من المعروف أن الجسم يحول الطعام إلى مواد سكرية وذلك بعمليات التمثيل الغذائي وحتى يستطيع الحصول على الطاقة من هذه المواد السكرية فإنه يحتاج إلى مادة الأنسولين التي يفرزها البنكرياس ، والطاقة المطلوبة هنا هي لازمة لعمل جميع خلايا الجسم فهي ضرورية حتى تستطيع جميع أعضاء الجسم القيام بوظائفها ومريض السكر يعانى من نقص إفراز مادة الأنسولين من البنكرياس ، وبالتالي تؤدى إلى تراكم السكر في الدم وزيادته مع قلة الطاقة المطلوبة لتقوم أعضاء الجسم بوظائفها ، والعلاج في الغالب لهذه الحالات يتم بإعطاء أنسولين دوائي للمريض لتعويض النقص مع النصح بعمل نظام غذائي للمريض ، وزيادة نسبة السكر في الدم يؤدى إلى خفض المناعة والتهابات الأعصاب الطرفية وضعف في الدورة الدموية في الأطراف مع سهولة حدوث التهابات بكتيرية وبطء التهام الجروح مع ضعف في الحيوية واحتمال حدوث مضاعفات على شكل قروح والتهابات القدم (القدم السكري) والتأثير السلبي على وظائف الكلى والقلب والشرايين والتهابات في الأعصاب الطرفي وإصابة شبكية العين بأضرار وخيمة .
إصابة الأعصاب:
ارتفاع نسبة السكر في الدم تعمل على تغيير التمثيل الغذائي للخلايا العصبية وتؤدى إلى تقليل الدورة الدموية للأعصاب وبالتالي نقص تغذيتها بالأكسجين والطاقة مما يؤدى إلى هذا التليف في الألياف والخلايا العصبية والتهاب الأعصاب الحسية ، وهذا النوع من التهاب الأعصاب يؤدى إلى فقدان القدرة على الإحساس مما يؤدى إلى تعرض القدم إلى إصابات دون أن يشعر المريض .ونتيجة التهاب الأعصاب الطرفية فان المريض يشعر بسخونة أو دبابيس أو تنميل في القدم وذلك يعتبرا أمرا مزعجا لمريض السكر حيث يسلبه راحته وعندما تحدث القروح في القدم بعد ذلك تكون مصحوبة بتكلسات (جلد ميت) يزيد من الضغط على الأنسجة وبالتالي يزيد من مساحة عمق القروح وتلف الأنسجة . أكثر من نصف المصابين بداء السكر يصابون بأنواع مختلفة من إصابات الأعصاب. أما بالنسبة لإصابة الأعصاب المتصلة بالهضم، فقد يؤدي ذلك إلي حدوث غثيان، قيء، إسهال أو إمساك.
أمراض القلب والأوعية الدموية:
يرفع مرض السكر فرص الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المختلفة بشكل تدريجي.
وتتضمن هذه الأمراض (أمراض الشرايين التاجية، آلام الصدر، الذبحة الصدرية، السكتة الدماغية، ضيق الشرايين، وارتفاع ضغط الدم) . وتحدث أمراض القلب في مريض السكر مبكرا عن غير المصابين بالسكر, خاصة اذا صاحب مرض السكر عوامل خطورة أخري وعلي رأسها التدخين والسمنة وارتفاع ضغط الدم ودهونه. وسبب الإصابة بأمراض الشرايين التاجية هو إصابة الأوعية الدموية الكبري بسبب الارتفاع المزمن لنسبة السكر في الدم مما يؤدي لبعض التفاعلات الداخلية التي تتسبب في زيادة عوامل نمو الأوعية الدموية وزيادة سيتوكاينز والبروستجلاندين مما يؤدي لزيادة سمك جدار الشرايين وانسدادها وقلة سريان الدم خلالها, كذلك مرض إكس أو مايسمي بمرض نقص حساسية الإنسولين ويصيب مرضي السكر من النوع الثاني بالذات المصابين بالسمنة خاصة في منطقة البطن أكثر عرضة للإصابة بأمراض شرايين القلب, بالإضافة لارتفاع ضغط الدم وزيادة الدهون الثلاثية ونقص نسبة الكولستيرول المرتفع الكثافة المفيد. تتعرض الأوعية الدموية للتلف بسبب زيادة تركيز السكر في الدم لفترات طويلة ، وأهم هذه الأوعية هي الشرايين الكبيرة التى تحمل الدم المغذي لعضلة القلب والساقين والمخ والأوعية الدقيقة التي تغذي العين من الخلف بشبكية العين والكليتين ونهايات الأعصاب (الأعصاب بطرف الذراعين والساقين) ونتيجة لتلف هذه الأوعية تتعرض الأعضاء للأذى وتبدأ الشكوى من المتاعب.
