسب لكل نشاط ولايمكن تعلم المعاق خطوة ثانية آلا بعد تعلم الأولى
تهيئة المعاق نفسيا للتدريب مهمة للاستجابة واختيار الوقت المناسب
الطلب من المعاق المهارات التى يتقنها وعدم الطلب منه المهارات التى لا يتقنها
كل من المحيطين بالمعاق له دور فى تعديل السلوك.
عدم قبول التصرفات الخاطئة ومعرفة الصح.
مثل السمع والأبصار
تكون سهلة للتعليم واقرب للطبيعة.
ان يكون وقت العرض مناسبا ليس بقصير فيؤدى الى عدم معرفة المهام ولا يكون طويل فيؤدى الى الملل وعدم الانتباه
سهل تقديمه ( الاستثارة – النموذج – تحليل المهمة – أعاده تسمية الشيء).
تعليم المعاق إشارة البدء ( بالصوت – بالصورة – بالحركة ).
يجب ان يتمتع بالهدوء تارك كل مشاكله ويراعى التطور ومعاملته انه إنسان .
وهى الفروق الفردية لكل معاق وإعداد خطة لكل معاق .
ويعنى التفاعل الاجتماعي والتعلم من خلال الأقران الذى يساعدهم على التحسن .
عدم قدرة المعاق على العمليات الذهنية فيعتمد على مجموعات من الصور او الفيديو أو تمثليات مسجلة.
التعايش الطبيعي للموقف لان قدرة المعاق ذهنيا للرصيد المعرفي محدودة .
المعوق ذهنيا سريع النسيان وضعيف التركيز ولذلك تكون الحصص قصيرة وبينهما نشاط ترويحى.
نظرا لوجود فروق فردية للمعاقين ذهنيا فيجب مراعيتها فى تطبيق المهارة
تثبيت المعلومة لدى المعاق ذهنيا يجب تعلمه كل الأشياء المشتركة في الصفة مثلا اللون الأخضر (الخيار- الفلفل – ورق الشجر وخلافه )
لعدم قدرة المعاق ذهنيا على الحفظ ينبغي تكرار المهارات السابقة لتساعد على اكتسابها والتذكر الطويل
يكون التدريب فترات قصيرة وبينهما استراحة وتقييم ومعرفة المفاهيم التي يتعلمها في الجلسة .
التركيز على النواحي المرتبطة بالاندماج الاجتماعي والعمليات الحسابية اليومية في البيع والشراء
تذكر المعاق بالعمل قبل حدوثه وليس بعد إتمام العمل وتجاهل نقاط الضعف حتى تتلاشى وتصبح قوية بعد فترة
مهما كانت القدرات العقلية للمعاق فبالتكرار يحفظ المعلومة ولو بعد فترة وتكرر فى مواقف جديدة
معرفة نقاط الفشل والتغلب عليها وتكرار المحاولة لتثبيت المعلومة ومعرفة قدرة المعاق والتركز عليها .
لا يستطيع الفرد ان يعيش بدون مجتمع ولا العزل عن المجتمع مهما كانت الظروف وتكون أفضل مرحلة هى مرحلة الطفولة المبكرة واهم فوائد الدمج الدمج النفسي وليس الدمج الجسمي .
ضرورة المتابعة للتغيرات التى تطرأ على المعاق وتطابقها أول بأول لحسن التصرف وتوفير الوقت والجهد .
لتحقيق النجاح وتزويد الأهداف وللنقل للخطوة الأخرى. وتعتبر مرحلة التقويم مرحلة تقويم الأهداف ومدى التقدم والتعرف على الصعوبات وتحقيقها فى مرحلة قادمة .
المــراجـــع
1- د / سميرة أبو الحسن : سيكولوجية الإعاقة .
2- د/ عثمان لبيب : الإعاقات الذهنية.
3- كتيبات من مركز سيتي للإعاقة العقلية 0
4- أ / سعدة فؤاد عبد الرحمن : الإعاقة فى مصـر 0
5- النشرة الدورية من اتحاد رعاية الفئات الخاصة
6- مواد علمية من حضور دورات تدريبية فى مجال الإعاقة
7- الخبرة فى المجال منذ أكثر من عشرة أعوام
8- كتب من المجلس العربي للطفولة والتنمية
جمعيات تنمية المجتمع المحلي ورؤية حول
دمج المعاقين ذهنياً بالمجتمع المحلي
محمود علي محمد أيوب
متطوع بجمعية تنمية المجتمع المحلي بالجورة
بمشروع رعاية المعاق
يعتبر مفهوم الدمج من المفاهيم التي أصبحت تشكل اهتمام لدى جميع العاملين والمنتميين في حقل رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وأن المجتمعات البدوية التي مازالت تتثابر في رعاية المعاقين ذهنياً وفي تأهيلهم وجدت في فكرة الدمج الخلاصي الأساسي والرئيسي للعلاج والوقاية. فالمعاق ذهنياً في المجتمعات الصحراوية البدوية تحتاج إلي شتى أوجه الرعاية من خلال منظور الدمج حتى يتسنى له الحصول على الاحترام والتقدير المجتمعي وحتى يتسنى له العيش في الحياة الكريمة التي تسعى الأنظمة المعنية به لتوفيرها له.
وكان ذلك سببا وراء اختيار ذلك العنوان وهو جمعيات تنمية المجتمع ودورها في تفعيل سياسة دمج المعاق ذهنياً في المجتمع المحلي لما يشكل هذا الموضوع من حساسية في التدخل المهني بالمجتمعات البدوية وقد تركزت الورقة على الأجزاء التالية:
1- مفهوم الدمج.
2- أنواع الدمج .
3- الممارسة المجتمعية مع الإعاقة الذهنية في ضوء الدمج.
4- الآثار الاجتماعية لسياسة الدمج.
5- الأدوات والأدوار للأخصائي الاجتماعي في ضوء عملية الدمج للمعاقين ذهنياً.
جمعيات تنمية المجتمع ودورها في تفعيل
سياسة دمج المعاقين ذهنياً بالمجتمع المحلي
وهو التكامل الاجتماعي والتعليمي للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال العاديين في الفصول العادية ولجزء من اليوم الدراسي على الأقل وهذا التعريف يرتبط.
1- بوجود الطالب في الصف العادي لجزء من اليوم الدراسي.
2- الاختلاط الاجتماعي المتكامل.
ومن خلال ذلك التعريف تتمكن جمعيات تنمية المجتمع المحلي أن تساهم في توفير عناصر أساسية تكون دعامة لتعليم وتأهيل المعاق ذهنياً حيث وجود القاعات والفصول الدراسية ، الملاعب – المسرح ولا يخفي علينا أن جمعيات تنمية المجتمع تمتلك المقومات ولكن كيف يمكن لها أن تحدث تكامل في عملية تقديم الخدمات.
1- توفير مقاعد دراسية داخل فصول التقوية بالجمعيات لاستيعاب المعاقين ذهنياً مع الفئة المتوسطة والبسيطة القابلة للتعليم والتدريب.
2- وضع نسبة 5% من عدد المشتركين بالرحلات التي تقوم بها الجمعية وتكون مجانية للمعاق وأسرته.
3- تدريب وتأهيل المعاق ذهنياً على أعمال التريكو والطباعة داخل مقر الجمعية والورش المحمية.
4- تشغيل نسبة لا بأس بها من المعاقين ذهنياً داخل مقر الجمعية.
ومن خلال هذا يمكن لجمعيات تنمية المجتمع أن تساهم في التكامل في عملية الرعاية وتكون دعامة أساسية في نجاح سياسة الدمج المجتمعي.
2- أنواع الدمج:
في هذا الجانب من الورقة لن نسرد الأنواع ولكن سيتم توضيح كيفية الاستعادة من كل نوع على حدة في جمعيات تنمية المجتمع المحلي.
(1) الصفوف الخاصة الملحقة بالمدرسة العادية:
Special clarres with regular school
ويعتبر شكلاً من أشكال الدمج الأكاديمي حيث التحاق الطلاب بمدارس العاديين ولكن في صفوف خاصة وبرامج خاصة كيف يتحقق ذلك في المجتمعات؟
حيث وجود قائمة خاصة بتعليم المعاق ذهنياً بجانب نشاط الجمعية في فصول التقوية.
(2)الدمج الأكاديميMainrstreaming :
حيث إلحاق الطلبة العاديين / غير العاديين في صف مشترك وتحت برنامج أكاديمي موحد يتلقى كلا الجانبين عملية التعليم فيه ويتحقق ذلك من خلال إنشاء ملحقة الدمج بجمعيات تنمية المجتمع ويتم بهذا استقبال الطلاب الأسوياء والمعاقين. على فترات لشرح أجزاء معينة من المحتوى الأكاديمي وهذا يتطلب وجود كادر تنسيقي ناجح يستطيع التواصل مع المدارس والتنسيق معهم لاستقبال الطلاب بالجمعية.
(3) الدمج الاجتماعي :
وهو دمج المعاقين مع العاديين في السكن / العمل وهو دمج وظيفي وهذا كي يمكن الجمعية من أداء دورها في هذا المجال من خلال:
– إعداد رحلات للمعاقين ذهنياً والعاديين.
– تدريب المعاق ذهنياً داخل ورش الجمعية.
– محاولة الاستفادة من قدرات المعاق ذهنياً قدر الإمكان في الجمعية.
– عمل لقاءات ومحاضرات وندوات يساهم فيها المعاق بشئ مثل:
1- قص شريط الحفل – تقديم المشروبات للحضور – اشتراكهم في أعمال الضيافة بالجمعية – إشراك المعاق ذهنياً في الإعلان عن حملات التبرع بالمال أثناء موسم الزكاة – إشراكهم في رحلات الأيتام وأنشطة دور الأيتام.
2- إشراك المعاق ذهنياً في أعمال الخير التي تنفذها الجمعية مثل زيارة المرضى بالمستشفى وتقديم المساعدات لهم.
الممارسة المجتمعية مع الإعاقة الذهنية في إطار عملية الدمج:
ليس الأمر يمثل صعوبة على الأخصائي الاجتماعي داخل الجمعية في عمله ولكن الأمر يتطلب من الممارس الآتي:
1- الاستعداد الشخصي والمهني.
2- التأهيل والدراية العملية.
3- التخطيط المستمر للعمليات المهنية.
ثم يقوم بالممارسة على الشكل التالي:
1- استشارة المجتمع الخارجي بالندوات واللافتات وزيادة المؤسسات المالية والتعليمية والثقافية وتنظيم لقاءات عن الإعاقة الذهنية وفتح قناة شرعية للمشاركة مع الجمعية.
2- تنظيم المسابقات البحثية عن الإعاقة الذهنية والتي تكون ممولة من الجمعية.
3- تنظيم جمعيات تنمية المجتمع المحلي زيارات للقيادات البارزة بالجمعية لزيارة مؤسسات الإعاقة الذهنية.
4- تنظيم جمعيات تنمية المجتمع ودورات وبرامج تدريبية للعاملين في مجال الإعاقة الذهنية .
5- دعوة المهتمين بالإعاقة الذهنية للمشاركة في أعمال الجمعية ونشاطها.
6- منح أسر المعاقين ذهنياً منح مالية – عينية – مساعدتهم في الزواج للمعاقين – الحج لوالديهم وغير ذلك ، وهذا ما يناسب طبيعة الحياة للمجتمعات البدوية.
7- تدريب أسر المعاقين ذهنياً على طرق التربية والرعاية بالمنزل وأن الممارسة المجتمعية في إطار الدمج ما هي إلا رسالة تثقيف وتوعية وتعديل للرأي المجتمعي عن الآثار الاجتماعية لعملية الدمج.
الآثار الاجتماعية لسياسة الدمج في المجتمعات الصحراوية:
إن الآثار الاجتماعية لسياسة الدمج في المجتمعات الصحراوية هي النتاج الحقيقي الذي ينتظره المواطن المعاق في المجتمع البدوي حيث الجدية في هذه السياسة تقدم نتائج إيجابية مثل:
1- يولد فرصة لتفاعل الأسوياء من أهل البادية مع المعاقين ذهنياً وهو تولد وتثير حب المساعدة لدى الأسوياء في ذلك المجتمع.
2- تطبيق سياسة الدمج من خلال عمل الجمعيات الأهلية يولد رغبة في العمل التطوعي والأهلي من قبل المختص بالإعاقة من خلال زيارته المتكررة للجمعيات وتفاعله المستمر مع سكان المجتمع البدوي.
3- يزيد من التوافق الاجتماعي لدى المعاق ذهنياً مع الأسوياء في المجتمع البدوي وتقلل من المشكلات النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها المعاق في حالة عزله عن المجتمع المحيط.
4- كما أن الدمج في الجمعيات الأهلية يقلل من المفاهيم الخاطئة عن الإعاقة الذهنية ويولد رؤية تعاونية من قبل السكان لإدماج المعاق ذهنياً في المجتمع البدوي في شتي مناحي الحياة.
ومما لاشك فيه أن الدمج من منطلق عمل جمعيات تنمية المجتمع المحلي كمنظمة مجتمعية يولد استشارة وجواب مجتمعي مقصور في حول الإعاقة الذهنية وهذا يلاحظ في الدواوين العائلية والزاويات من خلال الحوار عما يشاهد في القرى والأحياء ويخفف من الخسائر المجتمعية الناتجة عن الإهمال في الإعاقة الذهنية.
الأدوات والأدوار للأخصائي الاجتماعي في ضوء عملية الدمج:
يعتبر الأخصائي الاجتماعي هو المنشط في أداء جمعيات تنمية المجتمع لدورها في الوقاية من الإعاقة الذهنية وعملية العلاج أيضاً ولكن كيف يحاول الأخصائي الاجتماعي أن يربط عملية الدمج الدور والأداة .. وذلك يمكن من الآتي:
1- تحديد المشكلة تحديداً دقيقاً وفق السجلات والإحصائيات الموجودة مثل حصول الأخصائي على معلومات وجود هروب وعزوف مجتمعي من الأهالي عن عدم المشاركة في مخيمات المعاقين التي ترعاها الجمعية.
2- تحديد الأدوار والأدوات والفترة الزمنية لعملية التدخل المهني تجاه تلك القضية.
ومن خلال ذلك يوضح هذا الجانب كيفية التعامل مع المشكلة المجتمعية يتطلب التعديل :
1- يقوم المنظم الاجتماعي بتنظيم وإعداد مناقشات مع المجتمع المحلي يحاول بها العمل كخبير يجمع معلومات عن الإعاقة ويقدمها لهم في وسائل عرض وايضاً في حديثه استخدامه لبرامج البور بوينت، والفيديو ، ويكون حريصا على دعوة أعضاء الجمعية الذين ليس لديهم أبناء معوقين حتى يحاول أن يخفف من وطأة الإعاقة ويولد تعاطف مجتمعي ويكون الحضور مشتركاً.
2- يقوم المنظم الاجتماعي بتنظيم زيارات للقيادات الشعبية داخل المحافظة والتي لها فاعلية في اتخاذ القرار بمشاركة في الزيارة أولياء أمور المعاقين ذهنياً وبعض المعاقين من حالات الداون الخفيف الإعاقة المتوسطة ويعرض عليه مشكلاتهم في المجتمع المحلي. حيث ربما يعمل المنظم على تدعيم العلاقة مع مدارس التعليم العام .
3- نجد المنظم يلجأ للعلاقات العامة كأداة وكوسيلة. من خلال دوره في العمل مع الجماعات حيث الحصول على خدمات مع منظمات وتنسيق الجهود مع الهيئات المعنية بقضية الإعاقة والغير مختصة. فنجده يعمل على حصول جمعية تنمية المجتمع المنظمية على منحة تدريبية للطلاب في مرحلة التأهيل في جمعية تمتلك وسائل تدريبية ونجده يوجه جهود الوحدات الصحية في إجراء الكشف الطبي على الأطفال المعاقين ذهنياً.
4- نجد المنظم الاجتماعي في تعامله مع قضية الإعاقة الذهنية يستخدم نتاج دورة تمكنه من تفعيل مشاعر المجتمع والآراء حول الإعاقة من خلا ل وسائل العرض حيث حائط في مقر الجمعية – لافتات توزع على المدارس – المساجد .
5- نجد دورة في ممارسة العمليات التربوية من خلال مشاركته في المؤتمرات والندوات التي تدعي إليها الجمعية باستمرار وإلقائه عن الإعاقة الذهنية في توضيحه للمعلومات من خلال مؤتمرات الأحزاب – الاجتماعات التي يحضرها أعضاء مجلس الإدارة .
خلاصة القول أن المنظم يستطيع أن يربط بين دوره والأداة المجتمعية ونحو الإعاقة حتى يولد استشارة مجتمعية ولنقف وقفة حول الأثر الذي من الممكن أن يحدث عندما تناقض قضية المعاقين ذهنياً في المجتمع البدوي أمام المسئولين أمناء الأحزاب – خطباء المساجد .
المــراجـــع
1- مريم صالح الأشقر : دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع. إصدارات المركز الثقافي الاجتماعي بالجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ، 2003.
2- محمد رفعت قاسم : تنظيم المجتمع ” الأسس والأجهزة ” ، كلية الخدمة الاجتماعية – جامعة حلوان 1999.
3- أعداد من مجلة المنال ( منشورات من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية) دولة الإمارات المتحدة .
المحــــور الثـاني
الشرائع السماوية والقوانين والمواثيق الدولية
في رعاية المعاقين
ورقة بحثية عن
رعاية وتأهيل المعاقين في ظل التشريعات والقوانين المصرية
إعداد أ / صلاح سيد شاكر شطوري
مدير نادي فرسان الإرادة والتحدي سابقاً بالجمعية النسائية
أ / آمال عثمان جاد الحق
مشرف فني وميداني بالجمعية النسائية
مقدمة :-
إن فئة المعوقين هي فئة من فئات المجتمع أصابها القدر بإعاقة قللت من قدرتهم على القيام بأدوارهم الاجتماعية على الوجه الأكمل مثل الأشخاص العاديين.
هـذه الفئة هي أحـــوج إلــي أن نتفهــم بعض مظــاهر الشخصيــة لديهم نتيجة لما تفرضه الإعاقة من ظروف جسمانية ومواقف اجتماعية وصراعات نفسية، وإلي أن تتفهم أساليبهم السلوكية التي تعبر عن كثير من هذا التعقيد والتشبيك، ورغم كل ذلك فإن هذه الفئة لم تلقى حتى الآن الاهتمام المناسب من الباحثين والمتخصصين حتى وقتنا الحالي ، وطبيعي فإن فئة المعاقين لهم متطلبات مختلفة في شتى مجالات الحياة تختلف عن المتطلبات الأخرى للأشخاص العاديين وتختلف هذه المتطلبات تبعاَ لنوع الإعاقة وما يترتب عليها من مؤثرات.
أن العناية بالأطفال المعاقين كفئة اصابتها درجة من درجات العجز واجباً أخلاقيا إنسانياً تفرضه القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية المختلفة فإن تأهيلهم ورعايتهم قيمة اقتصادية لأن هذه الفئة طاقة إن أهملت أو عطلت أصبحت عالة على المجتمع وعلى ذويهم وضرراً بالاقتصاد القومي فضلا عن أن العناية بهم لتجنب المجتمع أعباء كثيرة مستقبلاً.
إن لكل فرد من الأفراد المعاقين حقاً في الرعاية الصحية والتعليمية والتأهيلية في جميع مراحل نموه وله حق العمل والتوظيف في مرحلة العمل وله حق تكوين أسرة بالزواج مالم يكن هناك حائلاً يمنع ذلك كما أن له الحق في الحياة والتمتع بكافة الحقوق المادية والاجتماعية والقانونية ، كما أن عليه واجبات المواطنة بقدر الاستطاعة وتحمل المسئولية وأن تجاهل هذه الحقوق أو إغفالها يؤدي الي أن يدفع المجتمع الثمن باهظاً عندما تزداد أحوال هذه الفئة تدهوراً فيتحولون إلي طاقات غير مستثمرة ويصبحون عائق على ذويهم ومجتمعاتهم ، كما يكونوا عرضة للإنحراف الاجتماعي والأخلاقي ويجب على المجتمع أن يفهم هذه الحقوق لأنها جزء لا يتجزء من خط الدولة في الاهتمام بالمعاقين.
أن الجانب التشريعي لا يمكن أن يتخلف عن هذه الرعاية، بل يقننها ويعمل على بسط حمايته عليها، لذلك نجد المشرع قد حرص منذ 1959 على مواجهة مشكلة المعوقين فصدر القانون رقم 14 لسنة 1959 بشأن التأهيل المهني للعاجزين عن العمل وتحديدهم. ثم أدمجت مواد هذا القانون في قانون العمل ثم عاد المشرع لتنظيم الموضوع بموجب القانون رقم 39 لسنة 1975 بالمعدل رقم 49 لسنة 1982 وأطلق عليه اسم قانون تأهيل المعاقين.
تعريف المعاق :-
تعريف قانون تأهيل المعاقين رقم 39 لسنة 1975م :-
وقد عرف قانون التأهيل المعوق بأنه ” كل شخص أصبح غير قادر على الاعتماد على نفسه في مزاولة عمله أو القيام بعمل آخر والاستقرار فيه، ونقصت قدرته على ذلك نتيجة لقصور عضوي أو عقلي أو حسي نتيجة عجز خلقي به”.
تعريف الموسوعة الطبية الأمريكية :-
وقد عرفت المعاق على أنه كل شخص به عيب صحي أو عقلي يمنعه من أن يشارك بحرية في النشاط الملائم لعمره ، كما يولد لديه إحساس بصعوبة الاندماج بالمجتمع.
تعريف منظمة العمل الدولية :-
هو كل فرد نقصت إمكانياته للحصول علي عمل مناسب والاستقرار فيه نقصاً فعلياً نتيجة لعاهة جسمية أو عقلية.
– ولما كان للمعوق حاجاته التي يجب إشباعها كغيره من بين جنسه فقد أصدرت مجموعة من التشريعات الوطنية والمواثيق الدولية في شأنه نصت موادها على أن يحيا المعاق حياة طبيعية مثله مثل باقي سائر البشر من حوله .
وبصورة واقعية فقد فرض علينا الواقع المعيوش أن نطرق باب هذه التشريعات وأن نتصفح كتب القانون بحثاَ عن القوانين والتشريعات والقرارات والمواثيق التي أصدرت بشأن هذه الفئة ونبحث وراء كل هذا وذاك بالواقع الذي نعيش فيه ولنعرضه أمام سيادتكم بصورة صرخة من هذه الفئة لجميع المسئولين والمهتمين والباحثين والتشريعيين لكي يستيقظون لأن الكثير من تلك القوانين والبنود والقرارات ما هي إلا حبر على ورق يتم تنفيذ القليل منها حيث تم تصميم استمارة استبيان حول مدى معرفة المعاقين وأسرهم والقائمين على رعايتها بالقوانين المصرية الصادرة بشأن رعايتهم وتأهيلهم وقد طبقت هذه الاستمارة على الآتي :
– عدد 130 معاق – 50 من أسر المعاقين .
– 10 من القائمين على رعايتهم ( في نطاق محافظة أسيوط ).
فقد وجد من خلال الاستبيان أن هناك مجموعة من المشاكل لابد أن نعمل جميعا على حلها وأهم هذه المشاكل :-
1- أن أغلب المعاقين أنفسهم وأسرهم وبعض القائمين على رعايتهم لا يعلمون أي شئ عن التشريعات والقوانين التي صدرت بشأنهم .
