عندما تتسبب جلطة دموية في انسداد شريان ما فان هذا يعنى عدم وصول الدم إلى المنطقة التي يغذيها هذا الشريان. وعندما لا يصل الدم إلى منطقة معينة فبالتالي لا يصل إليها الأكسجين الذي يحمله الدم لتغذية خلايا الجسم. وتكون النتيجة عدم وصول الأكسجين إلى هذه المنطقة وهو إكسير الحياة فتموت الخلايا التي لا يصل إليها أكسجين نهائيا وتضعف بشدة الخلايا التي يصل إليها أكسجين بكميات قليلة نتيجة انسداد جزئي في الشريان بسبب الجلطة الدموية. من هنا يظهر بوضوح أن المحك أساسا يعتمد على وصول الأكسجين الكافي إلى خلايا الجسم. وقياسا على هذا فان ضيق الشرايين ممكن أن يكون نتيجة ترسب الدهون على جدران الأوعية الدموية مسببا ضيق هذه الشرايين مما يؤدى الى نقص الأكسجين الواصل اليها وضعف الأداء الوظيقى للعضو.
وما يقال عن قصور الدورة الدموية نتيجة تصلب شرايين أو جلطات ينطبق على العديد من أعضاء الجسم. فقد يحدث هذا بالنسبة لعضلة القلب (الذبحة الصدرية أو جلطة القلب) مما يؤدى الى هبوط بالقلب أو بالنسبة للمخ فيحدث شلل نصفى أو بالساقين فيحدث بهما آلام شديدة عند المشى لمسافة قصيرة أو يالنسبة لشبكية العين وضعف الابصار كأحد مضاعفات مرض السكر.
وغاز الأوزون الطبي له دور رائع في زيادة نسبة الأكسجين إلى خلايا الجسم. وعندما يزداد الأكسجين الوارد إلى الخلية إلى الوضع الأمثل فان ذلك يعمل على زيادة طاقة الخلية وزيادة إفراز مركب أل ATP – وهو يمثل طاقة الخلية – وبالتالي تزداد كفاءة عمل الخلية وأدائها فإذا كانت هذه هي خلية عصبية أو خلية عضلية فان أدائها يتحسن وبالتالي فان وظيفتها تتحسن وينعكس هذا على المريض فتتحسن حالة الشلل أو يتحسن النطق مثلا أو تختفى أعراض الذبحة الصدرية أو يتحسن الابصار.
وتزداد نسبة الأكسجين المتاحة للخلايا للأسباب الآتية:
1- تحسين الدورة الدموية وبالتالي ينقل الدم كميات أكبر من الأكسجين إلى الخلايا:
2- الأوزون يعمل على تحسين التمثيل الغذائي للأكسجين مما يؤدى إلى زيادة نسبة الأكسجين التي تنقلها كرات الدم الحمراء إلى الخلايا.
3- الأوزون يعمل على زيادة نسبة الأكسجين التي تحملها كرات الدم الحمراء.
4- الأوزون يعمل على زيادة نسبة الأكسجين الموجودة في بلازما الدم.
5- الأوزون يعمل على زيادة تركيز الانزيمات المضادة للأكسدة مثل ال Glutathione وال Catalase وال Dismutase بالأوعية الدموية وكرات الدم الحمراء مما يعمل على زيادة حيويتها ومرونتها,
6- زيادة مرونة الأوعية الدومية يعمل على المساعدة فى علاج الضغط المرتفع والاقلال من العقاقير الطبية المستخدمة فى العلاج.
وبالإضافة إلى زيادة نسبة الأكسجين المتاحة للخلايا فانه معروف عن الأوزون أنه يعمل على رفع الروح المعنوية للمريض ويحسن ما يسمى ب Sense of well-being وبالتالي فان هذا يسيطر على حالة الاكتئاب المصاحبة لبعض الأمرض العضوية ويجعل الإنسان مقبلا على الحياة وهذا من العوامل الهامة في تحسن المريض.
من أهم المشاكل الصحية التي يفيد في علاجها الأوزون الطبي هي الجلطة بالمخ وحالات الشلل النصفي وحالات قصور الدورة الدموية بالشريان التاجي – الذبحة الصدرية- وقصور الدورة الدموية بالأطراف.
ومن المهم جدا أن نعلم أن الأوزون الطبى ليس فقط للعلاج بل أيضا للوقاية فان الشخص السليم من عائلة بها تاريخ مرضى معروف بالذبحة الصدرية والأكثر من غيره عرضة للاصابة يحتاج للعلاج بجلسات الأوزون الطبى حتى تقل عنده فرصة الاصابة بالذبحة الصدرية. كما أنه من المهم معرفة أن العلاج بالأوزون يفيد كثيرا مرضى القلب عقب العمليات الجراحية فى القلب لاستمرارية تحسن حالتهم.
من أهم أسباب مرض ارتفاع ضغط الدم زيادة نسبة الكولستيرول وتصلب الشرايين والتوتر المستمر.
والأوزون الطبى له دور كبير فى السيطرة على هذه الأسباب فان الأوزون يعمل على:
و إجمالا يمكن القول بأن الأوزون يفيد مرضىارتفاع ضغط الدم كما يلي:
ما هي طرق إعطاء الأوزون في حالات أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم ؟
وفى حالات علاج الجلطات وقصور الأوعية الدموية فان الطريقة المتبعة أساسا هي عن طريق الدم. ويجب هنا أن نوضح أن الدم لا يدخل أية أجهزة – مثل الغسيل الكلوي مثلا – بل فان كمية بسيطة من الدم يتم أخذها من المريض – مثل التبرع بالدم ولكن كمية أقل بكثير – ثم يعاد ضخها إلى المريض من نفس مكان الإبرة أي أنه ما يؤخذ منه يتم إعطاؤه له مباشرة ومن نفس المكان ولكن قبل الإعطاء يضاف إلى كيس الدم كمية محسوبة وبتركيز معين من غاز الأوزون في الأكسجين حتى يذوب فيه ويعود للمريض دمه ذائبا فيه غاز الأوزون. ويتم هذا تحت ظروف كاملة من ناحية السلامة والتعقيم وكل ما سبق استخدامه من أكياس جمع الدم وخلافه يكون لمرة واحدة ثم يتم التخلص منه. وجدير بالذكر أنه أثناء الجلسة التي تستغرق في المتوسط حوالي 30 دقيقة فان المريض لا يشعر بأي تعب بل على العكس من ذلك فان نشاطه وحيويته تزداد.
كورس العلاج يفضل أن يبدأ المريض بعدد ثلاث جلسات عن طريق الدم أسبوعيا لمدة 3-4 أسابيع تخفض إلى 2 جلسة أسبوعيا بعد ذلك حتى يصبح الإجمالي حوالي 20 جلسة يتم بعدها تقييم الحالة والقاعدة هنا أن يستمر إعطاء الجلسات طالما هناك تحسن في الحالة المرضية ولا يوجد حد أقصى للجلسات.
أ.د. محمد نبيل موصوف
أستاذ بقسم التخدير وعلاج الألم ورئيس وحدة العلاج بالأوزون – معهد الأورام القومي – جامعة القاهرة
رئيس الجمعية الطبية المصرية للعلاج بالأوزون والطب التكميلى