الأضرار التي تصيب العين:
الشبكية هي عبارة عن سطح حساس للضوء يوجد بقاع العين فائدته استقبال الضوء الصادر من الأجسام وإرسال إشارات للمخ فتتضح صور الأشياء التى نراها. والتغييرات التي تصيب الشبكية بسبب السكر هي عبارة عن حدوث تمددات بجدران الشعيرات الدموية المغذية لها وقد يحدث نزف بهذه التمددات وخروج رشح من الدم خلالها ، ويزداد الأمر خطورة عند وجود هذه الترشحات بمنطقة البقعة البصرية والتي تختص بأفضل قدرة على الإبصار مما يؤدي إلى ضعف كبير في الرؤية.ومع استمرار تلف الشعيرات بتقطع وصول الدم عن أجزاء من الشبكية يبدأ حينئذ الجسم بتكوين أوعية دموية جديدة إلا أن هذه الأوعية ليست ذات فائدة نتيجة لضعفها وقابليتها للتمزق. كما أن هذه الأوعية الجديدة قد تتمدد وتنمو في اتجاه السائل الزجاجي والذي نرى من خلاله وتتراكم في تجويف السائل الزجاجي عند تسرب الدم من هذه الأوعية. الجدير بالذكر أن مريض السكري بشكل عام أكثر عرضة من غيره لأمراض العيون الأخرى مثل الماء الأبيض وهو عتامة عدسة العين والذي يتطور بسرعة عند مرضى السكري. كذلك هناك علاقة وطيدة بين السكري والجلوكوما (الماء الأزرق) وهو إرتفاع ضغط العين الداخلي
القدم السكرى:
القدم السكري علامة مميزة لإصابة الإنسان بمتاعب صحية في القدم والتي تبدأ على شكل التهاب بسيط أو تدريجي مع مرور الوقت ثم يتحول إلى قرحة أو أكثر تزداد عمقا واتساعا ما تآكل أنسجة القدم ونزداد شدة الالتهابات وقد يكون مصحوبا بصديد وقد يتطور إلى أن يصبح (غرغرينا) وهنا تحدث المشكلة لأن التدخل الجراحي يكون قد أصبح الحل اللازم وهذا معناه التدخل لبتر القدم وهناك عدة عوامل تؤدى إلى الإصابة بالقدم السكري منها الالتهاب في الأعصاب الطرفية ، ضعف الدورة الدموية في القدمين ، وحدوث ترسبات دهنية في الأوعية الدموية ارتفاع نسبة السكر في الدم وبالتالي ضعف القدرة على التصدي للميكروبات.
إصابة الكلى:
تقوم الكلى بعملية تصفية لفضلات الطعام في الدم وتحديدها وإخراجها في البول وذلك عن طريق ملايين من الأوعية الدموية الدقيقة. ولكن قد يؤدي مرض السكر إلي إصابة ضعف الدورة الدمية بهذه الأوعية الدقيقة مما يؤدى الى تدمير نسيج الكلية وقد يصل الأمر الى فشل كلوى.
اضطرابات الأداء الجنسي لدى مرضى السكري
واحدة من الحقائق الطبية، هي أن ثمة احتمالات عالية لإصابة مرضى السكري من الرجال والنساء باضطرابات في الأداء الجنسي، خاصة من ناحيتي ضعف الانتصاب وتدني الرغبة في ممارسة الجنس وذلك باعتبارها واحدة من اضطرابات شرايين الجسم التي ليست بالضرورة تقتصر على الشرايين اللازمة لإتمام الأداء الجنسي، بل شرايين الجسم كله، من قلب ودماغ وأطراف. وأيضاً الالتفات إليها باعتبار أن ثمة اضطرابات هرمونية مُصاحبة تتطلب التعامل الطبي مع غدد وأجزاء من دماغ الإنسان وجهازه العصبي المركزي وا لطرفي.
