المسيحية و قضية الإعاقة
بادئ ذي بدئ
قضية الإعاقة هي في المقام الأول قضية إنسانية ذات حساسية شديدة الخصوصية..
لأنها تخص بل و تمس قطاع معين من الناس …الذين لم يمن عليهم القدر … بأن يكونوا مثل سائر البشر…فعاشوا حياتهم مختلفين بعض الشيء عن غيرهم … مما يدفعنا لأن ننظر إليهم مجرد نظرة إشفاق و عطف فقط .. فهذا وحده لا يكفي ..و إنما بالأحرى نراهم بعين الاعتبار و الاحترام و التقدير …
ساعين نحوهم و إليهم بكل ما نملك من طاقات و إمكانات و إبداعات لأجل تخفيف وطأة الحياة عنهم ما أمكن .. حتى يروا أنفسهم مثلنا سواء بسواء .. فهم أولا و قبل كل شيء أخوة لنا في شجرة العائلة البشرية بمفهومها العام ..
و من يدرى فلولا مراحم الله الغنية التي افتقدنا بها من السماء لتبادلنا معهم الأدوار … فأخذنا نحن موقعهم و أخذوا هم موضعنا .. لكنها إرادة الله و مشيئته العجيبة والتي لا يمكن لبشري أن يقترب منها و يفك طلاسمها …
هنا دعونا نتناول معكم هذه القضية انطلاقا من سبعة محاور محورية كالآتي :
أولا :- الإعاقة في القاموس العربي..
ثانيا :- الإعاقة في الكتاب المقدس..
ثالثا :- دلائل الاهتمام بالإعاقة..
رابعا :- الإعاقة مشكلة قدرية..
خامسا :- للإعاقة صور و أشكال شتى..
سادسا :- المسيحية و مواجهة الإعاقة..
سابعا :- الإعاقة و منظومة علاجها..
———-
الإعاقة في القاموس العربي
ورد في المعجم الوجيز الصادر عن مجمع اللغة العربية تحت كلمة “الإعاقة” ما يلي ..
———-
الإعاقة في الكتاب المقدس
بمتابعة عملية البحث و الفحص و الدرس في صفحات الكتاب المقدس بعهديه القديم و الجديد .. اكتشفنا أن كلمة “الإعاقة” بمشتقاتها المختلفة .. لم ترد كثيرا في الكتاب .. و إنما جاءت شزرا هنا و هناك …
«و على سبيل الحصر و التحديد وردت في الكتاب المقدس ككل نحو تسع مرات.
n أما في العهد القديم فقد وردت هكذا
جاءت على لسان اليعازر الدمشقي رئيس خدم إبراهيم ذاك الذي أرسله سيده ليختار زوجة لابنه إسحق .. فوقع الاختيار بعلامة معينة على رفقه .. و لما أراد إخوتها أن يستضيفوا عبد إبراهيم لديهم عدة أيام قال لهم مستعجلا “لا تعوقوني و الرب قد أنجح طريقي”
و هنا و ردت هذه الكلمة مرتين .. و ذلك عندما ظهر ملاك الرب في صورة إنسان لمنوح و امرأته عندما بشرهما بميلاد ابنهما شمشون الجبار و قد أراد منوح أن يكرمه قائلا “دعنا نعوقك و نعمل لك جدي معزي فقال ملاك الرب لمنوح و لو عوقتني لا آكل من خبزك و إن عملت محرقه فللرب اصعدها لان منوح لم يعلم أنه ملاك الرب”
n أما في العهد الجديد فقد وردت هكذا ..
عندما انحدر حنانيا رئيس كهنة اليهود للشكاية ضد بولس الرسول أمام “فيلكس الوالي”.. و قد اصطحب معه خطيبا مفوها اسمه “ترتلي” فابتدأ ذاك يعرض قضيته أمام الوالي قائلا “لكن لئلا أعوقك أكثر التمس أن تسمعنا بالاختصار بحلمك”
و فيها يوجه الرسول بولس خطابه إلى مؤمني كنيسة رومية معتذرا لهم عن عدم تمكنه من افتقادهم و العودة إليهم قائلا “كنت أعاق المرار الكثيرة عن المجيء إليكم”
3- رسالة كورنثوس الأولى 19 : 12
هنا يتكلم ماربولس مع مؤمني كورنثوس معلنا لهم حقه و سلطانه عليهم من جهة اهتمامهم بأموره المادية و الشخصية الخاصة غير إنه ترفع عن ذلك بقوله “لكننا لم نستغل هذا السلطان بل نتحمل كل شيء لئلا نجعل عائقا لإنجيل المسيح”
4- رسالة تسالونيكي الأولى 2 : 18
أما في هذه الرسالة فيلفت أنظار مؤمني هذه الكنيسة بأنه كم حاول أكثر من مرة المجيء إليهم غير أنه منع بواسطة الشيطان فراح يقول “لذلك أردنا أن نأتي إليكم أنا بولس مرة أو مرتين و إنما أعاقنا الشيطان”
5- رسالة بطرس الأولى 3 : 7
و هي تمثل نصيحة معلمنا القديس بطرس إلى جماعة المؤمنين من الرجال و هو يحذرهم من الصدام مع زوجاتهم قائلا “كذلك أيها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة (الحكمة) مع الإناء النسائي كالأضعف معطين إياهم كرامة كالوارثات أيضا معكم نعمة الحياة لكي لا تعاق صلواتكم”رعاية الاديان السماوية