إليكم 28 برنامجاً سوف تساعدكم في تنمية الحواس الخمسة للطفل الرضيع، وعلى الأم أن تبدأ بما تراه يناسب قدرات الطفل، وهذه البرامج لا تغني من استشارة المتخصصين في تنمية قدرات الأطفال.
هذه البرامج تم إعدادها من قبل الأستاذ أسامة مدبولي أخصائي التربية الخاصة في مركز العناية بمتلازمة داون، وجميع تلك البرامج مأخوذة من برنامج التنمية الشاملة للطفولة المبكرة.
برنامج رقم 1
الهدف: نمو بصري عام :
على الأم محاولة جذب انتباه الابن من خلال مجال الرؤية حتى تساعده على النمو البصري وعليها اتباع الآتي :
1- علقي شيئاً متحركاً عن يمين وشمال مهد الطفل لأن يديه عادة ستتحركان على الجانبين . يجب أن تكون الحركة مسلية للطفل عندما ينظر إليها في أعلى .
2- إجعلى وجهك على بعد 15-20 سم من الطفل عند التحدث أو الغناء له . فإن الرضيع في هذه العمر سوف يعتنى بوجه الإنسان أكثر من أى شئ آخر .
3- اقلبي الطفل للناحية الأخرى من المهد حتى ينبه الضـوء كلتا العينين .
4- علقي أشياء من جانب المهد أو من رباط الأمان عبر المهد فإن الأطفال الصغار ينجذبون أولاً للأشياء السوداء والبيضاء والتى لها وجوه ثم الضوء والأشكال غير المنتظمة أو نماذج الأشياء .
برنامج رقم 2
الهدف: نمو بصري عام :
1- إستعملى من حين لآخر ملاءات ذات نماذج على مهد الطفل .
2- حركي شيئاً كبيراً لامعاً أو بطارية قلم ببطيء عبر خــط رؤية الطفل .
3- ضعي الطفل على ارتفاعات مختلفة مثلا على الأرض أو على السرير مع مراعاة الأمن والسلامة بحيث لا يقع على الأرض .
4- أرى الطفل يديه وقدميه . حركيهم سوياً .
5- ضعى الطفل في أماكن مختلفة من الحجرة . دعيه يلاحظ الأسرة أثناء الطعام .
6- ضعي لعبة في يدي الطفل أثناء نظرة فى اتجاه آخر .
7- أمسكي بمرآة فوق رأس الطفل عندما يكون في مهده على بعد 17-20سم تقريباً من عينيه .
8- ثبتي قطعة من البلاستيك السميك أو صينية عبر جزء من مهد الطفل وضعي أشياء ملونة عليها مثل قطع من الورق أو العب . حركي أو ارفعي تلك الأشياء من وقت إلى أخر .
9- إربطى شرائط ملونة لامعة مع بعضها وعلقيها فوق مهد الطفل بحيث يراها ولكنه لا يلمسها .
10- علقى صورة كبيرة أو تكوينات ملونة من الورق على حائط حجرة الطفل فوق مهده . من الممكن أستخدم فرخ كبير من الورق الملون وتغييره من وقت لآخر .
برنامج رقم 3
استثارة لمسية عامة :
1- اتركي الطفل أمام راديو أو تليفزيون (وذلك حتى يحس بالذبذبات المختلفة) مع مراعاة أن لا يكون الصوت عالي مما يضر الطفل ولكن الصوت بسيط .
2- قدمي للطفل لعب أو حيوانات ذات الفراء أو القماش أو حتى ألعاب بلاستيك ولاحظي أي الملامس .
3- تناولي الطفل والمسيه بطريقة رقيقة وبحب فإن حديثي الولادة يكونون شديدي الحساسية للحركة المفاجئة أو التعامل الخشن أو الغير المناسب .
4- الطفل يشعر بأمان أكثر إذا لف في البطانية بطريقة مريحة , فإذا وضع زجاجة ماء دافئ في المهد (سرير الأطفال) أو قريبة من ملابس الطفل يعطي إحساس بالارتياح للطفل في الشتاء فقط .
5- احملي الطفل بالقرب من قلبكي لأن ذلك له تأثير فعال حيث أن معظم الأطفال يقل بكائها .
6- دائماً احملي الطفل أثناء إطعامه بزجاجة الرضاعة .
برنامج رقم 4
الهدف: نمو سمعي
1- غني لطفلك , أو قولي نشيد بسيط مرح له.
2- دعي الطفل يسمع دقات الساعة (فإن ذلك يساعده على أن يهدأ عندما يكون مضطرباً).
3- عند الحديث للطفل غيري من طبقات صوتك فإن طبقات الصوت أهم من الكلمات المستخدمة .
4- لا تدعي فرصة تمر دون التحدث لطفلك وكأنه طفل كبير .
5- أديري الألعاب المتحركة والتي تحدث موسيقي هادئة فذلك يجعل الطفل ينام ويستيقظ بلطف ويحدث نوع من راحة الأعصاب لدى الطفل .
6- ضعي شخشيخة في يد الطفل .
7- اربطي جرس صغير في شراب الطفل (لأنه ذلك يساعد على تنمية الحركة لدى الطفل فبذلك يتشجع الطفل على مزيد من الحركات .
8- تحدثي إلى الطفل من أماكن مختلفة في الغرفة ولاحظي أذا كان الطفل يسمع ويتابع ذلك بعينه .
9- كرمشي ورقة بالقرب من أحدى أذنيه ثم الأذن الأخرى .
10- اتركي الطفل يلعب بالورقة المكرمش .
برنامج رقم 5
الهدف: ينظر في اتجاه الصوت أو يغير حركة جسمه أستجابه للصوت .
تدريبات مقترحة :
1- دقي جرساً على بعد 30 – 45 سم (يجب الا يكون عالياً جداً ولكن بصوت لا يؤذي الطفل).
2- تحدثي إلى الطفل , أو قولي اسمه “أحمد ” انظر مثلاً .
3- صفقي بيدك أو أربتي على شئ أمامه .
4- اضغطي على لعبة بلاستيك تصدر صوتاً.
5- انفخي صفارة رقيقة جواره .
6- شغلي كاست به بعض الأناشيد أو الأغاني الخاصة بالأطفال ولكن بصوت منخفض لا يؤذي الطفل .
7- ساعدي الطفل بإدارة رأسه بلطف تجاه الصوت إذا لم يفعل ذلك بنفسه .
8- استعملي أنواع مختلفة من الأصوات مع الطفل , غيريها دائماً حتى تصبح جديدة عليه وتجذب انتباهه وتدفعه الى الحركة.
برنامج رقم 6
1- عند سماع بكاء الطفل تحضر إليه الأم وتقوم بتهدئة بكاء الطفل وعليها أن تحركه ليكون بقرب شخص كبير .
2- حركي الطفل بكرسيه من مكان في البيت إلى آخر أثناء عملك , غنى وتحدثي معه من وقت لآخر .
3- ضعي الطفل بقرب العائلة أثناء تناول الطعام , تأكدي من التحدث إليه كما تفعلين مع باقي أفراد العائلة.
4- ضعي الطفل على ظهره على بطانية في الغرفة التي تتحركين بها , في بعض الأحيان اذهبي وتحدثي إلى الطفل .
5- إذا كان الطفل هادئاً فقط أثناء وجود الشخص الكبير قريباً جداً منه فضعي الطفل على مسافة قليلة فقط , وكلما تعود الطفل على ذلك حركيه وبالتدريج ليبعد أكثر , عندما يكون الطفل هادئاً ومسروراً أعتني به بصورة دورية وذلك بالذهاب إليه والربت عليه أو التحدث إليه .
برنامج رقم 7
الهدف : يرفع رأسه ويبقيها مرفوعة للحظة عند حمله ورأسه مستنداً إلى الكتف .
أنشطة مقترحة :
1- عند حمل الطفل قائماً إسندي ظهره بيدك ثم بالتدرج قللي السند . إحتفظي بيدك قريبة من رأسه ولكن إتركي الطفل ليسند رأسه بنفسه أحياناً لمدة ثوان معدودة .
2- عند حمل الطفل قائماً إجعلي شخصاً يتحدث إليه أو يصدر أصواتاً بلعبة عند مستوى عينيه ليشجعه حتى يرفع رأسه كلياً .
3- إمشي داخل المنزل وأنت تحملين الطفل إلى كتفك . قفي أمام الأشياء ، النافذة ، الصور أو أشياء أخرى في مستوى عيني الطفل أو قفي بحيث يستطيع الطفل رؤية نفسه في مرآة .
برنامج رقم 8
الهدف : التعرف على احتياجات طفلك من خلال نوع بكائه .
أنشطة مقترحة :
1- إستجيبي لبكاء الطفل بسرعة عندما يكون جائعاً أو يحتاج إلى المؤانسة أو إلى تغيير ملابسه .. إلخ .
2- إن الأطفال يختلفون وذو شخصيات مختلفة وكذلك فإن بكاءهم يختلف فتمهلي لتعرفي طفلك وأنصتي للاختلافات في بكائه .
3- انتبهي لبكاء طفلك لأن استجابتك لتواصله هو الذي يبني ثقته في العالم من حوله . فإذا أصدر أصواتاً مثل بكاء الجوع فاستجيبي إليه بإطعامه . وإذا أصدر أصواتاً مثل بكاء الألـم فحاولي اكتشاف السبب . أنصتي إلى البكاء وحاولي التعرف على ما يحاول الطفل التعبير عنه أثناء ذهابك لتحقيق راحته .
برنامج رقم 9
الهدف : الاستفادة من وقت النوم .
أنشطة مقترحة :
1- تأكدي من أن الطفل قد أطعم وغير ملابسه وينعم بالدفء قبل وضعه في فراشه . قللي الضوضاء والضوء في الحجرة .
2- ضعي ساعة بجوار مهد الطفل فإن الأصوات المنتظمة ذات التردد المنخفض تهدئ الرضيع .
3- إذا اضطرب الطفل كثيراً ولم يكن مبتلاً ولا جائعاً فليس من الضروري أن تحمليه وبدلاً من ذلك إربتي على ظهره برفق أو غني له بنعومة .
4- هناك طريقة يمكن أن تساعد على تقليل بكاء الطفل أو تهدئة الطفل العصبي وهي أن تهزي ذراعيه وساقيه بلطف وإنتظام . هزي ذراعيه أولاً ثم ساقيه حتى يبدأ جسم الطفل في الهدوء .
5- طريقة أخرى تساعد طفلك على الهدوء هي تدليك الطفل . دلكي ذراعي الطفل برفق أولاً ثم ساقيه وإنتهى بدعك الظهر أو بعمل حركات دائرية بخفة حول المقعدة .
6- إن لعبة أو وسادة لينة أو لعبة تصدر موسيقى تساعد طفلك على النـــوم عادة .
7- إن إضطراب النظام أو عدم وجود أوقات منتظمة للنوم من الممكن أن تكون أسباباً لعدم نوم الطفل بصورة مناسبة . أطفال كثيرون يحتاجون إلى فرصة في نهاية اليوم للإسترخاء وسوف يبكون حتى النوم ( البكاء يكون في بعض الأحيان طريقة لتفريغ طاقة التوتر لدى الطفل ) . ومعرفتك لمزاج طفلك وكيف مر عليه اليوم وماذا يقصد ببكائه سوف يساعدك على تحديد كيفية إستجابتك لسلوكه في المساء .
برنامج رقم 10
الهدف : يتتبع الضوء بعينيه ويدير رأسه .
أنشطة مقترحة :
1- إمسكي ببطارية صغيرة أمام الطفل مباشرة وبالتدريج حركي الضوء إلى اليمين أو اليسار . بداية حركي البطارية مسافة قصيرة فقط إلى اليمين أو اليسار . عندما يستطيع الطفل تتبعها لمسافة بسيطة إبدئي بتحريكها لمسافة أكبر لليمين أو اليسار . غطي الضوء بألوان مختلفة من الورق الشفاف حتى تستمري في جذب إنتباهه .
برنامج رقم 11
الهدف : تعلم الابتسامة.
أنشطة مقترحة :
1- ابتسمي وأنت تتحدثين إلى الطفل . إمسكيه أو ضعيه على بعد 30 سم على الأقل من وجهك .
2- أ) ضعي أصابعك أمام وجهك وأديري رأسك من اليمين لليسار وعندما ينظر إليك الطفل أنزلي أصابعك . انظري هل يحرك رأسه ذهاباً وإياباً وأنت تفعلين ذلك . أعطيه الوقت ليقلدك وإذا لم يفعل أرشدي رأسه بخفه حتى يقلد ذلك بدون مساعدة .
ب) عندما يستطيع تقليد حركة رأسك .. توقفى فجأة وابتسمى ، وانظري هل يرد الإبتسامة إليك . أعطيه الوقت الكافي . لا تدغدغيه أو تتحدثي اليه حتى يبتسم فإنك تريدين ببساطة أن يقلد الإبتسام .
عندما يبتسم توقفي عن الإبتسام وانظري إليه بسعادة لمدة خمس ثوان ثم إبتسمي مرة ثانية . إفعلي ذلك عدة مرات .
3- إبتسمي وتحدثي إلى الطفل عند تلبية إحتياجاته مثلا بعد إطعامه وعندما يستيقظ من نومه .
برنامج رقم 12
الهدف : تحريك الذراع .
أنشطة مقترحة :
1- إثني ذراعي الطفل (ذراع واحدة في كل مرة) ناحية وجهه .
2- إن الأطفال الصغار جداً يلفون عادة في بطانية ولذلك حاولي أن ترتبي أوقاتاً خلال اليوم ليكون الطفل حراً غير ملفوف ليسمح له ذلك بتحريك ذراعيه بحرية . تعتبر الفترة بعد تغيير الملابس للطفل أو أثناء الإستحمام أوقاتاً طبيعية لتشجيع الطفل على دفع وتحريك ذراعيه . شجعيه على ذلك بهز ذراعيه بالتبادل وإعطائه الفرصة لعمل ذلك بنفسه .