2- عدم تطبيق الكثير من نصوص القوانين الخاصة بالمعاقين من الواقع الملموس.
3- قلة المميزات والتسهيلات الخاصة بالمعاقين بالمواصلات والمسارح وقصور الثقافة والنوادي داخل نطاق محافظة أسيوط مما دعانا إلي أن نبحث وراء كل نصوص القوانين ومعرفة دور الدولة في رعاية وتأهيل المعاقين.
المعاقين وتشغليهم وتأهيلهم بالقوانين المصرية
أولاً : قانون تأهيل المعوقين رقم 39 لسنة 1975 :-
فقد جاء هذا القانون جامعاًَ لشتات مجموعة من النصوص والتي تفرقت قبل صدوره في القوانين أرقام 91 لعام 1959، 63 لسنة 1964، 133 لسنة 1964، 58 لسنة 1971، 61 لسنة 1971 وفيما يلي عرض لأهم المواد التي بشأنها خدمة المعاقين:
المادة (1) :
” تسري أحكام هذا القانون على المعوقين المتمتعين بجنسية جمهورية مصر العربية …”
المادة (2):
يقصد في تطبيق أحكام هذا القانون بكلمة المعوق – كل شخص أصبح غير قادر على الاعتماد على نفسه في مزاولة عمله أو القيام بعمل آخر والاستقرار فيه أو نقصت قدرته على ذلك نتيجة لقصور عضوي أو عقلي أو حسي أو نتيجة عجز خلقي منذ الولادة.
ويقصد بتأهيل المعوقين تقديم الخدمات الاجتماعية والنفسية والطبية والتعليمية والمهنية التي يلزم توفيرها للمعوق لتمكنه من التغلب على الآثار التي تخلفت عن عجزه.
مادة (9) :
على أصحاب الأعمال الذين يستخدمون خمسين عاملاً فأكثر سواء كانوا يشتغلون في مكان أو بلد واحد أو أمكنة أو بلاد متفرقة استخدام المعوقين الذين ترشحهم مكاتب القوى العاملة من واقع سجل قيد المعوقين وذلك في حدود 5% من مجموع عدد العمال في الجهة التي يرشحون فيها، ومع ذلك يجوز لأصحاب الأعمال المشار إليهم في الفقرة السابقة شغل هذه النسبة باستخدام المعوقين عن غير طريقة الترشيح من مكاتب القوى العاملة بشرط حصول القيد المنصوص عليه ( شهادة التأهيل الاجتماعي)…
مادة (10) :
يخصص للمعوقين الحاصلين على شهادات التأهيل نسبة 5% من مجموع وظائف المستوى الثالث الخالية بالجهاز الإداري للدولة والهيئات العامة والوحدات الاقتصادية …
مادة (11) :-
لوزير الشئون الاجتماعية بعد الاتفاق مع الوزير المختص إصدار قرار بتخصيص وظائف وأعمال معينة من الوظائف والأعمال الخالية في الجهاز الإداري للدولة والهيئات العامة والمؤسسات العامة والوحدات الاقتصادية التابعة لها المعوقين الحاصلين على شهادات التأهيل وذلك في حدود النسبة المشار إليها بالمادة السابقة.
مادة (16 ):
يعاقب كل من يخالف أحكام المادة (9) من هذا القانون بغرامة لا تتجاوز ثلاثين جنيها والحبس مدة لا تجاوز شهر أو بإحدى هاتين العقوبتين ..
قانون رقم 49 لسنة 1982 :
مغيراً ومعدلاً لنصوص كلا من المادة 9 ، 10 ، 15 ، 16 من قانون تأهيل المعاقين رقم 39 لسنة 1975 فقد جاء في هذا القانون استبدال المواد 9 ، 10 ، 15 ، 16 وهم كالآتي :
مادة (9) :
على أصحاب الأعمال الذين يستخدمون خمسين عاملاً فأكثر وتسرى عليهم أحكام القانون رقم 137 لسنة 1981 بإصدار قانون العمل سواء كانوا يشتغلون في مكان واحد أو بلد واحدة أو في أمكنة متفرقة استخدام المعاقين الذين ترشحهم مكاتب القوى العاملة من واقع سجل قيد المعوقين بها وذلك بنسبة 5% من مجموع عدد العمال في الوحدة الذين يرشحون لها.
مادة (10):
تخصص للمعوقين الحاصلين على شهادات التأهيل نسبة 5% من مجموع عدد العاملين بكل وحدات الجهاز الإداري للدولة والهيئات العامة والقطاع العام كما تلتزم هذه الوحدات باستيفاء النسبة المشار إليها باستخدام المعوقين المقيمين بدائرة عمل كل وحدة والمسجلين بمكاتب القوى العاملة المختصة على أن يتم استكمال النسبة المقررة بالقانون خلال سنتين من تاريخ صدور هذا التعديل.
مادة (16) :
يعاقب كل من يخالف أحكام المادة التاسعة من هذا القانون بغرامة مائة جنيها والحبس لمدة لا تجاوز شهراً أو بإحدى العقوبتين .
تعليق :
كل هذه القوانين والقرارات التي أصدرت بشأن تأهيل وتشغيل المعاقين إلا أن هذه القوانين تفتقد عنصر الالتزام بالنسبة لشغل النسبة المطلوبة في وظائف القطاعين الحكومي والعام. فليس هناك إلزام قانوني على هذه الأجهزة بتنفيذ ما أوجبه القانون بمعني أنه لا يوجد جزاء جنائي أو إداري عند إهمال ما تطلبه الأجهزة المختصة في مجال تشغيل المعاقين وأصبح متروكاً لهوى القائمين على العمل في هذه الجهات بعكس الحال بالنسبة للقطاع ا لخاص سواء غرامة لا تتعد المائة جنيها لا غير .
ومن المادتين 9 ،10 نجد أن هناك إلزاماً بتعيين نسبة 5% من المعاقين الحاصلين على شهادة التأهيل في وظائف الجهاز الإداري للدولة ونأسف بأن نجد أن هذه المواد غير مطبقة بالواقع المعيوش وإن كانت مطبقة فليس بالنسبة التي أقرها القانون حيث ألزم القانون أصحاب الأعمال الذين زاد عدد العمال فيه عن 50 عاملاً أو أكثر تعين هذه النسبة بمعني أنه إذا قل عدد العاملين بالمنشأة عن 50 عاملاً لا تنطبق عليهم هذه المادة ، فلما ألزم القانون من يستخدمون أكثر من 50 عاملاً وترك كل من يعمل لديه بالمنشأة أقل من 50 عاملاً فإن كان هناك إلزام بتشغيل هذه الفئة فإن مشاركته في تحمل أعباء هذه المشكلة ولو عن طريق إلزامهم بنسبة من إجمالي أجور العاملين بمنشئاتهم تعادل 5% تكون حصيلتها دعماً للموازنة العامة المخصصة لتأهيل المعوقين.
ومن هنا يتطلب الأمر تفعيل قانون العاملين بالدولة والمادة الخاصة بتخصيص نسبة 5% للمعاقين للعمل في وطائف القطاعين الحكومي والعام ووضع آلية رصد وتفعيل ومتابعة للعمل على تفعيل نصوص المواد التاسعة والعاشرة بالقانون رقم 42 لسنة 1982 والمطالبة باهتمام كل الهيئات العاملة في مجال رعاية المعاقين بتوعية هذه الفئة بالقوانين والمواثيق التي تخدمهم والوقوف على أهم المواد التي تحتاج إلي تعديل وعرضها على المجلس التشريعي للدولة.
كما لا يفوتنا الحديث حول افتقار قانون رقم 39 لسنة 1975 والمعدل بالقانون رقم 42 لسنة 1982 من أوجه الرعاية الاجتماعية والإنسانية في عصر أصبحت فيه هذه الرعاية من مقومات الإنسانية ومنها مراعاة هذه الفئة في تخصيص الطوابق الأرضية لهم بالإسكان التابع للقطاع الحكومي و تخصيص سيارات لهم في خطوط المواصلات مع تشجيع أقامة المصانع المجهزة للمعوقين ( المصانع المحمية) مراعاة الظروف الخاصة لهم بالطرق والمنشآت العامة والخاصة.
وفي تساؤل سر يع :
أين يوجد المعاق في مجتمع زادت فيه مرتفعات معدلات البطالة ، وأيضاً في ظل الخصخصة والقطاع الخاص والذي يسعى لتحقيق أكبر قدر من الربح فهو يسعى لتعين الأصحاء.
قانون رقم 12 لسنة 1996باحكام حماية الطفل :-
أفرد فيــه بابا خاصـا لرعاية الطفـل المعاق وتأهيله الباب السادس ( رعاية الطفل المعاق وتأهيله) ومواده كالآتي :-
مادة (75) :-
تكفل الدولة حماية الطفل من كل عمل من شأنه الإضرار بصحته أو بنموه البدني أو العقلي أو الروحي أو الاجتماعي.
مادة (76) :-
للطفل المعاق الحق في التمتع برعاية خاصة اجتماعية وصحية ونفسية تنمي اعتماده على نفسه وتيسر اندماجه ومشاركته في المجتمع.
مادة (77) :-
للطفل المعاق الحق في التأهيل ويقصد بالتأهيل تقديم الخدمات الاجتماعية والنفسية والطبية والتعليمية والمهنية التي يلزم توفيرها للطفل المعاق وأسرته وتمكينه من التغلب على الآثار الناشئة عن عجزه وتؤدي الدولة خدمات التأهيل والأجهزة التعويضية في حدود المبالغ المدرجة لهذا الغرض في الموازنة العامة للدولة مع مراعاة حكم المادة (85) من هذا القانون .
مادة (82) :-
على صاحب العمل الذي يستخدم 50 عاملاَ فأكثر سواء كانوا يعملون في مكان أو أمكنة متفرقة في مدينة أو قرية واحدة استخدام الأطفال المعاقين الذين ترشحهم مكاتب القوي العاملة بحد أدنى 2% من بين نسبة 5% المنصوص عليها في القانون رقم 39 لسنة 1975 بشأن تأهيل المعاقين…
مادة (84) :-
يعاقب كل من يخالف أحكام المادتين السابقتين بغرامة لا تقل عن 100 جنيه ولا تجاوز 1000 جنيه …………
مادة (85) :-
ينشأ صندوق لرعاية الأطفال المعاقين وتأهيلهم وتكون له الشخصية الاعتبارية ويصدر بتنظيمه وتحديد اختصاصاته قرار من رئيس الجمهورية ويدخل ضمن موارده الغرامات المقضي بها في الجرائم المنصوص عليها في هذا الباب .
مادة (76) :-
تعفي من جميع الضرائب والرسوم الأجهزة التعويضية والمساعدة ووسائل النقل اللازمة لاستخدام الطفل المعاق وتأهيله.
تعليق :-
عندما كنت أتصفح هذا القانون لفت نظري تعليق بسيط عليه وجدته في إحدى الكتب الخاصة بالمؤتمر عن الإعاقة وهو كالآتي:
1- مطالبة بإضافة مادة في قانون الطفل تفيد باستمرارية تمتع المعاقين ذهنياً بالحقوق المنصوص عليها في القانون والاتفاقيات في كافة مراحل عمرهم الزمني لأن عمرهم العقلي هو عمر عقل الأطفال حتى لو تجاوزت أعمارهم الزمنية الثامنة عشر (المادة رقم 2 من قانون الطفل 12/1996، والمادة رقم 1 في اتفاقية حقوق الطفل )
2- والمطالبة ايضاً بحق انتفاع الطفل المعوق ذهنياً بمعاش شهري من الضمان الاجتماعي وفقاً للمادة 49 من قانون الطفل 12/1996 والمادة 26 من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ونصها كالتالي.
” يكون للأطفال الآتي بيانهم الحق في الحصول على معاش شهري من وزارة الشئون الاجتماعية وفقاً للشروط والقواعد المبينة في قانون الضمان الاجتماعي الصادر بالقانون رقم 30 لسنة 1977 بشرط ألا يقل هذا المعاش عن عشرين جنيها شهرياً لكل طفل”.
1- الأطفال الأيتام أو مجهول الأب أو الأبوين.
2- أطفال المطلقة إذا تزوجت أو سجنت أو توفيت.
3- أطفال المسجون لمدة لا تقل عن عشر سنوات.
3- والمطالبة أيضاً بتفعيل المادة رقم 85 من قانون الطفل 12/1996 والخاص بإنشاء صندوق لرعاية الأطفال المعاقين وتأهيلهم، فبالرغم من صدور القانون عام 1996 إلا أنه حتى الآن لم يصدر قرار بإنشاء هذا الصندوق.
قانون العاملين بالدولة رقم 47 لسنة 1978 بالمادة (13):-
والتي نصت ” علي جميع الوحدات أن تراعي عند كل تعيين جديد ضرورة استكمال نسبة 5% المحددة لتشغيل المعوقين حسبما نص عليها القانون رقم 39 لسنة 1975 والمعدل بالقانون رقم 49 لسنة 1982 ويقوم الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة باحتجاز 5% من أعداد ومسميات الوظائف التي يصرح بالإعلان عن شغلها لتعين المعوقين عليها في تاريخ موحد ودفعة واحدة في كل وحدة من الوحدات الإدارية للدولة.. ” وبعد أن عرضنا أمام سيادتكم خلاصة مجموعة من القوانين والتشريعات المصرية والتي أصدرت بشأن المعاقين والتي كانت تهدف إلي توضيح دور الدولة في رعاية وتأهيل المعاقين ، أنه لا يؤسفني أن أجد أن هناك الكثيرون ينسون أن هذه الفئة من حقها أن تحيا حياة كريمة طبيعية مثلها مثل باقي البشر العاديين بل وقد كفلت الدولة رعايتهم وتأهيهم وحمايتهم كما أن رعاية وتأهيل هذه الفئة ليست من واجب الدولة وحدها بل من واجب المجتمع كله أن يتكاتف لحل مشكلات هذه الفئة والعمل على دمجهم في المجتمع واستغلال ما تبقي لهم من قدرات تمكنهم من العمل والسير على الدرب الصحيح ليكونوا نافعين لأنفسهم ولوطنهم العزيز وفيما يلي عرض بسيط للجهات والمؤسسات التي تقدم خدماتها لهذه الفئة.
الجهات والمؤسسات التي تخدم المعاقين:
أما بالنسبة للجهود المبذولة في الدولة والمتمثلة في الجهات والمؤسسات والوزارات في تقديم الخدمات والتسهيلات للمعاقين كل في نطاق اختصاصه على النحو الآتي :
1- جهاز الشباب والرياضة :
والذي يعني بتوفير البرامج والأنشطة الرياضية الخاصة بفئة المعاقين والمتمثلة في مراكز الشباب والأندية بالإضافة إلي الاتحاد العام للأندية أبطال المعاقين.
2- وزارة الشئون الاجتماعية:
وتعد وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية هي أكثر الوزارات المعنية بتقديم خدمات للمعاقين منذ عام 1939م وحتى الوقت الحاضر وهي تأخذ على عاتقها التوسع في نشر خدمات تأهيل المعاقين فهي تقترح التشريعات الخاصة بالمعاقين ، كما تقوم بإعداد مكاتب ومراكز التأهيل الاجتماعي لتقديم الخدمات للمعاقين، كما تقوم بقيادة قطاع كبير من النشاط الأهلي في مجال رعاية وتأهيل المعاقين ونعني به ” الجمعيات الأهلية والتي زاد دورها بصورة واضحة في الأيام الحالية وحسب إحصاءات اتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة بالمعوقين قد بلغ عدد الجمعيات الأهلية التي تعمل في مجال رعاية وتأهيل المعاقين في مصر في أول يناير 2002 عدد (370) جمعية تعمل جمعيها على العمل بقدر إمكاناتها لخدمة هؤلاء الفئة بتقديم خدمات اجتماعية ونفسية وتأهيلهم مهنياً مع تقديم كافة الأنشطة الرياضية والترويحية كما تسعى الكثير من هذه الجمعيات إلي التطرق لحل مشكلة البطالة وعدم التشغيل لهذه الفئة بعد تأهيلهم مهنياً لإلحاقهم بالأعمال المناسبة لقدراتهم داخل مؤسساتها مما يكون له الدافع الفعال والإيجابي لهذه الفئة وقد تعايشاً مع هذه التجربة داخل الجمعية النسائية بجامعة أسيوط للتنمية والتي تعمل على تأهيل المعاقين تأهيلاً مهنياً فعالاًَ ثم تقوم بتشغيلهم داخل الجمعية.
هذا بخلاف وحدات الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية بجانب البحوث والدراسات التي تقوم بها الجمعيات الأهلية في كثير من برامجها من ندوات ومؤتمرات ودراسات.
3- وزارة القوى العاملة :
والتي من شأنها تطبيـق مــــواد القـــانون الخــاص بتشغيل المعاقين ( نسبة 5%) كما من شأنها دراسة الأحوال الاقتصادية ومعرفة الأعمال التي تتناسب وتصلح للمعوقين وتوجه المعاقين إليها وتؤهلهم لها.
4- وزارة التربية والتعليم :
والتي من شأنها أيضاً فتح فصول التربية الخاصــة بأنــواعها المختلفـــة ( تربية فكرية – مدارس النور للمكفوفين – مدارس الأمل للصم والبكم ) وفصول ملحقة أيضاً بمدارس التربية والتعليم وقد نجد أن هناك بعض المحافظات والمدن تخلو من فصل ملحق أو مدرسة خاصة لهذه الفئات قد تكون هذه المحافظات والمدن في أمس الحاجة لفصل أو مدرسة داخلها لتدريب وتعليم وتأهيل هذه الفئة.
5- وزارة التعليم العالي والبحث العلمي :
والتي تقوم بتقديم مجموعة من التسهيلات الخاصة بالمعاقين كقبول المعاقين الناجحين من الثانوية العامة إلي الجامعة بحد أدنى 50% من درجات الثانوية العامة بكليات ( التجارة – الآداب– الحقوق )، كما تقوم بعمل مؤتمرات وبحوث علمية في هذا الشأن.
6- وزارة الصحة والسكان:
الاكتشاف المبكر للإعاقة والتدخل العلاجي المبكر وتقديم مجموعة من حملات التطعيم ضد الأمراض المؤدية إلي الإعاقة والتأمين الصحي ومدارس التربية الخاصة.
7- وزارة الدفاع :
وقد تعني هذه الوزارة بحالات الإعاقة المتولدة عــن الحروب (المحاربون القدماء).
وبالنظر إلي هذا الكم من البرامج والخدمات والمؤسسات قد يوحي بأنه قد حقق فائضاً في الخدمات. ولكن الحقيقة أن مجموع هذه الخدمات لم تصل إلي المستوى المناسب بعد لا على مستوى الكم ولا على مستوى الكيف . ويكفي أن تشير إلي الاستراتيجية المقترحة من قبل المجلس القومي للأمومة والطفولة بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان ومراكز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء هذه الوثيقة التي أصدرت في يوليو2004 لوضع قضية الإعاقة على أجندة العمل القومي فقد جاء في أهدافها الإستراتجية هدفان هما:
1- تجميع وتكوين صورة حقيقية عن واقع الإعاقة والمعوقين في مصر واتجاهات هذه الصورة في المستقبل.
2- تحقيق زيادة مناسبة لا تقل عن 20% من حجم الخدمات الوقائية والعلاجية المقدمة للتصدي لمشكلة الإعاقة.
بحيث يتحقق في عام 2017 تغطية 50% من الفجوة على الأقل ومن هنا نجد أنه أمامنا طريق طويل ويلزمنا جهود كثيرة في هذا الاتجاه وعلى جميع الجهات المعنية التصدي لهذه الظاهرة والعمل على تكاتف الجهود الدولية والمحلية في رفع المعاناة التي تعاني منها أسر هؤلاء المعاقين في المجتمع حيث أن الخدمة لم تصل حتى الآن إلي أكثر من واحد ونصف في المائة من إجمالي عدد المعاقين حيث أن الإحصائيات تشير إلي أن عدد المعاقين بمصر يقدر بنسبة 10% من إجمالي السكان أي أن عدد المعاقين بمصر حوالي 7 مليون معاق أي أن هناك أكثر من 5 مليون معاق لم تصل إليهم الخدمة كما أن عدد المدارس الفكرية التابعة لوزارة التربية والتعليم غير كافي لسد حاجة أعداد المعاقين ذهنياً بالجمهورية.
المشكلات التي تواجه المعاقين في ظل التشريعات الوطنية :
تظافرت الجهود لوضع دستوراً لخدمة هذه الفئات وحماية حقوقهم وبالبحث والدراسة والإطلاع وجد الآتي:-
1- أن النسبة الغالبة من المعاقين وهي حوالي 88% يعانون من النظرة السلبية للمعاق باعتباره المشكلة التي تواجه الأغلبية العظمى.
2- ونسبة 32.9% يجدوا صعوبة في حصول المعاق على فرصته في التعليم نظراً لعدم وجود فصول أو مدارس للمعاقين في منطقة إقامتهم أو قريبة منهم.
3- كما أن هناك مشكلة من أهم المشاكل التي تواجه المعاقين وهي غياب مظلة التأمين الصحي التي تضمن لهم توفير الرعاية الصحية الخاصة في حين أن هناك الكثير من المعاقين تتطلب حالتهم الصحية انفاقاً دائماً أو نفقات ضخمة في صورة دفعة واحدة أو علاجاً أكثر متخصصاً وكل هذا لا يتاح من خلال الإمكانيات العادية للخدمات الصحية المتاحة.
4- كما أنه لا يزال المعوقين يواجهون ظروفاً صعبة وظروفاً قاسية في ظل تنامي معدلات البطالة عموماً وتقليص القطاع الخاص حيث أفضى تضخم القطاع الخاص إلي تنامي نفوذ رجال الأعمال ومن ثم ظهرت مخاوف بشأن مدى التزامهم بتعيين 5% من المعاقين في مؤسساتهم وفقا للقانون 49 لسنة 1982 والمعدل بالقانون رقم 39 لسنة 1975 بشأن تأهيل المعاقين حيث فضل أصحاب الأعمال دفع الغرامات المالية على تعيين المعاقين في مؤسساتهم.
التوصيات :-
1- تبني جميع الجمعيات والهيئات العاملة في هذا المجال كل ما يخرج به المؤتمر من توصيات والعمل على تفعيلها كلاً في اختصاصه فإن قمنا بتنفيذ توصيات أحدى المؤتمرات المعنية بالمعاقين لتغلبنا على أكثر من 50% من حجم المشكلة.
2- مشاركة الإعلام المسموع والمرئي والمقروء للعمل علي توعية المجتمع بحقوق هؤلاء الأفراد وكيفية التعامل معهم والعمل على اكتشاف الإعاقة في صورة مبكرة.
3- مشاركة الجهات التشريعية من أعضاء مجلس الشعب والمحاكم الإدارية العليا للعمل على تفعيل القوانين الخاصة بالمعاقين والعمل على وجود آلية رصد لكل هؤلاء تعمل على متابعة خط سير العمل ومسائلة كل من يقصر في هذا الشأن عن طريق جزاء إداري رادع .
4- مطالبة صناع القرار لزيادة الاهتمام بالمعاقين في جميع المنظمات الحكومية وغير الحكومية.
