عسر القراءة الديسلكسيا                                                            Dyslexia

 

ما هو عسر القراءة؟

 

عسر القراءة أو ما يصطلح عليه أيضا  الديسلكسيا ، من أشهر صعوبات التعلم و أكثرها استئثارا باهتمام العلماء و المربين، و ذلك لكون القراءة من أهم المهارات الأساسية التي تبنى عليها جميع التعلمات في جميع المواد الدراسية، و بدونها لا يمكن للمتعلم أن يمضي قدما في مسيرته التعليمية. كما أن وجود عينة من الطلاب يعانون من عسر القراءة في الصف الدراسي من شأنه التأثير على المستوى العام للطلاب، و هدر الكثير من الوقت و الجهد في معالجة ظاهرة لا يُعْرف عنها الكثير في الأوساط الدراسية.

و مما يزيد من خطورة ظاهرة عسر القراءة أو الديسلكسيا، غموض أعراضها، و قلة الوعي بها، مما يجعل الإقصاء و التهميش أسياد الموقف حين يتعلق الأمر بالتعامل مع الطفل المصاب، في ظل غياب الرعاية الخاصة التي تؤهله لتجاوز الصعوبات التي يعاني منها، و الانخراط الإيجابي في الأنشطة الهادفة داخل الفصل و خارجه.

 

ما هو عسر القراءة ” الديسلكسيا

 أ- أصل المصطلح

الديسلكسيا Dyslexia كلمة يونانية الأصل مكونة من مقطعين: الأول (Dys) وتعني صعوبة، والثاني (lexia) وتعني الكلمة المقروءة، وأول من استخدم هذا المصطلح عالم الأعصاب الفرنسي ( رودلف بيرلين ) عام 1872 م، ثم تتابعت الدراسات في هذا الشأن فأطلق عليها الطبيب الألماني ( أدولف كسماول ) بـ (العمى الكلمي)، وسماها بعد ذلك جيمس هنشلود بـ (العمى الكلمي الخَلْقي)، فما هي إذن أهم تعريفات الديسلكسيا

ب- الفرق بين عسر القراءة و التأخر في القراءة

رغم أن النتيجة واحدة وهي انخفاض الأداء الوظيفي في القراءة، إلا أن هناك العديد من الفروق بين حالات الديسلكسيا وحالات التأخر أو التخلف في القراءة، حيث أجرى روتر ويل  دراسة على عينتين إحداهما تم تشخصيها على أنها تعاني صعوبات نوعية في القراءة، في حين تم تشخيص الثانية على أنها تعاني  تخلفًا عامًا في القراءة، و يمكن تلخيص أهم الفروق التي تم رصدها منم خلال هذه الدراسة فيما يلي:

  1. الديسلكسيا أو عسر القراءة أكثر انتشارا لدى الذكور بخلاف التأخر أو التخلف في القراءة.
  2. الإعاقات العصبية أكثر انتشارا في صفوف المتأخرين في القراءة.
  3. كان التقدم فيالقراءة والتهجي أبطأ لدى عينة الأطفال المتعسرين قرائيا مقارنة بالمتأخرين.

من جهة أخرى، أثبتت الدراسات وجود فروق فزيولوجية بين الفئتين، حيث وجد أن أطفال الديسلكسيا يعانون من خلل وظيفي عصبي في دوائر القراءة بالنصف الأيسر الخلفي من المخ، بينما من النادر تشخيص هذا الخلل لدى الأطفال الذين يعانون تخلفا في القراءة.

