ان الانتشار الرهيب لبطئ التعلم والاحصائيات المخيفة التى توصلنا اليها من خلال بحث علمى على عدة محافظات فى جمهورية مصر العربية وجدنا ان نسبة بطئ التعلم فى المرحلة الابتدائية من 7 الى 10 سنوات وصلت الى 15% من تعداد الاطفال ومع الازدياد الرهيب لاعداد المصابين باضطراب طيف التوحد والتى وصلت الاحصائيات فى امريكا الى 1 لكل 100 مولود وفى بريطانيا 1 الى كل 88 مولود . فى ظل غياب الاحصائيات العربية عن حجم المشكلة

فى حين شكل التلاميذ بطيئي التعلم شريحة كبيرة تقدر بحوالي 13% من تلاميذ المرحلة الابتدائية على مستوى العالم, حيث تشير الدراسات انه في عام 1976 شكلت تلك الشريحة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها حوالي 16 مليون تلميذ, وقس على ذلك عددهم في مجتمعاتنا العربيه
ان الاهتمام بتلك الفئه من التلاميذ يحميهم من الاحباطات الناشئة عن الفشل الدراسي ، ومن اتجاهات المجتمع السلبية نحوهم, مما يجعلهم يرفضون المجتمع الذي رفضهم آما بالاعتداء أو بالانسحاب أو بالانطواء ، كما أن الاهتمام بالتلميذ بطيء التعلم يعكس تكافؤ الفرص بين التلاميذ ، و يشكل جانباً إيجابياً حيث يوجه طاقة بشرية لشريحة كبيرة من التلاميذ نحو الإنتاج والفاعلية الاجتماعية.