5- تشكيل لجنة من خلال الجمعيات والمنظمات الحكومية والغير حكومية بتفعيل التشريعات والقوانين التي من شأنها خدمة المعاقين.
6- مخاطبة وزير الداخلية لعمل بطاقة خاصة بالمعاقين ذهنياً لإدراج بند جديد للبطاقة الشخصية لإثبات نسبة الإعاقة تحت إشراف لجنة متخصصة طبياً ( الكومسيون الطبي) تحت إشراف السجل المدني لإقرار نسبة الإعاقة رسمياً ويعمل بهذه البطاقة في كل من التجنيد ليعفى المعاق ذهنياً دون كشف طبي وفي التأمينات الاجتماعية ليستخرج له المعاش دون أن يحتاج لإثبات ذلك ولحمايته من الانتهاكات القانونية.
7- المشاركة الفعالة للمعاقين وأسرهم في مناقشة ووضع التشريعات الخاصة بهم.
الخاتمة :
إن خط الدولة يتمثل في الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة لتيسير اندماجهم في المجتمع وإعدادهم للعمل المنتج لتعود إليهم سيرتهم الأولى من القدرة على العمل والاستقرار فيه وأن الغرض من رعاية المعاقين هو الحفاظ على ما تبقي لهم من قدرات ومواهب وإمكانيات لاعتمادهم على أنفسهم في الحياة.
أن الإعاقة ليست مسئولية الدولة وحدها وإنما هي مسئولية مشتركة بين الدولة والمجتمع بما فيه من مؤسسات اجتماعية متخصصة إضافة إلي مسئولية الأسرة والمعوق نفسه وعلى جميع الهيئات والمؤسسات والجمعيات العاملة في مجال رعاية وتأهيل المعاقين التكاتف والترابط لحل ما يواجه هذه الفئة من مشكلات والعمل على حلها ومطالبة كل جهة اختصاص العمل على دمج هؤلاء الفئة والعمل على رعايتهم طبياً ونفسياً واجتماعيا ليكونوا نافعين منتجين لهم ولوطنهم والعمل على دراسة كل ما يختص بهم وتشجيع الباحثين والمتخصصين للعمل على دراسة أحوال هذه الفئة وعلى المجتمع التكاتف بجميع فئاته ومسئوليته على إدماج المعاق والعمل على رفع الروح المعنوية له وتشجيع ودعم ما تبقي من قدرات لديه والاعتراف بهم داخل المجتمع المحيط وتحسين النظرة السلبية التي يعانون منها بالمجتمع والعمل على تشجيعهم ليكونوا عناصر بارزين نافعين لأنفسهم وللمجتمع فعلينا جميعا هيئات ومؤسسات وجمعيات وإدارات ووزارات العمل على دمج هذه الفئة والاعتراف بكافة حقوقهم القانونية .
ملحــــق
نماذج للقوانين والقرارات بشأن المعاقين ورعايتهم
اسم القانون |
توضيح |
1- قانون رقم 39 لسنة 1975 بشأن تأهيل المعاقين |
ضم القانون مجموعة من المواد بشأن رعاية وتأهيل المعاقين بالجريدة الرسمية في 3 يوليو سنة 1975 العدد 27 |
2- قرار وزاري رقم 259 بتاريخ 20 مايو 1976 اللائحة التنفيذية للقانون رقم 39 لسنة 1975 بشأن تأهيل المعاقين |
يضم هذا القرار عشرون مادة في شأن الخدمات التي تؤديها الدولة للمعاقين من علاج طبيعي وأجهزة تعويضية واختص من ينوي هذه الخدمة ([1]). |
3- قانون رقم 49 لسنة 1982 بشأن تعديل قانون رقم 39 لسنة 1975 بشأن تأهيل المعاقين |
حيث ضم هذا القانون استبدال المواد 9، 10، 15 ،16 من القانون رقم 39 لسنة 1975 بشأن تأهيل المعوقين بالجريدة الرسمية في 26 يونيه سنة 1982 العدد 25 مكرر. |
4- قانون رقم 12 لسنة 1996 بشأن أحكام حماية الطفل – الباب السادس |
خصص هذا القانون في أحد أبوابه (الباب السادس) تحت عنوان رعاية الطفل المعاق تأهيل ضم 12 مادة تنص على رعاية المعاقين طبياً ونفسيا واجتماعياً وتشغيلهم بالنسبة المقررة. |
5- قانون العاملين المدنين بالدولة قانون رقم 47 لسنة 1987 مادة”13″ باللائحة التنفيذية له. |
ضمت هذه المادة والتي ألزمت جميع الوحدات الحكومية باستيفاء النسبة المقررة من تشغيل المعاقين نسبة 5% بقانون رقم 47 لسنة 1987 بنظام العاملين المدنيين بالدولة طبقاً لأحدث القوانين المعدلة الطبعة العشرون سنة 2002 المطابع الأميرية |
6- قرار وزير التنمية الإدارية قرار رقم 691 لسنة 2001 بشأن قواعد وإجراءات تعيين المعاقين بالوظائف المخصصة لهم بوحدات القطاع الحكومي . |
صدر هذا القرار من السيد وزير الدولة للتنمية الإدارية لسنة 2001 والذي نص في مواده على 10 مواد بشأن تنظيم إجراء تعيين المعاقين المعنيين ضمن نسبة الإلزام 5% في القطاع الحكومي بالدولة. |
تيسيرات بالقوانين والقرارات الوزارية بشأن المعاقين ([2])
1- تشغيل المعاقين الحاصلين على شهادات تأهيل بالقطاعين العام والحكومي مادة رقم 9 بقانون 39 لسنة 1975 والمعدلة بالقانون 46 لسنة 1982م.
2- إعفاء المعوق الحاصل على شهادة تأهيل من شرط اللياقة الصحية بالمادة 12 قانون رقم 39 لسنة 1975م.
3- إلزام الدولة بتشغيل نسبة 5% من وظائف الجهاز الإداري للدولة من المعاقين مادة رقم 14 بالقانون رقم 39 لسنة 1975 قرار وزير الشئون الاجتماعية 135 لسنة 1984م بتحديد هذه الوظائف.
4- منح المعوق رخصة قيادة طبقاً للشروط الواردة بالمادة 295 من اللائحة التنفيذية لقانون المرور والتي تجيز الترخيص للمعوقين برخصة قيادة سيارة خاصة ( ملاكي).
5- إعفاء السيارات والدراجات البخارية من الجمارك بالمادة الثانية من القرار بقانون 186 لسنة 1986 والتي تنص على إعفاء المعوق من الضرائب الجمركية.
6- دخول المسارح بالمجان بكتاب المراقبة العامة للعلاقات العامة بالمجلس الأعلى للثقافة بتاريخ 13/8/1980 لوزارة الشئون الاجتماعية بمنح المعوق بطاقة دخول مجانية لجميع المسارح التابعة لقطاع الثقافة.
7- إعفاء المعوقين المصريين من أي رسوم لدخول المناطق بالمتاحف الأثرية بناءاً على موافقة السيد الدكتور / رئيس هيئة الآثار المصرية المبلغة لكافة الجهات المعنية بكتاب السيد / رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية بالهيئة رقم 714 بتاريخ 20/4/ 1986م.
المــراجـــع
1- د / محمد سيد فهمي : السلوك الاجتماعي للمعوقين ، دراسة في الخدمة الاجتماعية – المكتب الجامعي – الإسكندرية .
2- د / عبد الحي محمود حسن صالح : متحدو الإعاقة من منظور الخدمة الاجتماعية – دار المعرفة الجامعية ط1 – 1999.
3- قانون رقم 39 لسنة 1985 بالمطابع الأميرية.
4- قانون رقم 12 لسنة 1996 طباعة خاصة برئاسة مجلس الوزراء – المجلس القومي للطفولة والأمومة.
5- بحث منشور للدكتورة / سعاد حسين عن حقوق الطفل المعاق ذهنياً بين الواقع والمأمول في محافظة بورسعيد بالمؤتمر العربي الأول للإعاقة الذهنية بين التجنب والرعاية 13-14يناير 2004- جامعة أسيوط.
6- قانون رقم 47 لسنة 1978 والخاص بالعاملين المدنيين بالدولة الطبعة العشرون المطابع الأميرية.
7- د / مدحت محمد أبو النصر : تأهيل ورعاية متحدي الإعاقة – ايتراك للطباعة والنشر والتوزيع ، 2004م.
8- علي عبده محمود : مرشد جمعيات رعاية وتأهيل المعاقين في مجال التشريعات ، اتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة والمعوقين ، ج.م.ع ، مارس 1994م.
المحـــور الثـالـث
دور الفنون
في تأهيل المعاقين ذهنياً
إعداد/ هاجر عبد الحي محمد عزام
مشرف فني وميداني بمبادرة تعليم الفتيات أسيوط
هناك حقيقة ثابتة لا يمكن إغفالها في دراسة أي فئة من فئات المجتمع وهى الفردية. أي أن التفرد هو السمة المميزة لكل فرد، فالإنسان مخلوق فريد في قوى الطبيعة، ومن المستحيل أن نجد شخصين متشابهين تمام التشابه حتى التوائم المتماثلة، والناس في تفردهم أشبه ببصمات الأصابع، فمن المستحيل أن نجد بصمتين متشابهتين لشخصين مختلفين.
وعلى هذا فلا يمكن للمعرفة السيكولوجية بحال من الأحوال أن تغفل دراسة الفردية طالما أن كل سلوك هو سلوكاً فرديا بالذات، وإن كانت مشكلة كيفية قياس هذه الفروق بين الأفراد في الصفات الجسمانية كما هو الحال في الظواهر الطبيعية ممكناً ،أما الظواهر النفسية فلا توجد مقاييس يتم فيها القياس بشكل مباشر فاختبار الذكاء مثلا لا يتم بشكل مباشر ولكن عن طريق ملاحظة سلوك الفرد. ([3])
والذكاء ـ إذا كان له معنى معين ـ إنما يتمثل في القدرة على التكيف أو إدراك العلاقات التي تحيط بالفرد في المواقف المختلفة، وبما أن الطفل ضعيف العقل يعانى نقصاً في الذكاء فقدرته على إدراك العلاقات المختلفة والتكيف معها قدرة محدودة تلازمه باستمرار في جميع مظاهر حياته([4] ) وإذا كان هناك مجال يبرز فيه هذا النقص بشكل واضح فهو بلا شك مجال الفن.
فالطفل ضعيف العقل إذا ما طلب منه التعبير عن رجل يجلس على كرسي مثلا، نجد انه يرسم الرجل في جانب والكرسي في جانب أخر دون مراعاة أو إدراك العلاقة الموجودة بين الاثنين وما يحدث في هذا المثال يحدث أيضاً عندما يطلب من الطفل ضعيف العقل التعبير عن وجه الإنسان فانه يرسم العينين والأنف والفم وغير ذلك من الأجزاء كأنها مفردات لا علاقة بينها، والسر في ذلك يرجع إلى النقص في الذكاء مما يؤثر في قدرته على إدراك العلاقات بين الأشياء بالنسبة لبعضها البعض لاسيما في ميدان كميدان الفن، وتعد الفنون التعبيرية من أهم وسائل الاتصال الفعالة التي تمنح المريض ( العميل) القدرة على التعبير والانفعال الحر حتى وإن لم يتضمن إنتاجه الفني قيما جمالية عالية، حيث يؤدى ذلك إلى خفض أعراض المرض والقلق المسئول وراء الإضطرابات ([5]) ،ويعد العلاج باستخدام الفنون الإبداعية والتعبيرية حديثاً نسبياً وقد ظهر ذلك في ميدان الصحة العقلية وهو إسم شامل يشير إلى استخدام عمليات الإبداع والتعبير في إعادة تأهيل أو علاج إضطرابات التوافق والإضطرابات العقلية والإضطرابات الانفعالية والارتقائية والعضوية وزيادة الوعي بالذات.
واهم التخصصات المستخدمة في هذا المجال ما يلي:
العلاج بالموسيقى : “music therapy ”
الموسيقى هي الفن الوحيد الذي تحسه الحيوانات وضعاف العقول، وذلك لأنها تحوى في ذاتها عاملا طبيعيا أشبه بالتيار الكهربائي يؤثر على الأعصاب بغض النظر عن مستوى التطور ودرجة الذكاء.
والموسيقى لكونها أكثر الفنون تجديدا فهي من أوسع قنوات الاتصال المفتوحة على المعاقين ذهنياً بسبب افتقارهم للقدرة الاتصالية، فتعمل الموسيقى على توصيل الأحاسيس.
العلاج بالفن “الرسم : “art therapy“
إن التعبير الفني يتيح للأطفال طرقا متعددة للتواصل المرئي، ودراسة الفنون واشتراك الأطفال في أنشطة الفنون، يُمَكن الأطفال من تعلم أن أساليب التعبير عن المشاعر والأفكار هي من الأشياء المميزة للسلوك الإنساني، كما انه من المهم أن يتعلم الأطفال أن الخيال والأصالة هي مصادر متجددة تشكل التفكير الإنساني رفيع المستوى ([6])0
إن الأطفال مهيئون لاستقبال الموسيقى فهي تخلق الجو المناسب للتعبير والتواصل فالأطفال يستمتعون بالحركة المتمشية مع الإيقاع والآلات الإيقاعية ويستمتعون باستخدام أصواتهم كأدوات، بنفس القدر الذي يصنعون به الأصوات بأجزاء جسمهم الأخرى ” كالتصفيق ” ، والدق بالأقدام، وأساليب الإيقاع الحركي المختلفة 0
والإيقاع الحركي هو التقسيم الديناميكي الزمني للحركة أي التبادل الانسيابي بين الشد والارتخاء والانقباض والانبساط، لأنه يعكس درجة سريان القوة على مراحل زمنية وترى عنايات عبد الفتاح وتراجى عبد الرحمن (1983م) أن ثمة علاقة بين الإيقاع الحركي والإيقاع الموسيقى، فالإيقاع الموسيقى هو عبارة عن وسيلة على جانب كبير من الأهمية من خلاله يتم تنظيم وتعليم الإيقاع الحركي، هذا بالإضافة إلى أن تمرينات الإيقاع الحركي لدالكروز تمكن الفرد من الإحساس، بالتعبير الموسيقى، وهى في مجملها تمثل هنا تكاملا وثيق الصلة بالحياة والحركة([7])0
كان هذا عرضاً موجزاً للتخصصات المستخدمة للفنون في تأهيل المعاقين ذهنيا، والسؤال المطروح الآن: هل يمكن استخدام عمليات الإبداع والتعبير في إعادة تأهيل المعاقين ذهنيا ؟
وما دور الفنون في ذلك ؟ وهل يمكن للفنون علاج الاضطرابات العقلية ، والانفعالية ، والعضوية وتنمية الوعي بالذات لدى الأطفال المعاقين ذهنيا ؟
كل هذه التساؤلات سنحاول الإجابة عليها من خلال هذا البحث والذي يتناول دور الفنون في تأهيل المعاقين ذهنيا.
خطة البحث :-
سوف نقسم هذا البحث إلى جزئين يضم كلا منهما ثلاثة مباحث على النحو التالي: ـ
مبحث تمهيدي عن تعريف الإعاقة الذهنية والتقسيمات المختلفة لها.
دور الفنون في تأهيل المعاق ذهنيا
المبحث الأول / دور الموسيقى في علاج الإعاقات الذهنية 0
المبحث الثاني / دو الرقص الإيقاعي في علاج الإعاقات الذهنية 0
المبحث الثالث / دور الأنشطة التعبيرية الفنية في علاج الإعاقات الذهنية0
التطبيق العملي والإحصاء
المبحث الأول / مشكلة البحث، والهدف منه،أهميته،مجال البحث وحدوده، افتراضات البحث ومسلماته،منهج البحث،مفاهيمه
المبحث الثاني / استبيان(تطبيق،تحليل،نتائج)0
المبحث الثالث / التوصيات الخاصة بالدراسة0
ملاحق البحث
مبحث تمهيدي
فئات التخلف العقلى : ـ
تتعدد فئات التخلف العقلى تبعا لتعدد أبعاد الظاهرة وتعدد الأسباب المؤدية إليها وتعدد المظاهر المميزة لحالات التخلف العقلى، والتى تختلف بدورها تبعا لدرجة الإعاقة ،ووقت حدوثها، والحالة الإكلينيكية لها حيث تتصف بعض الحالات بمظاهر وملامح جسيمة معينة تميزها عن غيرها من الحالات 0
* وفيما يلى أهم التقسيمات التى ظهرت فى فئات التخلف العقلى
أولا : التقسيم المتعدد الأبعاد: ([8])
هو تقسيم شامل يأخذ فى الحسبان الجوانب المتعددة للتخلف العقلى بقصد تحديد أنواع البرامج العلاجية والتأهيلية لكل فئة من فئات هذه الإعاقة تبعا لدرجة الإعاقة ونسبة الذكاء والقدرة على التعلم أو التدريب ، والقدرة على التكيف، والخصائص العامة والخاصة لكل فئة 0 وقد ظهر فى هذا الصدد عدة تقسيمات للإعاقة العقلية اعتمدت على أكثر من بعد فى تحديد فئات الإعاقة، فحديثا أعلنت الجمعية الأمريكية للطب النفسي تقسيما لفئات الإعاقة العقلية (1994م) وهو من أكثر التقسيمات شمولا وتكاملا ظهر حتى الآن.
وتنحصر فئات التخلف العقلى وفقا لهذا التقسيم الى ما يلى : ـ
1- التخلف العقلى الخفيف : ” mild mental retardation “
مستوى الذكاء يتراوح من 50- 55 حتى 70
2- التخلف العقلى المتوسط : ” moderate menta retardation”
مستوى الذكاء عند 35-40 حتى 50-55
3- التخلف العقلى الشديد ” mental retaradation severe”
مستوى الذكاء عند 20-25 حتى 35-40
4- التخلف العقلى العميق “ mental retaradation profound“
مستوى الذكاء عند مستوى 20 أو 25 فيما اقل
5- التخلف العقلى غير المبين
” severity un speci fied.mental retaradation ”
ثانيا: تصنيف فئات التخلف العقلى طبقا للسلوك التكيفى :
تم تصنيف القصور فى السلوك التكيفى على النحو التالى: ـ
1- القصور الخفيف ” mild mental retaradation ”
2- القصور المعتدل ” moderate menta retardation“
3- القصور الشديد ” mental retaradation severe“
4- القصور الحاد ” mental retaradation profound “
ثالثا: فئات التخلف العقلى إكلينيكيا: ـ
من أهم الحالات الإكلينيكية حدوثا:
1- عرض دوان
” MONGOLION / DOWON SYNDROM ”
2- حالة القزامة أو القصاع ” CRETINISM ”
3- حالة استسقاء الدماغ “MY DROCEPHALY ”
4- حالة صغر الدماغ ” MICROCEPHALY “
5- حالة العامل ( RH ) أو العامل الريزيسى R.H.FACTOR
6- حالة الفينيل كيتونوريا “PHENYLKETONURIA ”
رابعا: التقسيم التعليمى لفئات التخلف العقلى :- ([9])
ويهدف هذا القسم إلى وضع الأفراد المعاقين ذهنياً فى فئات تبعا للقدرة على التعلم وذلك من اجل تحديد أنواع البرامج التربوية اللازمة لهؤلاء الأفراد وتبعا لهذا التقسيم فإنه توجد ثلاث فئات للتخلف العقلى وهى: ـ
1- فئة القابلين للتعليم EDUCABLE وتتراوح نسبة ذكاء أفراد هذه الفئة بين 50-70 ، ويتراوح العمر العقلى للفرد من هذه الفئة بين 6-9 سنوات
2- فئة القابلين للتدريب TRAINABLE وتتراوح نسبة ذكاء أفراد هذه الفئة بين 25-49 وهؤلاء الأفراد لا يستطيعون التعلم الأكاديمي ولكن يمكن تدريبهم على الأعمال اليدوية البسيطة التى تتناسب مع قدراتهم المحدودة ويترواح العمر العقلى للفرد فى هذه الفئة ما بين 3-6 سنوات
3- الفئة الثالثة: وتضم الأفراد الذين تقل نسبة ذكائهم عن 25 والعمر العقلى للفرد منهم لا يزيد عن ثلاث سنوات ويحتاجون إلى رعاية كاملة طيلة حياتهم ويمكن تدريبهم على بعض مهارات العناية بالنفس
دور الموسيقى فى علاج الإعاقات العقلية
التذوق الموسيقى:-
إن التذوق والاستماع إلى الموسيقى أمريسير إذا استهدفنا الاستمتاع بها كما نستمتع بقسط من دفء الشمس فى حين يصبح الاستماع شاقا حين نستهدف تفهم مغزاها الروحى لان الاستمتاع الواعى يتطلب دراية وجهدا كبيرا ، وهذا أساس التذوق السليم0
ومن هنا فالتذوق نوعان هما :- تذوق سلبي ، ويعني إثارة الناحية الجمالية دون معرفة الأسباب التي حركت هنا الإحساس بالجمال 0 وتذق إيجابي ، وهو في الواقع حكم عقلي وجمالي علي الأعمال الموسيقية لا يمكن الوصول إليه إلا بعد الأخذ بالمعلومات المناسبة للطفل، والتي تعينه للوصول لهذا النوع من التذوق0
الموسيقي وعلاقتها بالتوافق النفسي :-
أوضح هادلي أن العلاج المهني إجراء ضروري،خصوصا لمرضي الأعصاب لإبقاء عقلهم وجسمهم باستمرار في حالة نشاط ،حيث استخدم موريه moreau العلاج بالموسيقي في القرن التاسع عشر والمقصود بالعلاج المهني هو استخدام أسلوب تنشيط الجسم والعقل الذي كان من أشكاله الإيقاع الحركي لعلاج النفس والروح 0 والعلاج بالموسيقي مر بثلاث مراحل:
المرحلة الأولي :- ركزت علي دور الموسيقي دون الإلتفات إلى دور المعالج.
المرحلة الثانية :- ركزت على دور المعالج مع إهمال لدور الموسيقى من اجل تكوين علاقة ثنائية تبادلية مع المريض.
المرحلة الثالثة :- وهى تحقق التوزان المنشود فأصبح المعالج يستخدم قدراته للتركيز على العلاقة مع المريض ، ثم يتحرك فى الاتجاه المرغوب عن طريق الموسيقى وبالسرعة المناسبة.
ثم بدأ استخدام الموسيقى بطريقة أكثر تخصصا وظهرت مصطلحات جديدة مثل:
* العلاج بالفن Art Therapy
* العلاج الإبتكارى أو الخلاق Creative Therapy
* العلاج بالموسيقى Music Therapy
ومن هنا أصبح من الضروري إعداد منهج للمعالجين بالموسيقى، فكان هانس هوف Hans Hoff أول من وضع فكرة دراسة الموسيقى والطب معا0
العلاج بالموسيقى لبعض الأمراض النفسية :-
إن الموسيقى تقوم بدور كبير فى علاج الأمراض النفسية، فالموسيقى عنصر إنساني فريد تنساب نغماتها، وتتغلغل إلى النفس والجسم، وهى فى حركتها وتأثيرها تفيد فى علاج قائمة كبيرة من الأمراض النفسية من بينها علاج المعاقين ذهنياً والمعوقين عضويا والعاجزين عن التكيف مع الحياة.