3- عندما يكون الطفل في حجرك أو في كرسيه إجذبي إحدى ذراعيه ثم الأخرى لتكون عند منتصف جسمه ثم لأعلى عند وجهه وذلك بحركة شد خفيفة . غني أغنية من أغاني الأطفال أثناء ذلك .
برنامج رقم 13
الهدف : تدريبه على تتبع الأشياء بعينيه .
أنشطة مقترحة :
1- أرقدي الطفل على ظهره وإمسكي شيئاً عند منتصف جسمه وحركيه ببطء لليمين واليسار .
2- إجعلي موضعك في مجال رؤية الطفل ، تحدثي إليه وأنت تتحركين بالتدريج لليمين واليسار .
3- علقي شيئاً متحركاً فوق الطفل مباشرة في مهده . إجعلي طرف ذلك الشئ المتحرك براقاً جداً أو لامعاً حتى يثير إنتباه الطفل له . إبدئي بتحريك ذلك الشئ حتى ترى هل يتتبعه الطفل وهو يمر عبر مجال رؤيته أم لا .
4- ثبتي الطفل في كرسيه ثم ضعي لعبة لامعة ومشرقة على مخدة أو ملاءة وإبدئي من أحد الجانبين . شديها ببطء على الأرض أمام الطفل . إبدئي بتحريك ذلك الشئ لمسافة بسيطة فقط على جانبي المنتصف ز عندما يتتبع الطفل اللعبة لمسافة قصيرة بإستمرار .. زيدي مسافة الحركة على الجانبين من خط المنتصف .
برنامج رقم 14 — مهم جداً
الهدف : تدريبه على التواصل البصري لمدة 3 ثوان .
أنشطة مقترحة :
1- إجعلي وجهك قريبا ًمن وجه الطفل . إبتسمي وتحدثي إليه حتى يستمر التواصل البصري .
2- إمسكي شيئاً لامعاً بالقرب من عينيك ونادى بإسم الطفل . تحدثي إليه بحيوية لتبقي على تواصل العين .
3- إمسكي الطفل مع وضع رأسه بين يديك بحيث يرى وجهك وشفتيك إنحني ناحيته وإبتسمي وأصدري بعض الأصوات المبالغ فيها .
4- حاولي تركيز كل إنتباهك للطفل أثناء إطعامه ( لا تتابعي التليفزيون أو تقرأي كتاباً ) . عندما ينظر إليك الطفل شجعيه بالنظر إليه . إن التحدث أو الدندنة بهدوء للطفل أثناء الإطعام تساعده على التواصل البصري .
برنامج رقم 15
الهدف : يحرك رأسه عندما يرقد على بطنه : لأعلى ولأسفل وإلى الجانبين.
أنشطة مقترحة :
1- استخدمي لعبة أو شيئاً وحركيه لأعلى وأسفل ومن جانب إلى الجانب الآخر حتى يحرك الطفل رأسه للاستمرار في رؤية الشيء .
2- علقي جرساً أو لعبة مطاطية تصدر صوتاً عند مستوى عيني الطفل وبالتدريج حركيه من جانب إلى آخر وإلى أعلى وإلى أسفل حتى يحرك الطفل رأسه .
3- أثناء اللعب مع الطفل ضعيه على بطنه . أنزلي إلى الأرض حتى يكون وجهك عند مستوى عيني الطفل . حركي رأسك ببطء وتحدثي إلى الطفل حتى يحرك رأسه ليستمر في التواصل البصري .
4- ألقي ببالونه ذات ألوان براقة في الهواء . سوف يحرك الطفل رأسه ليشاهدها وهي تسقط ببطء .
5- ضعي الطفل على بطنه لمدة 10-15 دقيقة في المرة حتى تكون لديه الفرصة لرفع رأسه وممارسة التحكم في الرأس أثناء ملاحظته للبيئة المحيطة .
6- استعملي اللعب التي تصدر أصواتاً عند جذبها . عندما يكون الطفل راقداً على بطنه اجذبي اللعبة ببطء ذهاباً وإياباً أمـام الطفل .
برنامج رقم 16
الهدف : يحاول ضرب أشياء بيده .
أنشطة مقترحة :
1- أثناء تبديل ملابس الطفل قدمي شيئاً صغيراً لامعاً على بعد 15 سم من عيني الطفل إلى يمينه أو شماله (في الجهة المفضلة بالنسبة له) إذا لم يربت عليه الطفل فإدفعي يده بلطف ناحيته .
2- علقي شيئاً متحركاً في منتصف سرير الطفل وعلقي به أشياءاً لامعةً ذات أشكال غير منتظمة بأحبال بلاستيكية . تأكدي من أن تلك الأشياء على بعد 15-20 سم من الطفل حتى يستطيع خبطها إذا ضرب بذراعه دون أن يمسك بالحبل .
3- أثناء الإستحمام إلمسي يد الطفل بقطعة إسفنج أو قماش ذات ألوان براقة . حركيها ببطء بعيداً عن يد الطفل لترى هل سيحاول الحصول عليها .
4- عند الخروج للتمشية إربطي بالون هليوم في معصم الطفل . وعندما يحرك ذراعه سوف يتحرك البالون . اجعلي الطفل يتحسس البالون بعد ذلك ( تحذير: لا تتركي الطفل الصغير مع البالون بدون رعاية أبداً ) .
برنامج رقم 17
الهدف : يحتفــــظ برأسه مرفوعاً عندما يكــــون راقـداً على بطنه لــمدة 5 ثوان .
أنشطة مقترحة :
1- ضعي الطفل على بطنه إمسكي بلعبة أو شيئاً عند مستوى نظرة مباشرة . عندما ينظر الطفل الى ذلك الشئ حركيه تدريجياً لأعلى حتى يرفع الطفل رأسه ليبقي الشئ في مجال رؤيته .
2- ضعي الطفل على بطنه وإجعلي وجهك أمام وجهه مباشرة ثم حركي رأسك تدريجياً لأعلى حتى يرفع رأسه ويحتفظ بالتواصل البصري .
3- ضعي بشكيراً ملفوفاً أو مخدة صغيرة تحت ذراعي الطفل عندما يكون راقداً على بطنه ، واستعملي لعبة تصدر صوتاً أو لعبة مدلاة من أعلى أمام الطفل مباشرة . بالتدريج حركي اللعبة لأعلى لترى هل سيتتبعها الطفل بعينيه .
4- إخبطي أو إلمسي الطفل بخفة تحت ذقنه لتشجعيه على رفع رأسه .
5- أرقدي الطفل على بطنه لمدة نصف ساعة على الأقل يومياً لتعطيه الفرصة لممارسة الرفع ولا تحكم في رأسه .
برنامج رقم 18
الهدف : يناغي عندما يكون مسروراً.
أنشطة مقترحة :
1- بعد إبدال ملابس الطفل أو إطعامه احمليه واحتضنيه . أعملي له أصوات مناغاة ناعمة وعالية ابتسمي واربتي عليه عندما يصدر أصواتاً .
2- أثناء الاستحمام انفخي بلطف في رقبة الطفل وناغيه ، بعد الاستحمام أعملي أصوات المناغاة لتهدئة الطفل أثناء تدليكه بالبودرة أو الزيت الخاص بالجلد .
3- كافئي أي مناغاة يفعلها الطفل بالابتسام وترديد أصواته مرة ثانية ثم توفقي لحظة وانظري هل سيفعل ذلك مرة أخرى . استمري في تبادل الدور .
برنامج رقم 19
الهدف: إعادة الأصوات التي يصدرها .
أنشطة مقترحة :
1- عندما يناغي الطفل انحنى بالقرب من وجهه ثم أعيدي نفس الصوت عدة مرات بصوتٍ عالٍ . ابتسمي للطفل أو احتضنيه أو اربتي عليه عندما يصدر الصوت مرة ثانية .
2- سجلي ما يتلفظ به الطفل ثم أديري شريط التسجيل أثناء لعبك مع الطفل أو إطعامه . عززي أي أصوات يصدرها الطفل .
3- أصدري أصواتاً غريبة أو غنى أصواتاً متشابهة بصورةً متكررةٍ أثناء اليوم أو قبل النوم . انظري إذا أصدر طفلك أصواتاً أيضا ثم قلدي أصواته وتوقفي لترى إذا كان سيعيد الصوت مرة ثانية .
برنامج رقم 20
الهدف: التحكم في رأسه وكتفيه أثناء جلوسه مستنداً إلى الوسادة .
أنشطة مقترحة :
1- أجلسي الطفل في زاوية الكنبة أو كرسي طري (كرسي له أيدي للسند) أسنديه بوسادة . اجعلي رأسه وكتفيه لأعلى وأمسكي بشيء أو لعبة ذات ألوان براقة أمام الطفل لتساعديه على تثبيت انتباهه أثناء محافظته على وضع الرأس لأعلى .
2- عند إجلاس الطفل استعملي يدك في مساعدته على سند رأسه . قللي المساندة التي تعطينها له تدريجيا . وعندما يكون الطفل متحكما في رأسه بنفسه تحدثي إليه وأريه لعبه . وتوقفي عندما يفقد اتزانه ثم ابدئي مرة ثانية .
3- أجلسي الطفل في صندوق صغير أو في طبق الغسيل واسنديه بالوسائد . تأكدي أن يديه حرتين ليحركهما . كذلك يجب أن تصل جوانب الصندوق إلى إبطيه على الأقل .
برنامج رقم 21
الهدف: يمسك شيئاً براحة يده لمده 30 ثانية ثم يطلقه لا إرادياً .
أنشطة مقترحة :
1- أثناء الطعام .. امسكي قطعة من الطعام (قطعة بسكويت) بحيث يراها الطفل والمسي بها راحة يده واتركي أصابعه تطبق عليها ثم أبعدي يدك . وعندما يسقطها أعيدي المحاولة ثانية . جربي إستخدام أطعمة مختلفة يستمتع بها الطفل .
2- أعطى الطفل شيئاً مثل البسكويت أو حلقة مفرغة أو شيئاً يمكن أن يُمسك بيد الطفل . لفي أصابع الطفل بخفة حول ذلك الشيء إذا لم يستطع أن يفعل ذلك . لا تجبري الطفل على أن يمسك بالشيء . بالتدريج خففي من ضغطك على أصابعه .
3- أثناء الاستحمام خذي الليفة المبلولة وضعيها في يد الطفل وانظري إذا حاول أن يمسكها .
برنامج رقم 22
الهدف: تدريبه على فتح فمه عندما يرى ملعقة مملوءة بالطعام .
أنشطة مقترحة
1- ضعي الطفل في وضع الإطعام وتأكدي من أنه يستطيع رؤية وسماع تجهيزات الطعام . افعلي ذلك بنفس الطريقة وفي نفس المكان عند كل وجبة . قربي الملعقة ناحية فم الطفل حتى يستطيع رؤيتها . استخدمي التلميحات اللفظية مثل ” أفتح فمك ” أو ” هم ….هم ” الخ .
2- إذا لم يفتح الطفل فمه لتوقعه الطعام فافتحي فمه بلطف وأعطيه قضمه وامدحيه أثناء وضع الملعقة في فمه . ” حسان لقد فتحت فمك وهذا هو طعامك ” . قللي من المساعدة الجسمانية له كلما بدأ في فتح فمه بنفسه .
3- حاولي جعل أوقات الطعام أوقاتاً خالية من المتاعب (ممتعة) لك ولطفلك . خذي الوقت الكافي وتحدثي إلى الطفل وابدئي التواصل البصري بينكما فإذا توقع الطفل ملعقة الطعام فانتظري حتى يفتح فمه قبل أن تطعيمه بدلاً من وضع الطعام بنفسك في فمه .
برنامج رقم 23
الهدف: أن يحافظ على رأسه وصدره منتصبين أثناء رقاده على بطنه مع السند على ساعديه .
أنشطة مقترحة :
1- لفي ملاءة على شكل أسطوانة أو استخدمي مخدة أو وسادة مستطيلة تحت ذراعي الطفل حتى يحافظ على رأسه وصدره منتصبين . استعملي لعبة أو شيئاً براقاً ليتدلى أمام الطفل حتى يرفع نفسه لأعلى لينظر إليها .
2- ضعي صورة ملونة أو لعبة أمام الطفل حتى يحافظ على رأسه لأعلى ليراها .
3- ضعي مرآة أمام الطفل وشجعيه لينظر إلى صورته.
4- أرقدي الطفل على بطنه . أسنديه على ساعديه . ساعديه ليسند رأسه بيديك . بالتدريج قللي من سندك له . وكلما وجدت أنه يحاول سند نفسه تحدثي إليه وأضحكي وابتسمي وامنحيه كثيراً من التشجيع .
برنامج رقم (24)
الهدف: أن يضحك
أنشطة مقترحة :
1- ضعي رأسك برفق على بطن الطفل بدلاً من أن تنظري إليه وجها لوجه . افعلي ذلك عدة مرات حتى يضحك الطفل .
2- ناغي الطفل ( ” بو … بو … بو … بو ” ) مع التدرج في رفع الصوت .
3- املأى فمك بالهواء واضغطي على خديك محدثة صوت ” بوب ” .
4- انفخي محدثهً صوتاً في رقبة الطفل أو ذقنه وأنت تمسكين برأسه أو شعره .
5- ابحثي عن أماكن أخرى للدغدغة فمثلاً : دغدغي كف الطفل من الداخل أو تحت ذقنه بقطعة قماش ( ليفة الاستحمام ) أثناء استحمام الطفل .
6- تأكدي من تدعيم وتعزيز ضحك الطفل وذلك بالضحك بعده أو لمسه أو الابتسام له .
