غاز الأوزون –وكثيرا ما يطلق عليه كلمة الأكسجين المنشط – هو يمثل كيميائيا ب ” أ 3 ” أي أنه الأكسجين النقي ولكن جزيئه يحتوى على ثلاث ذرات من الأكسجين بدلا من ذرتين فقط في الأكسجين الذي نستنشقه على الأرض.
يتولد غاز الأوزون في الطبيعة من تأثير أشعة الشمس الفوق بنفسجية على الأكسجين في طبقات الجو العليا أو تأثير شحنات كهربية عالية مثل البرق على الأكسجين كما يتولد على مستوى البحر من تأثير أمواج البحر على الشاطئ.
غاز الأوزون هام لحياتنا حيث أنه يكون طبقة في الأجواء العليا تحمينا من بعض الموجات الضارة لأشعة الشمس الفوق بنفسجية كما أنه يحمينا في طبقات الجو الدنيا حيث أنه يتحد مع المواد الضارة (الهيدروكربونات ) ويحولها إلى مواد غير ضارة (ثاني أكسيد الكربون والماء ).
غاز الأوزون له استعمالات كثيرة في المجال الطبي وفى تخصصات متعددة. غاز الأوزون مثبط للفيروسات وقاتل للبكتريا والفطريات والطفيليات والخلايا السرطانية، كما أنه ينشط الجهاز المناعي ويرفع من كفاءة وحيوية خلايا وأعضاء الجسم حيث يزيد من نسبة الأكسجين المتاحة للخلايا كما أن الأوزون يقلل الآلام ويهدئ الأعصاب ويساعد على إفراز كثيرا من الإنزيمات الهامة لهمل خلايا الجسم. وإجمالا ممكن القول أن الأوزون يتعامل مع خلايا الجسم الطبيعية حيث ينشطها وذلك بزيادة نسبة الأكسجين المتاحة لها إلى الوضع الأمثل وزيادة طاقتها عن طريق أكسدة المادة الغذائية. وعلى الجانب الآخر فان غاز الأوزون يتعامل مع الخلايا الغير طبيعية ( الفيروسات والبكتيريا والخلايا السرطانية ) بأن يخترقها(حيث لا يحتوى جدارها على إنزيمات خاصة موجودة في الخلايا الطبيعية) ويؤكسدها ويشل فعاليتها.
من المعروف أن الجسم يحول الطعام إلى مواد سكرية وذلك بعمليات التمثيل الغذائي وحتى يستطيع الحصول على الطاقة من هذه المواد السكرية فإنه يحتاج إلى مادة الأنسولين التي يفرزها البنكرياس ، والطاقة المطلوبة هنا هي لازمة لعمل جميع خلايا الجسم فهي ضرورية حتى تستطيع جميع أعضاء الجسم القيام بوظائفها ومريض السكر يعانى من نقص إفراز مادة الأنسولين من البنكرياس ، وبالتالي يؤدى هذا إلى تراكم السكر في الدم وزيادته مع قلة الطاقة المطلوبة لتقوم أعضاء الجسم بوظائفها ، والعلاج في الغالب لهذه الحالات يتم بإعطاء أنسولين دوائي للمريض لتعويض النقص مع النصح بعمل نظام غذائي للمريض لتعويض النقص. وزيادة نسبة السكر في الدم يؤدى إلى خفض المناعة والتهابات الأعصاب الطرفية وضعف في الدورة الدموية في الأطراف مع سهولة حدوث التهابات بكتيرية وبطء التهام الجروح مع ضعف في الحيوية واحتمال حدوث مضاعفات على شكل قروح والتهابات القدم (القدم السكري) والتأثير السلبي على وظائف الكلى والتهابات في الأعصاب الطرفي وإصابة شبكية العين بأضرار وخيمة .