ونوع الموسيقى المستخدم يجب أن يلائم شخصية المريض وظروف الحالة المرضية حتى يكون للموسيقى التأثير المطلوب.
والموسيقى التي تُختار لعلاج الطفل المضطرب انفعالياً لابد من اختيارها بحيث تلائم شخصيته فبعضها قد يكون مثيرا لمزيد من الاضطرابات، بينما البعض الأخر قد يؤدى إلى نتائج علاجية موجبة، وتحقق له مشاعر الأمن،وتُخرجه من قوقعة التمركز حول الذات، وتفتح له عالما يُسقط عليه مشاعره بطريقة ملائمة،دون أن تحدث فيه صراعات جديدة، ومثل هذا الاختيار عمل شاق ودقيق وقد شغل الباحثون في مجال العلاج السلوكي بالموسيقى في السنوات الأخيرة، ومن أهم الأمراض النفسية التي يمكن أن تساهم الموسيقى في علاجها
( أ ) علاج الاضطراب الانفعالي بالموسيقى :-
يرى Pettijohm أن الاضطراب الانفعالي ينطبق على الشخص الذي يستجيب بدرجة مبالغ فيها لمثير انفعالي، لكونه عاجزا عن إظهار تحكمات داخلية جيدة في عملية نموه ويجب أن يراعى عند وضع “البرنامج الموسيقي” لهذه الحالة فهم المعالج للأسباب المتصلة بالبيئة والوراثة، ومن خلال الفهم العميق للأسباب المختلفة يتم وضع البرنامج العلاجي الشامل، ويجدد “البرنامج الموسيقى” ليؤدى دوره العلاجي مع كافة الأساليب ، كما يجب أن يكون المعالج على قدر من المرونة، ويلاحظ مدى فاعلية الموسيقى والتطورات التي تظهر على الحالة وان يكون قادراً على الابتكار أو على الأقل يكون قادراً على تغيير أو تعديل ما يقدمه من الموسيقى لموسيقى أخرى، وذلك حسب ملاحظته لمدى الأثر الايجابي أو السلبي لما يقدمه من موسيقى للحالة، والارتجال الموسيقى يلعب دوراً أساسيا، كما أن الموسيقى للطفل المضطرب انفعاليا توفر فرصاً كثيرة لتوصية السلوكيات غير المرغوبة إلى أنشطة مقبولة اجتماعياً فهنا تنشأ علاقة دافئة بين المريض والمعالج بسبب الاهتمامات المشتركة.
(ب) علاج الاضطرابات السلوكية بالموسيقى :– ([10])
ويذهب جاستون إلى أن للموسيقى تأثيرا إيجابيا على المضطربين سلوكياً من حيث اجتذابهم تجاه أنماط أفضل من السلوك. وينصح جاستون باستخدام الحركات الإيقاعية لدا لكروز، خلال أربع ساعات أسبوعيا ولمدة تسعة أسابيع حيث أن تجاربه مع أمثال هذه الحالات أحدثت تحسناً واضحا في زمن رد الفعل البسيط عند هؤلاء الأطفال.
(ج) استخدام الموسيقى في إحداث بعض التغيرات السلوكية لدى المعاقين ذهنياً :-
هناك عدة طرق للعلاج بالموسيقى نذكر منها000 * طريقة أورف orff للعلاج بالموسيقى حيث أن أسلوبه في العلاج ينقسم إلى قسمين، القسم الأول/ العلاج الجماعي بالموسيقى، والقسم الثاني/ العلاج الفردي بالموسيقى
مع ملاحظة أن طريقة أورف في العلاج بالموسيقى تتوقف على حالة التخلف العقلي وهو يقسمهم إلى فئات كالتالي:
كما نشير إلى تجارب سميث SMITH (1962) فقد وجد أن الأنشطة الموسيقية تحدث أقصى مفعول لها في العلاج الجماعي مع المعاقين ذهنياً، وذلك أكثر مما لو استعملت أنشطة تشمل البصر، أو الشم أو اللمس.
وأفضل اختيار موسيقى للمتخلف عقليا هو اللحن والنص السهل مع مقدار معين من التكرار، وفى نفس الوقت يجب أن نتفق مع ميول المتخلف عقليا، ومستواه الاجتماعي. ويمكن للمتخلف أن يساهم في خبرات موسيقية عديدة أهمها الإيقاع الحركي، الغناء ،الاستماع ،العزف الآلي البسيط.
في ضوء ما سبق يتبين لنا العلاقة الوطيدة بين الموسيقى والتوافق النفسي. وأن ممارسة الأنشطة الموسيقية المختلفة تخلق ظروفاً ممتازة لتنمية الذوق والكشف عن القدرات والمواهب الخاصة لدى كل طفل، كما تعمل على دفع عملية التنمية المتوازنة لكل الأطفال.
المبحث الثاني
دور الرقص الإيقاعي فى علاج الإعاقات الذهنية :-
إن الإيقاع الحركى يعبر عن جميع عناصر الموسيقى بشكل يطابق محتوى المؤلف الموسيقى تماماً ، فيصبح الجسم ، وكأنه آلة موسيقية ، وهو ما يقوم بالربط بين القدرة الجسمية ، والقدرة العقلية ، والقدرة الانفعالية ، تلك القوى التى يتوقف اتزان الانسان وتوافقه إلى حد كبير على مدى نموها وتقاربها0
القصة الموسيقية الحركية :
هي عبارة عن حوادث متتالية تحوى مضمونا تربوياً أو علمياً تستخدم كل أنشطة الموسيقى وعناصرها 0ويتم تنفيذ القصة عن طريق الحركة ، وبذلك نجدها تضفى الحيوية والإثارة لجذب انتباه الطفل، وللقصة الموسيقية أهداف أخلاقية وتعليمية منها اكتساب قيم أخلاقية حميدة واكتساب أنماط سلوكية سوية تؤدى إلى التكامل والتفاعل الاجتماعي السليم وإثارة خيال الطفل وطموحة([11])0
الألعاب الموسيقية :
تشير ماريا منتسورى ” إلى أهمية اللعب باعتباره وسيلة من وسائل التربية والتعليم كما يعتمد ( أوراف orff) فى أسلوب تربيته للأطفال موسيقياً على مبدأ التعليم عن طريق اللعب والذي يحول لعب الأطفال وغنائهم غير المنتظم إلى لعب وغناء منتظم، وهدفه من ذلك إثارة خيال الأطفال ، وتنمية الجوانب الخلاقة من أنفسهم مع استغلال الطاقة الحركية الطبيعية لديهم في سن مبكرة.
وبناء على ذلك فإن الاستعدادات الفطرية الأولى لدى الطفل ، والتي تأخذ شكل المشي أوالجري أوحتى القفز ، وهى ما اصطلح على تسميته باللعب لهذا فان اللعب استعداد تلقائي من الطفل يقوم به للوصول إلى الإشباع اللازم لتنفيس الطاقة الكامنة فيه والتي لا يجد لها متنفسا غير الحركات العضلية 0
ويشترك الإيقاع الحركي مع الألعاب الموسيقية في وجود عنصر الحركة في كليهما إلا أن الإيقاع يعتبر المادة الخام التي تغذى الأطفال، وتمدهم بالوسائل التي تعينها على تحقيق أهدافها ، والألعاب الموسيقية أنواع منها : الألعاب الخاصة (التعبير الحركي) ، والألعاب المعبرة (الأناشيد) ، والألعاب ذات الأهداف التعليمية والألعاب المنظمة0
المبحث الثالث
دور الأنشطة التعبيرية الفنية فى علاج الإعاقات الذهنية ([12])
إن الاطفال الصغار يظهرون ميلا طبيعياً نحو الفن إذا ما توافرت الفرص الفنية في بيئتهم، والفن ـ مثل اللغة – وسيلة اتصال ، ووسيلة للتعبير، وهو مرئي أكثر منه لفظي فهو يتضمن عناصر الخط والشكل واللون والملمس بدلا من الكلمات، ولأن الأطفال لديهم دافع فطرى نحو التواصل فهم يعملون باستمرار على تنمية هذه الفطرة في كل المناسبات الممكنة، والاطفال الصغار إذا ما أعطوا خامات متنوعة بالإضافة إلى الحرية والوقت الكافي لإكتشاف كيف تعمل هذه الخامات ، فانهم سوف يعلمون أنفسهم مهارات الفنون التي يحتاجونها لكي يصلوا إلى ما يريدون أن ينقلوه.
وعلى هذا فإن أنشطة الفنون تنتمى أكثر إلي بيئة التعليم ذاتي التوجيه، فمعظم الأطفال بدءً من سن الثالثة والرابعة حينما يقفون على الحامل الخاص بالرسم ويبدأون في عمل تخطيطاتهم، فإنهم يكتشفون الأدوات وإمكانيات الإستخدام، أكثر من كونهم يحاولون رسم صورة معينة وبإكتسابهم التحكم فى هذه الأدوات فإنهم يبدأون فى الإنتقال الى مرحلة التحكم، وفيها يكررون اشكالا معينة “خطوط راسية ، دوائر” وتكرار ذلك يكون لإكتساب مزيد من التحكم0 وفى النهاية يصل بعض الأطفال وليس كلهم إالى مرحلة المعانىMeaning Level ثم يبدأون فى رسم الصور والأشكال المعروفة 0
وتذكر كاترين إنه ليس هناك فاصل بين اللعب التجريبى أو الإستكشافى واللعب الابتكارى، فكل منهما ينبعث من الآخر، فالأطفال يحبون صنع الأشياء ولكنهم أولا يجب أن يكتشفوا الخامات وكيفية إستخدامها0فالطفل الذى يترك وشأنه ليؤلف شعراً أو ليقود اللعب او ليبتكر القصة أو يؤدى تمثيلية، هذا الطفل يبتكر شيئا أيضا، ولكننا عادة ما نقصد بكلمة اللعب الابتكارى الرسم والتلوين وعمل نماذج وصناعة الأشياء، وفى هذه الأنواع من اللعب يقوم الأطفال باختيار سلوك وخصائص الخامات المعطاة لهم بكل حواسهم، ويتركز اللعب الابتكارى فى :
1- أن اكتشاف الخامات هو أول خطوة لصناعة الأشياء ، والتناول اليدوي ذو قيمة في حد ذاته ، فالطفل يجب أن تتاح له فرصة اختيار الخامات بحواسه قبل أن يستغلها فى عمل شئ 0
2- متعة الإنجاز فى كل مرة يقوم فيها الطفل بصناعة شئ ما ، وكل ذلك يزيد من شعوره بالثقة بذاته فى ثبات عالمه 0
3- من خلال صناعة الأشياء والتلوين ، يمكننا أن نستشف ما يدور بأذهان الاطفال ، ونتعرف على ما هو هام بالنسبة لهم ، فالأطفال يعبرون بصورة أفضل من خلال أعمالهم 0
4- ومن أهم القيم المكتسبة من اللعب الابتكارى هو معاونة الاطفال على التغلب على شعورهم بالذنب وضآلة القيم في نظر الكبار حيث يصعب أحيانا على الأطفال أن يتصوروا أن الكبار يبادلونهم الإعجاب ويقيمونهم لذاتهم ، حيث يقع الاطفال عادة فى العديد من الأخطاء والمواقف المحرجة والمربكة أثناء حياتهم اليومية ، بصورة تشعرهم بأنهم دائمو الاعتماد على الكبار ولكن من خلال أعمالهم الابتكارية وتقييم الكبار لها ، فإننا يمكننا أن نظهر لهم انه يمكنهم أن يكونوا بارعين وبنائين 0
5- يعتبر الرسم والتلوين والألعاب الابتكارية وسيلة الطفل للتنفيس عن مخزونه وقلقه بدلا من استخدام الكلمات أو الأفعال 0
6- حينما يود الطفل صنع شئ ما فانه يتعلم بالتدريج السيطرة الذاتية ، وإذا ما كان له أن ينجز عملاً معيناً فانه يحتاج للصبر والمثابرة ، ويكتشف انه يجب أن يعمل بالخامات وليس ضدها ، وهذا يعنى أن يتفهم خصائصها بعقله مثلما يتفهمها بحواسه0
ومن كل ما سبق يمكن تلخيص أهداف التعبير الفني كما يلي :
(1) معاونة الطفل على العمل من خلال العديد من الخامات واكتشافها
(2) معاونة الطفل على تنمية الشعور بالقيمة والإنجاز 0
(3) تنمية القدرة على العمل الجماعى ، ومشاركة الآخرين 0
(4) تنمية أساليب التعبير المرئية لدى الأطفال 0
استخدام الفن والرسم مع الأطفال المعاقين ذهنياً :-
وجد أن هذه الطريقة غير اللفظية ذات فائدة كبيرة مع الأطفال المعاقين ذهنياً فهي تعطى المتخلف عقلياً الفرصة للتعرف على قدراته ، وتعطى له الفرصة أيضا للحصول على تقدير المعالج ، أو الجماعة التى يعمل معها0ويتضح ذلك من خلال رسوم الأطفال المعاقين ذهنياً ([13])
حيث يعرض المؤلف بعض الرسوم التى رسمها الأطفال المتخلفون عقلياً فالمعاقين الذين يبلغون من العمر (10) سنوات يبدون كما لو كان عمرهم خمس سنوات ، ولكنهم ليسوا مثل الأطفال الأسوياء في نفس العمر العقلي سواء في العقل أو الشخصية 0
فنجد أن شكل (1) لطفل متخلف عقلياً يبلغ من العمر 7 سنوات ويظهر من هذا الرسم فحص إجمالي في بعد النظر والتخطيط ، ونجد أن هذا الطفل قد رسم يدا واحدة فقط ، ويمكن أن تكون ملائمة للمساحة المتاحة ، وهو في الرسم قد رسم عدد أصابع إضافية عن العدد الاصلى ، وبينما نجد أن الطفل قد أهمل الأجزاء الأخرى ، والتي قد تأتى لعقل طفل صغير طبيعي مثل الفم ، الشعر ، القدمين هذا بالإضافة إلى الأجزاء الدقيقة ، أما عن القياس الكمى نجد أن الرسم يعبر عن سن عقلية تبلغ 4 سنوات و9 اشهر ولكن من حيث الماهية والكيف نجد أن الرسم مختلف تماماً عن الرسم الذي يرسمه الطفل الطبيعي فى نفس العمر الزمني 0
والرسم التالي ( شكل 2) قد رسمه طفل يبلغ من العمر (4 سنوات و7 اشهر ) ونجد أن هناك اختلافا واضحا بينه وبين الرسم السابق فالاختلاف هنا كيفي وجوهري ، فالطفل فى هذه الحالة قد قدم له صورة وطلب منه أن يرسم منها ، فالاختلاف واضح عند الطفل المتخلف ذى الـ7 سنوات والطفل السوى هنا الذى يبلغ من العمر (4) سنوات وسبعة أشهر فالاختلافات الكيفية فى الرسم حقيقة واضحة 0
أما الرسم التالي ( شكل 3) فهو لطفل لديه اضطرابات عاطفية وانفعالية وهو لطفل عنده (7) سنوات وسبعة أشهر ، والرسم يتضح فيه مدى الانزعاج بتعبير الخوف المنقول من خلال ارتفاع الحاجبين ، والفم المستطيل الشكل ، وقد رسم الطفل واهتم فى رسمه بالسلسة الفقرية ، كعنصر بارز فى ترجمة تصور شكل الجسم ، التى تجعل هناك اختلافا بينه وبين رسم الأطفال الآخرين فى نفس المستوى العمرى ، وهذا الطفل كان لديه اضطرابات انفعالية وكان يعالج من مرض Anorexia وتعبير الوجه الذى رسمه الطفل يوحى بالخوف المرعب وظهور ما يشبه الصرخة فى وجه الشكل المرسوم.
التطبيق العملي والإحصائي
المبحث الأول
مشكلة البحث :-” 8% من السكان فى مصر حسب تقديرات المجلي القومي للطفولة والأمومـة معاقين، وتشير التقديرات إلى أن الإعاقة الفكرية تمثل حوالي 73% من إجمالي المعاقين وتقوم مشكلة البحث علي أن إهمال تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة يؤثر علي مدي تقبل هؤلاء الأطفال لذاتهم ومدي تقبل المجتمع لهم مما يجعلهم عبءً علي المجتمع بصفة عامة 0″
أهداف البحث:- يهدف هذا البحث الي تحقيق الأمور الآتية000
1- بيان دور الفنون التعبيرية والموسيقية في تأهيل المعاقين ذهنياً0
2- بناء مقياس لدور الفنون المختلفة في تأهيل المعاقين ذهنياً0
3- استخدام عمليات الإبداع والتعبير في إعادة تأهيل أو علاج اضطرابات التوافق والإضطرابات العقلية والانفعالية
4- زيادة الوعي بالذات0
5- تحسين التكامل بين الوظائف المعرفية والانفعالية والاجتماعية عن طريق الفنون0
6- عرض نتائج الدراسة التطبيقية علي عينة ممثلة لفئات المعاقين ذهنيا0
أهمية البحث/ الاهتمام برعاية المعاقين ذهنيا ًمن خلال الموسيقي والفنون التعبيرية والإيقاع الحركي لموسيقي
مجال البحث وحدوده : سوف تقتصر الدراسة الحالية علي فئة المعاقين ذهنياً0 سوف تقتصر الدراسة الحالية علي الفنون التعبيرية والفنون الموسيقية0
افتراضات البحث ومسلماته :
منهج البحث المنهج التجريبي من خلال الدراسة الميدانية0
فروض البحث000
مفاهيم البحث ومصطلحاته:-
مفهوم التأهيل0 المقصود بالفنون التعبيرية 0
المقصود بالفنون الموسيقية0 المقصود بالرقص الإيقاعي0
المبحث الثاني
التحليل :– تم الإستعانه بعينة خصصية من الفئات التالية…
1- عدد 20 طفل من الأطفال متوسطي الإعاقة 0
2- عدد 10 أطفال من الأطفال بسيطي الإعاقة 0
3- عدد 5 من الأطفال العاديين في المدارس العادية0
التطبيق :– طبق استبيان عن دور الفنون التعبيرية في تأهيل المعاقين ذهنيا بمعرفتي0 وذلك بعد الرجوع الي رأي المحكمين في مدي صدق الإستبيان وكانت النتيجة أن هناك 90% قد أقروا صحة الإستبيان ومدي مصداقيته0
النتائج :-
(1) 95% من الأطفال متوسطي الإعاقة يحبون مادة التربية الفنية ويستمتعون بخامة الصلصال بينما هناك5%من الأطفال يخافون منها
(2) 42% من الأطفال متوسطي الإعاقة يمكنهم أن يختاروا بأنفسهم الخامة الفنية 0
(3) 71% من الأطفال العاديين يمكنهم رسم رجل يجلس علي كرسي بطريقة صحيحة بينما عجزت باقي العينة عن ذلك0
(4) 57% من الأطفال بسيطي الإعاقة يتقبلون العمل الجماعي وحوالي 75% من الأطفال العاديين يتقبلون العمل الجماعي0
المبحث الثالث
ملحق للدراسة
م |
المديرية التعليمية |
مدارس وفصول ملحقة |
عدد المدارس |
عدد الفصول الملحقة |
بنون |
بنات |
الداخلي منهم |
جملة |
|
بنون |
بنات |
||||||||
1 |
القاهـــــرة |
27 |
22 |
5 |
1404 |
727 |
– |
– |
2131 |
2 |
الإسكندرية |
5 |
4 |
1 |
558 |
245 |
– |
– |
803 |
3 |
البحـــــيرة |
6 |
1 |
5 |
292 |
98 |
– |
– |
390 |
4 |
الغربــــــية |
5 |
3 |
2 |
275 |
147 |
– |
– |
422 |
5 |
كفر الشيخ |
7 |
3 |
4 |
251 |
114 |
104 |
38 |
365 |
6 |
المنوفـــية |
8 |
6 |
2 |
403 |
166 |
– |
– |
569 |
7 |
القليوبــية |
5 |
3 |
2 |
335 |
129 |
– |
– |
464 |
8 |
الدقهلـــية |
12 |
6 |
6 |
550 |
262 |
– |
– |
812 |
9 |
دمــــــياط |
3 |
3 |
– |
183 |
75 |
70 |
28 |
258 |
10 |
الشرقـــية |
3 |
3 |
– |
295 |
103 |
99 |
40 |
398 |
11 |
بورسعـيد |
1 |
1 |
– |
75 |
54 |
– |
– |
129 |
12 |
الإسماعيلية |
1 |
1 |
– |
112 |
50 |
25 |
9 |
162 |
13 |
السويــــس |
1 |
1 |
– |
53 |
99 |
– |
– |
152 |
14 |
الجـــــــيزة |
7 |
4 |
3 |
57 |
211 |
62 |
– |
781 |
15 |
الفـــــــيوم |
1 |
1 |
– |
109 |
47 |
32 |
6 |
156 |
16 |
بني سويف |
7 |
1 |
6 |
363 |
105 |
72 |
36 |
468 |
17 |
المـنـــــــيا |
2 |
2 |
– |
297 |
47 |
50 |
10 |
344 |
18 |
أسيـــــوط |
1 |
1 |
– |
217 |
33 |
114 |
13 |
250 |
19 |
سوهــــاج |
3 |
3 |
– |
299 |
62 |
121 |
17 |
361 |
20 |
قنــــــــــــا |
5 |
3 |
2 |
224 |
72 |
– |
– |
369 |
21 |
الأقصــــــر |
1 |
1 |
– |
57 |
12 |
– |
– |
69 |
22 |
أســــــوان |
7 |
3 |
4 |
276 |
83 |
8 |
– |
359 |
23 |
مطـــــروح |
1 |
1 |
– |
25 |
4 |
– |
– |
29 |
24 |
الوادي الجديد |
7 |
2 |
5 |
83 |
25 |
– |
25 |
108 |
25 |
البحر الأحمر |
2 |
– |
2 |
8 |
7 |
– |
7 |
15 |
26 |
شمال سيناء |
3 |
1 |
2 |
41 |
13 |
– |
12 |
54 |
27 |
جنوب سيناء |
– |
– |
– |
– |
– |
– |
– |
– |
إجمالــــــي |
131 |
80 |
51 |
7134 |
2861 |
733 |
197 |
9995 |
أعدت هذه الإحصائية وفقا لوزارة التربية والتعليم : الإدارة العامة للتربية الخاصة إدارة التربية الفكرية – الإحصاء الإستقراري لعام 1996/1997 م
المــراجـــــع
1- د/ إبراهيم عباس الزهيري: تربية المعاقين والموهوبين ونظم تعليمهم – إطار فلسفي وخبرات عالمية ، دار الفكر العربي ، ط1 ،2003م
2- أمال صادق : التربية الموسيقية للمعوق ، دراسات وبحوث عن الطفل المصري والموسيقي ، المؤتمر العلمي الأول ، كلية التربية الموسيقية ، جامعة حلوان ، 1982
3- سليمان الخضري : الفروق الفردية في الذكاء ، دار الثقافة للطباعة والنشر ، 1982م
4- سيد غنيم : سيكولوجية الشخصية ، دار النهضة العربية ، 1977م
5- عبد المطلب أمين القريطي : مدخل إلى سيكولوجية رسوم الأطفال ، القاهرة ، دار المعارف ، 1995م
6- عبد المطلب أمين القريطي : سيكولوجية ذوي الاحتياجات الخاصة ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 1996م
7- عنايات عبد الفتاح وتراجي عبد الرحمن : دراسة أثر استخدام كل من الإيقاع والموسيقي علي مستوي أداء الجملة الحركية لدي الأطفال ، دراسات وبحوث عن الطفل المصري والموسيقي ، المؤتمر العلمي الأول ، كلية التربية الموسيقية بالزمالك ، جامعة حلوان ، 1982م
8- عنايات وصفي : أثر الغناء الجماعي في تكوين شخصية الطفل المصري ، دراسات وبحوث عن الطفل المصري والموسيقي ، المؤتمر العلمي الأول ، كلية التربية الموسيقية بالزمالك ، جامعة حلوان ، 1982م0
9- فؤاد البهي السيد: علم النفس الإحصائي وقياس العقل البشري، ط3، دار الفكر العربي ، القاهرة ،1979م
10- د/ محمد إبراهيم عبد الحميد : تعليم الأنشطة والمهارات لدي الأطفال المعاقين عقليا ، دار الفكر العربي ، ط1 ، 1999م
11- يوسف عبد المنعم الجداوي : دراسة تأثير الموسيقي علي السلوك العدواني لدي المعاقين ذهنياً ، رسالة ماجستير ، كلية الطب ، جامعة الأزهر ،1990م.
