إن العنف والعدوان حاضران في مجالات الحياة المعاصرة المتنوعة، فهما حاضران في وسائل الإعلام الجماهيرية في الأدب، في الفن وفي الرياضة، في مؤسسات اجتماعية مثل الجيش والشرطة، في السجون، في مشافي الأمراض العقلية وفي المدارس العامة. والأسرة مثلها مثل كل التنظيمات الإجتماعية الأخرى تعاني كذلك من حالات العنف والعدوان. يمكن للعنف أن يظهر في العلاقات بين كل أفراد الأسرة: عدوان الآباء على الأبناء، عنف الزوج في تعامله مع زوجه العنف في تعامل الإخوة مع بعضهم بعضاً…الخ.

إن العنف ليس صفة للأسر المَرَضية أو غير الطبيعية، لكنه يبدو كذلك في الأسر العادية المحيطة بنا من كل مكان. إن الطفل يحصل على أهم خبراته العدوانية في الأسرة على وجه التحديد، يحصل عليها في سياق عملية التعلم، في سياق تمثل السلوك والمعلومات من المحيط، وهذه الخبرات العدوانية قد تحصل أثناء الإحتكاك مع المحيط أو بأثر السلوك الشخصي للطفل. إن هذه الخبرات تحصل عند الطفل في إطار عملية التنشئة الإجتماعية، التي يمكن النظر إليها على أنها عملية مسؤولة عن إكساب وتشكيل قواعد السلوك الإجتماعي عند الأطفال
(Fraczek & Malak, 1980). إن الخبرات التي تشكل أرضية وقاعدة السلوك الإجتماعي إنما تكتسب من الفرد إما بوصفه موضوعاً للفعل الإجتماعي “كمنفعل فقط” أو بوصفه شخصاً فاعلاً يغير ويعدل من تلك الخبرات عن طريق سلوكه ونشاطه “كفاعل” (Kirwil, 1991; Fraczek & Malak, op. cit.). يتعرض الطفل في سياق عملية التنشئة الإجتماعية أيضاً لخبرات عدوانية متنوعة كملاحظ لسلوك الآخرين العدواني، أو كضحية لعدوانهم المباشر عليه، أو كفاعل للسلوك العدواني تجاه الآخرين.

العنف

العنف وانواعه واسبابه وطرق التدخل

العنف الاسرى

العنف المدرسى

pop_logo
help_logo
hawai
pop_logo