برنامج رقم (25)
الهدف: يبدي تمييزه لأفراد العائلة بالابتسام أو التوقف عن البكاء .
أنشطة مقترحة :
1- حددي شخصاً واحداً على الأقل بصورة خاصة ( الأب أو الأم أو الجدة أو الجد ) يعطي اهتماما خاصاً للطفل بصورةٍ دائمةٍ .
2- إذا وجد طفلاً آخر بالأسرة مثل أخ أو أخت أكبر منه فاجعليه يعتني بالطفل ، فإن الأطفال الصغار يستجيبون عادة بصورة أفضل للصغار الآخرين .
3- إذا كنت ترضعين الطفل صناعياً فاحمليه بين ذراعيك . فسوف يتعلم التعرف على وجهك أسرع من أن تضعيه في كرسيه أو فراشه فينظر إلى أشياء أخرى بعيدةٍ .
4- أعطى الفرصة لكل أفراد العائلة للاحتكاك بالطفل والتعامل معه . وضحي للأطفال الآخرين بالأسرة الطرق المقبولة للعب مع الطفل وذلك إذا أظهروا بعض الخشونة أو الإزعاج للطفل .
5- عند الاجتماعات أو الخروج حين يتعرض الطفل لكثيرٍ من الأشخاص الآخرين لاحظي أن تكوني دائماً بالقرب من الطفل بحيث يستطيع رؤيتك وسماع صوتك .
برنامج رقم (26)
الهدف : يحاول التقلب بإستخدام الكتفين .
أنشطة مقترحة :
1- ارفعي كتف الطفل على الناحية التي تريدين أن ينقلب إليها وذلك بوضع مخدة تحت الكتف أو شد ذراع الطفل برفق لبدء التقلب .
2- ضعي الطفل على ظهره . قفي أو اركعي خلف رأس الطفل وامسكي شيئاً ملوناً مربوطاً في حبل فوق الطفل بحيث يراه وبالتدريج حركية للجنب عند قمة رأس الطفل إلى أن يصبح خارج نطاق رؤيته . حركي ذلك الشيء ببطء وأعطى الطفل الوقت ليتتبعه . إذا انقلب الطفل فاتركيه يأخذ الشيء ليلعب به . كرري ذلك من الناحية الأخرى .
3- ضعي الطفل على بطنه . شدي الطفل من ظهر قميصه أو ملابسه برفق حتى تبدأ حركة الكتف .
4- بعد تغيير ملابس الطفل على الأرض أو على سطح واسع ( مثل السرير ) شجعيه على التقلب وذلك بوضع لعبة جذابة أو شيئاً أبعد قليلاً من متناول يده . استخدمي كلمات التشجيع أو هزي اللعبة …الخ . اربتي على ذراع الطفل أو كتفه لمساعدته على التحرك ناحية اللعبة . أعطى اللعبة للطفل عندما ينقلب .
برنامج رقم (27)
الهدف: يحرك إبهامه في مقابل الأصابع الأربعة الأخرى .
أنشطة مقترحة :
1- عادة ما يلعب الأطفال بحلمة زجاجة الرضاعة وذلك بقرصها بين أصابعهم .
2- أوجدي شيئاً صغيراً ذا ملمس شيق . تأكدي من أن حجمه يناسب يد الطفل . اجعلي الطفل يحاول التقاطه .
3- أثناء الطعام ….. ضعي بعض الزبيب أو قطع صغيرة من البسكويت أو الجبن أمام الطفل ليلتقطها .
4- في بعض الأحيان تكون الأشياء الأكبر أكثر فائدة في مساعدة الطفل على وضع إبهامه في مقابل الأصابع الأخرى . ولكن لا تتوقعي من الطفل أن يلتقط شيئاً كبيراً أو ثقيلاً حيث إن الهدف هنا هو أن يقبض على الشيء بإستخدام إبهامه منفصلاً عن الأصابع الأخرى . والكرة الكبيرة أو المكعب اللعبة يمكن أن يكون مناسباً ذلك .
برنامج رقم ( 28)
الهدف: أن تجعله يناغي
أنشطة مختلفة :
1- إن بعض الأصوات الأولى لمناغاة الطفل عاده ما تكون با ، مــا ، دا ، فعندما يناغي طفلك أعيدي تلك الأصوات بتكرارها له ليسمــعها .
2- نططي الطفل ودحرجيه لإصدار الأصوات . كافئيه على الأصوات التي يفعلها .
3- أنشدي أودندني له وأنت تحتضنيه .
4- أحضري كتاباً بسيطاً لتقرئيه له قبل النوم أو القيلولة . أصدري أصواتاً وتحدثي عن الصور . عندما يحاول طفلك إصدار أي صوت … ابتسمي وبيني انفعالك لأصواته ولاحظي إعادة تلك الأصوات ، توقفي لحظة لترى إذا كان سيعيدها مرة أخرى .
اعدها للانترنت الفجر البعيد.نقلا عن الجمعيةا لبحرينية لمتلازمة داون.المصدر :(شبكة الخليج)
طرق تشجيع نمو المهارات لطفلك
تحدث تغييرات سريعة في النّموّ أثناء السّنة الأولى من العمر .قد يتسأل الآباء في بعض الأحيان إذا ما كان تأخر نمو طفلهم طبيعي أم لا .لاشك أن هناك تفاوت كبير في النّموّ الطبيعي ، فعلى سبيل المثال يمشي الطّفل العادي في 12 شهر ، و لكن العمر الطبيعي للمشي يكون أيّ وقت بين 9 و 16 شهر من العمر .
يحدث النّموّ الحركي في تتابع مرتّب , يبدأ برفع الرأس , ثمّ الانقلاب , الجلوس , الحبو , الوقوف و المشي ، بالرّغم أن هذا التتابع ممكن توقّعه و يتّبع نضج المخ و النّخاع الشّوكي , إلا أن سرعة اكتساب هذه المهارات والانتقال من مراحله إلى أخرى يتفاوت بين طفل و أخر . ينمو الكلام من التعبير بالبكاء إلى المناغاة , إلى تقليد صوت الكلمات , إلى النطق بكلمة واحدة , إلى استعمال عدت كلمات مع بعض في جملة —- هذا هو الترتيب و لكنّ سرعة اكتساب هذه المهارات تتفاوت بين الأطفال الطبيعيين.
إن أكثر العلامات المطمئنة أن طفل ينمو نمواً طبيعياً هي تعابير وجه الطفل,فالعيون اليقظة و الفضول والنظر لما حوله . إن تنشيط الطفل المتكرر ينمي مهارات الطفل الاجتماعية ,و العاطفية , و اللّغة،فكلما كان التنشيط والاتّصال بالطفل اكثر كلما زاد اكتساب هذه المهارات إن الخبرات التي يكتسبها الطفل عي السنوات الخمس من عمرة تشكل و تحدّد وتقوي المراكز المختلفة في المخ و ترابط تعقيدات شبكات المخ المختلفة.
طّرق تشجيع نموّ طفلك
1. المس وحضن طفلك
لمس و احتضان جيّد لطفلك . ضع عينيك في عينيه , ابتسم في وجهه و أعطه المزيد من المحبّة .
2. تكلّم مع طفلك
الأطفال في كل الأعمار يحبون ن تغني لهم أمهاتهم يحبون أن تروى لهم القصص والحكايات. الأطفال أوّل يسمعون الكلمات قبل أن ينطقوا بها. لا تحتاج إلى كتاب لتقراء منه فقط قل أي شئ قل ما تشعر به ولا تنتظري الإجابة من طفلك فقط رددي الكلمات أمامه بشكل مرح.
3. العب مع طفلك
بادر بالعب وستغل كل الفرص للعب مع طفلك امرح معه قم بألعاب تخيلية و أدوار تمثيلية . لا تحتاج إلى لعبة غالية الثمن ليلعب بها طفلك ، يمكن استعمال الأدوات المتوفرة في البيت الخشخاشه , أواني المطبخ، جهاز الهاتف و العلب . شجّع طفلك في اكتشاف الأشياء و كيفية استعملها.
4. اقرأ إلى طفلك
يستمتع الطفل ذوا الأربع اشهر بالنّظر إلى الصّور في كتاب أو مجلة . قص بعض الصور من المجلات و الصقيها في دفتر لطفلك .أريه ألبوم صورة العائلة . ابدأ قراءة القصص لطفلك عند بلوغه الشهر الثامن من عمره.
5. آري لطفلك العالم
اثري ملكه و خبرته . أشر إلى الشجر , السّحب , النّجوم . ساعد طفلك يصف ما تراه عيناه سمي الأشياء الجديدة له دعية يجرّب ويتعلم.
6. مدّ طفلك بالتّجارب الاجتماعيّة مع الأطفال الآخرين
إذا لم يكن طفلك قد دخل قسم الحضانة أو الروضة عند السنة الثانية من عمره , ابدأ بتلعيبه مع الأطفال الآخرين بشكل جماعي. يتعلّم الأطفال الصّغار الدّروس المهمّة من بعضهم البعض ,بخاصّة النواحي الاجتماعية .
7. تجنّب التّدريس الرّسميّ
قد يبالغ البعض في التعليم العلمي البحت باستعمال الدّروس الخاصّة , برامج الكمبيوتر المعقدة لتنميه مهاراتّ الأطفال الصّغار.إن هذا الأسلوب قد يضّغط على الطفل من الناحية النفسية و قد تتسبّب في خسارة اهتمام الطفل بالتعلم والمعرفة .إن استعمال الألعاب التخيلية والتمثيل العفوي التّلقائي أساس قوي لتحبيب الطفل في سنوات عمرة الأولي في التعلم والتدريس.
متى تطلب المساعدة
اذهب للطبيب لطلب المساعدة إذا لم يقم طفلك بأداء المهارات التالية :
1. النطق و السّمع
o إذا لم يقم بالمناغه , على 3 اشهر من عمره .
o إذا لم يلتفت إلى الصوت الهادئ أو الهمس على 9اشهرمن عمره.
o إذا لم يردد ماما ماما و دادا دادا على 12 شهر من عمره.
o إذا لم ينطق على الأقلّ 3 كلمات واضحة عند سنتان من عمره.
2. المهارات الحركيّة الدقيقة
o إذا لم يبدأ بالعب بيديه بلمسهما معًا على 6 شهر من عمره .
o إذا لم يستعمل أصابعه لوضع قطع الطّعام في فمه على 12 شهر من عمره .
o إذا لم يبدأ بالشرب من فنجان بدون الانسكاب على 18 شهر من عمره .
3. المهارات الحركيّة الكبرى
o إذا لم يبدأ بالانقلاب بالعمر على 6 شهر من عمره.
o إذا لم يبدأ يجلس بدون مساندة على 9 شهر من عمره .
o إذا لم يبدأ يدعم وزنه على رجليه عند حملة من تحت ذراعية على 9شهر من عمره .
o إذا لم يبدأ يمشي بدون مساعدة على 18 شهر من عمره .
استراتيجيات وبرامج التدخل المبكر
د. محمد الهويدي جامعة الخليج العربي
المصدر : منتدى الخليج
مقدمة :
شهد العقدين الحالي والسابق توسعاً سريعاً في كثير من دول العالم لخدمات وبرامج التدخل العلاجي المبكر للأطفال دون السادسة من العمر . نتج هذا التطور من تفاعل مجموعة من العوامل يأتي في مقدمتها :
أولاً : تزايد الوعي بأهمية الخبرات المبكرة في المراحل الأولى من العمر في نمو وارتقاء الإنسان ، وتتضاعف هذه الأهمية لدى الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة .
ثانياً : التحول الذي حدث في فلسفة الرعاية الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة ، حيث أصبح من الضروري حصولهم على الخدمات الخاصة في المواقع الطبيعية التي يستخدمها الأطفال العاديون ، مثل المنزل ودار الحضانة ومدرسة الروضة .
ثالثاً : الاعتراف المتزايد بأن الرضع وأطفال الحضانة ذوو الاحتياجات الخاصة لهم حقوق في الحصول على فرص متساوية مع أقرانهم العاديين من أجل تنمية وتطوير إمكاناتهم وقدراتهم .
ولقد حدث تطور مواز لهذا الاتجاه العالمي في دول الخليج العربي ، فقد ظهرت في السنوات الأخيرة في البعض من الدول الخليجية عدد من المؤسسات والمراكز التي تقدم خدماتها للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة .ورغم أن البداية كانت لذوي التخلف العقلي ، إلا أن الخدمات الآن قد توسعت لتشمل ذوي الإعاقات الجسدية والإعاقات الحسية . مع الأخذ في الاعتبار أن معظم أشكال الخدمات الخاصة ما زالت تتبنى سياسة العزل والفصل ، مع وجود إستثناءات قليلة مثل روضة أزهار الحراك للمعاقين جسدياً وروضة الأمل للمتخلفين عقلياً بدولة البحرين ، حيث يوجد بكل منهما أطفال عاديون . وهو اتجاه نتمنى أن يتسع ليشمل كل الفئات في كل الدول الخليجية .
إن ميدان التدخل العلاجي المبكر ميدان متفرد يتطلب توجهات جديدة ومبتكرة، لا تكون مجرد امتداد تنازلي لخدمات التربية للأطفال في سن المدرسة ، أو مجرد نقل وتكرار للبرامج والأساليب المستخدمة في رياض الأطفال . إن الأهداف العامة للتربية الخاصة للأطفال من سن الميلاد حتى دخول المدرسة الابتدائية تختلف عن أهدافها في المراحل العمرية التالية ، فالهدف هنا تسهيل أو تدعيم نمو الأطفال الصغار عن طريق التدخل في الوقت المناسب قبل أن تؤدي الإعاقة أو ظروف الخطر النمائي (At- Risk) إلى تغيير أو ربما هدم نموهم وإمكاناتهم في المستقبل ، وأيضاً منع أو الوقاية من ظهور الإعاقات الثانوية ، وأخيراً تدعيم الأسرة لكي تقدم أفضل رعاية لأطفالها المعاقين أو من هم في خطر بيولوجي ولا أو بيئي بسبب العجز أو ظروف الخطر . ثم على المجتمع بأفراده ومؤسساته أن يتحمل مسئولياته لجعل الخدمات الخاصة متوافرة لهؤلاء الأطفال الصغار .