كبف يعمل الأوزون فى العلاج:
الأوزون معروف عنه أنه قاتل قوى للبكتريا والميكروبات حيث تهاجم درة الأكسجين المنفردة والتي تتولد من تحلل جزئي الأوزون ثلاثي الذرة إلى جزئي أكسجين + ذرة أكسجين منفردة تهاجم جدار الميكروب وهو من مادة الفوسفوليبد وتؤكسده وتجعله يتحلل وبالتالي يموت الميكروب ومن ناحية أخرى فالأوزون يوفر جوا غنيا بالأكسجين يجعل الميكروبات اللاهوائية تموت وهذا يجعل الجسم يسيطر على الالتهابات أيضا الأوزون يرفع مناعة الجسم ويزيد من إفرازه لمادة الانترفيرون الطبيعي ومادة الانترلوكين وهذا يؤدى إلى سيطرة الجسم على الالتهابات أيضا الأوزون يحسن الدورة الدموية وذلك عن طريق منع تراكم الكرات الدموية الحمراء وتجمعها ، وكل ذلك يؤدى إلى سرعة سريان الدم في الأنسجة وبالتالي يحسن نسبة الأكسجين المتاح للخلايا وبالتالي زيادة طاقة الخلايا تحسن أداء وظائفها وذلك هو علاج ضعف الدورة الدموية في الأطراف وسائر أعضاء الجسم. ،أيضا الأوزون يعالج التهابات الأعصاب الطرفية كذلك تنشيط التمثيل الغذائي في الجسم وبالتالي يقلل من نسبة السكر في الدم ولا يوفر للميكروب وسطا صالحا لنموه ويعمل على توازن كيميائية الدم إلى الوضع الأمثل أيضا الأوزون ينشط البنكرياس لأداء وظائفه وزيادة نسبة الأكسجين التي يفرزها وذلك عن طريق زيادة نسبة الأكسجين في الخلايا إلى الوضع الطبيعي وتنشيط التمثيل الغذائي وتكون النتيجة هي السيطرة على مرض السكر نتيجة زيادة الأنسولين في الجسم وقد ثبت علميا من خلال الأبحاث المنشورة أن العلاج بالأوزون يجنب المريض الحاجة لدخول المستشفى.
ويمكن اجمالا تلخيص مشاكل مضاعفات مرض السكر على أربعة محاور أولا ضعف الدورة الدمية بالشرايين والشعيرات بأعضاء الجسم المختلفة وثانيا سهولة الاصابة بالميكروبات مما يؤدى الى التهابات متعددة بالجسم وعلى رأسها قروح الجلد المتقيحة والقدم السكرى صعبة الالتئام وثالثا ضعف مناعة الجسم وقلة قدرته على التصدى للميكروبات ورابعا ضعف التمثيل الغذائى وبالتالى قلة حيوية الجسم وخلاياه. والأوزون يتصدى لكل هذه الأسباب حيث يحسن الدورة الدموية بطريقة رائع وفعالة وهو قاتل فعال للميكروبات كما يعمل على تنشيط مناعة الجسم عن طريق افراز الانترلوكينات والسيتوكينات والأنترفيرونات. بالاضافة الى ما سبق فان الأوزون ينشط التمثيل الغذائى عن طريق تنشيط افراز البنكرياس من ناحية وتنشيط التفاعلات الكيميائية بالجسم (دورة كربس وزيادة مادة ال ATP) مما يزيد من طاقة الخلية.
وتكون المحصلة هى علاج كل المسببات التى تؤدى الى حدوث مضاعفات لمرضى السكر وبالتالى علاج هذه المضاعفات ولكن من المهم استمرار العلاج بالطب الحديث الى جانب العلاج بالأوزون.
ملحوظة:
إن المصريين كانت لهم الريادة في اكتشاف السكر فقد اكتشفت برديات منذ عام1550 قبل الميلاد والتي تذكر أعراض الإصابة بمرض السكر,
أ.د. محمد نبيل موصوف
أستاذ بقسم التخدير وعلاج الألم ورئيس وحدة العلاج بالأوزون – معهد الأورام القومي – جامعة القاهرة
رئيس الجمعية الطبية المصرية للعلاج بالأوزون والطب التكميلى