المحــور الـرابـــع
دور الإعلام
في رعاية المعاقين ذهنياً
دور الصحافة المحلية في نشر ثقافة التطوع والمشاركة
المجتمعية لقضايا المعاقين ذهنياً في محافظة بورسعيد
تعتبر مشكلة الإعاقة من أهم المشكلات التي تحتل مركزا حيويا في برامج تنمية الموارد البشرية ، تلك الموارد التي تعتبر احد العمد الرئيسية لنجاح خطط الإنماء الاجتماعي والاقتصادي للدولة 0
ومشكلة الطفولة المعوقة تعتبر مشكلة تربوية واجتماعية وصحية واقتصادية ، حيث أن تكلفة إعداد الطفل المعوق ذهنيا وتأهيله تمثل عشرة أضعاف تكلفة غيره 0
وبما أن الإعلام يرتبط ارتباطا جوهريا بتفعيل دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية والسياسية 0
فإن له دور هام وتأثير فعال على أفراد المجتمع من خلال التوعية ونشر ثقافة التطوع والمشاركة ومن المؤكد أن الإعلام في حاجة إلي مراجعة أولوياته والانتقال بالرسائل الإعلامية عن التطوع والمتطوعين ، حيث ينبغي لها أن تكون متلاحقة وسريعة ، وفعالة وأن تنقل الواقع ، وهناك الآلاف من النماذج الرائدة في الريف والمدينة تحتاج إلي أن تنتقل إليها بؤرة الاهتمام 0
الرسائل الإعلامية لها إشكال متنوعة منها الخبر والمقال والتحقيق والدراما التليفزيونية والإذاعية 0
كما أن الإعلام يحتاج إلي فلسفة ورؤية جادة يخلق الاهتمام بالقطاع الاهلى ومبادراته التطوعية وتعميق ايجابيات المواطن ومشاركته ودوره في العمل التطوعي 0
كما أن الإعلام له دور فعال في توعية الرأي العام بقضايا المعاقين ذهنيا في شتى مناحى الحياة وجعلها في بؤرة الاهتمام ، مع إلقاء الضوء على التجارب الناجحة للقطاع الاهلى في رعايتهم وتأهيلهم وأهمية تعريف المواطن بالنماذج الواعدة منهم 0
تفعيل دور الصحافة المحلية في نشر ثقافة التطوع والمشاركة المجتمعية لقضايا المعاقين ذهنيا ، وذلك من خلال : –
التوصيات :
كرم الله الإنسان واختصه بمواهب كثيرة فجعله غير محدود الاستعداد ، ولا محدود الرغبات ، ولا محدود العمل ، كل ذلك لكي يعمر الأرض 0
بسم الله الرحمن الرحيم ” ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض جميعا ” صدق الله العظيم 0
وفي ذلك دلالة على أنه ليس هناك شئ يصعب على الإنسان تناوله إذا ما اعمل قدراته وبذل كل ما يستطيع من جهد وطاقة وفي ذلك إشارة إلي أن الناس متساوون في الانتفاع بخيرات الأرض كل حسب قدراته واستعداداته 0
وقد شاءت إرادة الله سبحانه وتعالي أن يحوى مجتمع بورسعيد على شريحة تعانى بعض القصور البدني أو العقلي أو الحسي، وهى بالتالي لا تستطيع أن تقف على خط الإنتاج مع باقي شرائح المجتمع ، لكي تسهم بنصيبها في تنفيذ برامج التنمية 0
ومما لاشك فيه أن إثارة موضوع الطفولة المعوقة والمشكلات المتعلقة برعايتهم هو من الموضوعات الهامة ، لاسيما في مدينة بورسعيد التي تهتم بتحقيق التكيف الاجتماعي لأفراد المجتمع ، في مواجهة جميع المتغيرات الاجتماعية الجديدة بها ، حيث أن الظروف الاقتصادية التي يمر بها أي مجتمع من المجتمعات تؤثر بالتالي في ظروفه الاجتماعية 0
والبداية الأولية لرعاية المعوقين هي طفولتهم ، فالطفولة هي اللبنة الأولى لتنمية الشخصية والمحور الأساسي والسليم لتقديم الرعاية في المهد حتى يتم توجيه هذه الطفولة إلي التكييف مع إعاقتها، وإلي استغلال هذه الإعاقة للإبداع والمشاركة في التنمية والإنتاج 0
والإعاقة في الطفولة تؤدى إلي تقليل احتكاك الطفل ببيئته ، ولذلك فأن هذا الطفل تظهر عليه مظاهر التأخر الذكائى نتيجة لقلة التنبيه العقلي والجسماني الناتج من قلة احتكاكه ببيئته 0
أن المعوقين يجب أن يجدوا في غير المعوقين حاجاتهم وسداد ما ينقصهم ، فإذا كأن المعوق كفيفا فيجب أن نجعله يحس أنه يبصر بعيون المبصرين ، وإذا كأن ضعيفا فينبغي أن يقوى باستعدادات الأقوياء 00 وهكذا، أن فعل الأصحاء ذلك نالوا ثواب الله سبحانه وتعالي ، وثناء المجتمع
أن المسئولية الكبرى تقع على عاتق المجتمع ، فأما أن يعطى الفرصة لتنمية طاقات الأطفال المعوقين وأما يقضى عليها ، والدولة عندما ترعى المعوقين من أبنائها بإعاقات حسية أو بدنية أو عقلية وتعمل على تربيتهم وتأهيلهم ، فإنما تحولهم من جموع عاطلة تشكل عبئا على المجتمع إلي قوة عاملة نشطة وسعيدة ، كما أنها تكفل لأسرهم الاطمئنان والتخفيف من الأعباء المادية والقلق والتوتر ، ويطوع لهم التوافق مع المجتمع والاندماج في صفوفه والمشاركة في مسيرته مشاركة منتجة واعية ، انطلاقا من أن أي جهد أو أي مال أو وقت يبذل لرعايتهم ، أنما بمثل استثمارا له عائده المجزى بالنسبة لهذا المعوق وبالنسبة للمجتمع أيضا 0
ولقد أصبح مفهوم التنمية البشرية هو المفهوم التربوي السائد ، حيث أن الإنسان هو عماد التنمية وهدفها سواء هذا الإنسان معوق أو غير معوق بما يعكس تبنى الدولة لمفهوم التنمية البشرية باعتبارها منهجا لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، بدلا من المنهج الذي يقتصر على الاهتمام بالنمو الاقتصادي فقط ويتجاهل البعد الاجتماعي للتنمية 0
والمعوق أحد العناصر البشرية الهامة التي أخذت الدولة توليه عنايتها واهتمامها وتخطط له للنهوض به بما يتيح مستقبلا أفضل له ولأسرته ولمجتمعه المحلى 0
أن النهوض بالمعوق باعتباره جزءا هاما لا يتجزأ من محاور التنمية الشاملة ، حيث لا يمكن أن تقوم الجهود التنموية الناجحة مع إهدار طاقات وإغفال مشاركة المعاقين التي تمثل نسبة غير قليلة للطاقة البشرية في المجتمع 0
ويقاس التقدم الحضاري لأي مجتمع بما يوفره المواطنين من الطمأنينة والصحة والمعرفة ، ومن فرص متكافئة لتأكيد الذات ، والاعتزاز بالانتماء وتوفير المتطلبات الضرورية للمشاركة 0
والإعاقة حالة اجتماعية يخلقها المجتمع ، إذ أن إعاقة الفرد جسميا أو نفسيا أو سلوكيا تصبح كذلك حينما يراها المجتمع أو الفرد ذاته على أنها واقع يشكل اختلافا غير مرغوب من الآخرين 0
” يقصد بالإعاقة كل ضرر يمس فردا معينا ، وينتج عن اعتلال أو عجز يحد من تأدية دور طبيعي بحسب عوامل السن والجنس والعوامل الاجتماعية والثقافية ، أو يحول دون تأدية هذا الدور بالنسبة لذلك الفرد ” 0
ومن هنا تصبح الإعاقة هي تلك العلاقة الوظيفية بين المعاق وبيئته ، وتحدث عندما يواجه حواجز ثقافية أو اجتماعية أو طبيعية تمنع وصوله إلي تخلف نظم المجتمع المتاحة للمواطن العادي 0
وعليه فأن الإعاقة تعدو فقدان أو محدودية الفرص لتأدية دور في الحياة والمجتمع على قدم المساواة مع الآخرين 0
وفي تعريف منظمة الصحة العالمية للمفهوم الواسع للإعاقة، حيث يمر حدوث الإعاقات في مراحل ثلاث وهى : –
وذلك يعنى فقدان أو شذوذ عن الطبيعي لأحد الجوانب النفسية أو العقلية أو الجسمية
( الفسيولوجية أو البيولوجية ) للفرد مثل : –
فقد طرف من الأطراف نتيجة حادث ، أو شلل أو إصابة الرأس في حادث تؤدى إلي تلف في أنسجة المخ وتخلف عقلي ، أو الإصابة بالصرع ، أو الإصابة بالحصبة أو التراكوما أو الالتهاب السحائي 0
وهو يترتب على الإصابة وحدوث العامل المسبب ( أ ) وبالتالي يحدث القصور الوظيفي في أداء بعض الوظائف الجسمية أو العقلية التي يؤديها الإنسان الطبيعي المماثل للفرد المصاب في العمر والجنس ( كالمشي والرؤية والسمع والقراءة والكتابة والحساب والتفكير والتعليم والاتصال بالبيئة وحماية النفس ) هذا القصور الوظيفي يحتاج إلي إجراءات علاجية وقائية توقف الوصول إلي المرحلة الثالثة من مراحل الإعاقة لابد من اتخاذها فورا
وهى حالة يصل إليها الفرد المصاب الذي لم تتخذ بعد أصابته مباشرة الإجراءات الكفيلة بعلاج العجز الوظيفي ، تلك هي حالة يعانى فيها الفرد من العجز وتعثر الأداء للأعمال العادية الأساسية لمتطلبات الحياة ، وبالتالي تعوق الفرد عن القيام بدوره الذي يفرضه سنه وجنسه والاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية في مجتمعه 0
” بأنها كل عيب صحي أو عقلي يمنع المرء من أن يشارك بحرية في نواحي النشاط الملائمة لعمره ، كما يولد إحساس لدى المصاب بصعوبة الاندماج في المجتمع عندما يكبر ”
كثيرا ما يتعرض بعض الأطفال في مراحل النمو المبكر إلي ألوان شتى من الانحراف والشذوذ التي تسبب لهم عدة مشكلات في حياتهم اليومية 0
ويترتب على إهمال هذه الفئة من الأطفال وعدم التبكير بحل مشكلاتهم اثر سيئ يؤدى بهم إلي التخلف والشعور بالعجز والفشل في مواجهة الحياة بصفة عامة 0
أن الطفل يأتي إلي الحياة ومعه المورثات من آبائه وأجداده ، هذه المورثات تحدد معالم شخصيته وأسس نموه متفاعلة مع البيئة التي تلعب دورا هاما وبارزا في حياة الفرد ومراحل نموه 0
وتختلف أسباب الإعاقة نتيجة تفاوت الظروف الاجتماعية والاقتصادية ، ومدى ما يوفره كل مجتمع لتحقيق الرفاهية لأفراده 0
بعض الأسباب التي يمكن إرجاع الإعاقة الذهنية إليها : –
أ – أسباب وراثية : –
وقد تحدث مباشرة عن طريق أخطاء الجينات والكروموزومات ، فقد تسبب الوراثة إعاقة ذهنية بطريق مباشر ، فبدلا من أن تحمل الجينات ذكاءا محدودا تحمل عيوب تكوينية أو قصورا أو اضطرابا أو خللا يترتب عليه تلف في أنسجة المخ أو تعويق لنموه أو لوظيفته ويحدث في حوالي 80% من حالات الإعاقة الذهنية ويسمى بالإعاقة الذهنية الأولى .
ب – أسباب بيئية : –
وترجع إلي عوامل بيئية تؤدى إلي إصابة الجهاز العصبي في أي مرحلة من مراحل النمو بعد تكوين الجنين أو في أثناء الحمل أو عند الولادة أو بعدها كالعدوى ببعض الأمراض مثل الحصبة الألماني أو الالتهاب السحائي والأورام العصبية واضطراب الغدد الصماء واضطراب عملية التمثيل الغذائي وتأثير الأشعة السينية وغيرها ، كلها تؤثر في الجهاز العصبي وتؤدى إلي الإعاقة الذهنية.
ج – الأسباب النفسية والاجتماعية المساعدة : –
وتأثيرها لا يصل إلي إحداث حالات الإعاقة الذهنية أهمها الضعف الثقافي العائلي ونقص الدافعية وقلة الخبرات الملائمة للنمو العقلي السوى والحرمان البيئي والاضطراب الانفعالي المزمن في الطفولة المبكرة والبيئة غير السعيدة والمستوى الاجتماعي والاقتصادي المنخفض والفقر والجهل والمرض ، هذه الأسباب تؤدى إلي إبطاء معدل نمو الذكاء ذلك أن المكونات البيئية في الذكاء ذات أهمية كبيرة.
الآثار السلبية لمشكلة الإعاقة: –
أن مشكلة الإعاقة من المشكلات متعددة الإبعاد ، إذ لا يقتصر آثارها على الطفل المعاق بل تمتد لتشتمل الأسرة والمجتمع 0 باعتباره طاقة حيوية مفقودة ، بل تختلف هذه الآثار بحسب نوع الإعاقة ودرجتها ، حيث أن الإعاقة الذهنية اشد وطأة من الإعاقة الجسمية ، فكلما اشتدت درجة الإعاقة، زادت معوقات الاندماج الاجتماعي ، بالإضافة إلي آثار اقتصادية واجتماعية عديدة مترتبة على الإعاقة 0
طـرق الوقايـــــة : –
للطفل المعوق ذهنيا مجموعة من الحاجات النفسية والحاجات الاجتماعية إلي جوار الحاجات البيولوجية ، كما أن له مجموعة من الحاجات الصحية التي يجب أن تشبع داخل الأسرة وعدم إشباعها أو اضطراب أشكال الإشباع نتيجة للاتجاهات السلبية للأسرة أو موقفها النفسي والاجتماعي من الطفل يؤدى إلي تعرض الطفل لعديد من المشكلات ولعل أكثر الحاجات التي يحتاجها الطفل المعوق داخل الأسرة هي الحاجة إلي الحب والفهم 0
والتساؤل المطروح : ما دور الأسرة في إشباع الحاجات النفسية والاجتماعية التي تؤثر على التنشئة داخل الأسرة ؟
الحاجة إلي الاستقلال
الحاجة إلي الإشراف
الحاجة إلي اللعب الحر
الحاجة إلي الجو الأسرى المستقر
الحاجة إلي الاختلاط بالمجتمع والأطفال الآخرين
الحاجة إلي العلاقة الطبيعية بالأسرة
أن إشباع هذه الحاجات في الوقت المناسب لها ، ينتج طفلا متزنا سليما قادرا على الاستفادة من عمليات التدريب المختلفة التي يتعلمها سواء في المدرسة أو المنزل 0
الضغوط النفسية التي يتعرض لها أباء واسر الأطفال المعاقين ذهنيا وافتقارهم إلي كيفية التعايش مع إدارتها : –
يحيا والدا الطفل غير العادي بصورة عامة والمعاق ذهنيا تحت ضغوط متعددة وجميعها مرتبطة بالاحتياجات الخاصة لهذا الطفل ، وبالقلق على مستقبله وحياته القادمة ، مما يزيد من حدة تلك الضغوط على والدي الطفل اعتماديته عليهما ، وما يفرضه وجوده عليهما من أعباء سواء داخل المنزل أو خارجه 0
ومن بين أهم الضغوط التى يعيش تحت وطأتها أباء واسر الأطفال المعاقين ذهنيا ما يلي : –
وتشكل هذه الضغوط عبئا ثقيلا على كاهل الوالدين والأسرة كما تلقى بظلال كثيفة على المناخ الأسرى ، وهو ما يستلزم الإرشاد النفسي للوالدين وأعضاء الأسرة لمساعدة جميع الأطراف على معايشة هذه الضغوط والصمود أمامها ، والتعامل معها بصورة إيجابية.
كيفية التعامل مع الطفولة المعوقة ذهنيا : –
تختلف طريقة التعامل مع الطفولة المعوقة حسب نوع كل إعاقة من الإعاقات ، فالتعامل مع الطفل الكفيف يختلف عن التعامل مع الطفل الأصم أو الطفل المعوق ذهنيا أو الطفل فاقد أحد الأطراف 0
ومن أهم طرق التعامل مع الشخص المصاب بإعاقة واحدة إلا تعامله كأنه عاجز في نواحي أخرى ، لا تظهر الشفقة ، عامل الأطفال المعاقين بصورة طبيعية قدر الإمكان ، بما في ذلك ردعهم عند إساءة التصرف ، أنهم في حاجة إلي تعلم أصول اللياقة والأدب تماما كالأطفال الآخرين 0
معاملة الأطفال المعاقين ذهنيا : –
لا تبعد طفلا بالقوة عن طفل معاق ذهنيا إذا ما اقترب منه ، فهذا يرسخ الشعور بأن هناك ما يدعو إلي الخوف والخجل ، لا ترتعب من الأطفال المعاقين ذهنيا ، أن قلة منهم تتميز بالعنف ، أن تفادى الأطفال المعاقين ذهنيا ونبذهم هي من أهم دواعي القلق والحزن لدى هؤلاء الأطفال 0
لا تظهر شفقتك لأولياء أمور الأطفال المعاقين ذهنيا ، أن ولدهم عزيز على قلوبهم كما سائر الأطفال على قلوب ذويهم 0
حقوق الطفل المعوق ذهنيا : –
العمل على حصول الطفل المعوق ذهنيا على كافة الحقوق والخدمات بالتساوي مع أقرأنه من الأطفال وإزالة جميع العقبات التي تحول دون تنفيذ ذلك من خلال اتخاذ الإجراءات التالية : –
توعية الرأي العام بوضع المرأة المعوقة واحتياجاتها والعمل على تصحيح الاتجاهات السلبية حول قدراتها وإبراز ما تتمتع به من إمكانات تجعلها مسأوية للآخرين وذلك من خلال الأتي : –
المبحث الثاني
التطوع والمشاركة المجتمعية
أولا : – التطـــوع
يعد التطوع قديم قدم الزمن ، والتطوع في التاريخ المصري ترجع جذوره إلي عهوده الفرعونية القديمة فقد جعلت الطبيعة الزراعية للمجتمع المصري من قيم وعادات التآزر والتعاون ومساعدة الناس بعضهم لبعض جزءا لا يتجزأ من حياتهم العادية ، خاصة في أوقات الأزمات الاقتصادية والفيضانات والكوارث 0
وقد نشأت الديانات في مصر مبكرا وتداخلت مع حياة الناس اليومية ، وشكلت منظومة متكاملة من القيم الأخلاقية والدينية المندمجة بالاحتياجات والضرورات الاجتماعية في حياة المصريين ، وهو ما أكده ” جيمس برستيد ” مؤلف فجر التاريخ ” بقوله ” أن تاريخ مصر هو تاريخ نشأة الأخلاق وبزوغ فجر التعمير العالمي” 0
وقد ساهم المسجد والكنيسة بأدوار تطوعية لحث الناس على فعل الخير ومساعدة الفقراء 0
وقد اتسمت مسيرة البشرية عبر تاريخها الطويل بوجود المتطوعين الذين أسهموا في خدمة مجتمعاتهم ، وقد أصبح العمل الاجتماعي بتوجهاته المختلفة يمثل احد أهم الركائز للارتقاء بالمجتمعات وتحقيق الأهداف التنموية التي تسعى إلي سعادة الإنسان باعتباره وسيلة وهدف التنمية 0
ويرتكز العمل الاجتماعي أساسا على الجهود التطوعية التي تمثل القلب النابض والدعامة الرئيسية لاستمرار الإسهامات الاجتماعية في إحداث التنمية المنشودة 0
أن الجهود التطوعية تعد أحد المعايير الهامة التي تعبر عن مدى تقدم العمل الاجتماعي في المجتمع ، حيث أن التطوع هو الركيزة الأساسية للعمل الاجتماعي الأهلي 0
الإعلان العالمي للتطوع :-
يشهد العالم ونحن في بداية الألفية الثالثة اهتماما متزايدا ببعض القضايا من بينها قضية التطوع والمجتمع المدني ، ويرى الكثيرون أن الجهود التطوعية تعبر عن اتجاهات وقيم مرغوبة لصالح المجتمع ، فهي تعبر عن مدى الانتماء الذي يشعر به الفرد نحو مجتمعه ورغبته في العطاء له بالصورة التي يستطيعها والتي يراها مناسبة ، وشعوره بأن هذا العطاء يسد احتياجا معينا ، ويعبر التطوع أيضا عن مناخ ديمقراطي يتيح للمواطن اختيار قضية معينة أو مشكلة مجتمعية يهمه المساهمة في حلها برغبة منه دون فرض أو إجبار ، وحينما يتطوع المواطنون بشكل منظم من خلال المؤسسات المختلفة فأن ذلك يزيد من توحدهم ويعظم من ناتج عطائهم 0
ولقد آتى إعلان عام 2001 كعام للتطوع لكي يعطى فرصة للهيئات والمجتمعات والبلاد لتتأمل وتدرس ثقافتها الخاصة بالتطوع وتزيد من معرفتها بطبيعة وأشكال ونوعية التطوع بجانب إثارة اهتمام القيادات من كل البلاد بهذه القضية ومساندتها لها 0
وفي يناير 2001 أنعقد المؤتمر العالمي السادس عشر للتطوع في أمستردام بهولندا حيث شارك فيه حوالي 1500 شخص جاءوا من حوالي 110 دولة 0
ومثلت فيه الحكومات والهيئات التطوعية الأهلية والشباب والقطاع الخاص وشمل نشاط المؤتمر جلسات عامة وورش عمل ركزت كلها على خمس أهداف للعام الدولي للتطوع وهى : –
وخرج المؤتمر بثلاث وثائق هي ( إعلان عالمي – أجندة للعمل – بيان من منتدى الشباب ) 0
وقد ركزت مناقشات المؤتمر على موضوعات سبعة : –
كما ظهرت مجموعة من المفاهيم التنموية مثل : –
وأصبحت تلك المفاهيم جزءا لا يتجزأ من مفهوم التطوع 0
يعرف التطوع بأنه ” ذلك الجهد الذي يفعله الإنسان لمجتمعه بدافع منه دون انتظار مقابل له ، قاصدا بذلك تحمل بعض المسئوليات في مجال العمل الاجتماعي الذي يستهدف تحقيق الرفاهية للإنسان على أساس أن الفرص التي تتاح لمشاركة المواطنين في الجهود المجتمعية المنظمة ميزة يتمتع بها الجميع ، وأن المشاركة عهد يلتزمون به ” 0
كما يعرف بأنه ” الجهود التي يبذلها الشباب برغبة واختيار لأداء واجب قومي أو وطني أو اجتماعي دون الحصول أو توقع الحصول على مقابل مادي ” 0
ونخلص مما سبق أن العناصر الأساسية للتطوع هي : –
يوجد مستويين للتطوع وهما : –
· التطوع البسيط أو التلقائي 0
· التطوع المنظم أو المؤسسي 0
وهو يعبر عن تلك المبادرات الفردية أو الجماعية العفوية والمؤمنة بالتعاطف أو التآزر أو مد يد العون أو المساعدة للأخريين دور توقع أي مقابل سواء كأن ذلك بتقديم الجهد أو المال ، بدوافع أخلاقية أو دينية أو نوازع إنسانية 0
ويعرف بأنه تلك الجهود الإرادية للأفراد والجماعات التي ترغب أو تنخرط في أعمال وأنشطة منظمات المجتمع المدني أو الأهلي سواء كانت نابعة من دوافع أخلاقية أو دينية أو إنسانية أو كانت بناء على اختيار عقلاني بالمشاركة بأي صورة في تحقيق رسالة أو أهداف تلك المنظمات وفي أي من مجالات عملها الخيرية أو التنموية أو الدفاعية دون توخى أهداف ربحية أو تجارية 0
وتتحدد عناصر العمل التطوعي المنظم في الآتي : –
ويتسم العمل التطوعي المنظم بتعظيم قيم المبادرة ، والإرادة ، والحرية، والتعددية ، والعقلانية ، وهى القيم التي تمثل جوهر المجتمع المدني الحديث.