تعريف المصطلحات الأساسية :
التدخل المبكر Early Intervention
يستخدم الآن مصطلح التدخل المبكر بديلاً عن مصطلح ” الوقاية ” الذي كان شائعاً في الستينات والسبعينات . وكان التصور في ذلك الوقت أن التربية التعويضية هي نظام يمكن من خلاله مساعدة الأطفال الذين ينمون في بيئة غير ملاءمة على النجاح في المجتمع العادي ، وكان ينظر إلى هذه المساعدة على أنها تقي أو تمنع تأثير المتغيرات السالبة . وقد حدث تغير سريع في اتجاه الوقاية من العجز ، ومن ثم ظهر مصطلح التدخل المبكر ( Sandow , 1990) .
التدخل المبكر هو إجراءات منظمة تهدف إلى تشجيع أقصى نمو ممكن للأطفال دون عمر السادسة ذوي الاحتياجات الخاصة ، وتدعيم الكفاية الوظيفية لأسرهم . ومن ثم فالهدف النهائي للتدخل المبكر هو تطبيق استراتيجيات وقائية لتقليل نسبة حدوث أو درجة شدة ظروف الإعاقة أو العجز ، والاستراتيجيات الوقائية إما أولية أو ثانوية .
مرحلة الطفولة المبكرة : تنقسم هذه المرحلة من وجهة نظر التدخل المبكر إلى ثلاث مراحل :
المرحلة الأولى تمتد منذ الميلاد وحتى عمر 12 شهر ، يطلق على الطفل في هذه المرحلة ” الطفل الرضيع Infant ” .
والثانية من عمر 12 شهر – 36 شهر ، ويطلق على الطفل هنا ” طفل الحضانة Toddler ” .
المرحلة الثانية فتشمل الفترة من 3 سنوات إلى 5-6 سنوات ( أي عمر بدء الالتحاق بالمدرسة الابتدائية ) ويسمى الطفل في هذه المرحلة ” طفل ما قبل المدرسة Preschool Child.
فئات الأطفال المستهدفة ومحكات التعرف عليها :
يتفق الباحثون على وجود ثلاث فئات من الأطفال الذين يجب حصولهم على خدمات التدخل المبكر ، وهم : الأطفال الذين يوجد لديهم بالفعل مشكلة أو عجز محدد، والأطفال الذين في حالة خطر بيولوجي ، والأطفال الذين في حالة خطر بيئي (Foster & Foster , 1993) . ويضيف البعض فئة أخرى هم الأطفال المتأخرين نمائياً ( Benn , 1993) . ويلاحظ أن كل هؤلاء الأطفال هم في خطر ، سواء كان الخطر محدداً ومعروفاً حالياً ، أو يتوقع حدوثه في المستقبل . وفبما يلي وصف مختصر لكل فئة .
1] الأطفال ذوو ظرف خطر قائم Established risk condition :
وهم الأطفال الذين تم تشخيصهم رسمياً وتبين وجود اضطرابات طبية محددة ، معروف في الغالب أسبابها وأعراضها . وتضم هذه الظروف بعض الاضطرابات الصبغية ، مثل زملة دوان وحالة الفينلكتيون يوريا ( PKU) وهي أحد أنواع اضطرابات الأيض . والتشوهات الخلقية ، والاضطرابات العصبية ( مثل الشلل الدماغي) ، والاضطرابات الحسية . الأطفال في هذه الفئة ليس من الضروري أن يظهر عليهم حالياً تأخر نمائي ، ولكن احتمال حدوث ذلك لا يقل عن 90% ، أو 65% كما يذهب البعض ( Benn , 1993 ) . والمحك المستخدم هنا هو التشخيص الطبي .
2] الأطفال ذوو خطر بيولوجي Biological risk :
هم أطفال لديهم تاريخ مرضي قبل الميلاد أو أثناء الوضع أو بعد الميلاد يرجح وجود خطورة بيولوجية على نمو الجهاز العصبي المركزي . والأطفال في هذه الفئة لا يوجد لديهم حالياً عجز أو إعاقة ، ولكن هذه الظروف البيولوجية تزيد من احتمال ظهور تأخر نمائي أو مشكلات في التعلم في المستقبل إذا لم يحدث تدخل علاجي . وتوجد قائمة محددة لهذه الظروف الخطرة تم وضعها في ضوء نتائج الدراسات والبحوث . والمحك المستخدم هنا وجود عامل واحد على الأقل من هذه القائمة اعتماداً على قرار فريق تقييم متعدد التخصصات .
ومن أهم عوامل الخطر البيولوجي إدمان الأم الحامل للمخدرات ، والولادة المبتسرة ووزن قليل للطفل الوليد ، ونظراً للتقدم الذي حدث في العلوم الطبية فقد اختلفت معايير الولادة المبتسرة وقلة الوزن التي تجعل الطفل الوليد في خطر بيولوجي ، فالولادة أصبحت في عمر 25-26 ، والوزن أصبح 1.5 كجم أو أقل (Hanson & Lynch , 1995) . مع ملاحظة أن الكثير من الأطفال الذين يولدون في ظروف خطر بيولوجي أو طبي يحدث لهم شفاء من هذه الظروف بدون تدخل علاجي رسمي .
3] الأطفال ذوو خطر بيئي Environmental risk :
الأطفال في هذه الفئة لا يعانون من اضطرابات بيولوجية أو وراثية ، وظروف الحمل والولادة كانت عادية ، ولكن نوعية خبراتهم المبكرة والظروف البيئية التي ينشأون من خلالها تمثل تهديداَ محتملاً للنمو السوي للطفل ، كما ترجح ظهور مشكلات سلوكية ومعرفية وانفعالية في المستقبل ، وتتعلق عوامل الخطر هنا بنوعية رعاية الأم ، والاستثارة المتوافرة ، سوء التغذية ، نقص الرعاية الطبية ، وبيئة الأسرة الفقيرة اقتصادياً وثقافياً . المحك المستخدم هنا أيضاً يعتمد على قرار فريق التقييم متعدد التخصصات .
4] الأطفال المتأخرون نمائياً :
هذه الفئة من الأطفال يضعها البعض ضمن الفئة الأولى ، وهو الأمر الشائع كما ذكرنا ، والبعض الأخر يعتبرها فئة منفصلة اعتماداً على حدوث التأخر النمائي بالفعل لدى الطفل في أول سنتين من العمر في مجالين أو أكثر من مجالات النمو . يستخدم هنا القياس النفسي والمحك الإكلينيكي . ويعتبر حصول الطفل على درجات تتراوح بين واحد إلى اثنين انحراف معياري دون المتوسط على قياس مقنن للنمو دليلاً على وجود تأخر نمائي ، أما المحك الإكلينيكي فيعتمد على فريق متعدد التخصصات يستخدم مصادر متنوعة ويصدر حكما على الملاءمة النمائية لقدرات الطفل .
مبررات ضرورة التدخل المبكر :
يوجد العديد من المبررات التي تدعو إلى ضرورة تقديم برامج التدخل المبكر لمساعدة الأطفال المعاقين أو في خطر على النمو بطريقة أقرب ما تكون إلى العادية بالرغم من القيود المفروضة عليهم . وهذه المبررات ليست نابعة من مصادر عاطفية تجاه هؤلاء الأطفال ، كالعطف أو الشفقة أو حتى الحب ، ولكنها تعتمد على نظريات النمو الإنساني التي تحدد العوامل التي تيسر أو تعوق نمو الأطفال ، وعلى البحوث الميدانية في مجالات مختلفة ، مثل خصائص هؤلاء الأطفال ، وتأثير الحرمان المبكر من الاستثارة ، أو الفوائد المباشرة لبرامج التدخل المبكر على الطفل والأسرة والمجتمع ، وغير ذلك من بحوث تؤكد أهمية السنوات الأولى من العمر . ونظراً لتعدد هذه المبررات فسيتم استعراض أهم ثمانية منها كما وردت في التراث المنشور (Hanson & Lynch , 1995 , & Peterson , 1987) .
1] التعلم المبكر أساس التعلم اللاحق تؤكد معظم نظريات النمو على العلاقة الوثيقة بين السنوات الأولى والنمو والتعلم اللاحق . فالوقت الذي يمر بين ميلاد الطفل والتحاقه بالمدرسة له دلالة خاصة في متصل النمو الإنساني حيث تتشكل أنماط التعلم والسلوك الأساسية التي تضع الأساس لكل مجالات النمو اللاحق . عندما لا يكتسب الطفل تماماً العادات والمهارات والأبنية المعرفية التي تعتبر متطلبات سابقة للتعلم الجديد ، فإن هذا التعلم سيتأخر ويكون غير فعال وغير كامل ، وفي بعض الحالات يستحيل تحقيقه . أن التعلم ينبني على التعلم ، ومن ثم فإن الضعف في أي مرحلة يؤدي إلى ضعف أكبر في المراحل التالية ، أي أن الآثار السلبية تصبح تراكمية. فإذا تأخر الطفل بدرجة دالة على أقرانه في بعض مجالات النمو ، فمعنى ذلك أنه لكي يلتحق في مرحلة تالية يجب تسريع التعلم بسرعة أعلى من السرعة العادية ، أي من خلال البدء فورا في برنامج للتدخل المبكر .
2] مفهوم الفترات الحرجة : تشير نتائج الدراسات إلى وجود فترات حرجة أو حساسة للتعلم ، وتعتبر السنوات الأولى أهم مرحلة توجد بها الفترات الحرجة . والفترة الحرجة هي الوقت الذي يجب أن تقدم فيه مثيرات معينة أو تحدث خبرات خاصة لكي يظهر نمط معين من الاستجابات . وأثناء هذا الوقت يكون الطفل أكثر قابلية واستجابية لخبرات التعلم ، وتكون المثيرات البيئية أكثر قوة في استدعاء استجابات معينة أو في إنتاج أنماط تعلم معينة، وبالتالي يحدث التعلم بشكل أكثر سرعة وسهولة .
وفي ضوء مفهوم الفترات الحرجة فإن غياب الخبرات أو الاستثارة المناسبة خلال فترات النمو المهمة ، بغض النظر عن أسباب ذلك ، سيؤدي إلى فشل الطفل في تعلم الاستجابة واحتمال خسارة القدرة على اكتسابها فيما بعد ، أو التأخر في اكتساب الاستجابة في وقت تال ، حيث قد تكون المهارة من الممكن اكتسابها ولكن بكفاية وتلقائية أقل . وبالرغم من أن التعلم قد يمكن حدوثه بعد الفترة الحرجة المناسبة لاكتساب المهارات المقصودة ، إلا أن الاستثارة المطلوبة لتحقيق نفس الإنجاز يجب أن تكون أكثر عمقاً وأطول زمنا . السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : ما هي احتمالات أن تقدم البيئة العادية مثل هذه النوعية من الاستثارة لطفل يبدو كبيرا على هذه المهارة أو الاستجابة ؟
طالما أن الفترة الحرجة مرت دون تحقيق التعلم المنشود ، فإن ذلك يدل على عدم ملائمة أو عدم كفاية المثيرات البيئية المتوفرة للطفل . بعبارة أخرى فإن اكتساب الطفل وإتقانه للمهارات النمائية اللازمة لن يحدث دون برنامج إثرائي خاص يتوفر من خلال التدخل المبكر .
3] مرونة الذكاء والسمات الإنسانية الأخرى : إن الذكاء وباقي الإمكانات الإنسانية الأخرى ليست ثابتة عند الميلاد ، ولكنها تتشكل إلى حد كبير بالمؤثرات البيئية ومن خلال عملية التعلم . فالعوامل البيئية هي قوى فاعلة في تشكيل طبيعة كل إنسان ، وهي تضم الرعاية الجسمية والتغذية ، أساليب تربية الطفل ، نوعية وكمية الاستثارة الموجودة ، المناخ الانفعالي في المنزل ، الفرص التربوية المتاحة لتعلم الطفل . وإذا كان هناك من يؤمن أن الذكاء غير قابل للتغيير ، وإن السمات الإنسانية ثابتة للأبد منذ الميلاد ، فإن كان جهود التدخل المبكر تصبح غير ذات جدوى. ولكن لحسن الحظ يوجد المئات من الدراسات الميدانية التتبعية حول الذكاء أساسا وسمات أخرى ترجح حدوث التغير ، سواء بالزيادة أو النقصان ، نتيجة لعوامل بيئية . من أهم هذه العوامل فيما يتعلق بالذكاء على سبيل المثال : مستوى تعليم الوالدين ، ومدى تشجيع التحصيل الدراسي ، توفير الخبرات التربوية داخل المنزل وخارجه ، البيئة المعرفية في الأسرة . إلى جانب ذلك توجد أيضاً تلك الدراسات التجريبية التي قامت بنقل بعض الأطفال من البيئة الأسرية المحرومة ثقافياً ووضعهم في بيئة توفر الاستثارة الكافية ، أو تحسين الظروف البيئية من خلال برامج تربوية . نتائج هذه الدراسات التجريبية بشكل عام ترجح إمكانية تغير ذكاء الطفل إلى الأفضل نتيجة للمتغيرات التجريبية المستخدمة .
