الالتهاب الكبدى الفيروسى “سى” هو مشكلة طبية عالمية فقد دلت الاحصائيات أن أكثر من 300 مليون شخص يعانوا من الالتهاب الكبدى الفيروسى “سى” على مستوى العالم. الالتهاب الكبدى الفيروسى “سى” هو مشكلة طبية قومية فى مصر حيث يعانى منه ما يقرب من 20% من الشعب المصرى أى حوالى 15 مليون مريض. هذا المرض يتوغل فى المريض ببطء ويكتشف غالبا بالصدفة, يضعف من حيوية الجسم وعلاجه صعب. الطرق المعتادة للعلاج باهظة الثمن ذات آثار جانبية شديدة وفعالية منخفضة. فى الكثير من الأحيان يؤدى هذا المرض الى مضاعفات متمثلة فى تليف الكبد(20-25 % من المرضى)، الاستسقاء، سرطان الكبد(5 % من المرضى) وفى النهاية هبوط وظائف الكبد.

ان الالتهاب الكبدى الفيروسى “سى” ليس مشكلة مرضية فقط بل هو أيضا مشكلة اقتصادية نظرا لقلة العمل والانتاج وفداحة تكاليف العلاج التقليدى. كما أنه مشكلة نفسية للمريض حيث يشعر أنه يعانى من مشكلة مزمنة صعب علاجها، وينعكس هذا اجتماعيا من خلال علاقة المريض بأسرته وزملائه.

ما هو الهدف من العلاج؟

الهدف من العلاج هو أن تعود وظائف الكبد الى طبيعتها وألا تتأثر بوجود الفيروس. طبعا اذا تم القضاء نهائيا على الفيروس فهذا شىء رائع ولكن هذا لا يحدث فى كل الحالات فيبقى هدفنا الأساسى فى كل الحالات هو تحسن وظائف الكبد الى الوضع الطبيعى.

ماذا يعنى تحسن وظائف الكبد الى الوضع الطبيعى؟

يعنى هذا اما عدم وجود الفيروس أو فى حالة وجوده فانه يصبح عديم الفعالية حيث أنه لم يستطع أن يؤثر على قيام الكبد بوظائفه الطبيعية.

ما هي طريقة عمل الأوزون الطبي في علاج الالتهاب الكبدي الفيروسي ؟

إن الأوزون يعمل بالنسبة للفيروسات على محورين أساسيين : المحور الأول:  هو رفع درجة مناعة الجسم عن طريق زيادة إفراز مادة الانترفيرون الطبيعية من جسم الإنسان وزيادة إفراز مادة الانترليوكين 2  وغيرها من المواد التي ترفع وتزيد القدرة المناعية عند الإنسان .. وبالتالي فإن قدرة الجسم على مقاومة الفيروسات وتدميرها تصبح عالية جداً .

أما المحور الثاني : فهو أكسدة النتوءات الخارجية للفيروس ومكان اتصاله بخلية الجسم وبالتالي يعمل هذا على تثبيط الفيروس والحد من فعاليته وتقليل قدرته على التكاثر ويصبح الفيروس طبقا سائغاً شهياً لمناعة الجسم لكي تقضى عليه وتدمره ومما سبق يتضح أن طريقة عمل الأوزون لا تتقيد بنوع معين من الفيروسات التي تصيب الجسم .

  ما هو انعكاس العلاج بالأوزون على حالة المريض؟

الأوزون يعمل على تحسن الحالة العامة لمرضى الالتهاب الكبدى الفيروسى “سى”  بدرجة كبيرة فان المريض الملازم للفراش بعد جلسات الأوزون ممكن أن يعود الى عمله وعلاوة على تحسن الحالة العامة فان الأوزون الطبى يحدث تحسن كبير فى وظائف الكبد على محاور متعددة:

  • فى حالات الالتهاب الكبدى الفيروسى “سى” تزداد نسبة الصفراء فى الدم نتيجة التهاب القنوات المرارية المصحوب بتورم والذى يعمل على ضيق القنوات المرارية واحتجاز الصفراء لتزداد نسبتها فى الدم. والأوزون هو مضاد للالتهاب ويزيل التورم عن طريق تنشيط الدورة الدموية مما يؤدى الى تقليل نسبة الصفراء فى الدم وعودتها الى مستواها الطبيعى.
  • الالتهاب الكبدى الفيروسى “سى” يعمل على تكسير خلايا الكبد المصابة وبالتبعية فانها تطلق ما بداخلها من انزيمات فى الدم وينعكس هذا على تحليل الدم الذى يوضح زيادة كبيرة فى نسبة الانزيمات. والأوزون يعمل على حماية الخلايا الكبدية مما يؤدى الى عودة نسبة انزيمات الكبد فى الدم الى طبيعتها.
  • أيضا فى حالات الالتهاب الكبدى الفيروسى “سى” تتأثر وظيفة الكبد البنائية وبالتالى فان افراز الكبد من البروتين “الألبيومين” يقل مما يؤدى الى تورم بالقدمين وتجمع مائى بالبطن “الاستسقاء” حيث أن هذا البروتين هو المسؤل عن الاحتفاظ بسوائل الجسم داخل الأوعية الدموية ويمنع رشحها الى الأنسجة. وأيضا نتيجة ضعف وظيفة الكبد البنائية فانه يقل افراز مادة البروثرومبين وهى هامة لتجلط الدم وتكون نتيجة ذلك نزف من الأنف أو اللثة. والأوزون ينشط الكبد بطريقة طبيعية ويحسن وظائفه بما فيها الوظيفة البنائية فيعود مستوى الألبيومين والبروثرمبين الى الوضع الطبيعى وبالتالى يزول الاستسقاء وتورم القدمين ويمتنع النزف من الأنف أو اللثة.