 مظاهر عسر القراءة (الديسلكسيا)

قبل الخوض في مظاهر الديسلكسيا، ينبغي التنبيه أولا إلى عدم ارتباط  هذه الظاهرة بمعدل الذكاء، مما يفسر صدمة الآباء حينما يكتشفون أن ابنهم يعاني من صعوبات في القراءة رغم أنه كان يظهر علامات ذكاء طبيعي أو حتى فوق الطبيعي. و عموما يمكن تلخيص أهم مظاهر الديسلكسيا في النقط التالية :

أ- المظاهر اللغوية

التأخر أو عدم الكلام بوضوح أو خلط الحروف أو الكلمات أو الجمل، و من أمثلة ذلك ما يلي:

  • قلب مقطع من الكلمة فيقرأ بانت بدلاً عن نبات، وكوافه بدلاً عن فواكه .
  • حذف بعض الحروف، وإضافة أُخرى كأن يقرأ: والد بدلاً عن ولد، وندى بدلاً عن نادى .
  • حذف مقطع كامل من الكلمة كأن يقرأ منزل بدلاً عن المنازل، وفتاة بدلاً عن فتيات .
  • قلب مواضع الحروف من الكلمة إما بالتقديم أو التأخير كأن يقرأ قلب بدلاً عن قبل، وعبد بدلاً عن بعد، وفرس بداً عن سفر…
  • حذف بعض الكلمات أو أجزاء من الكلمة المقروءة، فمثلاً عبارة ( سافرت بالطائرة ) قد يقرأها الطالب ( سافر بالطائرة).
  • إضافة بعض الكلمات غير الموجودة في النص الأصلي إلى الجملة، أو بعض المقاطع أو الأحرف إلى الكلمة المقروءة فمثلاً كلمة ( سافرت بالطائرة ) قد يقرأها ( سافرت بالطائرة إلى أمريكا) .
  • إعادة بعض الكلمات أكثر من مرة بدون أي مبرر فمثلاً قد يقرأ ( غسلت الأم الثياب ) فيقول ( غسلت الأم … غسلت الأم الثياب) .
  • إبدال بعض الكلمات بأخرى قد تحمل بعضاً من معناها، فمثلاً قد يقرأ كلمة ( العالية ) بدلاً من ( المرتفعة ) أو ( الطلاب ) بدلاً من ( التلاميذ) أو أن يقرأ (حسام ولد شجاع) وهكذا .
  • ضعف في التمييز بين أحرف العلة فقد يقرأ كلمة ( فول ) فيقول ( فيل).
  • صعوبة التموقع في النص، حيث يرتبك عند الانتقال من نهاية السطر إلى بداية السطر الذي يليه أثناء القراءة .

ب- مظاهر مرتبطة بالأنشطة اليومية

هناك العديد من السلوكات اليومية التي يقوم بها الطفل و التي يمكن أن تدل على معاناته من الديسلكسيا مثل :

  • طريقة التعامل مع الأشياء كصعوبة الاحتفاظ بها في يده، وصعوبة التنسيق فيما يقوم به من أعمال مثل مسك الكرات أو تنطيطها أو رميها بصورة عادية.
  • صعوبة في تنفيذ بعض الأعمال مثل ارتداء الملابس بصورة طبيعية وربط الحذاء واستعمال الأزرار.
  • ضعف التركيز عند الاستماع للقصص.

إضافة إلى ما سبق ذكره، يمكن أن تقترن الدسليكسا بمظاهر أخرى كرداءة الخط و الخروج على السطر و صعوبة تنسيق الحروف، كما يمكن أن تكون مصاحبة لعسر الحساب و عسر الكلام و غيرها من صعوبات التعلم الأخرى، غير أن ما ينبغي الإشارة إليه هنا هو أن ظهور هذه العلامات مجتمعة ليس شرطا للجزم بإصابة الطفل بعسر القراءة، فوحده الطبيب المختص لديه القدرة و الكفاءة لتشخيص الديسلكسيا و تحديد درجة الإصابة بها.