4] تأثير الظروف المعوقة أو الخطرة على الطفل : إن الظروف المعوقة أو الخطرة المؤثرة على الطفل الصغير يمكن أن تعوق النمو والتعلم إلى الدرجة التي قد يصبح فيها العجز الأصلي أكثر شدة ، أو قد تظهر لدى الطفل إعاقات ثانوية . فالعجز يمكن أن يعرقل عمليات التعلم العادية عن طريق إعاقة بعض الأساليب المألوفة للتفاعل مع البيئة . وإذا تركنا الأمر للفرص التربوية العادية المتاحة للأطفال غير المعاقين ، فإن الأطفال المعاقين يزيد احتمال أن يكون تعلمهم أقل كفاية من أقرانهم . وإذا كان عليهم الاشتراك في خبرات الحياة والاستفادة منها من أجل اكتساب المهارات الأساسية ، فإن ذلك يتطلب بالضرورة بعض أشكال التدخل والمساعدة الخاصة .
أما بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة المحددة التي تم تشخصيها فإن العجز واضح وظاهر ( مثل الشلل الدماغي أو الإعاقة البصرية ) ، وبعض آثار هذه الظروف المعوقة لا يمكن تجنبها ، مثل الإعاقة السمعية التي تقلل قدرة الطفل على التعلم من خلال الأسلوب السمعي . هذه الإعاقات المكتشفة تخلق حاجة ملحة وعاجلة للتدخل المبكر حيث أن تأثيراتها على السلوك والتعلم تكون واضحة ويمكن ملاحظتها .
أما بالنسبة للأطفال الذين ينشأون تحت ظروف بيولوجي و/ أو بيئي يخشى عليهم من الوقوع في إعاقة مستقبلية ، أو أنهم سيواجهون مشكلات في النمو عندما يكبرون ، فإنه لا يجوز الانتظار حتى يكبر هؤلاء الأطفال لنرى ما سوف يحدث ثم نتدخل إذا لزم الأمر . المشكلة هنا أن القصور البسيط في النمو قد يتراكم ويتحول إلى إعاقة ، وعندما تصبح مشكلات الطفل حادة ويمكن تشخيصها وتسميتها فإن الطفل يكون قد عاني فعلاً من آثارها السلبية. السؤال هنا : هل نستطيع المخاطرة بترك نمو الطفل تحت ظروف خطرة لنرى ما إذا كانت ستظهر مشكلة خطيرة ، أم يجب علينا التدخل مبكرا لمنع حدوث ذلك قدر الإمكان ؟
5] تأثير البيئة والخبرات الأولية على النمو : إن نوعية بيئة الطفل ونوعية خبراته الأولية لهما تأثير كبير على النمو والتعلم ، وعلى قدرة الطفل على تحقيق واستغلال كل إمكانات وقدراته . تتحدد نوعية البيئة والخبرات بمدى توافر الاستثارة المتنوعة والمواقف المتجددة ، وهي عامل يحتل أهمية خاصة لدى الأطفال المعاقين ، لأنها تساعد في تحديد إلى أي مدى سيتحول العجز إلى إعاقة ، وإلى أي مدى سيعطل عمليات النمو العادي ، وإلى أي مدى يستطيع هؤلاء الأطفال الحصول على وسائل للقيام بالأنشطة التعليمية التي تتوافر عادة لأقرانهم العاديين .
تشير الدراسات أن البيئة الأفضل للطفل هي التي توفر له :
أ ] ثلاثة أنواع من الاستثارة الحسية والوجدانية والاجتماعية ، (ب) استثارة تدعم وتطور النمو اللفظي ، (هـ) تشجيعاً لمهارة حل المشكلات والقدرة على الاستكشاف ، (د) آثار ونتائج إيجابية لما يقوم به من استدلال لفظي (Peterson . 1987) . كذلك كشفت نتائج العديد من الدراسات أن البيئات العقيمة والمحرومة تؤدي إلى سلوكيات شاذة وتأخر في النمو بين أطفالها ، وإذا حدث انتقال لهؤلاء الأطفال إلى بيئة تتوافر فيها الاستثارة المبكرة والعميقة فإن ذلك يمكن أن يغير أنماط السلوك الشاذ . ومن أشهر تلك الدراسات سلسلة دراسات سبيتز (Spitz) وجولدفارب ( Goldfard) في الأربعينات والخمسينات من هذا القرن والتي أجريت على الأطفال الرضع الذين تربوا في مؤسسات إيوائية .
6] نتائج التدخل المبكر : تستطيع برامج التدخل المبكر أن تحدث فرقا دالا في التطور النمائي للأطفال الصغار ، وهي تفعل ذلك بدرجة أسرع من جهود العلاج المتأخر الذي يبدأ مع التحاق الطفل بالمدرسة . كما أنها تقلل من احتمالات ظهور إعاقات ثانوية عند الطفل ، وأن تزيد من فرص اكتساب المهارات النمائية التي تتأخر أو لا يتعلمها الطفل .
توجد مجموعة من البحوث التقييمية حول الآثار بعيدة المدى لبرامج التدخل المبكر ، وهي تنقسم إلى ثلاثة أنواع ، وهي : (أ) البحوث التاريخية المبكرة التي تم فيها تحويل أطفال متخلفين عقليا أو متأخرين نمائياً من بيئتهم المحرومة إلى بيئة أكثر استثارة ، أو تم تقديم أشكال إضافية من الاستثارة في بيئتهم الطبيعية ، (ب) بحوث حول برامج التعليم المبكر للإثراء أو برامج للتدخل العلاجي مع أطفال من اسر ذات دخل منخفض أو يعيشون في بيئات غير ملاءمة ، (ج) دراسات تقييمية مباشرة لنتائج برامج التدخل المبكر للأطفال المعاقين .
7] احتياجات خاصة لأسرة الطفل المعاق : تتساوى أهمية التدخل المبكر للطفل المعاق مع أهميته للآباء وكل أعضاء الأسرة . لأن العلاقة بين سلوك الطفل الصغير وسلوك آبائه هي علاقة دائرية . فعندما يصبح الطفل عبئا ، وفي المقابل عندما تكون الأم / الأب أكثر استجابية وأكثر مهارة كمعلم ومربي ، يزداد احتمال اكتساب الطفل للمهارات النمائية والتكيفية ، إن لدى آباء الأطفال المعاقين العديد من الاحتياجات الخاصة التي يمكن لبرامج التدخل المبكر تلبيتها ، ومنها : (أ) تقديم دعم للآباء خلال الفترة التي تكون مشاعرهم ومداعاتهم حول عجز الطفل في أقصى درجاتها . فأثناء هذه المرحلة الأولية تتشكل اتجاهاتهم والأنماط الجديدة للتفاعل مع الطفل . (ب)مساعدة الآباء في اكتساب المهارات اللازمة للتعامل مع الاحتياجات العادية المتوقعة لطفلهم المعاق . فالآباء قد لا يستطيعون القيام بشكل مناسب بوظيفة تربية الطفل بسبب الجهل ، أو لوقوعهم تحت ضغوط كبيرة نتيجة الأعباء الكثيرة التي تتطلبها تربية الطفل المعاق ، أو لافتقارهم نظم الدعم والمساعدة الضرورية .
8] الفوائد الاقتصادية – الاجتماعية للتدخل المبكر : درهم وقاية خير من قنطار علاج ، حكمة قديمة ثبت صحتها على مر التاريخ . وإذا كان التدخل المبكر يمكن أن يقلل أعداد الأطفال الذين يحتاجون إلى خدمات التربية الخاصة في المدارس ، أو يقلل كثافة هذه الخدمات ، وإذا كان اتخاذ الإجراءات الوقائية يمكن أن يقلل عدد الأشخاص الذين يحتاجون لرعاية كاملة في مؤسسات الإيواء نتيجة تقليل درجة اعتمادهم على الآخرين ، إذا كان ذلك صحيحاً فإن التدخل المبكر يستطيع إذن توفير مبالغ طائلة يمكن استخدامها لتقديم المزيد من خدمات التربية الخاصة إلى المزيد من الأشخاص في المجتمع .
ولقد قامت وود Wood ( In : Peterson , 1987 ) بتحليل الفوائد الاقتصادية للتدخل المبكر في عدد من الدراسات التقييمية . قامت بحساب مجموع تكاليف التربية الخاصة حتى وصول الطفل إلى عمر 18 سنة وقارنت بين هذه التكاليف في حال بدء خدمات التربية الخاصة عند الميلاد ، وفي عمر سنتين ، وفي عمر ست سنوات . اتضح أن وسيط التكلفة السنوية 2021 دولارا إذا بدأت الخدمات منذ الميلاد ، و2310 دولارا إذا بدأت في عمر سنتين ، و4445 دولارا إذا بدأت في المدرسة . ومن ثم يبلغ مجموع الخدمات في عمر 6 سنوات تصل إلى 46.816 دولارا إذا كان التلميذ يعود أحياناً إلى الفصل ، أو 53.340 دولارا إذا ظل في فصل خاص حتى عمر 18سنة . أي أن خدمات التدخل المبكر يمكنها توفير حوالي 16.00 دولارا لكل تلميذ معاق طوال سنواته الدراسة .
برامج التدخل المبكر :
شهدت أعوام السبعينات تكاثرا في برامج التدخل المبكر ، والتي اعتمد معظمها على نموذج القصور Defict model الذي افترض أن الضعف موجود داخل الطفل وأن العوامل البيئية غير المناسبة هي مجرد عوامل مساهمة ، كما افتراض أن هذا الضعف هو مسئولية الآباء بالدرجة الأولى . لذلك كانت البرامج تركز على التعليم التعويض ، وإلى إرجاع النجاح لجهود المعلم والفشل إلى خلل في الأسرة . ثم حدث تحول تدريجي بين الباحثين في الثمانينات نحو رفض النموذج السابق نتيجة لظهور ما يسمى الآن بعلم اجتماع التربية الخاصة ، وظهور الاتجاه المعرفي الاجتماعي Social Cognition الذي ينظر إلى النمو كعملية تفاعلاتية Transactional process، وكان ظهوره نهاية للفصل التقليدي بين النمو المعرفي والنمو الاجتماعي ، والاعتراف بالسياق المتغير لخبرات الطفل ( Sandows , 1990) .
وإذا استعرضنا نماذج برامج التدخل المبكر المستخدمة حالياً لاختيار أفضل نموذج يجب على كل البرامج التأسي به ، فلن نجد النموذج الذي يتفق حوله الباحثون والأخصائيون ، بل على العكس فهم يتفقون على عدم وجود ما يسمى بالبرنامج الأفضل ، ولا يوجد منحى نظري هو الأكثر فعالية من غيره . إن اختيار نموذج برنامج ذو فعالية يتحدد بالقيم ، والفلسفة التربوية ، والنظرية النمائية التي يميل الباحث للالتزام بها . ومن ثم فهناك مدارس فكرية مختلفة تدور حول ما تراه كل منها على أنه برنامج التدخل المبكر الملائم . لذلك سيتم استعراض الاتجاهات النظرية الأساسية في النمو والتعلم ، وكيفية تطبيق كل منها في برامج التدخل المبكر، سواء من حيث الأهداف أو محتوى المنهج أو طرق التدريس .
الاتجاهات النظرية وتطبيقاتها :
1] الاتجاه السلوكي الإجرائي : يؤمن أنصار الاتجاه السلوكي أن نمو الطفل يحدث من خلال تفاعل الطفل مع البيئة اعتماداً على مبدأ المثير- الاستجابة، ويتيج هذا التفاعل أن يتعلم الطفل فهم العلاقات بين المثيرات والاستجابات والتصرفات التي يقوم بها ، ونتائج ذلك ( التعزيز والعقاب ) . كما يفترض هذا الاتجاه أيضاً أن كل السلوك الإنساني هو سلوك متعلم ومكتسب . والفشل التعليمي يحدث عندما لا يكتسب الأطفال المهارات النوعية الأساسية لتعلم مهارات أخرى . ولتعلم تلك المهارات الأساسية فيجب تدريسها للطفل، لأنها لا تظهر بشكل تلقائي . إذن يمكن إنجاز التعلم عن طريق تحديد دقيق للسلوكيات المستهدفة وترتيب المثيرات الملاءمة التي يمكنها استدعاء الاستجابات المطلوبة ، وبرمجة التعلم في خطوات صغيرة متتابعة ، مع ضرورة تعزيز الاستجابات المرغوبة .
محتوى المنهج هنا لا يتبع منطق مراحل النمو ، وإنما يستخدم الاتجاه السلوكي المنطق العلاجي أو الوظيفي في اختيار المهارات التي يتم تعلمها . والمحكات الأساسية في الاختيار أن تكون المهارات مناسبة لعمر الطفل ، وذات معنى ، ولها فائدة مباشرة . وطرق التدريس المستخدمة تعتمد على التدريس المباشر ، مثل النمذجة والتلقين والتشكيل والتسلسل والتعزيز . والتدريس هما فردي يعتمد على تقييم مبدئي للسلوك القاعدي لدى الطفل . يتميز برنامج التدخل القائم على هذا الاتجاه بالاهتمام الشديد ببناء البرنامج والتخطيط والتنظيم الدقيق والصارم لكل الجوانب ، ويشبع استخدامه في كثير من برامج التدخل المبكر .
2] الاتجاه النمائي : يذهب الاتجاه النمائي إلى أن الطفل سوف يتفتح ويتعلم عندما يكون مستعدا نمائياً للتعلم ، بمعنى أنه سيتعلم بشكل تلقائي المهارات النمائية والتكليفية اللازمة في البيئة جيدة التنظيم . وأن هذا التعلم يحدث من خلال مراحل متتابعة لكل مظهر من مظاهر النمو . اعتمدت البرامج الأولى في التدخل المبكر على هذا الاتجاه ، حيث كان هدفها مساعدة الأطفال الصغار من ذوي الإعاقة على النمو من خلال المراحل العادية المعروفة للنمو . وقد استعادت تلك البرامج من البرامج الاثرائية التي ظهرت في الستينات لتقديم خدمات خاصة للأطفال الذين يعيشون في ظروف أسرية محرومة .