والخلاصة أن الأوزون الطبى يحسن جميع وظائف الكبد بطريقة رائعة وسريعة وفعالة.

واذا كانت النتيجة هى هذا التحسن الكبير فى وظائف الكبد فهذا هو الهدف سواء اختفى الفيروس أم لا. صحيح أن الدراسات أثبتت أنه فى 40% من الحالات تكون نتيجة العد الكمى الفيروسى سلبية بعد 6 أشهر من العلاج مع تحسن كبير فى وظائف الكبد, ولكنه فى باقى الحالات التى لا يختفى فيها الفيروس يكون التحسن الكبير فى وظائف الكبد دليل على أن هذا الفيروس لم يستطع أن يؤثر على الكبد و أصبح قليل الأهمية أو كامن.

متى يمكن استخدام العلاج بالأوزون فى حالات الالتهاب الكبدى الفيروسى؟

العلاج بالأوزون هو علاج آمن وفعال دون آثار جانبية وليس عقار ومن ثم يمكن استخدامه فى العلاج فى أى مرحلة مرضية ويمكن استخدامه وحده (فى الحالات التى لا يجدى فيها العلاج المعتاد) أو مع العلاج التقليدى. يمكن استخدامه وحده فى بداية حدوث المرض ويمكن استخدامه مع العلاج الكيميائى المعتاد حيث يزيد من فعالته ويقلل من آثاره الجانبية (وهذا هام للغاية نظرا لعنف الآثار الجانبية للعلاج المعتاد) كما يمكن استخدامه للعلاج فى حالة وجود مضاعفات مثل الاستسقاء وتليف الكبد. وفى الحالة الأخيرة (وجود مضاعفات) فان يمنع اعطاء العلاج التقليدى وكل ما يستطيعه الطبيب هو أن يوصف للمريض بعض الفيتامينات ومدرات البول وبعض مدعمات الكبد وهى كلها عقاقير دورها ثانوى وليست علاج للفيروس أو وظائف الكبد، وهنا يأتى الدور الرائع للأوزون فيصبح علاجا أساسيا فيعمل على حدوث تحسن كبير فى الحالة العامة ووظائف الكبد, وليس هذا فقط بل يجعل الجسم يستجيب لمدرات البول والتى كان لا يستجيب لها سابقا مما ينعكس ايجابيا على حالة المريض فيزول تورم القدمين ويقل استسقاء البطن.

ما هي طريقة إعطاء جلسات الأوزون ؟

خطة العلاج بالأوزون تختلف باختلاف حالة المرضى .. فإذا كان المريض يعانى من مضاعفات مع الإصابة بالفيروس مثل الاستسقاء وتليف الكبد يتم التعامل معه بإعطائه نسبة قليلة من الأوزون تزداد تدريجيا .. وهناك خطوط عريضة لاستعمال الأوزون في علاج جميع الحالات المرضية .. ففي كل جلسة يتم سحب كمية من دم الشخص المريض وخلطها بمزيج من غازي الأكسجين والأوزون .. وتتراوح هذه الكمية ما بين 100 إلى 150سم3 من الدم ثم تعاد هذه الكمية المخلوطة إلى المريض وهذا يسمى الحقن الذاتي الأكبر أو (الميجور) لضمان سلامة المريض .. أو عن طريق الحقن الشرجي للأوزون بكمية معينة وتركيز معين داخل المريض . وعادة يتضمن العلاج مرحلتين: المرحلة الأولى المكثفة: وذلك على شكل جلسات ثلاث مرات أسبوعيا ولمدة شهرين يعقبها إعادة تقويم الحالة إكلينيكيا ومعمليا وعلى ضوء هذا التقويم تعتمد المرحلة الثانية بمعدل جلستين أسبوعيا ولفترة تتراوح ما بين ثلاثة أشهر وعشرة أشهر مع متابعة حالة المريض اكلينيكيا ومعمليا.

pop_logo
help_logo
hawai
pop_logo