كإستراتيجية للعمل مع الأطفال

ما هو نهج “من طفل إلى طفل”؟

إن نهج “من طفل إلى طفل” هو نهج اجتماعي تكويني يحقق مشاركة الأطفال و يربط تعلّم الأطفال بما يحدث في واقعهم المعاش و بالتالي يعمل على تعزيز صحتهم ورفاهتهم ونموهم وعائلاتهم ومجتمعاتهم. ومن خلال المشاركة في نشاطات “من طفل إلى طفل”، يتم تعزيز نمو الطفل الجسدي والاجتماعي والعاطفي والأخلاقي والفكري.

و من هنا نجد برنامج من طفل إلى طفل يهدف إلى تطوير قدرات الأطفال الذاتية ورفع مستوى الوعي لديهم، من خلال تدريبهم على مجموعة محاور، يتم وضعها من قبل الأطفال أنفسهم. لتحقيق الهدف و لا بد من إشراك (الأهل والمجتمع) في التخطيط، التنفيذ والتقييم.

لذا يتم في هذا البرنامج إعداد أطفال قادرين على التعبير عن حقوقهم واحتياجاتهم والدفاع عنها من ناحية وأن يكونوا وسطاء وقادة صغار في نشرها للأطفال الآخرين في المجتمع المحلي (المدارس، الحي…) من خلال اللقاءات الفردية، ورشات العمل لمجموعات أطفال، أيام مفتوحة ولقاءات مع أطفال من مؤسسات أخرى.

نبذة تاريخية عن البرنامج

بدأت فكرة من طفل إلى طفل عندما كانت تعقد لقاءات توعية صحية بواسطة عاملين صحيين وخبراء تربية للأمهات مع أطفالهن حتى تتعرف الأمهات على المشاكل الصحية التي تؤثر على حياة أسرهن وأطفالهن.

ومع مرور الوقت بدأت الأمهات ينسحبن لانشغالهن بأعمال المنزل.  ولكن القائمين على برامج التوعية لاحظوا اهتمام الأطفال والشباب بالتعرف على هذه المشاكل والمساعدة في إيجاد الحلول اللازمة لها ونقل الرسائل الصحية لباقي المجتمع.

ولم يكن هذا حال التوعية الصحية في مجتمع واحد، إذ أن الصورة تكررت في مجتمعات عديدة.  ومن هنا بدأت الفكرة تتبلور لدى بعض الأطباء والتربويين بمعهد صحة الطفل بلندن (سنة 1978) التي مفادها أن الأطفال والشباب يستطيعوا أن يلعبوا دورا حيويا في تحسين صحتهم وصحة أخوتهم الصغار.

على أنه مع تطبيق هذا النهج في مواقع عديدة من الوطن العربي تطورت الفكرة لتشمل إلى جانب مجال الصحة مجالات أخرى مثل التعليم والتنمية الزراعية والفنون وحماية البيئة وتعلم الحرف …الخ.

كما تطورت أيضا بحيث أصبح الهدف منها أن يقوم الطفل والشاب بعمل إيجابي في مواجهة المشاكل التي تقابله أو تقابل مجتمعه.

و أيان كان مجال العمل سواء كان بيئى او دراسى او اجتماعى او ترفيهى فان هذا النهج يثمن

العمل مع الأطفال للأسباب التالية:

  1. أن الاطفال لديهم القدرة على تبنى مفاهيم و سلوكيات يمكن ان تؤثر ايجابيا على البيئة و المجتمع الذى يعيشون فيه.
  2. أن الاطفال يتعلمون أكثر من أقرانهم و بالتالى فان العمل بهذا النهج مع مجموعة من الاطفال يؤثر فى اعداد اخرى من الاطفال التى قد لا يستطيع البرنامج الوصل اليها.
  3. أن للاطفال القدرة على توصيل المفاهيم و الممارسات الايجابية الى داخل اسرهم.
  4. و أخيرا و لكن الاهم أن من حق الاطفال ان يكون لهم دور و رأى فى كل ما يخصهم و يدور حولهم.

 5-1

5-2

5-3

5-4

5-5

5-6

5-7

5-8

5-9

5-10

5-11

نهج من طفل الى طفل : يهدف إلى بناء قدرات الاطفال وتمكينهم من القيام بدورهم في تحسين ظروفهم على أن يكونوا عامل تغيير إيجابي داخل مجتمعاتهم، دون أن يحرمهم من حقوقهم في الراحة والترفيه، وعليه فإن النهج يرتكز بشكل أساسي على التفاعل المستمر بين الطفل ومجتمعه….

 

 

ما يميز نهج من طفل الى طفل

–         يسعى هذا النهج إلى تمكين الاطفال وزيادة قدراتهم ومهاراتهم المختلفة كالبحث والتساؤل والتخطيط واتخاذ القرار.

–         يقدم النهج شكلا مختلقا لعملية التعليم والتعلم فهو يساعد الاطفال على التعلم من خلال الاكتشاف والممارسة ويربط بين الموضوعات المطروحة لتعلم واقع احتياجات الاطفال.

–         يساعد النهج على تغيير شكل العلاقة بين الاطفال والبالغين.

–         يساعد النهج على إشراك كافة الاطفال داخل القرية أو الحي

–         يتبنى هذا النهج قيما متعددة مثل التضامن والعمل الجماعي والتعاون والمشاركة والاستمتاع من خلال التعلم واحترام الآخر وقبول الاختلافات.

–         يساهم هذا النهج في بلورة دور جديد للمدرسة داخل المجتمع حيث تقترب من المشاكل وتعمل على التفاعل الإيجابي معها.

