ما هي فيروسات الكبد ؟

يوما بعد يوم يكتشف الجديد من الفيروسات الكبدية . . وحتى الآن عرفنا فيروس إيه وبي وسى ودى وإى وإف .. ومن المتوقع اكتشاف أنواع أكثر من هذه الفيروسات ومن المعلوم أن الفيروس قادر على تغيير صفاته من وقت لآخر ولذلك فإنه ليس من الغريب معرفة العديد والعديد من الفيروسات ويعتبر فيروس (إيه) اقل الفيروسات الكبدية ضررا على صحة الإنسان نظرا لأن حالات الشفاء منه عالية نسبيا ومضاعفاته قليلة نسبيا والعدوى به  تحدث من خلال تناول الأطعمة الملوثة وليس عن طريق الدم . أما بقية الفيروسات فضررها عال نسبيا بالمقارنة بالفيروس (إيه) واحتمال تسببها في حدوث التهاب كبدي مزمن هو احتمال كبير .. والحالة المزمنة تعمل تدريجا على إضعاف الكبد وتعرضه للتليف وضعف وظائفه وتزيد من فرصة تحول الفيروس من نوع إلى أنواع أخرى .. وكذلك تشير الحالة المزمنة إلى إمكانية حدوث أورام الكبد السرطانية.

وهذه الفيروسات كانت موجودة في الأزمنة الماضية ولكن تعددها وتشعبها من الممكن أن يعود إلى بعض العوامل : منها تطور العلم الحديث والأجهزة المعملية وقدرتها على اكتشاف الأمراض وأسبابها .. أيضا زيادة متوسط عمر الإنسان نتيجة لتطور العلم الحديث وقدرته على مقاومة الأمراض أدى إلى تفاعلات جديدة بين جسم الإنسان والفيروس الأمر الذي يجعل الفيروس يطور نفسه ويعدل من خصائصه كذلك مواجهة المرض بالأدوية والتقنيات الحديثة تجعل الفيروس يطور نفسه لمواجهة الأساليب العلاجية الحديثة .

وهناك بعض الفيروسات مثل فيروس بي يمكنه أن ينتقل من شخص إلى آخر أثناء المعاشرة الزوجية وبالتالي من الأفضل استخدام الواقي الذكرى .. أما باقي أنواع الفيروسات فما زالت هناك مناقشات بخصوص انتقالها بين مؤيد ومعارض .

ما هو الأوزون ؟

الأوزون  غاز كثيرا ما يطلق عليه كلمة الأكسجين النشط وهو يمثل كيميائيا بـ (أ3) أي أنه الأكسجين النقي ولكن جزيئه يحتوي على ثلاث ذرات من الأكسجين بدلا من ذرتين فقط من الأكسجين الذي نستنشقه على الأرض .

ما هي أهمية غاز الأوزون في الطب ؟

غاز الأوزون مهم في مجال الطب حيث إن له استعمالات كثيرة فهو قاتل للفيروسات والبكتيريا والفطريات والطفيليات والخلايا السرطانية كما أنه ينشط الجهاز المناعي ويرفع من كفاءة وحيوية خلايا وأعضاء الجسم حيث يزيد من نسبة الأكسجين المتاح للخلايا كما أن الأوزون يقلل الآلام ويهدئ الأعصاب ويساعد على إفراز كثير من الأنزيمات المهمة لنشاط خلايا الجسم . و غاز الأوزون بدأ استخدامه في العلاج عام 1870 لأول مرة وذلك في ألمانيا على يد العالم (ليندر) فيما وصف بتنقية الدم ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن تم إنتاج كم ضخم من الأبحاث العلمية في هذا المجال .

و أهم الحالات المرضية التي يعالجها الأوزون هي : بعض الأمراض الفيروسية مثل الالتهاب الكبدي الفيروسي والإيدز ، و بعض الأمراض الناشئة عن اضطرابات المناعة أو التمثيل الغذائي في الجسم مثل الأمراض الروماتيزمية والروماتويد وتصلب الشرايين وزيادة الكولسترول والسمنة المفرطة وبعض الأمراض البكترية مثل قروح والتهابات الجلد والحروق الملوثة والقدم السكري .. أيضا يعالج الأوزون بعض الأورام الخبيثة مثل أورام المبيض والدم ومن المهم معرفة أن الأوزون له دور فعال في علاج حالات التوتر والإجهاد والإنهاك المصاحب للحياة العصرية بأعبائها مع التعرض للكثير من ملوثات البيئة .

ما هو دور الأوزون بصفة عامة ؟

الأوزون بصفة عامة يزيد من حيوية الجسم ويحسن أداء وظائف أجهزة الجسم المختلفة ويشعره بالحيوية العالية والإقبال على الحياة كما يقوى مناعة الجسم ضد الأمراض ،وهناك دراسات على الرياضيين تقول إنهم بعدما استخدموا الأوزون زادت نسبة نشاطهم بمقدار 10% عما قبل استخدام الأوزون .

ما هي طريقة عمل الأوزون الطبي في علاج الالتهاب الكبدي الفيروسي ؟ وهل الأوزون يستطيع علاج جميع الفيروسات الكبدية ؟

إن الأوزون يعمل بالنسبة للفيروسات على محورين أساسيين : المحور الأول:  هو رفع درجة مناعة الجسم عن طريق زيادة إفراز مادة الانترفيرون الطبيعية من جسم الإنسان وزيادة إفراز مادة الانترليوكين 2  وغيرها من المواد التي ترفع وتزيد القدرة المناعية عند الإنسان .. وبالتالي فإن قدرة الجسم على مقاومة الفيروسات وتدميرها تصبح عالية جداً .