يتكون محتوى المنهج في برنامج التدخل المبكر من المهارات المختلفة التي تمثل مظاهر النمو التي يحتاج الطفل إلى اكتسابها ، ويتم تحديد تلك المهارات وفقاً لمرحلة نمو الطفل والمهارات الخاصة بها . ويتسلسل محتوى المنهج وفقاً لمراحل تتابع . ودور أخصائي التدخل هنا سلبي ، فعليه العمل على توفير المواد والأنشطة المناسبة نمائيا للطفل ، الذي عليه بدوره اختيار ما يريد المشاركة فيه . واستراتيجيات التدريس بالتالي تحاول أن تتمثل أنواع الأنشطة التي يقوم بها الأطفال غير المعاقين ، والمبدأ النظري هنا أن هذه الأنشطة توفر الفرصة للطفل المعاق لممارسة أهداف النمو المهمة في كل مرحلة .
تطور عن هذا الاتجاه النموذج النمائي المعرفي في التدخل المبكر ، والذي اعتمد على نظرية بياجيه في النمو المعرفي . محتوى المنهج يتشابه مع محتوى المنهج النمائي ، ولكن مع التركيز على المهارات المعرفية ، والاعتماد على تتابع المهارات التي وصفها بياجيه في المرحلة الحسية الحركية ومرحلة ما قبل العمليات. وطرق التدريس المستخدمة في النموذج النمائي المعرفي تعتمد أيضاً على نظرية بياجيه ، حيث يقوم أخصائي التدخل المبكر بعرض المهام التي تستثير تحدي الطفل بهدف خلق حالة من عدم الاتزان لديه ، ويحدث التنظيم والتكيف أثناء محاولة الطفل مواجهة التحدي ، ومن ثم يتحقق التوازن ويحدث التعلم ويمارس الأخصائي دورا نشطا في تشجيع الطفل لتجربة أشياء وأنشطة جديدة وسؤاله عن خبراته التي يمر بها ، ولكن الأخصائي لا يتدخل لمنع فشل الطفل .
3] الاتجاه البيئي : ينظر الاتجاه البيئي للطفل باعتباره يسلك وفقاً لبيئته ، وأنه يتعلم بشكل أفضل عن طريق خبراته المباشرة . ومن خلال التفاعل والمعالجة المباشرة للبيئة ينمو الطفل ويصبح أكثر مهارة من القيام بالمهام النمائية الأساسية ، مما ينتج له التقدم نحو مستويات أعلى من الكفاية المعرفية . التفاعلات المبكرة للطفل هي بالدرجة الأولى خبرات حية ، ولكن مع النمو الجسمي للطفل يحل محلها أشكال أكثر تعقيداً للتفاعل مع البيئة . ويبدأ الطفل في استدماج الخبرات مستخدما الرموز لتمثيل هذه الخبرات أو معالجة الأفكار ، ويستخدم اللغة كوسيط في تنظيم الخبرات . تبدأ عمليات التفكير في الظهور عندما يستطيع الطفل اكتشاف مفهوم العلاقات ويستخدمها في التفاعل المعقد مع البيئة .
محتوى المنهج في برامج التدخل المبكر المعتمدة على الاتجاه البيئي يتم تحديده على أساس فردي لكل طفل بحيث يعكس مطالب البيئة الطبيعية لمن هم في مستوى عمره ، ويتغير المحتوى مع نمو الطفل . وعندما يوجد تباعد بين مستوى استعداد الطفل والمهارات المناسبة لعمره ، يتم تعديل مستوى المنهج لكي يتناسب مع قدراته واحتياجاته . ويشترط أن تكون المهارات لازمة لمشاركة الطفل في بيئاته الحالية والمستقبلية من الجوانب الرئيسية في برنامج التدخل المبكر تنظيم الأنشطة التي تتيح للطفل : الخبرة المباشرة ، والتجريب ، والتعلم عن طريق الاستكشاف ، والمشاركة الفعالة . ويكون التعلم أكثر سهولة إذا كان مستوى الكفاية المعرفية للطفل مساويا لنوع الخبرات المعروضة عليه .
استراتيجيات التدريس المستخدمة متنوعة ، ويأتي على رأسها التدريس العارض Incidental . تستخدم هذه الطريقة سلوكيات الطفل لتحديد المواقف والظروف التي يتم فيها التدريس ، وهدفها تدعيم الاستقلال والمساواة عند الطفل. ويعتبر السياق الذي يحدث فيه التدريس أحد الخصائص التي تميز هذا النموذج ، فالبيئة الطبيعية للطفل هي المصدر الذي يستمد منه المحتوى ، وفي نفس الوقت هي البيئة التدريسية ( Noonan & McCormick , 1993 ) .
4] الاتجاه القائم على الأنشطة : يعتبر الاتجاه القائم على الأنشطة هو الاتجاه الذي يحظى حالياً بأقصى قدر من الاهتمام في ميدان التدخل المبكر . قدمه بريكر Bricker لأول مرة عام 1989 ، وسرعان ما لفت الأنظار وانتشر استخدامه في العديد من البرامج ( Hanson & Lynch , 1995 ) . تعتمد الجذور النظرية لهذا الاتجاه على أفكار أربعة من أصحاب النظريات المعروفة ، وهم سكنر وبياجيه وفيجو تسكن وجون ديوي . والاتجاه القائم على الأنشطة يقوم على ثلاثة أفكار رئيسية ، هي (2) تأثير وتفاعل كلا من السياق الاجتماعي المباشر والعام على تعلم الطفل ونموه ، (ب) الحاجة إلى مشاركة فعالة من الطفل لضمان تحقيق تعلم جيد وكفء ، (جـ) الأنشطة والخبرات المقدمة للطفل يجب أن يكون لها معنى ووظيفة من وجهة نظره (Bricker & Cripe , 1992 ) .
توجد أربعة عناصر رئيسية في برنامج التدخل المبكر القائم على الأنشطة ، وهي (أ) الاهتمام بدوافع واهتمامات وتصرفات الطفل من خلال تشجيعه على المبادأة بالنشاط ، ثم مشاركته في اللعب والألعاب التي اختارها . فالطفل له القيادة في توجيه الأنشطة كلما كان ذلك ممكنا ، وبالتالي تقل الحاجة إلى المعززات . (ب) إدخال التدريب والتعلم في أنشطة الطفل الروتينية لإدماج المهارات المستهدفة التي تحقق فائدة مباشرة له في السياق الطبيعي . وإدخال التعلم في أنشطة يخططها الأخصائي بحيث تثير اهتمام الطفل ويعتبرها مسلية بالنسبة له . (جـ) إن مجرد الاستفادة من مزايا الأنشطة الروتينية أو المخططة لا يضمن حدوث التغيرات المطلوبة في مهارات الطفل ، فهي تقدم فقط السياق الثري والطبيعي لإجراءات التدخل ، ومن ثم لابد من الاستخدام المنظم للمثيرات السابقة واللاحقة والتي تحدث كنواتج منطقية للأنشطة . فالطفل لا يترك اللعب على أمل أن يحدث التعلم ، بل على الأخصائي أن يقوم بدور المشارك الفعال . (د) المهارات المستهدفة من برنامج التدخل المبكر يجب أن تكون وظيفية ومولدة Generative . المهارات الوظيفية هي تلك التي تتيح للطفل التعامل مع بيئته الاجتماعية والمادية بشكل مستقل وبطريقة يرضى هو عنها والآخرون المحيطون به . كما نساعد الطفل على اكتساب مهارات مولدة تساعده في التفاعل المستقل في المواقف المختلفة ، أي عدم تعليم الطفل الاستجابة لإشارات معينة تحت ظروف معينة ، ولكن تعليمه تعميم كل أنواع المهارات .
إطارات نموذجي لبرنامج تدخل مبكر :
نظراً لعدم وجود برنامج للتدخل المبكر يعتبر الأفضل من بين البرامج المقدمة حالياً ، كما سبق الإشارة لذلك ، فضلنا تقديم إطار نموذجي لبرنامج تستطيع أي جهة استخدمه لوضع برنامجها للتدخل المبكر بما يتناسب مع إطارها الفكري وأهدافها بعيدة المدى من هذا التدخل . إن أي برنامج للتدخل يجب أن يكون :
1] قائماً على فلسفة أو نظرية أو إستراتيجية تربوية تحقق الاستمرار والاتصال بين الأهداف والمنهج وطرق التدريس وكل المكونات الأخرى .
2] محدد بواسطة عدد من المكونات التي تتلاءم مع بعضها فلسفيا وإجرائياً ، وأن تكون العلاقات بين المكونات محددة بوضوح وتعكس الافتراضات والأهداف المشتركة .
3] بناؤه محدد بشكل تفصيلي وواضح بحيث يستطيع أن يفهمه ويطبقه أشخاص آخرون من جهات أخرى .
4] أن يحمل الأدلة على نجاحه ، وأن ما ينتج عن استخدامه من إنجازات يعود إلى إجراءات البرنامج فقط ، وليس إلى متغيرات أخرى ، مثل حماس العاملين .
وفيما يلي شكل تفصيلي لهذا الإطار ، يليه توضيح لمكوناته :
مكونات نموذج برنامج للتدخل العلاجي
يتكون الإطار النموذج لبرنامج التدخل المبكر من أحد عشر مكونا تقدم وصفا كاملاً للبرنامج من حيث المحتوى وأولويات التدريس ، استراتيجيات التطبيق ، المواد والتسهيلات ، والنتائج المتوقعة . ومن بين هذه المكونات توجد ثلاثة مكونات تمثل القاعدة الأساسية التي توضع فوقها بقية المكونات ، ومجموعة القيم أو الفلسفات إلى جانب التوجه النظري يحددان المفاهيم الخلفية التي تتخذ القرارات في ضوئها ، ومن هذين المكونين يتم استخراج الأهداف البعيدة والقصيرة المدى ، وهو المكون الثالث. تحدد هذه الأهداف الفرض من نموذج البرنامج وما الذي يرغب في تحقيقه بالنسبة للطفل وأسرته والمجتمع المحلي . المكونات السبعة الأخرى تتعامل مع الخصائص الداخلية للبرنامج وآليات العمل . وعلى كل منها أن يحدد كيفية ترجمة القيم والنظرية والأهداف في الممارسات الفعلية عند تقديم الخدمات للطفل وتعليمه . وفيما يلي وصف مختصر لمكونات الإطار .
1] القيم الأساسية والفلسفة : توجد ثلاث مجموعات من القيم العامة يجب على مصمم البرنامج تحديدها بوضوح ، وهي (أ) قيم تتعلق بالطفل ، مثل ما الذي يحتاجه الطفل بصفة عامة والمعاق أو في خطر بصفة خاصة . وما الذي تتوقع أن يستطيع الأطفال الصغار القيام به ؟ (ب) قيم حول التربية ، مثل ما هو دور التربية في المجتمع وما مسئولياتها تجاه الأطفال خاصة المعاقين أو في خطر ؟ ما الذي نريد تحقيقه مع الطفل في التربية الخاصة ؟ (جـ) قيم حول العملية التربوية ، مثل كيف نحدد ما يجب تعليمه للطفل ؟ ما هي حدود دور كل من المعلم والطفل في الممارسات التربوية الفعلية ؟
2] الأسس النظرية والافتراضات الخلفية : سبقت الإشارة إلى الاتجاهات النظرية المختلفة وتطبيق كل منها في التدخل المبكر . مع الأخذ في الاعتبار من يؤمنون باتجاه نظري مبين في النمو ، ويعتقدون أنهم يصممون برنامج وإجراءات التدخل المبكر التي تعكس هذا الاتجاه النظري ، ولكن البرنامج الفعلي والممارسات الواقعية قد لا تحمل في الحقيقة أي نظرية ( Sandows, 1990) . لذا فإن تبني وجهة نظر معينة يجب أن ينعكس بوضوح من مختلف مكونات البرنامج .
3] الأهداف البعيدة والقصيرة : إن غرض أي برنامج يمكن معرفته من العبارات التي تحدد أهدافه البعيدة والقصيرة ، والتي تعكس في نفس الوقت القيم والنظرية الخلفية لهذا البرنامج . توجد ثلاثة أنماط من الأهداف : (أ)نمط يؤكد على المهارات ، سواء المهارات النمائية الأساسية ( مثل اللغة والحركة ومساعدة الذات ) أو المهارات الأكاديمية ( مثل القراءة والحساب). (ب) نمط يؤكد على العمليات المعرفية – المفاهيمية ، مثل مهارات التفكير وحل المشكلات . (جـ) نمط وجداني – معرفي ، حيث تركز الأهداف على الاتجاهات والخبرات وسمات الشخصية .
4] الخدمات وأساليب تقديمها : يحدد كل برنامج قائمة بالخدمات التي يستطيع تقديمها للأطفال أو آبائهم ، كما يحدد استراتيجيات تقديم هذه الخدمات . ويتم ذلك من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية : من المستهدف الأساسي ؟ متى يبدأ تقديم الخدمات ؟ ما هي أنواع الخدمات ؟ أي ستقدم الخدمة ؟ من سيقوم بالخدمة ؟ ما هو السياق الاجتماعي لتقديم الخدمة ؟ ما هي الجهات المشاركة في مسئولية تقديم الخدمة ؟
5] المنهج والمواد : يجب تحديد المنهج الفعلي وما سوف يدرسه الأطفال لتحقيق النمو والتعلم المطلوب . يبدأ ذلك بتحديد الكفايات الواجب تدريسها أو إكسابها للطفل ، مع ترتيب الأولويات ، وتنظيم تنفيذ المنهج في شكل أنشطة أو وحدات تعليمية . إلى جانب ذلك يتم تحديد المواد التي يحتاجها المعلم والطفل ، واللازمة لتنفيذ المنهج .