تتحدد أهمية التطوع عبر ثلاث مستويات رئيسية وهى : –
( المجتمع — المنظمات — الأفراد ) 0
أولا : – أهمية التطوع بالنسبة للمجتمع والدولة : –
يشكل التطوع أهمية للمجتمع اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا تتمثل في الأتي : –
أي أن العمل التطوعي يلبى للأفراد المتطوعين حاجاتهم فيما يتعلق بتحقيق الذات وتقدير النفس والانتماء وحاجات الأمان الاجتماعي والإحساس بالعدالة والحاجات الوظيفية 0
وتتمثل في تقديم المساعدات المباشرة أو رعاية الفئات الضعيفة مثل الأيتام وذوى الاحتياجات الخاصة ويتوقف النشاط عند تقديم المساعدة المادية والمعنوية لتلك الفئات دون الاهتمام بوضع خطط لتنمية قدراتهم وإمكانياتهم والسعي نحو دمجهم في المجتمع ، أو إحداث تحول جوهري في أحوالهم بما يمكنهم من الاعتماد على النفس 0
ويشمل العمل التنموي التعرف على احتياجات المناطق والفئات الضعيفة والمهمشة. وتحديد خصائصها ووضع البرامج الملائمة على المدى القصير والبعيد للنهوض بها وتنمية قدراتها الذاتية وتفعيل مشاركتها حتى تتمكن من الوصول للموارد والسيطرة عليها ، وتشمل هذه البرامج مجالات التعليم والتدريب والإبداع والتنظيم والتشبيك 0
هي تلك المجالات التي تعنى بالدفاع عن مبادئ وقيم وقضايا مجتمعية أو مناصرة بعض الفئات والشرائح المهمشة ( نساء – أطفال) وتستهدف التأثير والتغيير في اتجاهات وقيم وعادات المجتمع السلبية تجاه هذه الفئات ، وخلق حركة اجتماعية مساندة تعمل على التغيير الاجتماعي والثقافي والسياسي ، وإبراز الأمثلة على ذلك الدفاع عن قضايا المرأة والأطفال العاملين وأطفال الشوارع وقضايا حقوق الإنسان عامة وحقوق ذوى الاحتياجات الخاصة خاصة 0
الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم الرعاية المناسبة لهم ، والعمل على دمجهم في المجتمع من خلال حملات التوعية بالمدارس والجامعات 0
آليات نشر ثقافة التطوع : –
ثانيا : – المشاركة المجتمعية
ماهيــة المشاركــة : –
يقصد بالمشاركة المجتمعية ” العملية التي من خلالها يلعب الفرد دورا في الحياة السياسية والاجتماعية لمجتمعه وتكون لديه الفرصة لأن يشارك في وضع الأهداف العامة لذلك المجتمع ، وكذا أفضل الوسائل لتحقيق وأنحاز هذه الأهداف ” 0
ويمكن تعريف المشاركة ” بأنها الأنشطة والوظائف والأهداف الأساسية اللازمة لتنمية المجتمع وتكون عن طريق الأفراد والجماعات والمنظمات الاجتماعية والعمالية والسياسية 00 الخ ويتحدد نجاح أو فشل تنمية المجتمع في مختلف جوانبه على طبيعة هذه المشاركة “
مبادئ المشاركـة :
مشاركة المواطنين الاجتماعية تنقسم إلي قسمين : –
الأول : ما يمكن أن نسميه بالمشاركة النظامية : – وهى مشاركة المواطنين في أنشطة الجمعيات والمؤسسات المختلفة ومجالات العمل المتعددة ، ويمكن قياسها عن طريق العضوية فيها والمشاركة في أنشطتها كالمساهمة بالرأي والمال والجهد .. الخ 0
الثاني : ما يسمى بالمشاركة الاجتماعية غير النظامية أو ما يمكن أن يدخل في إطار التكامل الاجتماعي وهى مشاركة تتم بين الأفراد وبعضهم وهى ليست منظمة بعضوية وغير محدودة بل تخضع لنمط العلاقات الاجتماعية المتبادلة بين أفراد المجتمع 0
والمشاركة الاجتماعية ظاهرة اجتماعية تحدث نتيجة تفاعل الفرد وتعامله مع أفراد مجتمعه وجماعاته ونظمه ومؤسساته وتختلف درجات استجابة المواطن لتلك المشاركة الاجتماعية وفقا لعدة عوامل بعضها نفسي كسماته وقدراته الشخصية والعقلية وبعضها اجتماعي كظروف تنشئته الاجتماعية ، كما تخضع المشاركة للظروف والعوامل الاقتصادية والسياسية والتربوية لأسرة الفرد ومجتمعه 0
صور المشاركة المجتمعية : –
تأخذ المشاركة المجتمعية صورا عديدة ترتبط هذه الصور بمراحل التنمية في المجتمع وطبيعة نظامه السياسي وبنائه الاجتماعي 0
الخطوط الرئيسية لمشاركة إيجابية : –
مما لاشك فيه أن المشاركة الإيجابية عملية أساسية لعمليات التنمية الشاملة المتكاملة وهى مبادرة شعبية تطوعية ومشاركة في كل مجالات الحياة المجتمعية 0
أهمية المشاركة في عمليات التنمية : –
تقوم التنمية على الجهود الحكومية والأهلية ، وتتضح أهمية المشاركة الشعبية في عمليات التنمية في الأتي : –
المبحث الثالــث
دور الإعلام في التوعية بالإعاقة
من خلال هذا البحث سوف نبرز دور الصحافة المحلية في التصدي لمشكلة الإعاقة التي تعوق التنمية وكيفية مواجهة المجتمع بكافة مؤسساته لمشكلة الإعاقة التي يتعرض لها الأطفال ، وذلك من خلال سياسة إعلامية سليمة تهدف إلي التوعية والتوجيه والإرشاد في سبيل إعداد طفولة سوية نحميها بسياج قوى ونبعد عنها الإعاقات ، مع إيضاح كيفية تنفيذ هذه السياسة كنظرة مستقبليـة لاستثمـار هـذه الطاقات ، حيث أن طفل اليوم هو رجل المستقبل 0
وتأتى أهمية البرامج الوقائية التي تستهدف الحد من الإعاقة كعنصر أساسي من برامج مواجهة مشكلة الإعاقة التي أن لم تكن اقل أهمية من البرامج العلاجية ، فهي تتطلب الأولوية العالية في التخطيط والتنفيذ 0
أن الوقاية من الإعاقة ، ليست مسئولية أو مهمة جهة أو هيئة صحية واحدة كوزارة الصحة مثلا ، بل هي مسئولية شاملة للعديد من المؤسسات الحكومية والشعبية والمحلية والمنظمات الإقليمية في مجالات الطب والخدمة الاجتماعية والتربية والتعليم والصناعة والزراعة والتشريع ووزارات الداخلية والنقل والمواصلات والأشغال والطرق والمؤسسات الدينية والإعلام 0
مفهوم الإعلام : –
الإعلام هو منهج وعملية يقوم على هدف التنوير والتثقيف والإحاطة بالمعلومات الصادقة التي تنساب إلي عقول الأفراد ووجدانهم الجماعي ، فترفع من مستواهم وتدفعهم إلي العمل من اجل المصلحة العامة ، وتخلق فيما بينهم مناخا صحيا يقظا يمكنهم من الانسجام والتكيف والحركة النشطة0
ومن ثم فأن الإعلام على هذا النحو يعد : –
عملية ووظيفة اجتماعية تهدف إلي تنوير الرأي الجماهيري ، وتبصير الجماعات على اختلاف مستوياتها وتنوع اهتماماتها وتعدد مناشطها ، بما يهيئها لفهم مشخصاتها الذاتية وتفسير المواضيع والمواقف التي تمس مناحى حياتها في سائر أبواب نشاطها من سياسي واقتصادي وعلمي وفني وخلقي واجتماعي وصحي 0
معنى ذلك : –
أن الإعلام ينطوي على عنصر التوجيه ، يقصد به تحقيق هدف أسمى هو صالح الأمة ، وما يجلب لها من رفاهية داخل حدودها، وإذا كأن هناك إعلاما وتوجيها هدفه شريحة من الشرائح المجتمعية ، فإن ذلك يتم بالقدر الذي يفيد المصلحة العامة ويحمى البناء الاجتماعي من التفكك 0
أي أن الإعلام هو تزويد الناس بالأخبار الصحيحة والمعلومات السليمة والحقائق الثابتة التي تساعد على تكوين رأى صائب في واقعه من الوقائع أو مشكلة من المشكلات ، بحيث يعبر هذا الرأي موضوعيا عن عقلية الجماهير واتجاههم وميولهم 0
الإعلام والتعليم : –
ومع أن الإعلام يستعمل معظم وسائل التعليم الحديثة فينبغي أن نميز بينه وبين التعليم ، فالأعلام كما سبق يقدم للجماهير أخبار ومعلومات هدفها التنوير والإقناع وتحقيق التفاهم المشترك 0
أما التعليم : –
فوظيفته الأساسية تنمية المهارات واستمرار التراث العلمي والأدبي والفني بتقديمه للأجيال كما أنه مصاحب لعملية التربية 0
والإعلام والتربية كليهما يسهمان في تحقيق التغير الاجتماعي في المجتمع وتدعيم اتجاهاته ، اذ هما عاملين مهمين فيه يصعب التقليل من شأن إحداهما بالنظر إلي الأخر ، وكلما تعددت وارتفعت فرص وأساليب التعليم والإعلام كلما ازداد المجتمع تحضرا وتطورا 0
الدعائم التعليمية والتربوية للإعلام : –
ومن الصعوبات التي تحيط باستخدام وسائل الإعلام وجود حاجز مادي بين مرسل الرسالة ومستقبلها ، فوسائل الاتصال الجماهيري وسائل غير مباشرة ، ولا يتسنى للمركز الذي تنطلق منه الرسالة أن يعرف على الفور ردود الفعل أو يقيس مدى تأثير الرسالة وفعاليتها، إلا بإجراء بحوث لاحقة تتفاوت في قيمتها ومدى دقتها ودلالتها، ولكنها ذات أهمية حيوية في تقييم العمل وإتاحة الفرصة لتعديل المسار في الوقت المناسب 0
وهناك صعوبة أخرى تتعلق بتباين الجماهير التي تستقبل الرسالة، وتفاوت قدرتها على استيعاب الرسالة وفهمها 0
الإعلام والتوعية : –
وإذا كان الإعلام هو منهج وعملية للأنباء يهدف إلي نشر الأخبار والأنباء والحقائق على الأفراد فأن من ورائه هدفا عاما هو التوعية 0
ويعد الإعلام من أهم مصادر التوعية ، إذ يعاون على أن يلم الأفراد بالحقائق التي تساعد على تنمية مداركهم وإنضاج وعيهم 0
ويقصد بالتوعية : –
إيجاد الوعي وإكسابه للأفراد والجماعات لحملهم على الاقتناع بفكرة معينة أو رأى واتخاذ منهج سلوكي معين بقصد تحقيق نتائج يهدف إليها القائم بالتوعية 0
وتنحصر أهم أبعاد الدور الوظيفي للإعلام في إطار المجتمع في العناصر الآتية : –
دور أجهزة الأعلام وتطوير القيم : –
أن دور أجهزة الإعلام وبخاصة في مجال تطوير القيم العتيقة وإدخال أخرى جديدة من الأدوار بالغة الأهمية وبخاصة في إطار المجتمعات الشعبية والنامية 0
وقد تناولت عديد من البحوث والدراسات العلمية مسألة تطوير القيم الاجتماعية والمنهج في هذا الإطار ، وقد انتهت إلي بلورة دور الإعلام في هذا السبيل ومن بين هذه الدراسات دراسة موضوعها ” سياسة إعلامية للوصول لطفولة غير معوقة ” 0
لذلك يتعين على المشتغلين بالأعلام الإطلاع على هذه الدراسات والبحوث والاستفادة بمنهجها واتجاهاتها عند رسم البرامج الإعلامية الخاصة بإدخال قيم جديدة من شأنها أن تحقق التوازن بين الفرد والمجتمع ، وتدعو إلي المشاركة الجماهيرية في الثقافة ، بحيث تأتى أجهزة الإعلام معبرة عن المستويات الاجتماعية المختلفة 0
ولكي يحقق البرنامج الإعلامي هدفه بطريقة سليمة : –
يجب أن يحرص على انتظام استمرار عملية التواصل بين الأطراف المشتركة ، بحيث ينقل من القاعدة المرشدة مشكلات الخبرة التجريبية التي يراد تغييرها أو تصحيحها ، وينقل من الهيئة الإعلامية الأساليب الحسنة أو الطـرق العلاجيـة والتطويرية لهذه الخبرات التجريبية 0
أن نجاح العمل في البرنامج الإعلامي يتوقف إلي حد كبير على الاعتبارات التالية : –
المعرفة المستنيرة لرجال الأعلام بالأساليب الشعبية الفولكلورية المحلية والقيم الروحية ، وأصحاب الاهتمامات بالمراكز القيادية والمنزلة الاجتماعية 0
الأعلام وتنمية العنصر البشرى : –
يمارس الإعلام بأجهزته المختلفة دورا استراتيجيا فعالا في نطاق تنمية العنصر البشرى ، فإذا كان للإعلام أهمية في الدول المتقدمة حيث يبرز المجتمع الجماهيري كقوة لها وزنها في تسيير الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، حيث تلعب وسائل الإعلام دورها في صياغة هذا المجتمع وخلق رأي عام له ، وبلورة قيمه واتجاهاته وأيديولوجيته وخلق ثقافة خاصة به ، فأن الإعلام ليزداد وضوحا في الدول النامية ، حيث أنها تقوم بالعبء الأكبر في خلق المناخ الثقافي الصالح للتنمية ، فالوصول إلي مرحلة الإقناع والاقتناع بالتغيير الذي تستلزمه عملية التنمية الاجتماعية ، تستلزم بدورها عادة تغيرا في الاتجاهات والسلوك فضلا عن تعميقها وبلورتها 0
وسائل الإعلام : –
هي تلك الوسائط التي تستخدم لنقل الرسائل كالراديو والتليفزيون والسينما والصحيفة ، والتي تكون مصدرا معينا لفرد أو عدة أفراد من الاتصال بالجماهير العريضة ، ففي الإعلام يوجد دائما وسيط أو ربط هو المطبعة أو الإذاعة أو التليفزيون أو السينما ، الذي يربط المرسل بالمستقبلين من الجماهير ، وتمتاز وسيلة الإعلام بالسرعة وبلوغ جماهير عريضة والقدرة على خلق الوعي والتزويد بالمعلومات 0
خدمات الأجهزة الإعلامية للمعوقين : –
أولت مؤخرا أجهزة الأعلام المسموعة والمرئية والمقروءة عنايتها بالمعوقين ، فامتدت خدماتها في مجال الإعلام إلي فئات المعوقين ، وفقا لما يلي : –
أولا : – بالنسبة للإذاعة: –
أصبح هناك برنامج أسبوعي في كل إذاعة من الشبكات الإذاعية المحلية ( 10 إذاعات ) يعنى برعاية المعوقين والعمل على حل مشاكلهم ، ومنها على سبيل المثال برنامج ( نادى الأمل ) في إذاعة القاهرة الكبرى ، وذلك غير برامج أخري بالبرنامج العام وإذاعة الشباب والرياضة وإذاعة القرآن الكريم ، كما تهتم البرامج الصحية التي تذاع بالنواحي الوقائية من الإعاقة 0
ثانيا : – بالنسبة للتليفزيون : –
أصبح هناك برنامج أسبوعي في كل قناة من القنوات التليفزيونية الثمانية فمثلا في القناة الأولى ( دعوة للحياة )، وفي القناة الثانية ( فرسان الإرادة ) ، أما الثالثة فلها ثلاثة برامج أسبوعية ( التحدي 1، التحدي 2 ، 3) ، وفي القناة الرابعة برنامج ( الأمل سلاحنا ) أما القناة الخامسة فتبث برنامج ( حديث الأصابع ) ويذاع هذا البرنامج على القناة الفضائية المصرية أيضا ، كما أن قنوات التليفزيون بها برامج أسبوعية أيضا ، والقناة السادسة برنامج ( بدون فواصل )، والقناة السابعة برنامج ( الحق في الحياة )، والقناة الثامنة برنامج ( لست وحدك ) وهذه البرامج وغيرها في القنوات الأخرى تلقى الضوء على الخدمات المتوافرة وتقدم التوعية والإرشاد للآباء والأمهات ، كما تعنى البرامج الصحية بالدور الوقائي من الإعاقة 0
ثالثا : – الصحــف : –
تمثل هذه الوسيلة الكلمة المطبوعة الواسعة الانتشار التي تصل إلي القراء في قنوات توزيع منتظمة ، وترتبط بها أكثر من غيرها من المواد المطبوعة عادات القراءة على تنوعها
وإذا كانت الصحافة وسيلة متاحة من وسائل الاتصال ، فأنه لا يستفيد منها مباشرة إلا القارئون ، أما الأميون فمحرومون منها إلا عن طريق طرف ثاني تتحول بوجود القراءة إلي استماع وخاصة القومية تنشر بين أوانه وأخري وما يلقى الضوء على خدمات الجمعيات والمؤسسات والأسواق الخيرية التي تقيمها الجمعيات والمؤسسات، كما تنشر مقالات لتوعية الأسر، وكيفية معاملة المعوق 0
وتلقى الضوء على أخر الاختراعات والتسهيلات التي ظهرت في الأسواق وتعمل على تيسير معيشة المعوقين 0
نظرية الإعلام : –
تقوم نظرية الإعلام على خمسة تساؤلات هي : –
1 – من ؟ 2 – يقول ماذا ؟ 3 – بأي وسيلة ؟
4 – لمن ؟ 5 – وما هو التأثير ؟
ويتوقف فهم الرسالة الإعلامية على الموقف الاجتماعي الذي يستقبل فيه ، كما يتوقف بطبيعة الحال على قدرة المستقبل على الفهم.