ولكي نعلم كيف يعمل الأوزون على علاج مضاعفات السكر والوقاية منها يتضح ذلك فيما يلي:
· الأوزون يعمل على تنشيط الدورة الدموية في الجسم وخاصة بالنسبة للأطراف وشبكية العين وذلك بأنه يؤكسد الدهون ومادة الكوليسترول التي تعمل على تصلب الشرايين المترسبة على جدران الأوعية الدموية ويحولها إلى مركبات بسيطة يسهل للجسم التخلص منها وبالتالي يعمل على اتساع قطر الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم كما أن الأوزون يعمل على تقليل لزوجة الدم ومنع تراكم الكرات الدموية الحمراء مع بعضها وبالتالي يزيد من معدل سريان الدم. وبالتالي فان شرايين الجسم وأوعيته الدموية تزداد مرونتها.
· الأوزون يزيد من طاقة خلايا الجسم وذلك عن طريق زيادة نسبة الأكسجين في الدم وبالتالي زيادة كمية الأكسجين التي تصل إلى الخلايا وذلك بالإضافة إلى زيادة قدرة الخلايا على الاستفادة من الأكسجين الموجود في كرات الدم الحمراء. وعندما تزداد نسبة الأكسجين في خلايا الجسم تزداد طاقتها ولا يعانى الجسم من أي إجهاد أو إنهاك كما تزداد مناعته ضد الميكروبات وتزداد سرعة التئام الجروح.
· الأوزون هو قاتل للميكروبات والفطريات والطفيليات ومثبط للفيروسات وبالتالي يمنع إصابة الجسم بالميكروبات التي تسبب القروح الملتهبة والقدم السكري وغيرها من الالتهابات البكتيرية.
· الأوزون يرفع المناعة وذلك يتمثل في زيادة إفراز مواد الانترليوكين والانترفيرون وبالتالي يزيد قدرة الجسم كأجسام مناعية وكرات دم بيضاء على قتل الميكروبات والفيروسات.
· الأوزون يعمل على معادلة وأكسدة مخلفات التمثيل الغذائي وأيضا السموم التي تفرزها الميكروبات والفيروسات وبالتالي تصبح غير فعالة ولا يشعر المريض بأي إجهاد أو إنهاك.
وفى النهاية إجمالا يمكن القول بأن الأوزون يفيد مرضى السكر كما يلي:
· يقلل احتياجات المريض من الأنسولين وفى بعض الأحيان لا يحتاج المريض إلى انسولين ويكتفي بأخذ الأقراص. وإذا كان أصلا يعالج بالأقراص فان احتياجه للأقراص يقل وقد يصل الأمر إلى الاستغناء عن الأقراص والاكتفاء فقط بالنظام الغذائي.
· يقلل احتمالات حدوث المضاعفات سواء شبكية العين أو القدم السكري أو التهاب الأعصاب الطرفية (آلام القدمين وقلة الإحساس فيهما) أو تصلب الشرايين …. الخ.
· علاج فعال لمضاعفات مرض السكر السابق الإشارة إليها.
· يعطى مريض السكر الطاقة ويجنبه الإجهاد والإنهاك.
·
ما هي طرق إعطاء الأوزون ؟
· عن طريق سحب كمية من الدم (100 – 150 سنتمتر مكعب) ويضاف إليها غاز الأوزون ثم تعاد مرة أخرى للجسم.
· عن طريق الجلد مثال ذلك جهاز ساونا الأوزون (حيث يدخل المريض كابينة خاصة ورأسه خارجها ثم يعرض جسمه إلى مزيج من بخار الماء والأكسجين وغاز الأوزون )، ومرهم الأوزون، وكيس الأوزون ( حيث يوضع العضو المصاب داخله ثم يمرر عليه غاز الأوزون).
· عن طريق تشرب الأنسجة من خلال أنبوبة إلى الأذن أو الشرج أو المهبل أو قناة مجرى البول.
· شرب الماء بعد تمرير غاز الأوزون فيه.
الأوزون أساسا هو علاج آمن وفعال وطبيعي (حيث أنه في الأساس أكسجين الذي نحيا به) ودون آثار جانبية,
أ.د. محمد نبيل موصوف
أستاذ بقسم التخدير وعلاج الألم ورئيس وحدة العلاج بالأوزون – معهد الأورام القومي – جامعة القاهرة
رئيس الجمعية الطبية المصرية للعلاج بالأوزون والطب التكميلى
البريد الإلكتروني:
E-mail: nabil_mawsouf@yahoo.co.uk
Web: www.netcmc.com