ج- مظاهر مرتبطة بالوراثة

أثبتت الدراسات أن الدسلكسيا في معظمها تكون نتيجة للتوارث في العائلة، و في هذا الإطار، قام “Leppänen PH et al“، بالتحقيق في مدى صحة فرضية ارتباط عسر القراءة بالتاريخ المرضي للعائلة، حيث تم دراسة رضع بعمر 6 أشهر من عينتين مختلفتين، تنتمي الأولى إلى عائلة طبيعية، في حين تنتمي الأخرى إلى عائلة لها تاريخ مرضي في الإصابة بعسر القراءة. و عند قياس الاختلافات في التنشيط الكهربائي في الدماغ الناجم عن التغيرات في الهيكل الزمني لأصوات التحدث – وهي سمة تلقينية حاسمة في الكلام – لوحظ اختلاف أطفال العينة الأولى عن أطفال العينة الثانية في كل من قدرتهم على الاستجابة الأولية للأصوات، وفي استجابات كشف التغير الذي يعتمد على سياق التحفيز،  وهذا يدل على أن الأطفال المعرضين للخطر بسبب العوامل الوراثية يقومون بعملية تلقين سمعي زمني لأصوات التحدث بشكل مختلف عن أطفال العائلات العادية، و ذلك حتى قبل أن يتعلموا الكلام، وأن حالات عُسر القراءة العائلية قد تساعد في التشخيص.

استراتيجيات التربية  التي تساعد  الطفل مع عسر القراءة (في مرحلة ما قبل المدرسة ، المدرسة و / أو المنزل):

  • امنح وقتًا إضافيًا لإكمال العمل (لمراعاة الوقت الإضافي اللازم لقراءة المعلومات وتفسيرها).
  • عرضه بصورة متكررة لنفس المهمة أكثر من المعتاد.
  • استخدام الاشارات البصرية بدلا من التعليمات اللفظية الطويلة.
  • استخدام المطالبات المرئية حيثما أمكن (أي الصور ، وليس قوائم الكلمات ، للمؤسسة).
  • استمرار ممارسة مهارات (مألوفة) ، بدلا من مجرد الانتقال إلى مهام جديدة دون الحفاظ على القديم.

تشمل مناهج وأنشطة العلاج المهني التي يمكن أن تدعم الطفل المصاب بعُسر القراءة أو مقدمي الرعاية ما يلي:

  • منهج متعدد الحواس:استخدام منهج متعدد الحواس للتعلم (أي استخدام أكبر عدد ممكن من الحواس المختلفة مثل المشاهدة والاستماع والقيام والتحدث).
  • مطالبات مرئية:تقديم مطالبات مرئية لكل من التعليمات والمهام
  • مهام التسلسلالبصري (أو المكونات داخل مهمة) باستخدام الإشارات المرئية.
  • الاستراتيجيات المرئيةللمساعدة في القراءة والتهجئة (مثل حجم ورق الترميز اللوني وفقًا لحجم الخطاب).
  • النمذجة البصريةبدلا من مجرد إعطاء تعليمات لفظية.
  • ممارسة تشكيل الحروف:تعليم التكوين الصريح والقيام بممارسة متكررة للحرف للمساعدة في بناء ذاكرة العضلات ، بدلاً من الاعتماد على المهارات البصرية.

تشمل مناهج علاج التخاطب والأنشطة التي يمكن أن تدعم الطفل المصاب بعُسر القراءة أو مقدمي الرعاية ما يلي:

  • تقييم الكلام واللغة:تقييم مهارة الطفل في مجالات محو الأمية الناشئة والتي تشمل: الوعي الصوتي للكلمة والذاكرة ؛ استخدام المفردات والمعرفة ؛ الاستماع والفهم؛ معالجة وفهم الجمل.باستخدام الكلمات والجمل. مهارات التخاطب؛ مهارات سرد قصة شفوية. معرفة رموز الحروف وترميز وفك الحروف والأصوات.
  • الوعي الصوتي:تطوير مهارات التوعية الصوتية (على سبيل المثال ، تقسيم المقاطع الصوتية ، القافية ، تحديد الأصوات في الكلمات).
  • تطوير اللغة:التركيز على مهارات اللغة الشفوية التي قد لا يتم تطويرها بالكامل.
  • معرفة الرسالة والصوت:العمل على تحديد الحروف / الصوت.
  • الاستراتيجيات البصريةللمساعدة في تهجئة الكلمات والهجاء (مثل الكتل الملونة لتمثيل الحروف الساكنة والحروف المتحركة).
  • التواصل مع الطاقم التعليميوالمهنيين الآخرين المشاركين في رعاية الطفل حول طبيعة الصعوبات وطرق مساعدة الطفل على الوصول إلى المنهج الدراسي.