أما المحور الثاني : فهو أكسدة النتوءات الخارجية للفيروس ومكان اتصاله بخلية الجسم وبالتالي يعمل هذا على تثبيط الفيروس والحد من فعاليته وتقليل قدرته على التكاثر ويصبح الفيروس طبقا سائغاً شهياً لمناعة الجسم لكي تقضى عليه وتدمره ومما سبق يتضح أن طريقة عمل الأوزون لا تتقيد بنوع معين من الفيروسات التي تصيب الجسم .

كيف يتم التعامل مع حالات الالتهاب الكبدي الفيروسي ؟

لابد من عمل فحوصات تتضمن العد الكمي للفيروسات وهو ما يسمى (بي سى آر PCR) ووظائف الكبد وبعض الأبحاث الخاصة بتجلط الدم ووظائف الكبد بالإضافة إلى الموجات الفوق صوتية التشخيصية التي  تبين حالة الكبد وبعد ذلك يتم التعامل مع المريض بعمل خطة علاجية لتحديد الوسائل المستخدمة  التي تشمل الأوزون في العلاج بالإضافة إلى بعض الأدوية التقليدية الخاصة بعلاج الكبد والحفاظ على خلاياه ومن بينها الأدوية التي كان المريض يتناولها قبل العلاج بالأوزون والتي وصفها له استشاري الكبد .

ما هي طريقة إعطاء جلسات الأوزون ؟

خطة العلاج بالأوزون تختلف باختلاف حالة المرضى .. فإذا كان المريض يعانى من مضاعفات مع الإصابة بالفيروس مثل الاستسقاء وتليف الكبد يتم التعامل معه بإعطائه نسبة قليلة من الأوزون تزداد تدريجيا .. وهناك خطوط عريضة لاستعمال الأوزون في علاج جميع الحالات المرضية .. ففي كل جلسة يتم سحب كمية من دم الشخص المريض وخلطها بمزيج من غازي الأكسجين والأوزون .. وتتراوح هذه الكمية ما بين 100 إلى 150سم3 من الدم ثم تعاد هذه الكمية المخلوطة إلى المريض وهذا يسمى الحقن الذاتي الأكبر أو (الميجور) لضمان سلامة المريض .. أو عن طريق الحقن الشرجي للأوزون بكمية معينة وتركيز معين داخل المريض . وعادة يتضمن العلاج مرحلتين: المرحلة الأولى المكثفة: وذلك على شكل جلسات ثلاث مرات أسبوعيا ولمدة شهرين يعقبها إعادة تقويم الحالة إكلينيكيا ومعمليا وعلى ضوء هذا التقويم تعتمد المرحلة الثانية بمعدل جلستين أسبوعيا ولفترة تتراوح ما بين ثلاثة أشهر وعشرة أشهر مع متابعة حالة المريض اكلينيكيا ومعمليا.

ثم ماذا بعد العلاج ؟

ينصح المرضى بالاستمرار في تناول الأدوية التقليدية التي أقرها لهم استشاري الكبد ومتابعة حالتهم معه أثناء وبعد تناول علاج الأوزون وذلك للوصول إلى النتيجة الأمثل . ومن ناحية أخرى إذا لم يستدل على وجود الفيروس في الدم بعد تناول علاج الأوزون وأثبتت التحاليل المعملية أن الفيروس أصبح سلبيا فليس هناك أي تحفظ في هذا الخصوص .. حيث لا يصبح معديا .. ولكن من الأفضل أخذ الاحتياطات تمسكا بالجانب الأمني فلا يجب إعطاء دم من شخص كان مريضا بالفيروس وشفى منه وأصبح سلبيا إلى شخص آخر في حاجة إلى الدم أثناء العمليات الجراحية .

ما هي  موانع استعمال الأوزون في العلاج ؟

ممنوع إعطاء الأوزون نهائيا في النشاط الزائد للغدة الدرقية (الغدة الدرقية التسممية ) وهذه الحالة يمكن معرفتها بالفحص الطبي وإجراء التحاليل اللازمة لمعرفة نسبة هرمون الغدة الدرقية في الدم إلى جانب بعض الاختبارات السريرية الإكلينيكية.

ويمنع إعطاء الأوزون أيضا للمريض بأنيميا الفول والتي تسمى (فافيزم) وتمكن معرفتها في الأطفال الذين يصابون بأنيميا حادة عقب تناولهم بعض البقول وأشهرها الفول .. وهذا يحدث نتيجة اختلال في عمل أحد الأنزيمات ويتم التشخيص بالتحاليل الطبية بعدما يكون الطبيب قد اشتبه في هذا المرض عند الفحص الإكلينيكي والتاريخ المرضى .

                    ***************************

وجدير بالذكر أن هناك مشاهير في مجالات الرياضة والفن والكثيرات من عارضات الأزياء  يتناولون علاج الأوزون لغرض التنشيط والتجميل وزيادة حيويتهم ونضارتهم ومن أشهر الذين يتناولون الأوزون لعلاج الشيخوخة الملكة الأم في بريطانيا على يد العالمة الألمانية رانيت فيبان مؤلفة أحد مراجع استخدام الأوزون في الطب .

أ.د. محمد نبيل موصوف

أستاذ بقسم التخدير وعلاج الألم ورئيس وحدة العلاج بالأوزون – معهد الأورام القومي – جامعة القاهرة

رئيس الجمعية الطبية المصرية للعلاج بالأوزون والطب التكميلى

pop_logo
help_logo
hawai
pop_logo