أن فهم الرسالة الإعلامية والذي يترتب عليه تحديد مقدرتها على التأثير يرتبط ارتباطا طرديا مع المستوى الثقافي للفرد 0
ولابد للرسالة الإعلامية التي تحمل الدعوة لموضوع ما ، أن توازن بين ثلاثة عناصر هي : –
حيث أن المعلومات وحدها لا تجدي في تغيير وجهة النظر ، وإنما ينبغي أن توضع المعلومات في الفعل ، أي نستخلص المعلومة نتيجة العمل والحركة ، فيتم الحصول على المعلومة في نفس الوقت الذي يحدث فيه تغيير وجهة النظر 0
كما أنه لابد من الحفز على الاستفادة من ذلك ببيان الفوائد والتسهيلات التي يمكن للفئة المستهدفة أن يحصلوا عليها 0
وهذه الرسالة التي تحمل الدعوة لموضوع ما لابد من تكوينها بواسطة لجنة مشتركة من المتخصصين في مجال ذوى الاحتياجات الخاصة ورجال الإعمال 0
أن الدعوة لموضوع ما لابد أن تبـدأ مـن الدعوة لدى الإعلاميين بأهمية هذه الرسالة
لابد من وضع الفكرة المراد توصيلها إلي المستقبل في إطار يقنعه ويساعد في تغيير أفكاره وعاداته وبتراكم هذه الإعمال يمكن خلق تيار جديد ضاغط من اجل تغيير الأفكار والعادات والتقاليد الموروثة 0
أن الراسل أن لم يكن مقتنعا بقيمة الرسالة التي يقدمها للمرسل فستظل هذه الرسالة في حدود الكلمات الباردة لا تلتهب أبدا بحرارة الحماس والحب، ولا ترتفع أبدا إلي مستويات الإبداع والخلق 0
الإعلام والتوعية المجتمعية : –
العمل على تغيير رؤية المجتمع نحو الإعاقة والابتعاد عن كل ما يقلل من شأن الأشخاص المعوقين في وسائل الإعلام المختلفة ، ويتم ذلك من خلال:-
تاريخ الصحافة المحلية في محافظة بورسعيد
على الرغم من حداثة مدينة بورسعيد على خريطة العالم إلا أنها سبقت كثيرا من المدن المصرية في مجال الصحافة سواء كانت الأجنبية أو العربية
وأقدم جريدة صدرت في منطقة القنال هي الجريدة التي أصدرتها شركة قنال السويس العالمية ، وصدر العدد الأول منها في يوم الأربعاء 25 يونيو 1856 ، وكانت في بادئ الأمر تصدر كل نصف شهر ثم أصبحت تصدر ثلاث مرات في الشهر ، وظهرت تحت أسماء مختلفة ، كما وردت في كتاب السخرة في حفر قناة السويس للدكتور/عبد العزيز الشناوي وتسميات تلك الجريدة كالآتي : –
في أغسطس 1952 أصدرت شركة قنال السويس العالمية مجلة باللغتين العربية والفرنسية تحت اسم القنال ، وصدر منها حتى التأميم العدد الخامس والعشرين في أغسطس 1956 ، وكانت تصدر كل شهرين ، وتقع في 32 صفحة 0
واستمرت شركة قنال السويس العالمية في إصدار مجلة القنال حتى العدد رقم 24 الصادر في يوليو 1956 إلي أن أصدرت هيئة قناة السويس العدد 25 في أغسطس 1956 وتصدرت افتتاحية هذا العدد بعنوان ” تأميم شركة قنال السويس العالمية “قرار رئيس الجمهورية بالقانون رقم ( 285) سنة 1956 بتأميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية العالمية لتصبح شركة مصرية مائة بالمائة 0
أولا : – الصحافة الأجنبية : –
1 – الصحافة الفرنسية : –
تعتبر الصحافة الفرنسية أقدم الصحافة المحلية في بورسعيد ، ففي سنة 1867 تم طبع أول جريدة محلية في بورسعيد وصدرت تحت اسم ” جريدة القنال ” كما صدرت جريدة أخرى 0
تحت عنوان ” جريدة بورسعيد في 10 مارس 1870 ، وكانت تصدر صباح الخميس من كل أسبوع في أربع صفحات من الحجم المتوسط 0
في 29 فبراير 1872 أعيد إصدارها تحت اسم جديد ” المخبر البورسعيدي ” ، ثم صدرت صحيفة أخرى باسم ” المستقبل التجاري ” في 27 يونيو 1873 ، ولم تستمر طويلا
في 7 نوفمبر 1873 صدرت جريدة ” أنباء بورسعيد ” واستمرت تصدر حتى سنة 1877 0
في 14 مايو 1878 صدرت جريدة ” بوسفور القنال ” وذاع صيتها خارج بورسعيد ، وفي 30 يوليو 1880 تم إصدارها تحت اسم ” بوسفور مصر ”
وفي عام 1895 صدرت ” جريدة الحقيقة ” ، وهى جريدة يومية باللغة الفرنسية كما ظهرت جريدة الرسالة و ” جريدة صدى بورسعيد” 0
وفي عام 1935 صدرت جريدة المنبر وظلت تظهر حتى الخمسينات 0
2 – الصحافة الإيطالية : –
تعتبر الصحافة الإيطالية من أقدم الصحافة الأجنبية فصدرت أول جريدة إيطالية على ارض بورسعيد عام 1867 0
3- الصحافة اليونانية :-
كانت أقدم الصحف اليونانية التي صدرت على ارض بورسعيد هي ” جريدة التقدم ” سنة 1881 وكانت أسبوعية تصدر في أربع صفحات الأولى والثانية بالفرنسية والثالثة والرابعة باليونانية 0
ثانيا : – الصحافة العربية : –
لم تصدر الصحافة العربية مبكرا في بورسعيد مثلما صدرت الصحافة الفرنسية والإيطالية واليونانية ، إلا أن بورسعيد لم تحرم من الصحف العربية التي كانت تصدر في القاهرة والإسكندرية فكانت تباع لدى المكتبات الأجنبية التي كانت منتشرة في حي الإفرنج 0
بداية الصحافة البورسعيدية : –
مطبعة المؤدب : –
قام الشيخ محمود حلبة بإنشاء أول مطبعة عربية يدوية في بورسعيد تنافس المطابع الأجنبية التي كانت منتشرة في بورسعيد ، وأطلق عليها ” مطبعة المؤدب ” ومن خلالها قام في سنة 1917 بإصدار أول صحيفة عربية في بورسعيد أطلق عليها
صحيفة المؤدب : –
كانت أسبوعية وتعتبر من أقدم الصحف الإقليمية في مصر ومن مطبعة المؤدب أصدر الشيخ حلبة كتابا تحت عنوان ” علم الأخلاق “.
مجلة بورسعيد : –
قام أنور شتا بإصدار العدد الأول من مجلة بورسعيد يوم الاثنين 7 يوليو 1947 وكتب تحت عنوانها عبارة ” مجلة أسبوعية إقليمية جامعة ” وتقع في 24 صفحة وثمنها قرشان وصاحب الامتياز محمود يعقوب 0
وبها باب بعنوان ” الهوى والشباب ” وهى عبارة عن نقد لتصرفات الشباب الطائشة ووضع مجموعة من النصائح لهم ، وباب بعنوان حديث الأسبوع عن حديث مع محافظ القنال ” فؤاد شيرين باشا ” ثم تحدث عن أهم المشروعات التي تزيد من باب الرزق لأبناء بورسعيد ، ومشروعات المجلس البلدي لتشجيع الاصطياف وباب الأسبوع ” خواطر ومشاهدات ” عن تنمية بورسعيد ورفع مستوى أهلها منها درس مسالة أنشاء متحف مصري في بورسعيد ، أنشاء مكتبة للإطلاع ، وإزالة تمثال ديليسبس النصفي الموجود في ميدان المنشية واستبداله بتمثال أخر لأحد زعماء مصر.
وباب ” تعالي معي ” عن عزبة فاروق الذي يعيش سكانها 2000 نسمة معيشة الفقر والبؤس ، أبواب للأدب والأدباء والشعراء ، و”باب عالم الفنون” عن نهضة التمثيل ” نادى رمسيس ، ونادى المسرح ، “باب الرياضة” ، و”باب طبي” ، كما حوت المجلة على مجموعة من الإعلانات 0
نشرة البهلوان : –
في نهاية الأربعينات صدرت نشرة غير دورية تحت اسم ” البهلوان ” وتقع في ثمانى صفحات وتباع بقرش ونصف ، وكانت نشرة فكاهية اجتماعية ساخرة هادفة 0
مجلة أخبار بورسعيد : –
في 15 ديسمبر 1954 صدر العدد الأول من مجلة أخبار بورسعيد ، وتقع في 16 صفحة وتباع بـ 15 مليم تصدر نصف شهرية ، وبعد عام أنشئت لها مطبعة سمتها ” دار أخبار بورسعيد ” لضمان صدور المجلة في مواعيدها المحددة ، وكأن بها أبواب ثابتة ، باب الأدب – باب المجتمع – صفحة الرياضة – صفحة الحوادث – قصة العدد ، وأخذت أخبار بورسعيد في الصدور حتى السادس من نوفمبر 1957 ، بصدور العدد 55 من سنتها الثالثة إلي أن توقفت بعد نقل رئيس تحريرها إلي صعيد مصر 0
جريدة صوت القنال : –
في أعقاب توقف مجلة أخبار بورسعيد أصدر محمد العزبى وعادل العزبى جريدة صوت القنال ، وتقع في 12 صفحة وتباع بـ 15 مليم ، وطبعت بمطبعة الاعتماد ببورسعيد
جريدة بورسعيد : –
في أول أبريل 1961 أصدر الاتحاد القومي ببورسعيد مشتركا مع محافظة بورسعيد جريدة نصف شهرية باسم ” جريدة بورسعيد ” تصدر يوم الثلاثاء الأول من الشهر والثلاثاء الثالث من الشهر ، وتقع في 12 صفحة وتباع بعشرة مليمات ، أما العدد السابع الصادر الثلاثاء 8 أغسطس 1961 وفي صفحتها الأولى صورة كتب تحتها : ثروت عكاشة يضع حجر الأساس لقصر الثقافة في يوم 25 يوليو 1961 0
مجلة بورسعيد : –
بمناسبة احتفالات بورسعيد بعيد الثورة العاشر أصدرت المحافظة مجلة تحت اسم ” بورسعيد ” صدر العدد الأول في 23 يوليو 1962 ، وهى مجلة شهرية تصدر في 23 من كل شهر ثمنها 20 مليما وتقع في 52 صفحة ، وجاء العدد الأول حديث مع محافظ بورسعيد والسكرتير العام عن بورسعيد ومشروعاتها المستقبلية وخطة المحافظة في استصلاح 500 فدان، وتحقيق عن مصيف بورسعيد وبور فؤاد ، وباب مع الشباب .
وتعد هذه المجلة امتداد لجريدة بورسعيد السابق أصدراها في ابريل 1961 ومما يدل أنها توقفت ولم تستمر 0
مجلة بورسعيد الثقافية : –
أصدر قصر ثقافة بورسعيد مجلة أطلق عليها ” بورسعيد الثقافية ” في شكل نشرة غير دورية واهتمت هذه المجلة بالقضايا الثقافية والفنية والمسرح والشعر وأدب المقاومة ، والنقد الفني ، والفن الإسلامي ، والقصة والمسرح 0
جريدة صوت بورسعيد : –
أصدر الاتحاد الاشتراكي العربي ببورسعيد جريدة صوت بورسعيد وظهر العدد الأول منها في أول مارس 1971 ، وتقع في 16 صفحة، وتباع بعشرة مليمات 0
ولما كأن صدور تلك الجريدة في وقت تهجير مدينة بورسعيد فقد اهتمت بشئون المهاجرين وطرح مشاكلهم وحلها 0
وقد استمر صدور جريدة بورسعيد في شكل جريدة حتى العدد 33
مجلة صوت بورسعيد : –
أخذت جريدة بورسعيد شكل المجلة اعتبارا من عددها رقم 34 الصادر في أكتوبر 1974 بعد عودة الحياة الطبيعية لمدينة بورسعيد ، واستمر صدورها عن طريق الاتحاد الاشتراكي العربي في بورسعيد 0
ثم يصدر العدد 60 من مجلة صوت بورسعيد في أغسطس 1977 ويصدرها حزب مصر العربي الاشتراكي ببورسعيد ، وعدد صفحاتها 48 صفحة ، وثمنها 5 قروش 0
وصدر العدد 74 من مجلة صوت بورسعيد في ديسمبر 1978 وأصدرها الحزب الوطني ببورسعيد ، وعدد صفحاتها 80 صفحة 0
وفي يونيو 1993 ظهرت مجلة صوت بورسعيد في ثوب جديد ، واستمر صدور المجلة حتى العدد 15 0
وسجلت هذه المجلة أهم الأحداث في تاريخ بورسعيد كتطهير قناة السويس وإعادة الملاحة فيها وعودة المهجرين 0
جريدة صوت بورسعيد : –
في سبتمبر 1998 عادت مجلة صوت بورسعيد إلي سيرتها الأولى كجريدة عندما صدرت أول مرة في مارس 1971 ، حيث ظهرت تحت رقم 16 ، وصدر العدد 53 في أغسطس 2001 0
مجلة بورسعيد الجديدة : –
صدر العدد الأول من بورسعيد الجديدة في أغسطس 1980 وهى مجلة ثقافية اجتماعية تصدر عن جمعية الفكر والأدب 0
الصحافة المحلية الحالية : –
يصدر في بورسعيد العديد من الإصدارات للصحافة المحلية وهى :
الحياة البورسعيدية / الحوار المصري / أنباء بورسعيد / الرأي البورسعيدي / بورسعيد الجديدة / صوت بورسعيد / الوفدي / الأهالي / أسرار بورسعيد / بورسعيد اليوم / الخبر البورسعيدي / المستقبل البورسعيدي / بورسعيد اليوم الكرة في بورسعيد / بورسعيديون 0
النتائـــج :-
اسم الجريدة |
الملكية |
دورية/غير دورية |
اسبوعية / شهرية |
جهة الإصدار |
بداية الإصدار |
الرأي البورسعيدي |
فرد |
غير دورية |
شهرية |
قبرص |
اكتوبر2000 |
الحياة البورسعيدية |
فرد |
دورية |
شهرية |
قبرص |
يوليو 2000 |
بورسعيديون |
المجلس الشعبي المحلى |
دورية |
شهرية |
مصر |
1997 |
بورسعيد الجديدة |
جمعية |
غير دورية |
فصلية |
مصر |
أغسطس 1980 |
الحوار المصري |
فرد |
دورية |
شهرية |
قبرص |
2000 |
المــراجـــع
استمارة استبيان
· اسم الجريدة / المجلة
الملكية فرد جمعية مؤسسة حزب
· بدء إصدارها جهة الإصدار
· تصدر بصفة : – دوريــة غير دورية
أسبوعية شهرية فصلية
· كيفيـة التنـاول : –
خبر مقال تحقـيق
أخرى …………………………………………………………………………………………………………………………..
· المساحة المخصصة : –
· عدد مرات التناول منذ الإصدار حتى الآن ( أغسطس 2004)
· الخدمات الصحفية التي قدمت لتحقيق ذلك : –
· هل توجد معوقات تحد من عرض هذه القضايا
نعم لا
إذا كانت الإجابة بنعم فما هي : –
· هل كان لنشر هذه القضايا اثر ملموس ؟
نعم لا
إذا كانت الإجابة بنعم ماهى هذه الآثار : –
· ماهى مقترحات سيادتكم لتفعيل دور الصحافة المحلية فى نشر ثقافة التطوع والمشاركة المجتمعية لقضايا ذوى الاحتياجات الخاصة ؟
· أية إضافات أخرى ترونها في هذا الموضوع
( هذه البيانات سرية لعرض البحث العلمي )
الإعلام آلية فاعلة
لرعاية وتدريب وتأهيل المعاقين ذهنياً
د / إحسان إبراهيم الله جابو د / انتصار تركي
أستاذ مساعد معهد صحة وتنمية المرأة والطفل أستاذ مساعد
جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا كلية الطب البيطري والإنتاج الحيواني
والمدير التنفيذي لجمعية السريف الخيرية جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا
مقدمة :-
الإعلام عنصر تبليغي مؤثر ، يرسم أساليب محددة بواسطة وسائل توضيحية ، تمهد إلي وضوح الرسالة الموجهة للمجتمع مما يعمل على الاستفادة المباشرة من المخاطب إلي المُخاطبْ .
ولقد اهتم الإنسان منذ العصور القديمة بملاحظة العوامل التي تساعده في عملية إقناع الآخرين وحملهم على تبني معتقداته فالإعلام له دور إيجابي في نشر التوعية التي تعمل على رفع مستوى أداء المعاقين ذهنياً. علماً بأن الإعاقة لا تقلل من قيمة الإنسان. فعندما يفقد الإنسان القدرة على التفكير أو فقدان القدرة على التعبير يصبح معوق عقلياًَ.
ونسبة لحوجة المجتمع لجميع الكوادر البشرية . يجب العمل على رفع الروح المعنوية للأسر التي لديها أطفال معاقين تحاشياً للانعزال خارج نطاق المجتمع .. ومن ثم نشطت الدوائر الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية توضح الاهتمام بالمعاق وإعداده كقوة منتجة وتأهيلها وتقديم الخدمات الضرورية لمساعدتها أدت تلك الظاهرة الإعلامية إلي ظهور مؤسسات تربوية تقوم بتدريس الصم والبكم والضرير، بواسطة وسائل خاصة. أيضاً هناك مدارس اهتمت بالمعوقين عقلياً والذين يعانون من التخلف العقلي، والتي تعتمد في تدريسها على قدر هائل من وسائل الترفيه والإيضاح التي لا توجد عادة في المدارس العادية فالمتخلف عقلياً أصبح إنسان قادر على التفكير وحل مسائل الحساب والكيمياء ولكنه يحتاج إلي وقت أطول، وأيضاً إلي شرح أطول من قبل الأساتذة ولحسن الحظ فإن الجامعات الكبيرة في العالم أصبحت تخرج مجازين في التربية الخاصة والمؤهلين لتدريس الضرير أو الأصم أو المتخلف عقلياً.
للمعوق مؤسسات تهتم بشئونه وترعاه صحيا وتربويا وتجعله مؤهلاً للعمل في عدد من الوظائف الموجودة في أسواق العمل، وهي مؤسسات متنوعة من حيث الدور الذي تلعبه وهنالك مؤسسات تربوية هي عبارة عن مدارس خاصة بالمعوقين وهنالك مؤسسات التأهيل الصحي والاجتماعي والتي يقوم على دورها الأساسي على مساعدة المعوقين للتأقلم مع المجتمع وعلى الإشراف على الوضع الصحي للمعوقين وتقديم الدعم والعلاج.
فالإعلام أداة فاعلة في توصيل المعلومات المبسطة مع طرح المواضيع التي تذخر بالأمل والتفاؤل لدى المعوق ذهنياً والتي تستطيع أن تخاطب عقول الأطفال والشباب وأسرهم والمجتمع الذي ينتمي إليه ، حيث يصبح الإعلام مدرسة لتدريب وتأهيل المعاق.
هذه الدراسة تميزت بأنها نظرت إلي المعوق من الزاوية الإعلامية والتي تعتبر بمثابة المؤشر الصحيح لتدريس ونشأة وتدريب المعوق ذهنياً وقد احتوت الدراسة على ثلاثة فصول وكل فصل أشتمل على ثلاثة مباحث جاءت على النحو التالي.
الفصل الأول
الإطار العام
المبحث الأول : تمهيد.
المبحث الثاني :
– مشكلة البحث .
– أهداف البحث.
– أهمية البحث.
– أسئلة البحث.
– مصطلحات البحث.
المبحث الثالث: تعريف البحث.
الفصل الثاني
الإطار النظري
المبحث الأول:
– الإعلام وفضائيات القرن الواحد وعشرين.
– المعاق ذهنياً من منظور علمي.
– الإعلام وثقافة المعاق.
المبحث الثاني:
– دور الإعلام في تدريب المعاق.
– الإعلام آلية فاعلة لتأهيل المعاقين ذهنياً.
– كيف يعالج الإعلام مشاكل المعاق ذهنياً.
المبحث الثالث :
– التخطيط الإعلامي وسيلة تنموية.
– المعاق فرد يقع تحت مظلة المجتمع المدني.
– الإعلام والعولمة ورفاهية المعاق ذهنيا.
الفصل الثالث
الخاتمة والمقترحات والتوصيات
المبحث الأول: الخاتمة.
المبحث الثاني: المقترحات.
التوصيات لبحوث قادمة.
المبحث الثالث : المراجع
الفصل الأول
الإعلام آلية فاعلة لرعاية وتدريب وتأهيل المعاقين ذهنياً
تمهيد :
يمثل الإعلام المدرسة التعليمية المفتوحة ، فهو يصنف الجمهور ومن ثم يعمل على تقديم برامج متنوعة كالإرشاد ، التدريب، العلاج ، العناية ، الأسرة والتربية. أيضا بحث على التنمية ، الصحة ، الزراعة ، التعليم.
ولذلك يستطيع الإعلام تسليط الضوء على المعاق ذهنياً بأنه فرد في حوجة إلي عناية خاصة من الأطباء والأسرة، ورعاية خاصة من الدولة والمجتمع. لاسيما منظمات المجتمع المدني هذه المؤسسات لها قوة دفع فاعلة في تسخير القدرات المالية، والتربوية مع توفير الدواء اللازم لمريض الإعاقة الذهنية.
المبحث الثاني
مشكلة البحث:
وقد جاءت بعنوان ” الإعلام آلية فاعلة لرعاية وتدريب المعاقين ذهنياً” فعندما يفقد الإنسان إحدى أعضائه مثل اليدين أو الأصابع يصبح جسمه غير كامل مثل باقي الناس. ويخسر الجسد إحدى وظائفه نتيجة غياب ذلك العضو. والشئ نفسه يحدث عندما تتعطل إحدى أعضاء هذا الجسم مثل فقدان القدرة على التفكير.. التأمل والتعبير. وعندما تصبح هذه الخسارة أو النقصان في وظائف الجسد دائمة، تصبح حينئذ إعاقة ذهنية والإنسان الذي تكون عنده هذه الحالة يسمي معوقاً، لأنه غير قادر على استعمال طاقاته بشكل كامل مثل بقية الناس الذين أنعم الله عليهم بأجسام غير ناقصة أو غير معتلة بصورة دائمة ([14]) .
ومن هنا يلعب الإعلام دوراً إيجابياً في توجيه أنظار المجتمع نحو شريحة هامة يجب علاجها لأنها ستساهم فعلاً في التنمية الاقتصادية، بينما يؤدي التجاهل الإعلامي إلي تعرض المعاق ذهنياً إلي الإهمال واللامبالاة من قبل المجتمع بـأكمله.
أهداف البحث :
استكمالاً لدور الإعلام المتقدم في دفع المبادرات الرائدة في إطار تنمية القدرات البشرية لتطوير المجتمع بخلق الكوادر القيادية التي تملك أدوات العصر التكنولوجية والعلمية لتأصيل مبدأ منهج المدرسة الإعلامية التي تستطيع أن تلعب دوراً هاماً في كيفية التعامل مع الأطفال المعاقين ذهنياً ودمجهم داخل المجتمع على النحو التالي:
وأن يسعى الإعلام لغرس الوعي الإنساني الذي يعمل على معالجة قضايا الوطن. وخاصة مريض الإعاقة الذي قد يظل كادراً مهملاً، إذا لم يعالج ويدرب
أهمية البحث :
– إن حركة التنمية العربية لابد أن تكون شاملة لكل جوانب المواطن العربي المعاصر الجسمية والنفسية والعقلية والروحية والخلقية والاجتماعية والمهنية. ولابد من نهضة كاملة، حيث يعتبر العنصر الإنساني هو أساس التقديم ([15]).
– مريض الإعاقة الذهنية يعتبر علاجه ضرورة ملحة.
أسئلة البحث :
– هل تستطيع منظمات المجتمع المدني الالتزام بتقديم العون لمريض الإعاقة الذهنية من خلال خطة استراتيجية.
– ما هو الدور الفاعل الذي يقدمه الإعلام لمساعدة مريض الإعاقة.
– من هو المسئول الفعلي عن توفير احتياجات مريض الإعاقة الذهنية وكيف تستطيع تلبية احتياجاته في مجال الصحة والتعليم.
مصطلحات البحث :
* الإعلام :
ينظر الإعلام بأنه رقيب على مكاسب الجماهير وهو يعمل على غرس المبادئ والقيم ويعمل على التغيير ومعالجة قضايا المجتمع وذلك عن طريق قنوات مختلفة كالصحف والإذاعة والتلفاز.
* آلية فاعلة :
أي يمثل الإعلام قوة دفع تعمل على ترسيخ مفهوم الثقافة ويحب الوطن والدعاية والإعلان من أجل قضايا هامة.
* لرعاية وتدريب وتأهيل :
يستطيع الإعلام توجيه الرأي العام لتوفير احتياجات مريض الإعاقة، بتخصيص مدارس مؤهلة صحياً ونفسياً.
* المعاق ذهنياً:
لا يملك معوقات الاستغلال الفكري والنفسي والجسدي، وليس لديه القدرة على توظيف طاقاته بطريقة كاملة مثل الآخرين.
المبحث الثالث
التعريف بالبحث :
أشتمل البحث على ثلاثة فصول وكل فصل يتكون من ثلاثة مباحث.
احتوى الفصل الأول : الإطار العام على الآتي : تمهيد ، مشكلة البحث، أهداف البحث ، أهمية البحث ، أسئلة البحث ، مصطلحات البحث والتعريف بالبحث.
بينما أوضح الفصل الثاني : الإطار النظري : الإعلام وفضائيات القرن الواحد والعشرين ،المعاق ذهنياً من منظور علمي، الإعلام وثقافة المعاق، دور الإعلام في تدريب المعاق، الإعلام آلية فاعلة لتأهيل المعاق ذهنياً، كيف يعالج الإعلام مشاكل المعاق ذهنياً، بالإضافة إلي التخطيط الإعلامي وسيلة تنموية، المعاق فرد يقع تحت مظلة المجتمع المدني ، الإعلام والعولمة ورفاهية المعاق ذهنياً.