لماذا يجب أن أبحث عن علاج لطفلى مع عسر القراءة؟

التشخيص وحده ليس هو الحل. إنه يفتح ببساطة الباب للحصول على المساعدة اللازمة عن طريق تسليح جميع المعنيين بالمعلومات ذات الصلة.

لا تزال هناك حاجة لتقديم “المساعدة”. المساعدة التي يتم تقديمها (على الأقل من منظور علاجي) سوف تعكس:

  • أولا وقبل كل شيء هناك حاجة للتدخل الطبي.
  • ما هي مخاوف الآباء / المعلمين / مقدمي الرعاية بالنسبة للطفل (أي أهم التحديات الوظيفية).
  • المجالات المحددة التي تشكّل الطفل (والتي ستختلف حتى داخل الأطفال الذين لديهم نفس التشخيص).
  • قدرة بيئات الطفل على تلبية احتياجات الطفل.

إذا تُرك دون علاج فإن الطفل المصاب بعُسر القراءة قد يواجه صعوبات في:

  • اتباع التعليمات داخل المنزل ، ورياض الأطفال أو البيئة المدرسية.
  • المفردات التي لا يستطيع الطفل من خلالها توصيل رسالته بوضوح بسبب المعرفة المحدودة للكلمة.
  • إن احترام الذات والثقة عندما يدركان أن مهاراتهما لا تتطابق مع نظرائهما.
  • المهارات الحركية الدقيقة (مثل الكتابة والرسم والقطع) بسبب ضعف الاستقرار الأساسي ، مما يعني أنه ليس لديهم قاعدة قوية لدعم استخدام أذرعهم وأيديهم.
  • التنظيم الذاتي والسلوك ، حيث أن الطفل غير قادر على تنظيم نفسه بشكل مناسب لتسوية ومتابعة مهمة لفترات طويلة من الزمن.
  • الوصول إلى المناهج الدراسية لأنهم غير قادرين على حضور المهام لفترة كافية لاستكمال معايير التقييم.
    • الأداء الأكاديمي: تنمية مهارات القراءة والكتابة مثل القراءة والكتابة والتعامل مع البيئة الأكاديمية.
    • التقييم الأكاديمي: إكمال الاختبارات والامتحانات والمهام الأكاديمية في التعليم العالي..

ماذا يعني تشخيص عسر القراءة بالنسبة للطفل حقا؟

تستخدم التشخيصات لتسمية مجموعة معينة من الأعراض التي يتعرض لها الطفل.

ويساعد هذا التصنيف على تضييق نطاقه وتحديده على وجه التحديد:

  • تحدث مشكلات أخرى شائعة في وقت واحد.
  • الدواء قد يكون مناسبا.
  • قد تساعد العلاجات الطفل (مثل العلاج الطبي ، العلاج الوظيفي ، علاج التخاطب ، علم النفس).
  • قد يكون مسار التدخل (الطبية و / أو الصحة ذات الصلة) وماذا يمكن أن نتوقع نتائجه (التكهن).
  • يمكن القيام به لمساعدة الطفل

 

المراجع :

– تهاني عتيق الله الصبحي ( “عسر القراءة” لدى الأطفال الناطقين باللغة العربية ) . جامعة أم القرى

– صالح عثمان الزهراني، العسر القرائي «الديسلكسيا Dyslexia» لدى الطلاب، http://www.manhal.net/art/s/11133

– عسر القراءة، ويكيبيديا، عسر_القراءة/http://ar.wikipedia.org/wiki

– فهد حماد التميمي، قراءة متدرجة في المفهوم: العسر القرائي.. «الدسلكسيا»،

http://www.almarefh.net/show_content_sub.php?CUV=357&Model=M&SubModel=143&ID=316&ShowAll=On- Emily Lapkin, Understanding Dyslexia, http://www.understood.org/en/learning-attention-issues/child-learning-disabilities/dyslexia/understanding-dyslexia

pop_logo
help_logo
hawai
pop_logo