6] طرق التدريس : وهي من أكثر أجزاء البرنامج ظهوراً أمام الآخرين . تتحدد طرق التدريس وفقاً للإجابة عن الأسئلة التالية : ما طبيعة وحدود دور المعلم داخل الفصل ؟ ما هي طبيعة وحدود دور الطفل في الفصل ؟ ما طبيعة العملية التدريسية من حيث : الجدول اليومي ، أسس تجميع الأطفال ، درجة بناء وتنظيم الأنشطة واستخدام المواد ؟
7] إجراءات تقييم الطفل والبرنامج : ما هي الآليات المستخدمة لتحديد مدى تحقيق البرنامج لأهدافه ؟ ما هي إجراءات التقييم المحددة المستخدمة مع الطفل قبل وأثناء البرنامج ؟ ما هي المحكات والأدوات المستخدمة لتقييم فعالية البرنامج ؟
8] اختيار العاملين وبناء الهيكل التنظيمي وتحديد الأدوار : يتعلق هذا المكون بالنظام الإداري لتنفيذ البرنامج ، ويشمل : أنواع التخصصات المطلوبة ، والمؤهلات والخبرات والمهارات اللازم توافرها في العاملين ؟ ما هي مسئوليات وأدوار كل فرد ؟ كيفية تسلسل السلطة ، والمستويات الإشرافية ؟ آليات اتخاذ القرار ؟
9] تدريب العاملين وإعدادهم : يجب تدريب العاملين على نموذج البرنامج قبل البدء في تنفيذه ، ثم تدريبهم أثناء العمل سواء بهدف المتابعة أو تقديم تغذية راجعة لمدى تطورهم في تنفيذ إجراءات البرنامج .
10] المصادر والتسهيلات المطلوبة : إن كل المكونات السابقة تحدد أنواع المصادر المطلوب توفيرها . وإلا فإن البرنامج سوف يفشل ، أو يعاد تخطيطه لكي يتناسب مع المصادر المتاحة ، أو يتم التركيز على بعض المكونات دون الأخرى . يضم هذا المكون التسهيلات المطلوبة داخل الفصل، مواد ومعينات التدريس ، الاحتياج لقوى عاملة إضافية إلى جانب العاملين الذي بدأ بهم البرنامج .
طرق تقديم الخدمات :
يستخدم في التربية مصطلح طرق تقديم الخدمة Service delivery بمعنى الترتيبات الإدارية المستخدمة لتوصيل المساعدة التعليمية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة . كانت تعرف هذه الطرق في ضوء نوعية الإطار المكاني الذي تقدم فيه (فصل دمج ، فصل خاص ، غرفة مصادر ، مدرسة نهارية ، مدرسة إيواء ، داخل المنزل ) . دفع هذا التوجه الباحثين والمهنيين إلى تركيز الانتباه على قضية أين يجب إلحاق الطفل أكثر من الانتباه لقضية ماذا يجب أن يقدم للطفل من هذا المكان . ومن ثم فيجب على التربية الخاصة أن تقدم شيئا خاصا ، شيئا إضافياً وغير عادي أكثر مما يقدم في الفصل العادي .
اقترح دن Dunn ( In: Peterson , 1987 ) أربعة أنماط للترتيبات يمكن للمهنيين استخدامها لمساعدة التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة ، ويركز دن على مكونات برنامج التربية الخاصة ، ويصف الخدمات في ضوء ما يجب أن تتميز به التربية الخاصة ، وهذه الأنماط هي : (1) مهنيون مدربون تدريباً خاصاً للعمل مع الأطفال المعاقين أو في خطر . (2) محتوى خاص للمنهج يحل محل المنهج العادي أو يكمله. (3) طرق تدريس خاصة لتسهيل التعلم ومواجهة مشكلات التعلم .(4)مواد وتجهيزات خاصة توفر دعما ومساندة لعملية التعلم .
مشكلة الاتجاه الأول الذي يهتم بالمكان والاتجاه الثاني الذي يهتم بالمحتوى ، أنهما لا يركزان على أهمية الإجراءات الفعلية والعملية التي بواسطتهما تصل الخدمات . لذلك ظهر تحول من تعريف ” تقديم الخدمة ” حيث أصبح المصطلح يركز على العملية Process . يؤكد هذا التعريف على الاستراتيجيات والأنشطة المستخدمة في تقديم الخدمات الخاصة ، ويشمل ذلك التخطيط لكل الخطوات أو العمليات التالية: من سيتلقى الخدمات ، متى تبدأ وكم من الوقت تستمر ، ما هي الخدمات المقدمة ، أي ستقدم ، من سيقوم بالخدمة ،
ما هي الجهات المسئولة ( Peterson , 1987) .
نظراً لأن الطرق الشائعة حالياً في تقديم الخدمات ما زالت تتبع الأسلوب التقليدي ، فسيتم تصنيف هذه الطرق وفقاً لنمط المكان الذي تقدم فيه الخدمات الخاصة . وتنقسم الطرق إلى مجموعتين ، الطرق التي تقدم خدماتها داخل منزل الطفل Home – based والطرق التي تقدم من خلال مركز Center – based ، مع ملاحظة أن بعض المراكز تستخدم النوعين في وقت واحد ( Bryant & Graham , 1993) .
1] طرق تقديم الخدمات داخل المنزل :
في هذا النوع من طرق تقديم الخدمة يتم توصيل الخدمات للأطفال ذوي الاحتياجات وأسرهم داخل المنزل ، وهو الهيئة الطبيعية التي ينمو خلالها أي طفل، ويقض فيها أغلب ساعاته اليومية . وأهم الطرق المستخدمة:
أ – تدعيم الأسرة : تدعيم الأسرة مكون مهم في كل طرق تقديم الخدمة ، حيث أن الآباء هم الأشخاص الأكثر في حياة الطفل ، ومشاركتهم في برنامج التدخل المبكر أساسية لتحقيق أفضل نتائج . وأنواع الدعم الرئيسية التي تقدم للأسرة هي : معلومات عن نمو الطفل وفرص التعلم ، الرعاية الروتينية والطارئة للطفل ، رعاية طبية للطفل وتوفير التجهيزات والمواد الطبية ، تدريب الوالدين على الأساليب الصحية لتربية الطفل ، دعم إقتصادي ، معلومات وتسهيلات تتعلق بمصادر الترفيه ، وسائل الانتقال ، ضروريات الحياة من مأكل وملبس .
ب – برامج زيارة الأسرة : تقدم برامج زيارة الأسرة لأسر الأطفال المتأخرين نمائيا ، أو المعاقين جسديا ، أو في خطر بيئي . وأهم سببين للزيارة تقديم دعم للوالدين وتعليمهما مهارات الوالدية ، وتقليل مستوى الضغوط التي تعيشها الأسرة . تستخدم معظم البرامج أساليب مثل النمذجة للتفاعل الإيجابي بين الطفل والكبار ، تدريس أنشطة التعلم المناسبة لاحتياجات الطفل ( Roberts & Wasik , 1990 ) . يلاحظ تناقض نتائج البحوث حول فعالية برامج زيارة الأسرة ، لذلك يجب أن تكون مجرد أحد مكونات اتجاه متعدد الأوجه ( Bryant & Graham , 1993 ) . خاصة أن معدل تكرار الزيارات لا يتفق حوله الباحثون . فقد تبين مثلاً أن الزيارات المنزلية غير المتكررة لأسر الأطفال شديدي الإعاقة كانت على المدى المتوسط أكثر نجاحــاً من الزيارات المتكــررة ، ولكنهـا على المدى البعيد أقل نجاحاً ( Sandows , 1990 ) .
2] طرق تقديم الخدمات داخل المركز :
تعتمد طرق تقديم الخدمات الخاصة داخل مركز على إحضار الأسرة للطفل في برنامج تدخل مبكر في أحد المراكز حيث تقدم الخدمات المطلوبة بواسطة مهنيين. يتم التدخل على أساس فردي أو جماعة صغيرة العدد ، وتميل معظم المناهج إلى استخدام النماذج النمائية والعلاجية . ومن أهم أنواع هذه الطرق :
أ – مراكز الأم – الطفل : في هذه المراكز تقضي الأم 6-20 ساعة أسبوعياً ، حيث تحضر اجتماعات الأمهات وفصول تنمية الطفل ، وورش عمل حول المصادر الموجودة بالمجتمع المحلي ، كما تقوم بالتفاعل مع طفلها . يتوافر عادة في المراكز فريق من تخصصات مهنية مختلفة للتعامل مع الاحتياجات المتنوعة للطفل والأسرة .
ب – مراكز رعاية نمو الطفل : الشكل المثالي لرعاية نمو الطفل هو الرعاية التربوية بواسطة عاملين مدربين ، وتكون الفصول صغيرة العدد تتميز بيئة مناسبة نمائياً للأطفال . يستفيد من هذا النوع الأطفال ذوي الإعاقة البسيطة أو المتوسطة .
جـ- مراكز الدمج العكسي : وهي مراكز معدة أساساً للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ، ويلتحق بها الأطفال العاديون ، على أن تكون نسبتهم في المركز هي الأقل . يتعامل المركز مع الاحتياجات النمائية المتوسطة والشديدة ، كما يقدم دعماً كبيراً للأسرة فيما يتعلق باحتياجات الطفل.
د – رياض الأطفال : وهي خاصة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في عمر 3-5 سنوات . وهي إما رياض أطفال خاصة للمعاقين فقط ، وعادة تضم مختلف أنواع الإعاقة بدرجاتها المختلفة . وتلتزم بالنظام المدرسي العادي ( ست ساعات لليوم الدراسي ) . يتم جدولة الحصص على أساس مجالات النمو ، مع وجود أنشطة نوعية تصمم لمقابلة احتياجات الأطفال . لا تشارك الأسر بدرجة كافية ، كما لا يوجد دعم مناسب لها . الشكل الثاني هو رياض الأطفال المتكاملة التي تضم أطفالاً عاديين وذوي احتياجات خاصة . في هذه الرياض يكون المهنيون وشبه المهنيون متخصصون في الطفولة المبكرة ، مع وجود أخصائي تربية خاصة . المنهج الدراسي يتركز حول تعلم المفاهيم أو حول موضوع ونشاط ، مع التأكيد على الممارسات التربوية الملائمة نمائياً للطفل .
أفضل الممارسات المطبقة حالياً في التدخل المبكر :
1] التدخل المتمركز حول الأسرة وليس الطفل ذو الاحتياجات الخاصة .
2] الاعتماد على الاتجاه البيئي / الوظيفي في تحديد محتويات المنهج من خلال تحليل خصائص بيئات الطفل ، وفي التدريس من خلال الابتعاد عن الطرق الجامدة والمنظمة بدرجة عالية .
3] التكامل ، أي تقديم الخدمات في البيئات الطبيعية للطفل .
4] تدريس الحالة العامة ، أي تدريس الطفل تعميم المهارة أثناء اكتسابها .
5] الاعتماد على نموذج الفريق عبر التخصصات Transdisciplinary team .
6] التخطيط لعمليات الانتقال والتحول Transition planning خاصة الانتقال من خدمات المستشفى إلى خدمات المنزل أو مركز رعاية الطفل ، ومن مركز رعاية الطفل إلى الأسرة إلى خدمات ما قبل المدرسة ، ومن خدمات ما قبل المدرسة إلى المدرسة .
( Hanson & Lynch, 1995 ; Noonan & McCormick , 1993 ) .
خاتمة :
قدمت الصفحات السابقة استعراضاً يكاد يكون شاملاً لمجال التدخل المبكر ، وقد يعني ذلك وجود إجماع بين الباحثين حول أهمية وضرورة التدخل المبكر ، وعلى الفوائد المؤكدة لبرامج التدخل بالنسبة للطفل المعاق أو في خطر نمائي ، وبالنسبة لأسرته . ولكن الواقع غير ذلك . فالتراث العلمي المنشور به العديد من النتائج المتناقضة والمزاعم غير المؤكدة ( Robson , 1989 ) .
وأشار العديد من الباحثين أن النتائج بعيدة المدى للتدخل المبكر غير مؤكدة ، وأن الآثار الفورية للبرامج تبدأ في الانطفاء تدريجياً خلال سنوات قليلة . في عام 1985م قام وايت وكاستو White & Casto بتحليل 316 مقالة منشورة بالولايات المتحدة الأمريكية تصف و/ أو تقييم برامج التدخل المبكر المقدمة للأطفال في ظروف خطر بيولوجي و/ أو بيئي . وكان من أهم ما توصلا إليه أن معظم نتائج الدراسات التقيمية تعرض من خلال بيانات نسبة ذكاء الأطفال ، مع عدم وجود أدلة حاسمة تشير إلى التأثير الإيجابي لمشاركة الآباء في البرامج ، كما أن نتائج الدراسات المنشورة جاءت متناقضة حول أفضلية المهنيين المدربين مقارنة بالمتطوعين وشبه المهنيين ( Sandows , 1990 ) .
إلى جانب ذلك هناك عدد من الدراسات أوضحت أن الكثير من الأطفال المولودين في خطر بيولوجي أو طبي يمكنهم الشفاء بدون تدخل علاجي رسمي . فقد تبين مثلاً أن حوالي 30% من الأطفال حديثي الولادة من الذين خرجوا من العناية المركزة يحتاجون إلى بعض أشكال التدخل العلاجي في عمر ست سنوات ، بينما 70% منهم لن يحتاجوا إلى ذلك ( Hanson & Lynch , 1995 ) . كما أشارت دراسات أخرى أن الكثير من الأطفال المتأخرين نمائياً ، خاصة المتخلفين عقليا بسبب الحرمان البيئي ، قد يظهرون نموا تعويضياً في سنوات المراهقة بحيث يصبحون أقل إعاقة وأقل عجزا ، وكما يظهرون نموا جسمياً تعويضياً أيضاً ( Brown, 1991) . ومع ذلك لم يتضح على الإطلاق لماذا حدث إذن هذا التأخر في النمو ، قد يرجع ذلك إلى وجود ميكانيزمات بيولوجية تؤخر الساعة البيولوجية عندما يكون هناك حرمان بيئي في الطفولة المبكرة ، وقد يحتاج التعويض في المجال المعرفي إلى الانتظار عدة سنوات حتى يتلقى مدى واسع من المثيرات البيئية حتى يتأكد أن الأبنية المعرفية الأساسية يمكن أن تتطور .