وأخيراً الفصل الثالث : وقد اشتمل على الخاتمة والمقترحات والتوصيات والمراجع.
الفصل الثاني
المبحث الأول
الإعلام وفضائيات القرن الحادي والعشرين
يشهد تاريخ كل شعب من الشعوب فترات يتعرض فيها لمحنة قاسية في مبادئه الأخلاقية ووعيه وأسس حياته. ولقد مرت شعوب كثيرة بمثل هذه الفترات من ( المحن ، وخاضت أكثر من مرة غمار الحروب الضاربة لإعادة بناء ما تحطم من اقتصادها والمحافظة على إيمانها بمثلها العليا وصفائها الخلقي وقدراتها على العمل المبدع الخلاق لإعادة بناء حياة المجتمع وتشكيل نمط الحياة كلها.
هذا أدي إلي مدخل آخر مختلف . فمنذ أواخر الثمانينات والجدل المتشابك حول العولمة، حيث يختلط الموقف الايديولوجي بالموقف السياسي بالمصالح الاقتصادية.
كما أن التحولات الكبيرة في المجتمع والتغيير الجذري للعلاقات فيه بما يضمن وحدة تكوين الوعي لدى كافة الجماهير ومن ثم خلق الإمكانات الموضوعية لتطور ووعي الجماهير وتثقيفها عن طريق وسائل الإعلام الجماهيرية الضخمة يعتبر قضية نبيلة بحق، لأنها تتم في صلة وثيقة بالحركة البشرية، وتوجه لبلوغ هدف إنساني رفيع ألا وهو التطور الشامل لشخصية كل الأفراد ، وعلى وجه الخصوص مريض الإعاقة الذهنية.
وبما أن عالمنا اليوم يعيش في ثورة علمية، وتكنولوجيا جديدة فيها ثورة الذكاء الصناعي والهندسة الوراثية والمعلومات التي أفرزت تعبيراً جديداً في الأدب السياسي والاجتماعي منها Telematic-Telecommanication وتقوم هذه الثورة على منجزات العلم في مجالات الحاسوب والأقمار الصناعية والالكترونيات الدقيقة، والتي تعتمد على مصدر متجدد وهو التدفق اللامتناهي واللامحدود للمعرفة والأفكار، وأنه يمكن نقلها من مكان إلى آخر بسرعة فائقة تصل إلي أسرع من سرعة الضوء، سرعة أدت إلي سقوط حاجز المسافات وانتقال المعلومات عبر الحدود إلي مرحلة طباعة الجرائد اليومية وإصدارها في أكثر من مكان وعاصمة في نفس اليوم . وإمكانية عقد اجتماعات بين أشخاص يقيمون في بلاد مختلفة ويستطيعون أن يروا بعضهم بعضا وأن يتحاوروا مع بعضهم البعض وأن يراقب كل منهم رد فعل ما يقوله على وجه الآخر.
كل ما جاء أعلاه يستطيع إعلامنا بأن هنالك إمكانية إيجاد سبل فاعلة لعلاج مريض الإعاقة.
ولقد أثار كل ذلك قضية قدرة الإنسان على استيعاب تأثير المتغيرات في الاتصالات على التنظيم الاجتماعي وعلاقات العمل وعلى مفهوم السلطة والتنظيم الاقتصادي والإداري، وأن التعبير عن الدعاية وفهم السياسة الدعائية يكون أساساً من خلال الوسائط الإعلامية الأوسع رقعة والأنجع سبلاً، فلقد ارتبطت الدعاية على نحو ما بالرأي العام والعلاقات العامة بوصفها غايات ووسائل تتوسل فيها الدعاية لترقية عملها وتعميق تأثيرها وتقوية فعلها بين المجتمع ([16]).
المعاق ذهنياً من منظور علمي :
يعرف المعاق ذهنياً من وجهة نظر اجتماعية بأنه توقف للنمو العقلي عن أحد مراحله، وينجم عند عدم قدرة المريض على تكيف مستقبل للعيش.
وقد كان التقسيم القديم لحالات النقص العقلي كما يلي:
1- العته Ldiot : ونسبة الذكاء فيه ما بين صفر- 20، والعمر العقلي دون ثلاث سنوات ونسبة العته 5%.
2- البله Imbecile : ونسبة الذكاء فيه ما بين 21-50، والعمر العقلي من 3-7 سنوات ، ونسبة البله 20%.
3- الهوك (الحمق) Morons : ونسبة الذكاء فيه ما بين 51-65، والعمر العقلي 8-12 سنة، ونسبة الهوك 75% وكل هذه أسماء عربية عامة.
أدى التقسيم الحديث لمريض الإعاقة الذهنية إلي استعمال كلمات العته، البله .. ، وقد كان تداولها بين الناس يسبب للآباء ألما نفسيا عنيفا، وبالتالي صار التقسيم الحديث للنقص العقلي هو:
أ- تخلف عقلي شديد : يكون فيه المريض عاجزاً عن درء المخاطر مهما كان حجمها، فهو يعتبر عاجزاً عن العيش مستقلاً عندما يصل إلي سن كانت تخوله أن يقوم بذلك.
ب- تخلف عقلي : يصل إلي درجة تمكن المريض لكي يكون قابلاً لعلاج طبي أو رعاية خاصة أو تدريب معين ([17]).
الإعلام وثقافة المعاق :
الإعلام يملك القدرة على تنفيذ برامجه التعليمية والتي يمكن توجيهها إلي الشريحة المستهدفة من الجمهور كالمعاق ذهنياً.
ولكن أحياناً تقف اللغة حاجزاً في توصيل الرسالة ، فاللغة العربية في وضع لا تحسد عليه فهناك العامية والعصرية والفصحي ، والأمية السائدة في العالم الناطق بالعربية ، وأهلها لا يتحدثون العصرية ولا الفصحى لغة لأن اللغة المتداولة هي العامية بينما تدرس الفصحي في المدارس والجامعات في ظروف أشبه بظروف اللغة غير الأم ([18]).
وبالتالي إن تخصيص مفردات معينة ذات لغة سلسلة يدرس بها المعاق ذهنياً تعتبر فائدة ثقافية متقدمة تعمل على توسع إدراك الطفل المعاق ذهنياً.
المبحث الثاني
دور الإعلام في تدريب المعاق
خطة عمل الإعلام في تدريب المعاق، هي توفير الوسائل المساعدة لتسهيل التدريب على نهج يتفق وتقسيمات المعرفة والعلوم الاجتماعية والإنسانية المعاصرة([19]).
حتى يتيسر للعلماء والمفكرين المهتمين بقضايا المعاق وضع نماذج ومصطلحات تؤدي إلي تسهيل تدريب المعاق.
أيضاً توفير الفرص اللازمة لتدريب المدربين والناشطين في مجال تقدم العون لمريض الإعاقة الذهنية وللمساعدة على تحقيق هذه النظرة الشمولية يجب أن تتكاتف المؤسسات التعليمية بعدم رفض قبول مريض الإعاقة الذي تسمح له حالته الصحية والجسدية والفكرية بالاندماج مع رصفائه الطلاب.
هذا الاندماج وسط الطلاب مؤشر ناجح في تدريب مريض العلامة حيث يتثنى له المناخ النفسي الصحي والاجتماعي مما يدفعه عاجلاً إلي طريق الشفاء.
*الإعلام آلية فاعلة لتأهيل المعاق ذهنياً:
فالإعلام عامل مؤثر وذو دلالة واضحة على المجتمع. وبالتالي له القدرة على الوصول والتواصل وجذب أفراد المجتمع للالتفاف نحو أفكار تؤدي إلي تقديم خدمات جليلة للشعوب. فمريض الإعاقة يحتاج إلي تأهيل يتناسب مع نسبه ذكائه والعمر العقلي.
فالذكاء هو القدرة العامة على استخدام الخبرات السابقة لمواجهة التجارب الجديدة، أو القدرة على تكوين أنماط سلوكية جديدة لمواجهة موقف جديد، بتعديل الأنماط السلوكية القديمة أو إعادة بنائها، والعوامل الوراثية هي التي تعين مستوى الذكاء ، من حيث هو ” القدرة” أما العوامل البيئية فهي التي تعين مدى نمو هذه القدرة ومدى تحقيقها. ويقاس الذكاء بطريقة اختبارات مرسومة، هي مجموعات غير متجانسة من أسئلة ومشكلات وأعمال متفاوتة في صعوبتها ويطب من الشخص تأديتها في زمن محدد. ويقنن الاختبار بإجرائه على أكبر عدد ممكن من الأفراد ومن أعمار مختلفة وفي ضوء النتائج، فإن متوسط عدد الأسئلة والمشكلات والأعمال التي أداها بنجاح من أعمار بعينها، والدرجات التي يحصل عليها هي تعيين عمرهم العقلي.
ونسبة الذكاء هي = العمر العقلي × 100
العمر الزمني
وأهم اختبارات الذكاء العام، اختبارات بنسبة Binet ولكن علماء النفس اتجهوا أخيراً إلي وضع اختبارات نوعية لقياس القدرات الخاصة، وكان أول من أنشأ مدرسة خاصة لضعاف العقول هو الدكتور إدوار سيجان ، وذلك عام 1839م في مستشفي بيستر بباريس ، وكان طبيباً للأمراض العقلية، ومن أصل فرنسي، ولقد وضع لقياس الذكاء اختباراً علمياًَ يعرف بلوحة الأشكال، وكان هو أول من اهتم بتعليم ضعاف العقول ([20]).
وبذلك يستطيع الإعلام تقديم العلوم، والصحة والثقافة من خلال صحوة إعلامية متقدمة تعمل على تعميق فهم المشاركة لدى الجمهور والإعلام بما يدور وما يلزم من تقديم العون اللازم من تكاتف وسط مجتمع متماسك.
كيف يعالج الإعلام مشاكل المعاق ذهنياً :
اعتقد أن الإعلام يسهم مباشرة في تبسيط وحل مشاكل المعاق ذهنياً، وعادة يبدأ ذلك بالنشأة الأولى للطفل أي بالمراقبة من الأبوين. وهذا يمكن أن يبث من خلال برامج إعلامية متواصلة.
إن الطفل الذي يمكن توقع أنماطه اليومية وعاداته الطبيعية يملك الخاصية المزاجية للانتظام. ويمكن أن نتوقع من الطفل المنتظم بصورة شديدة أن ينام في نفس الوقت كل مساء ويستيقظ في نفس الوقت كل صباح. وحيث يتم التخطيط للكثير من حياة الطفل المتجاوز من العمر سنتين . طوال هذا النظام اليومي، يمكن أن يعتني الوالدان بطفلهما النظامي بسهولة ([21]). أما الطفل المعاق ذهنياً فهو في كثير من الحالات نتيجة لإهمال مرتبط بالحالة النفسية.
إن الأغلبية الساحقة من المتاعب النفسية تحدث خلال السنوات الأولى من عمر الإنسان، وكثيراً ما تأتي نتيجة لأشياء صغيرة تصدر من الوالدين دون قصد، ولا ينتبهان إليها. غير أنها تصيب الطفل بهزة تتسرب إلي عقله الباطن، حيث تبقي في مكانها مختفية لتسيطر على حياته من بعيد، ترسم له طريق العذاب في كبره، مما يدفعه إلي الانحراف أو يقوده إلي الجنون، ما لم يتدخل الطب النفسي في الوقت المناسب، وينتزع أصول المتاعب من العقل الباطن ويطفو بها إلي العقل الواعي حيث تذوب سمومها وينتهي أمرها ([22]).
ونلاحظ أن اتفاقية حقوق الطفل المادة (54) والتي تم الاعتماد عليها في 20 نوفمبر 1989 قد نصت على :
– حق الطفل في رعاية ومساعدة خاصيتين حسبما ورد في المادة (25) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
– أهمية النشأة في بيئة عائلية سعيدة.
– الإعلان المتعلق بالمبادئ الاجتماعية والقانونية المتصلة بحماية الأطفال ورعايتهم.
– كما نصت المادة (23) على رعاية الأطفال المعوقين([23]) .
المبحث الثالث
التخطيط الإعلامي وسيلة تنموية:
يعتبر الإعلام إحدى الوسائل التعليمية التي لها إيجابيات متعددة على المستمع، وذلك إذا تم توجيهه توجيها صحيحاً.
إن التخطيط الإعلامي يجب أن ينشئ على أسس مرحلية مثل خطة قصيرة المدى، خطة متوسطة المدى ، وخطة طويلة المدى، ومن خلال هذه الخطط يتم جدولة البرامج التي يمكن أن تناقش في كل فترة من الفترات قضية تهم المواطنين.
يلاحظ أن التغيير له فوائد جمة فهو يعمل على استخدام التكنولوجيا.. ويدفع إلي التطور من خلال شبكات التعليم ومنها الإنترنت والمكتبة الإلكترونية والبرامج التعليمية باستخدام الوسائط المتعددة وتكنولوجيا المعلومات([24]). هذه الوسائل جميعها تساعد على تقديم خدمات متقدمة للإنسان المعاق.
المعاق فرد يقع تحت مظلة المجتمع المدني :
يمكننا القول بأن منظمات المجتمع المدني هي تلك التنظيمات الشعبية للشباب والنساء والعمال المزارعين وغيرهم من قطاعات الشعب العاملة في مجال العمل الاجتماعي والثقافي والسياسي في مختلف جبهاته وتشمل الاتحادات، الجمعيات المهنية ، النقابات ، رجال الفكر، الأحزاب السياسية ، الجماعات الدينية والتنظيمات الطلابية، بالإضافة إلي الجمعيات غير الحكومية (NGOS) وبالتالي جميع منظمات يمكن توجيهها نحو قضايا هامة مثل: التنمية والتدريب والتعليم والذي يحتاج إليه المعاق ([25]).
الإعلام والعولمة ورفاهية المعاق :
المعاق هو طاقة كامنة يمكن تفجيرها من خلال برامج تنموية لقدراته ، وبالتالي ” هو في حاجة إلي تحديد الاحتياجات الأساسية التي يحتاجها الشباب بالمجتمع” ، وذلك بالرجوع إلي النظم الاجتماعية التي تقوم في المجتمع، فكل نظام اجتماعي يقوم أساساً حول إشباع حاجة أو مجموعة من الحاجات الاجتماعية للإنسان وهي:
1- النظام الاقتصادي : ويشبع حاجة الإنسان إلي العمل والتملك والإنتاج والتوزيع والاستهلاك.
2- النظام الأسري: ويشبع حاجة الإنسان إلي المحافظة على النوع والعيش في مناخ أسري تتوفر فيه العلامات الأولية الطبية ويسود فيه الحب.
3- النظام الديني : ويشبع حاجة الإنسان إلي الاعتقاد بوجود قوة عليا منظمة للكون تمنحه الطمأنينة وتساعده على أن يعيش في أمان مع نفسه ومع الآخرين.
4- النظام السياسي : ويشبع حاجة الإنسان إلي الحماية الاجتماعية وضمان حقوقه السياسية.
5- النظام التعليمي (التربوي) : ويشبع حاجة الإنسان إلي التعليم والاندماج في الجماعات التي يجب فيها متفهما لأساليبها ومتكيف مع ما تحدده من معايير([26]).
الفصل الثالث
الخاتمة والمقترحات والتوصيات
المبحث الأول : الخاتمة
المعاق ذهنياً يعتبر طاقة معطلة إلي فترة ما.. وبالتالي يحتاج إلي تضافر المؤسسات التعليمية والحكومية ومؤسسات المجتمع في تسخير كل الجهود لرعايته.
والمعاق يستطيع أن يبني نفسه بعد أن يتم شفاؤه وله القدرة ليضع فلسفة خاصة لحياته. كما يحاول أن يعتمد على نفسه دون خجل..
وعلى كل حال إن الإعلام له دور نشط في تدريب وتأهيل المعاق، وذلك بأنه يساهم في حل المشاكل التي تعترض طريق تنميته ويعمل على دفع المنظمات الطوعية والمؤسسات الحكومية إلي مساعدته بتقديم جميع الإمكانات التعليمية .. والصحية .. والتقنيات الحديثة التي تنمي في حاسة السمع والبصر وتعينه على التحرك بسهولة ويسر.
المبحث الثاني: المقترحات:
– إنشاء مراكز متطورة تقنياً لتدريب المعاق ذهنياً.
– توفير فرص الخدمة للخريجين من مراكز ومعاهد تأهيل الإعاقة.
– عقد الندوات والمحاضرات من أجل تسليط أنظار الباحثين لتكثيف البحوث حول مريض الإعاقة.
التوصيات لبحوث قادمة:
– القيام بدراسات في مجال الإعاقة لتجنب الإصابة.
– تدريب المشرفين ودورهم في تطبيق الأصول التربوية على المعاق.
المــراجــــع
1- سمير مكاوي ، الإعاقة ، مركز التدريب والبرمجة ، الطبعة الأولى، بيروت ، لبنان ، 1425- 2000م، ص9.
2- مجلة العربي ، د/ عبد الرحمن عيسوي ، العنصر الإنساني أساس التقديم في المجال الاقتصادي ، العدد 204، الكويت 1975م، ص 21.
3- محمد إبراهيم مبروك ، الإسلام والعولمة 1999، ص 13.
4- العربي ،د / محمد بهي الدين الشال، النقص العقلي، العدد 196، الكويت ، 1975.
5- التأصيل ، مجلة فكمرية ، العدد الخامس ، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، السودان ، أبريل 1997، ص 52.
6- سلسلة إسلامية المعرفة (1) إسلامية المعرفة ، المبادئ العامة- خطة العمل – الانجازات – المعهد العالي للفكر الإسلامي، الدار السودانية للكتب، الخرطوم ، 1406هـ – 1986م، ص 130.
7- أستاذ دكتور / ميج زويباك ، الأسلوب الأمثل لتربية الطفل بعد عامه الثاني ، الطبعة الأولى، مكتبة جرير ، الرياض، 2001، ص 63.
8- د / كلير فهيم ، أولادن.. والأمراض النفسية ، كتاب الهلال ، العدد 353، مصر 1980م، ص9.
9- د / أحمد المفتي ، المبادئ والمعايير والآليات الدولية لحقوق الإنسان، مركز الخرطوم الدولي لحقوق الإنسان ، الخرطوم 2004، ص ص 17 ، 19.
10- د / صلاح زين الدين ، تكنولوجيا المعلومات والتنمية ، مكتبة الشروق الدولية ، الطبعة الأولى ، القاهرة 1424هـ – 2002م ، ص 39.
11- كوثر بدري ، دور منظمات المجتمع المدني في تنمية المرأة، الخرطوم ، 2001، ص3.
12- د / محمد علاء الدين عبد القادر ، دور الشباب في التنمية، الإسكندرية 1998، ص 38.
(1) على عبده محمود ، مرشد جمعيات رعاية وتأهيل المعوقين في مجال التشريعات ، اتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة ج .م .ع مارس 1994م.
(1) د / عبد الحي محمود حسن صالح : متحدوا الإعاقة من منظور الخدمة الاجتماعية، دار المعرفة الجامعية ، 1999، الطبعة الأولى.
( 1) سليمان الخضري: الفروق الفردية في الذكاء، دار الثقافة للطباعة والنشر، 1982م
(2) سيد غنيم: سيكولوجية الشخصية، دار النهضة العربية، 1977م
(1) د/ عبد المطلب أمين القريطي: مدخل إلي سيكولوجية رسوم الأطفال، القاهرة، دار المعارف، 1995م .
(2) د/ عبد المطلب أمين القريطي: مرجع سابق
(1) د/ عنايات عبد الفتاح وتراجي عبد الرحمن: دراسة أثر استخدام كل من الإيقاع والموسيقي علي مستوي أداء الجملة الحركية لدي الأطفال، دراسات وبحوث عن الطفل المصري والموسيقي، المؤتمر العلمي الأول، كلية التربية الموسيقية- بالزمالك – جامعة حلوان، 1982م.
(1) عبد المطلب أمين القريطي : سيكولوجية ذوي الاحتياجات الخاصة ، القاهرة، دار الفكر العربي ، 1996م
(1) عبد المطلب أمين القريطي : سيكولوجية ذوي الاحتياجات الخاصة ، مرجع سابق
(1) يوسف عبد المنعم الجداوي : دراسة تأثير الموسيقي علي السلوك العدواني لدي المعاقين ذهنياً ، رسالة ماجستير ، كلية الطب ، جامعة الأزهر، 1990م
(1) عنايات عبد الفتاح وتراجى عبد الرحمن : دراسة اثر استخدام كل من الإيقاع الموسيقى على مستوى أداء الجملة الحركية لدى الأطفال ، دراسات وبحوث عن الطفل المصري والموسيقى ، المؤتمر العلمي الأول ، كلية التربية الموسيقية بالزمالك جامعة حلوان ، 1982م
(1) عبد المطلب أمين القريطي : مدخل الي سيكولوجية رسوم الأطفال ، مرجع سابق
(1) د / محمد إبراهيم عبد الحميد : تعليم الأنشطة والمهارات لدي الأطفال المعاقين عقليا، دار الفكر العربي ، ط1 ، 1999م
(1 ) سمير مكاوي ، الإعاقة ، مركز التدريب والبرمجة، الطبعة الأولى ، بيروت ، لبنان ، 1425- 2000م، ص9.
(1 ) مجلة العربي ، د / عبد الرحمن عيسوي : العنصر الإنساني أساس التقديم في المجال الاقتصادي ، العدد 204، الكويت 1975م، ص 21.
(1 ) محمد إبراهيم مبروك ، الإسلام والعولمة ، 1999، ص 13 .
(2 ) العربي ، د/ محمد بهي الدين الشال : النقص العقلي ، العدد 196، الكويت 1975 .
(2 ) التأصيل ،مجلة فكمرية ، العدد الخامس ، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، السودان ، أبريل 1997، ص 52.
(1 ) سلسلة إسلامية المعرفة (1) إسلامية المعرفة ، المبادئ العامة – خطة العمل- الإنجازات ، المعهد العالمي للفكر الإسلامي ، الدار السودانية للكتب، الخرطوم 1406هـ – 1986م ، ص 130.
(1 ) مرجع سابق ، العربي ، العدد 196، ص 113.
(1 ) أستاذ دكتور / ميج زويباك ، الأسلوب الأمثل لتربية الطفل بعد عامه الثاني، الطبعة الأولى ، مكتبة جرير، الرياض ، 2001، ص 63.
(2) د. كلير فهيم ، أولادن … والأمراض النفسية ، كتاب الهلال ، العدد 353، مصر ، 1980م، ص 9 .
(3) د / أحمد المفتي ، المبادئ والمعايير والآليات الدولية لحقوق الإنسان، مركز الخرطوم الدولي لحقوق الإنسان، الخرطون ، 2004م، ص ص 17،19 .
(1 ) د/ صلاح زين الدين : تكنولوجيا المعلومات والتنمية ، مكتبة الشروق الدولية، الطبعة الأولى ، القاهرة ، 1424هـ 2002م، ص 39 .
(2 ) كوثر بدري : دور منظمات المجتمع المدني في تنمية المرأة ، الخرطوم، 2001، ص 3 .
(1 ) د / محمد علاء الدين عبد القادر : دور الشباب في التنمية ، الإسكندرية 1998،ص38 .