–         يتسم هذا النهج بالمرونة في معالجة أي من القضايا أو المشاكل، فيمكن استخدامهم في مجالات متعددة مثل الصحة والبيئة وغيرها من المجالات.

–         الأنشطة التي تنفذ بنهج من طفل الى طفل تضفي المتعة والسعادة على الشباب ليس فقط لأنها تتضمن اللعب والأغاني والتمثيل والرسم والمسابقات، بل لأنها تولد داخل الاطفال الشعور بقدرتهم على الإنجاز وتنمي ثقتهم بأنفسهم.

يراعي نهج من طفل الى طفل المبادئ التالية: 

 

1-    أن تراعي الأنشطة والموضوعات التي سيتم تناولها بالبرنامج الجوانب المختلفة لنمو الطفل جسديا ونفسيا واجتماعيا.

2-    أن لا يتم العمل مع الاطفال بمعزل عن الظروف الاجتماعية التي تحيط بهم وتؤثر عليهم ويمكنهم التأثير عليها.

3-    أن تساعد كل الأنشطة التي تمارس أثناء البرنامج على تمكين الاطفال وإكسابهم مهارات العمل الجماعي واتخاذ القرار والتخطيط والتقييم والتواصل.

4-    أن يكون للاطفال دور في كل الأنشطة والخطوات التي يتم اتخاذها أثناء تطبيق البرنامج.

5-    أن تكون الأنشطة جامعة ودامجة لكل فئات الاطفال دون تمييز.

6-    أن تكون كل الخطوات والأنشطة مصدر متعة وسعادة لكل الاطفال و الشباب المشاركين.

7-    أن تركز على اكتساب الاطفال مهارة التعلم أكثر من التركيز على تلقين المعلومات.

ادوار المنشطين العاملين بنهج من طفل الى طفل:

  1. تنشيط عملية التعلم أثناء اللقاءات و ذلك من خلال طرح الاسئلة و مساعدة الاطفال على التفاعل مع اجابات بعضهم البعض و تشجيعهم على طرح اسئلتهم و تطوير هذه الاسئلة كى تكون خطة عمل لجمع معلومات.
  2.  تفعيل مشاركة الأطفال من خلال ضمان مشاركة كل الاطفال الحاضرين فى المناقشات و تشجيعهم على ابداء ارائهم, و توزيع المسئوليات بشكل يضمن لكل طفل مشارك القيام بدور.
  3. حماية الأطفال من المخاطر بداية من توفير مكان آمن للقاءات مرورا بحمايتهم من مقاطعة بعضهم البعض اثناء الحيث او الاستهزاء ببعض الاراء, و ضمان ان المشاركة بالبرنامج لا تحرمهم من القيام بادوارهم كطلبة مدارس او افراد اسر و اخيرا حمايتهم من القيام بمبادرات تعرضهم للخطر.
  4.  ضمان صحة المعلومات التى يتعاملون معها و ارشادهم الى مصادر معلومات متنوعة و مساعدتهم على نقد المعلومات التى جمعوها.
  5. تهيئة المجتمع المحلى فعند قيام الاطفال بانشطة لها طابع الاحتكاك بالكبار داخل المجنمع على المنشط ضمان أن مثل هذه الانشطة لن تعرض الاطفال للاستهزاء او الاستنكار من قبل المجتمع المحلى و ان هذا المجتمع سيقدم الحد الادنى من التعاون مع الاطفال لانجاح عملهم.

 علامات الخطر فى اداء المنشط:

كثيرا ما يعتقد المسؤلون و العاملون الميدانيون ان مجرد اتباعهم الخطوات الست يعنى انهم يطبقون نهج من طفل الى طفل. و إليك هذه العلامات و المؤشرات التى اذا ما لاحظتها اثناء لقاء تك مع الأطفال فتأكد أن ما يطبق ليس النهج و انما اسلوب تعليمى تقليدى غير الخطوات ست:

1. المنشط هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في اللقاء ، والبرنامج المقرر هو مرجعه الوحيد في أغلب الأحيان .
2. المنشط هو مركز الفعل ويحتكر معظم وقت اللقاء والأطفال خاملون .
3. نادرا ما يبتعد المنشط عن السبورة .
4. يعتمد المنشط على عدد محدود من الأطفال ، يوجه إليهم أسئلته دائما لإنقاذ الموقف والإجابة عن السؤال الصعب .
5. المنشط مغرم بإصدار الأحكام والتعليقات المحبطة لمن يجيبون بطريقة تختلف عما يفكر فيه ، والمعيقة للتفكير في ما هو أبعد من الإجابة الوحيدة أو الظاهرة .
6. المنشط لا يتقبل الأفكار الغريبة أو الأسئلة الخارجة عن موضوع اللقاء .
7. معظم أسئلة المنشط من النوع الذي يحتاج الى تذكر المعلومات او الاجابة بنعم أو لا .
8. نادرا ما يسأل المنشط أسئلة تبدأ بكيف ؟ ولماذا ؟ وماذا لو؟ وما هى تداعيات—
9. أحيانا يتعرض الطفل  للسخرية  على التساؤل يطرحه, وخصوصا اذا ما اعتقد المنشط ان ما يسأل عنه الطفل بديهى.
10. تفضيل المنشط للطفل الذكي وعدم تفضيله للطفل المبتكر.
11. اتجاه المنشط نحو مكافأة الأطفال الذين يبدون سلوك الطاعة والإذعان والمسايرة .
12. نادرا ما يعتمد المنشط على أساليب حديثة لتوصيل المعلومات كأسلوب البحث والاستقصاء والنقاش .

pop_logo
help_logo
hawai
pop_logo