علينا أن نتعامل مع هذه الصورة السابقة بقدر من الحذر ، ولا نسلم بصحتها على الإطلاق للأسباب الآتية : (أ) إن هذه الصورة تتعلق أساساً بالأطفال الصغار الذين يعيشون في ظروف خطر بيولوجي و / أو بيئي ، وليس بالأطفال الذين تم اكتشاف وتشخيص العجز لديهم .(ب) لم تعد محكات تقييم فعالية برنامج التدخل تعتمد أساساً على قياس نسبة ذكاء الطفل ، فقد تعددت الآن هذه المحكات بالنسبة للطفل ، لعل من أحدثها نوعية الحياة Quality life ( Goode , 1994 ) . (جـ) قلة الدراسات التي أهتمت بآثار برامج التدخل المبكر على الأسرة ، مقارنة بالدراسات العديدة حول الطفل . (د) التطورات التي حدثت في السنوات القليلة الماضية في ميدان التدخل المبكر تجنبت الكثير من السلبيات وأوجه القصور التي كانت قائمة . ومن أهم هذه التطورات التمركز حول الأسرة وليس الطفل والمنظور البيئي / الوظيفي . (هـ) أن تلك الصورة السابقة اعتمدت على دراسات وبحوث أجريت في المجتمع العربي – خاصة الولايات المتحدة الأمريكية – وهو مجتمع له ثقافته الخاصة التي تختلف عن ثقافتنا العربية الإسلامية ، وهو أمر له إنعكاسه المباشر على العديد من الجوانب في التربية الخاصة ( Brown , 1991 ) .
على الرغم من كل ذلك فإن معظم الباحثين يتفقون على أن برامج التدخل المبكر إذا لم تكن متوافرة فإن العديد من الأطفال الذين في خطر بيولوجي و/ أو بيئي قد يصبحون في المستقبل من ذوي الإعاقة ، لذلك لابد من تجنب ذلك عن طريق العمل على زيادة انتشار خدمات برامج التدخل المبكر .
إن النموذج الناجح والفعال لبرنامج التدخل المبكر يجب أن يأخذ في اعتباره ثلاث قضايا مهمة يفعل عنها عادة من يقوم بتصميم البرنامج ، ولكنها قد تؤثر بشدة في مدى تحقيق البرنامج لأهدافه . وهذه القضايا هي :
أ] الاهتمام بتحديد العوامل الوسطية التي تؤثر في تعرض الأسرة للضغوط .
ب] الأخذ في الاعتبار الاحتياجات العملية والمادية للأسرة .
جـ] اكتشاف وتحديد أساليب التعامل والتكيف التي تستخدمها الأسرة في معالجة ما يراه الملاحظ الخارجي على أنه مشكلات مستحيلة لا يمكن التغلب عليها .
إن ميدان التدخل المبكر في دول الخليج العربي يحتاج إلى مزيد من الاعتراف والتقدير من قبل المسئولين عن الرعاية الاجتماعية ، وإلى مزيد من الاهتمام والدراسة من قبل الباحثين والعاملين في التربية الخاصة . ولعل التجربة الرائدة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في التدخل المبكر تكون حافزاً لتكرار هذه التجربة، بعد تقييم نتائجها ، في دول أخرى .
التدخل المبكر Early intervention
مقدمة : Introduction
من خلال التأمل بميدان التربية الخاصة تبين أن هناك الكثير من الإنجازات التي تحققت سواء في المناهج أو الأساليب أو طبيعة تقديم الخدمات
وجاء الاهتمام بعملية التدخل المبكر نتيجة الأدلة القوية التي قدمتها الأبحاث في العلوم النفسية والتربوية حول ما تقوم به هذه العملية من دور حاسم ومهم في ميدان التربي الخاصة
وقد صدر كتابان كان لهما الأثر الكبير في برامج التربية الخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة وهما :
1- الكتاب الأول : الذكاء والخبرة ( جوزيف هنت ) ويقول إن الذكاء الإنساني نتغير وليس ثابت
2- الكتاب الثاني : الثبات والتغير في الخصائص الإنسانية ( بلوم ) أكد أن إمكانية التنبؤ بالذكاء المستقبلي للطفل عند بلوغه سن السادسة من عمره
لقد تم التأكيد على أهمية السنوات الأولى من العمر بالنسبة للنمو المستقبلي عند الطفل وتم إدراكه من فتره زمنية طويلة عن طريق علماء النفس والتربويون
وبعد ذلك أصبحت قضية التدخل المبكر تثبت نفسها في ميادين العلاج فمن خلال التدخل المبكر يتم التخفيف من الكثير من تأثيرات اللاحقة.
ويتم التدخل المبكر من خلال عدة إجراءات منها :
الكشف الشامل أو الكشف واسع النطاق من خلال ما يلي :
1- الكشف العام لتحديد نوع الكشف وطريقته التي سيتم إجراؤها
2- إحالة الطفل الذي تبين بالكشف انه يعاني من ضعف حسي أو تعلمي
والتدخل المبكر له دور وقائي حيوي يتمثل أساسا بمساعدة الطفل على :
1- اكتساب أنماط سلوكية مقبولة في المجتمع والمدرسة وغيرها
2- اكتساب مهارات متنوعة للتعايش مع صعوبات الحياة اليومية
3- تطوير مفهوم إيجابي عن ذاته
4- فهم مشاعره ومشاعر الآخرين
5- تطوير اتجاهات إيجابية نحو التعلم
*- الإستراتيجيات المقترحة لتحسين أوضاع الأطفال الصغار في السن :
1- يجب الوصول إلى الأطفال والأسر الأقل حظا والأكثر عرضة للخطر
2- يجب أن تشارك الأسر والمجتمع لتوفير البرامج النوعية وإفادة الأسر والأطفال
3- يجب زيادة مستوى اهتمام المجتمع بنمو الأطفال وتعلمهم في السنتين الأوليتين من العمر
4- يجب توسيع قاعدة الخدمات التي تقدمها مركز رعاية الطفولة لتشمل أيضا التغذية والرعاية
5- يجب دعم عملية انتقال الطفل من الأسرة إلى المركز
6- يجب التركز على نوعية الخدمات المقدمة
7- يجب توسيع نطاق الخدمات التي تقدمها البرامج النموذجية الريادية
8- يجب أن تكون برامج الطفولة المبكرة ذات تكلفة متوسطة
وبناء على تقديرات ( اليونسف ) من المفروض أن يولد ما يزيد عن مليون ونصف طفل في عقد التسعينات وغالبيتها في الدول النامية من المعاقين وهذا يعني أن العديد من الأطفال سيعيشون في ظروف تهدد فرص نموهم وتطورهم
*الاهتمام بالأطفال :
إن العديد من الظروف البيئية التي يعيش فيها الملايين من الأطفال في العالم غير ملائمة والأسباب هي :
1- الاكتظاظ السكاني
2- نقص في المياه الصالحة للشرب
3- قصور في رعاية الأطفال
4- نقص في الغذاء
بالتالي هذه الأسباب مسؤولة عما يزيد عن 50% من وفيات الأطفال الرضع في الدول النامية
وقد بينت نتائج البحوث العلمية في مجالات مختلفة إن هذا الدعم يعود بفوائد جمة على الأطفال وآبائهم على المدى القصير والطويل معا في عدة نواحي ممن حيث القدرة على العطاء والمساهمة في بناء المجتمع وان البرامج الموجهة نحو التدخل المبكر فرص ذهبية غير عادية وهي من أهم أدوار الوقاية من المشاكل التعليمية والتخفيف منها وتعود بفوائد كثيرة على الفرد والمجتمع وبالنسبة للأفراد توجد مجالات عديدة يستطيع التدخل المبكر ترك اثر كبير فيها ومنها :
1- النمو الدماغي : يتم في أول سنتين من العمر تطور البنى الدماغية الحيوية التي تؤثر على قدرة الأطفال على التعلم
2- التغذية والرعاية والصحة والقدرة التعليمية
فوائد التدخل المبكر :
1- زيادة مستوى الإنتاجية الاقتصادية
2- خفض التكلفة
3- الحد من عدم تساوي الفرص الاجتماعية والاقتصادية
4- إفادة البنات
5- ترسيخ القيم
6- الحراك الاجتماعي
7- إفادة المجتمع والأسرة
تعريف التدخل المبكر :
هو خدمات متنوعة طبية واجتماعية وتربوية ونفسية تقدم للأطفال دون سن السادسة الذين يعانون من إعاقة أو تأخر نمائي أو الذين لديهم قابلية للتأخر أو الإعاقة
وان الأطفال الصغار في السن الذين لديهم إعاقة أو تأخر يشكلون فئات غير متجانسة إلا انه هناك شبه كبير في الخدمات التي يحتاجون إليها وتختلف مناهج وأساليب التدخل المبكر وتتنوع بين طفل عمره شهرين وأخر عمره سنتين أو ثلاث وكذلك يستفيد من برامج وخدمات التدخل المبكر الأطفال الذين لديهم كافة أنواع الإعاقات
يوجد عدة برامج للتدخل المبكر مثل
1- البرامج الفئوية : – تعنى بتقديم خدمات لفئة إعاقة محددة كالإعاقة البصرية أو السمعية مثلا
2- البرامج غير الفئوية : – والتي تقدم خدمات لأي طفل كان مهما كانت إعاقته
الفئات المستهدفة من الأطفال الذين تقدم لهم برامج التدخل المبكر :-
1- الأطفال الذين يعانون من تأخر نمائي
2- الأطفال الذين تتدهور حالتهم المرضية إلى تأخر نمائي
3- الأطفال الذين هم في حالة خطر من معاناتهم من التأخر النمائي إذا لم تقدم لهم برامج التدخل المبكر
ولكن مهمة تقديم الخدمات صعبة أحيانا للأسباب التالية
o الطبيعة المعقدة والمتباينة لنمو الأطفال
o عدم توفر أدوات التقييم المناسبة
o عدم توفر بيانات دقيقة عن نسبة الانتشار
o عدم توفر المعرفة الكافية حول العلاقة بين العوامل الاجتماعية والبيولوجية
مبررات التدخل المبكر :
1- إن السنوات الأولى من حياة الأطفال المعوقين الذين لم تقدم لهم برامج تدخل مبكر إنما هي سنوات حرمان وفرص ضائعة وربما تدهور نمائي أيضا
2- إن التعلم الإنساني في السنوات المبكرة اسهل وأسرع
3- إن والدي الطفل المعوق بحاجة إلى مساعدة في المراحل الأولى من عمر طفلهم
4- لأن التأخر النمائي قبل سن الخامسة هو مؤشر خطر
5- إن النمو نتاج البيئة الوراثية والبيئية أيضا
6- لأن التدخل المبكر ذات جهد مثمر وجدوى اقتصادية من ناحية تقليل النفقات
7- إن الأباء معلمون لأبنائهم المعوقين وأن المدرسة ليست بديلا عن الأسرة
8- إن السنوات الأولى من العمر هي مرحلة النمو الحرجة التي تكون فيها القابلة للنمو والتعلم في ذروتها
9- لأن مظاهر النمو مرتبطة ببعضها وأي خلل في أي مظهر يؤثر على الآخر
10- التدخل المبكر يجنب الوالدين والطفل من مواجهة صعوبات نفسية وتعليمية هائلة لاحقا
لماذا التدخل المبكر
o بينة البحوث العلمية أن التدخل المبكر يساعد الأطفال في التخفيف من تأثيرات حالة الإعاقة أسرع من التدخل المتأخر
o إن التدخل المبكر يزود الطفل بأساس متين للتعلم في المدرسة الابتدائية
o وإن برامج الطفولة المبكرة التي تقوم على فهم مبادئ النمو الإنساني ضمانة للنمو المستقبلي السليم للمجتمع والأسرة
o إن الجدوى الاقتصادية لبرامج التدخل المبكر افضل من برامج التدخل المتأخر
وقد تطورت برامج التدخل المبكر من حيث طبيعتها وأهدافها عبر ثلاثة مراحل رئيسية هي :
1- المرحلة الأولى : كانت تركز على تزويد الأطفال الرضع المعوقين بالخدمات العلاجية والنشاطات التي تستهدف توفير الإثارة الحسية لهم
2- المرحلة الثانية : أصبح التدخل المبكر يهتم بدور الوالدين كمعالجين مساعدين أو كمعلمين لأطفالهم المعوقين
3- المرحلة الثالثة : أصبح الاهتمام بالنظام الأسري لأنه المحتوى الاجتماعي الأكبر أثرا على نمو الطفل بالتالي اصبح دعم الآسرة وتدريبها وإرشادها الهدف الأكثر أهمية
وفي الآونة الأخيرة أصبح مفهوم التدخل المبكر أكثر شمولية و أسع نطاقا لأنه اصبح يستهدف بالإضافة إلى الأطفال المعوقين الأطفال الأكثر عرضة للخطر لأسباب بيولوجية أو بيئية
أصبح هناك تعريف أخر للتدخل المبكر متداول وهو :
هو توفير الخدمات التربوية والخدمات المساندة للأطفال المعوقين أو المعرضين لخطر الإعاقة الذين هم دون سن السادسة من أعمارهم لهم ولأسرهم أيضا