–   مرض التوحد هو مرض يصيب الأطفال قبل سن ثلاث سنوات، ونعم له علاقة مباشرة مع السلوك حيث تكون لدى الطفل صعوبة في تكوين علاقات اجتماعية، ولا تكون لديه القدرة على تحسين لغة التخاطب، وتطوير سلوكه وعاداته. مريض التوحد يصعب عليه تكوين علاقات حميمة مع أهله ومن حوله لأنه لا ينظر إلى العين بشكل مباشر حين تتم مخاطبته، ولا يستطيع عمل صداقات مع الآخرين من أقرانه، لا يحب ان يشارك أحد في اللعب معه لأنه لا يشعر بوجود الآخرين حوله من أطفال أو ذويه.

٭ متى اكتشف مرض التوحد  ومن هو العالم الذي اكتشفه؟

–   الذي اكتشفه يدعى ليوكانر وكان ذلك عام 1943م وهو الذي أطلق عليه اسم التوحد. أما هانس اسبرقر وجد حالة مشابهة لمرض التوحد ولكن لديهم ذكاء نوعاً ما وكان ذلك عام 1944م.

٭ ما هي أعراض مرض التوحد، وما هي نسبة حدوثه لدى الأطفال وهل تختلف النسبة بين الاناث والذكور؟

– تبدأ لأعراض تدريجياً بعد السنة الأولى ولكن البعض منهم يبدأون بالتراجع من سن 3-4، وذكر الدكتور ليوكانر بأن الأعراض قد تبدأ من سن الرضاعة.

وتبلغ نسبة التوحد، لكل 4 ذكور 1 اناث، ونسبة حدوثه 6 بالألف.. وتبلغ نسبة المصابين بتأخر عقلي من مرضى التوحد 70٪، ويعاني البعض من الصرع بنسبة 25٪.

٭ ما هو السلوك المتوقع من مريض التوحد؟

–   طفل التوحد لا يحب ان يمسك أحد ما بيده ولا حتى يعانقه ولا يستجيب لأي نداء ولا يرفع وجهه ليرى وجه المتحدث ولا يحب ان يغير ترتيب أو لون أو ملابس أو أي شيء من البيئة المحيطة به وهو يضحك فجأة بلا سبب، ولديهم زيادة غير طبيعية في النشاط. يميلون إلى الروتين في حياتهم ويتضح هذا في تكرارهم لسلوك معين بشكل روتيني. فهم يلعبون بشكل روتيني ومتواصل ولا يستفيدون من هذا اللعب لأنه لا يوجد لديهم خيال. نلاحظ ان مرضى التوحد لديهم سلوك عدواني أحياناً لدرجة أنهم من الممكن ان يجرحوا أنفسهم بالعض وغيره.

٭ ما هي طرق التواصل المستخدمة لدى مريض التوحد؟

–   إذا أراد طفل التوحد على سبيل المثال شيء ما فهو لا يتحدث إلى أمه بشكل مباشر أو يشير إليه بل يضع يد أمه على الشيء الذي يريده بدون كلام.

٭ هل يعاني مرضى التوحد من اعاقات سمعية؟

–   يعتقد الكثيرين بأن أطفال التوحد لا يستطيعون السمع ولكن بالعكس بعد الفحص اتضح بأن سمعهم طبيعي ولكن التركيز لديهم ضعيف.

٭ هل تتفاوت فترات النوم لديهم أم ان هناك روتين معين لوقت النوم لدى مرضى التوحد؟

–   ليس لديهم فترات نوم محددة، بل يكون نومهم متقطعاً وغير متزن فهم على الأغلب يستيقظون وينامون في الليلة أكثر من مرة.

٭ هل هناك سلوك أو ردة فعل معينة لمريض التوحد عند تعرضه للأذى مثلاً كالسقوط أو الحرق؟

–   نعم تكون هناك ردة فعل بالبكاء والصراخ عند الشعور بالألم، ولكن المخيف ان مريض التوحد لا يشعر بالخطر المحيط به حيث انه من الممكن ان يضع يده في النار لتحرقه ولا يشعر ان هذا خطأ، وقد يعبر الطريق بدون ان يحس بالخوف من خطر الاصطدام بسيارة أو أي مركبة متحركة. وهم للأسف لا يتعلمون من أخطائهم.

٭ هل هناك أنواع لمرض التوحد؟

– نعم يوجد عدة أنواع من مرض التوحد منها:

النوع الأول: الذي تم ذكره.