فاننا امام عالم متعير يحتاج منا الى مزيد من البحث والمعرفة عن اسباب كل ظاهرة وطرق علاجها لتقديم العون لكل اولياء الامور
تعريف التلميذ بطيىء التعلم :
تعددت التعريفات لبطيئ التعلم وتباينت آراء العلماء حول ماهية هذه الفئة ونذكر بإيجاز بعض هذه التعريفات.
استخدمت انجرام (Ingram,1953) (2: 22)[1] مصطلح التلميذ بطيء التعلم للتعبير عن الطفل الذي لا يكون مستوي تحصيله في نفس مستوي زملائه في الدراسة ، أي أن يكون في مستوي أقل من مستوي الصف الذي يجب أن يكون فيه ، ونسبة ذكائه تقع بين( 74-89 ) .
إن مصطلح بطيء التعلم يطلق على كل طفل يجد صعوبة في مواءمة نفسه للمناهج الاكاديميه بالمدرسة بسبب قصور بسيط في ذكائه أوفي قدرته على التعلم
يري يبكمان (Beckmann,1969) (16 : 443-446) أن التلميذ منخفض التحصيل هو تلميذ يحتاج لتدريس خاص و يدرس في فصول خاصة
و يعرف برنان (Brennan,1974) (23: 1 –17) التلميذ بطيء التعلم بأنه طفل عمره العقلي أقل من عمره الحقيقي بسنتين أو أكثر، أو هو متعلم غير قادر علي المثابرة في العمل المدرسي العادي بالمقارنة بأقرانه في نفس العمر الزمني
ويعرف دونفان (Donvan,1972) (52: 340-344) الطفل بطيئ التعلم Slow Learner :بأنه الطفل الذي لا يمكنه أن يستمر في الدراسة مع الفصل العادي ، ويصفه أيضاً على أنه منخفض التحصيل ، ويحدد التلميذ منخفض التحصيل بأنه التلميذ الذي يحصل على أقل من 30% في درجاته التحصيلية
جاء في التوصيات الصادرة عن المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج بالكويت المنعقد في 12/1/1418هـ في تعريف بطيئي التعلم : –
1-هم الأطفال الذين يعانون من انخفاض التحصيل الدراسي وتتراوح نسبة ذكائهم مابين (70-84) على اختبار ذكاء فردي مقنن على البيئة المحلية .
2-اعتبار الأطفال بطيئي التعلم فئة تحتاج إلى رعاية خاصة على الرغم من انهم لا يندرجون ضمن فئات الإعاقة
وفي جميع الأحوال لاينبغى الاعتماد على نسبة الذكاء كأساس وحيد للتشخيص ومن الضروري تدعيم التشخيص من خلال الجوانب المختلفة الأخرى (التحصيليه ,والنفسية ,والاجتماعية,والطبية ).
ويعتبر هؤلاء الأطفال أسوياء في معظم جوانب النمو النفسي والعاطفي والحسي والبدني ولكنهم غير أسوياء في قدرتهم على التعلم وفهم واستيعاب المواد والرموز التعليمية التي تدرس لإقرانهم في نفس العمر, وتنحصر معاناتهم في الصعوبة البالغة في تعلم واستيعاب المواد التي تطرح في المناهج الدراسية من حساب وقراءة وكتابه وعلوم أساسيه أخرى وتنحدر هذه الفئة من أي مستوى اجتماعي واقتصادي وثقافي.
ويرجع السبب في تسمية هؤلاء الطلاب ببطيئي التعلم لأنهم لا يستطيعون الاستفادة من التعلم العادي في الصف المدرسي الا بصعوبة كبيرة، وفي العادة الطالب الذي يكون بطيء التعلم في مادة معينة يكون بطيئا في بقية المواد مع وجود صعوبة في التنبؤ بتحصيله في معظم الحالات ، فقد يكون طالب ما بطيئا في تعلم مادة دراسية معينة ومتوسطا أو فوق المتوسط في تحصيل مادة دراسية أخرى .
أسباب بطء التعلم :
يعتبرا لأطفال بطيئ التعلم مجموعة متشابهه من الوضع التعليمي وبعض الاستجابات والاستعدادات الموروثة. ولكن تفاصيل مشكلة كل منهم ومضمون وطبيعة الخلل التكويني تختلف من طفل لآخر، فقد يكون بطيئا في مادة واحدة كالرياضيات((البطء في الحساب))وعدم القدرة على التفكير الحسابي ا والقراءة ورموزها. وقد يكون بطيئا في اغلب المقررات الدراسية.
من هذا المنطلق، يجب ان تدرس كل حالة على حده، ويحلل الخلل التعليمي بشكل علمي موضوعي حتى نتمكن من التقييم السليم واختيار الطرق والأساليب والوسائل المناسبة لتعليم هؤلاء التلاميذ.
لذلك نجد إن أسباب ((بطء التعلم)) متعددة أهمها مايلي :-
1- عوامل وراثية عن طريق الجينات آو أمراض الدم اوعن طريق إصابة الام أثناء الحمل
1- انخفاض نسبة الذكاء والتي تتراوح مابين 71 إلى 84درجه
2- تراكم صعوبات التعلم إثناء المراحل الدراسية السابقة بسبب قصور المتابعة الاسريه والمدرسية.
خصائص التلميذ بطيئ التعلم
– يقع ذكاؤه مابين 74 إلى 89على اختبار مقنن على البيئة المحلية
– لا يعاني من خلل جسمي
– عدم استفادته من الجهود التعليمية التي بذلت له من قبل البيت والمدرسة.
– ضعف التركيز والانتباه و التخيل والتمثيل البصري و ضعف مهارتهم في حل المشكلات والابتكار
– أن تكون المواد الدراسية المدرسة له اعتيادية مألوفة للعمر العقلي والزمني.
كيف يتعلم التلميذ بطيئ التعلم
يتعلم الطفل بطيئ التعلم بنفس ألطريقه الاساسيه التي يتعلم بها الأطفال العاديون ( فهم يتعلمون باستعمال خبراتهم السابقة) .. إلا أنهم يحتاجون مزيدا من الوقت والجهد من المدرسة والمنزل وعلى المعلم ان يقوم بتجزئة المادة التعليمية ,واستخدام الوسائل التعليمية الحسية ماامكن في كل موضوع , وذلك لضعف التركيز والانتباه و التخيل والتمثيل البصري و ضعف مهارتهم في حل المشكلات والابتكار , بالاضافه إلى ضرورة مراعات قدراته العقلية وعدم تكليفه بما يفوق قدراته العقلية وعدم استخدام أي وسائل عقابيه معه مع أهمية تقبل التلميذ في المدرسة والبيت وعدم مقارنته بزملائه في المدرسة أو احد إخوانه في المنزل0
العوامل التي يجب مراعاتها عند تعليم التلميذ بطيئي التعلم
1- تجربة( الصف الخاص) في المدرسة الذي لا يزيد عدد طلابه عن12 طالب حيث يدمج الأطفال في جميع النشاطات المدرسية عدا العملية التدريسية .
2-يجب إن يكون معلم الصف على قدر كبير من التميز والخبرة والكفاءة العلمية والصبر والحلم.
3- تقبل التلميذ في المدرسة وبناء علاقات ايجابية جيده بينه وبين معلم الصف والمرشد الطلابي
4- يجب الاهتمام بالنواحي الصحية للتلميذ ومعالجة أي مشكلات صحية اوحسيه يعاني منها.
5- عدم تكليفه بما يفوق قدراته العقلية والجسمية مع مراعاة الخصائص النمائيه لكل طفل.
6-تجنيب الطفل بطيئي التعلم الإحباط وذلك من خلال تنمية دوافعه وبث الثقة في نفسه.
7- استخدام الوسائل التعليمية الحسيه والمجسمات والجداول بالأرقام والحروف الكبيرة ذات الصور ألملونه في كل موضوع والابتعاد عن الشرح المجرد
8- التنوع في استخدام أساليب التعلم مع التلاميذ واستخدام أساليب التعزيز المختلفة
9- عدم مقارنة التلميذ بزملائه في المدرسة أو اخوانه في البيت لما لذلك من اثر سلبي على نفسية الطفل
10- البعد عن العقاب البدني والنفسي لطفل بطيء التعلم واستخدام مبدأ التعزيز المستمر والمباشر
11- إعطاء التلميذ بطيئي التعلم وقتا أطول عند القراءة والكتابة وجهدا أكثر في الشرح من قبل المعلم
12- استخدام تكرار الممارسة والتمرين عمليا على المهارات والعادات المختلفة بالنسبة للتلاميذ.
13- تجزئة المادة العلمية من قبل المعلم واستخدام مبدأ التدرج والانتقال من الاسهل للأصعب في تعليمه
14- مساعدة التلميذ في إكسابه المهارات الاجتماعية اللازمة في التعامل مع زملائه ومعلميه.
15- ضرورة التعاون والتكامل بين البيت والمدرسة في متابعة وتدريس الطفل بطيئي التعلم .

pop_logo
help_logo
hawai
pop_logo