النوع الثاني: يسمى سفانت (Savant) ويتميز هذا النوع من مرض التوحد بقدرة وتفوقه على العد في الرياضيات وتفوقه في تقليد النوتات الموسيقية أو غناء المقاطع أو الأغاني التي يسمعها ويطبقها في بعض الأحيان أفضل من الموسيقى نفسه. ولكنه في بقية أمور الحياة الأخرى معاق اعاقة شديدة.

النوع الثالث: ويسمى طيف التوحد، وتكون الاعاقة معممة ولكن ذكاءهم طبيعي، أما عن السلوك فهم يرفضون التحدث مع الآخرين، وليس لديهم قدرة على التركيز.

النوع الرابع: من مرض التوحد وهو مرض يصيب الاناث فقط ويسمى متلازمة رت (Rett Syndrome). ويتميز هذا المرض بأن المرضى يكونون طبيعيين في البداية وفجأة يصابون بتأخر عقلي، وعادة ما نلاحظ صغر رأس المريضة المصابة يصاحبه عادة عض الأيدي مع تحريكها بشكل غير طبيعي، بالإضافة إلى تعرضهم إلى نوبات صرع وتكون فترات النوم لديهم غير كافية.

٭ ما هي النسبة المتوقعة للمصابين بهذا المرض؟

–   تتراوح النسبة من 10000- 15000 من المصابين بهذا المرض في العالم وفي الغالب تكون النسبة الغالبة من الاناث.

٭ هل هناك أمراض مشابهة في أعراضها لمرض التوحد، ما هي وما هي أسباب الإصابة بمرض التوحد؟

– هناك الكثير من الأمراض تشبه في أعراضها مرض التوحد منها:

المرض الأول ويسمى تيبوروس سكلروسيس (Tuperous Sclerosis) وهو تكلس يحدث في المخ، أما الثاني فيسمى (Untreated PKU) والثالث يسمى (Angel man Syndrome) وهناك الكثير منها.

وتعزو أسباب الإصابة بمرض التوحد إلى وجود عدة مورثات مع عوامل بيئية، حيث ينتج مرض التوحد عن تغير في تكوين الكروموسومات وخاصة في الكروموسوم رقم 15. وتلعب الوراثة دوراً فعالاً جداً في الإصابة بمرض التوحد حيث ان 60٪ من التوائم المتطابقة ويطلق عليهم التوائم الحقيقية (وهم التوائم المنقسمين من بويضة واحدة) يصابون بمرض التوحد، أما بالنسبة للتوائم غير المتطابقة فنجد أنهم يصابون بمرض التوحد بنسبة 4,5٪.

أما عن العوامل البيئية فنجد انه عند إصابة المرأة الحامل بالحصبة الألمانية قد يكون سبب في إصابة الطفل بمرض التوحد أو عند تناولها لعقاقير مثل Valproic Acid، وعقار Thalidomide.

٭ ما هي نسبة إصابة طفل آخر في العائلة ا لتي لديها تاريخ بالإصابة بمرض التوحد؟

– هناك احتمال تكرار إصابة طفل آخر بمرض التوحد بنسبة 75٪ لعائلة أصيب أحد أطفالها بمرض التوحد سابقاً.

٭ هل يستطيع الكشف المبكر أثناء الحمل المساهمة في الحد من الإصابة بمرض التوحد أو علاجه في وقت مبكر؟

– لا يمكن للفحص المبكر أثناء الحمل اكتشاف وجود مرض التوحد لدى الجنين، ولكن الفحص المبكر والتعليم المبكر للطفل المريض يساعد المريض بشكل فعّال ليكون سلوكه أفضل حالاً.

متلازمة أسبرجر

 هى إحدى إعاقات مجموعة اضطرابات النمو ذات الأصول التكوينية البنيوية والخلقية الولادية أي أنها تكون موجودة عند الميلاد ولكنها لا تنكشف مبكرا بل بعد فترة نمو عادي على معظم محاور النمو قد تمتد إلى 4 -6 سنوات وتصيب الأطفال ذوي الذكاء العادي أو العالي ونادرا ما يصاحبها تخلف عقلي وبدون تأخر في النمو اللغوي أو المعرفي وتتميز بقصور كيفي واضح في القدرة على التواصل الاجتماعي مع سلوكيات شاذة واهتمامات محدودة غير عادية وغياب القدرة على التواصل غير اللفظي وعن التعبير عن العواطف والمشاعر والانفعالات والمشاركة الوجدانية.
ومن حيث مدى انتشارها فإنه بسبب حداثة اكتشافها وغموض بعض جوانبها مثل العوامل المسببة وصعوبة تشخيصها والتشابه الكبير بينها وبين بعض الإعاقات الأخرى لمجموعة اضطرابات النمو ولا يوجد إحصاءات حتى الآن عن مدى انتشارها ولكن التقديرات المبدئية تشير إلى وجود 3-4 حالات من بين كل ألف ولادة حية كما أنها تنتشر أكثر بين الذكور عنها عن الاناث بنسبة 10 إلى 1 .

خصائص وأعراض الاسبرجر:

كما هو الوضع في أعاقة التوحد فإن أعراض أعاقة الاسبرجر متعددة ومتنوعة وتختلف من فرد إلى أخر ومن النادر ان نجد طفلين من أطفال الاسبرجر متشابهين تماما وقد لاحظنا إن كافة الأعراض المختلفة التالية يمكن أن توجد في حالات مختلفة وليس في فرد واحد:
• غرابة أو شذوذ في العلاقات الاجتماعية التي غالبا ما تكون فجة غلظة سمجة خرقاء إذا ما قورنت بعلاقة الأطفال العاديين.
• السذاجة وسلامة النية.
• عادة ما يكون الفرد المصاب غير مدرك او متفهم لمشاعر الآخرين .
• العجز عن البدء والاستمرار في حديث متبادل بشكل طبيعي متصف بالأخذ والعطاء مع الآخرين .
• سريع الانزعاج بسبب أي تغير في الحياة أو الأعمال الروتينية أو التقلب أو التحول أو الانفعال بتغيير المكان أو برامج النشاط اليومي .
• منطلق في حديثه ولكنه حرفي يتمسك بالمعنى اللفظي الحرفي المباشر للكلمة أو الجملة في حديثة مع الآخرين .
• غالبا ما تدور أحاديثه واهتماماته عن موضوعات محدودة .
• فائق الحساسية للأصوات العالية والضوء القوي والروائح النفاذة .
• شذوذ في حركاته وتحركاته في مزاولة الأنشطة الرياضية.
• يتمتع بذاكرة قوية لأدق التفاصيل.
• يعاني من صعوبات في النوم وتناول الطعام.
• يجد صعوبة في فهم ما يقرأه أو يسمعه.
• يستخدم تواصل غير لفظي أو معايير وجه غير مناسبة أو مستساغة.
• يستخدم في حديثة أنماط لفظية غير عادية تتميز بالتكرار الممل أو تعليقات عنيفة أو غير مناسبة للموقف.
• في كلامه مط او تطويل في نطق الألفاظ مع لهجة متكلفة رسمية .
• متحدث دائما بصوت مرتفع مطرد النغم أو النسق montonous على وتيرة واحدة.
• في سياق حديثة لا يهدأ جسمه عن الحركة فهو كثير التملل والاهتزاز والقلق واستعمال يديه أو الخطو إلى الأمام أو الخلف أو الجانب وخاصة عندما يكون في حالة اهتمام وتركيز.
• غياب القدرة على تفهم الآخرين أو وضع نفسه مكانهم.
• يستحيل علية تكوين صداقات وإذا تكونت تكون لفترة قصيرة ولذلك فهو دائما يعاني من الوحدة أو العزلة.
• كثيرا ما يستغرق في موضوعات محدودة تدور في أطار ضيق لا يحاول تجاوزه (مثل الطقس _ قنوات التلفزيون _ الخرائط الجغرافية)
• المعاناة من صعوبات في الإدراك أللمسي والتآزر النفس حركي والإدراك المكاني والتخيل الفراغي أو التفكير المجرد.
وهذه الخصائص لا تظهر جميعا في فرد واحد ولكنها تختلف من فرد لأخر .

اكتشاف متلازمة الاسبرجر
من المصادفات العجيبة التي من النادر حدوثها انه في نفس الفترة الزمنية التي أكتشف فيها العالم الأمريكي كانز ظاهرة التوحد عام 43 في أحد عشر طفلا من الأطفال الذين كان يتعامل معهم في الولايات المتحدة كان العالم النمساوي hans asperger الذي لم يكن له أي معرفة بالعالم الأمريكي ولا يوجد أي أنصال بينهم قد أكتشف في ضاحية من ضواحي فينا حالات لا تختلف كثيرا عن حالات كانز لم يسبق إن عرفت في تاريخ طب الطفولة أو علم النفس أو الطب النفسي عندما أكتشف كل من كانر وأسبرجر حالاتهما التي كان بينهما الكثير من نواحي الشبة من جهة والاختلاف من جهة أخرى.

pop_logo
help_logo
hawai
pop_logo